تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أكبر من جريمة، بل من (فضيحة) هذا الذي يحدث في فلسطين



ابو شجاع
06-21-2007, 12:14 PM
أكبر من جريمة، بل من (فضيحة) هذا الذي يحدث في فلسطين

أليس منكم أيها المتسابقون للشر رجل رشيد؟!


أليس أكبر من جريمة أن ينتهي دور فتح التي عَقَدَ الناس الآمالَ عليها لتحرير فلسطين كل فلسطين، أن ينتهي دورها إلى حكومة في ظل الاحتلال في الضفة لا حول لها ولا قوة ولا سيادة، بل تحتفل وتَصْدَع بالأهازيج لأنها (حظرت) حماسَ ومليشياتِها من أراضي السلطة بدل أن (تحظر) قوات يهود من أن تصول وتجول في أراضي السلطة؟
ثم أليس أكبر من جريمة أن ينتهي دور حماس التي عقد الناس الآمال عليها لتحرير فلسطين كل فلسطين، أن ينتهي دورها إلى حكومة في ظل الاحتلال في غزة، لا حول ولا قوة لها ولا سيادة، بل تُصَلِّي شكراً لله لأنها (حرَّرت) غزة من فتح ومليشياتها بدل تحرير غزة من سلطان يهود وسياستها التي تخنق غزة بعدوانها صباح مساء؟!
أليس أكبر من جريمة أن يحقق الفريقان ما عجز عنه كيان يهود من إعلانٍ صريحٍ فصيح بقسمة الضفة وغزة ليس فقط بالاسم بل بالرسم والجسم؟
ثم أليس أكبر من جريمة بل من فضيحة أن تسيل الدماء الزكية من أهل فلسطين على أيدي من يعلنون زوراً وبهتاناً أنهم قاموا لأجل الحفاظ على دماء أهل فلسطين؟

أيها المسلمون

لقد كان واضحاً لكل ذي عينين أنه بالتوقيع على اتفاق مكة فإن الشَّرَكَ الذي نصب لحماس في دخول الانتخابات، و(تسهيل) نجاحها، واستلامها الحكم في ظل الاحتلال، أن الشرك الذي نصب قد آتى أكله! فقد كان الهدف أن يلحق (الإسلاميون) بالعلمانيين في الموافقة على القرارات الدولية المتعلقة بفلسطين، حيث كلها تقر بكيان يهود في فلسطين 48، لتصبح القضية هي في المحتل في 67 بإقرار أهل فلسطين، بزعمهم، العلمانيين والإسلاميين بذلك. وقد وافقت الفصائل الفلسطينية عليه ولم ترفضه من هذه الفصائل سوى الجهاد الإسلامي فقد رفضته كلياً، والجبهة الشعبية التي رفضته جزئياً.
لقد كان إعلان (اتفاق) مكة (شباط/2007م) هو تتمةً لإعلان المنظمة في الجزائر (تشرين الأول/1988م) الذي وافقت فيه منظمة التحرير بزعامة فتح على أن قضية فلسطين أصبحت محصورةً في المحتل في 67. ولما كان الموقعون حينها (علمانيين)، لذلك كانوا بحاجة إلى توقيع (الإسلاميين)، الذي تم في اتفاق مكة بعد التمهيد له باقتتالٍ بين فتح وحماس جعل بسطاء أهل فلسطين يظنون الاتفاق هو لحقن الدماء، وقد أنساهم ذلك الهدف السياسي من الاتفاق. وقد كان كذلك واضحاً لكل ذي عينين أن وصول حماس للحكومة قد أوجد رأسين في الحكم: واحداً للسلطة وواحداً للحكومة، وأن المقصود كان أن يقترن التوقيعان، الند بالند، ممثلين للعلمانيين والإسلاميين، وأن أمريكا وكيان يهود لم يكونا يريدان لحماس دوراً فاعلاً غير هذا التوقيع، بل يريدان انضواء حماس في منظمة التحرير بتعديلات لا تمس الجوهر ليصبح الرأس البارز الفاعل هو رأس السلطة، على الرغم من أن أوروبا وبخاصة بريطانيا كانت تريد لحماس التي ترأس الحكومة البقاء بفاعلية في السلطة.

لقد كانت نقطة الضعف عند فتح في أعين الناس أن شهوة السلطة لديها فوق كل اعتبار، وكان الناس يرون أن حماس غير ذلك، لهذا كانت الخطوة الأولى أن تلحق حماس بفتح في هذه المسألة أيضاً فتظهر عند الناس أن شهوة السلطة لديها فوق كل اعتبار ليسهل بعد ذلك عودة السلطة برأس واحد وانضواء حماس في المنظمة وقبول الناس لهذا الأمر على اعتبار أن حماس قد لحقت بالمنظمة في شهوة السلطة أيضاً.

أيها المسلمون
يا أهل فلسطين

لقد اعتاد الكفار المستعمرون أن يصلوا لأهدافهم بافتعال أزمات ساخنة لدرجة الاقتتال بل فوق الاقتتال. وهكذا كان، فكما كان اقتتال فتح وحماس السابق تهيئة لظروف توقيع اتفاق مكة، وعملية إخراج للاتفاق حيث جعلت أهل فلسطين يركزون على وقف الاقتتال وينسون الكارثة السياسية للاتفاق، فهم كذلك في اقتتال فتح وحماس الحالي جعلوا حفنةً من المليشيات التابعة لفتح تقوم باستفزازت أمنية لحماس في غزة فلم تعالجها حماس بالصبر والهدوء وكشفها للناس، بل انقضت عليها بعمليات قتل وسفك دماء طالت الشيوخ والنساء والأطفال بل والشجر والحجر في مجازر فظيعة كأنهم نسوا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من طريق عبد الله بن عمرو أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه، واللفظ للترمذي.

إن عدم الوعي السياسي لدى حماس، ونسكت عن غير ذلك، هو الذي يوقع حماس في أزماتها واحدةً تلو الأخرى، لدرجة أن يسفكوا الدماء البريئة للمسلمين ظلماً وعدواناً وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً بل ويسجدون شكراً لله.

وهي الآن قد سيطرت على غزة، ولها حكومة، والسلطة في الضفة ولها حكومة، وهما سيتسابقان للشر في نزاع سواء أطال أم قصر فهو في خدمة أهداف يهود من تمزيق ما بقي من فلسطين، وإيجاد حاجز بين أهلها من العداوة والبغضاء على أثر أحداث القتل، فهل كان يهود يستطيعون فعل ذلك لولا أيدي زعماء القضية؟!

أيها المسلمون
يا أهل فلسطين

إن حزب التحرير يتوجه إلى البقية من المخلصين في فتح وحماس أن يقفلوا (دواوين) السلطة والحكومة في ظل الاحتلال، وأن يأخذوا على أيدي هؤلاء وأولئك المتربعين على الكراسي المعوجة الساقطة في بلديَّـتَيْ (حكومتَيْ) غزة والضفة، وأن يقفوا في وجههم وقفةً يحبها الله ورسوله، وتُكتب لهم نوراً في الدنيا ونوراً في الآخرة، فتنجيهم من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، حيث إن الاستمرار في مهزلة السلطة والحكومة في ظل الاحتلال القائمة على جماجم المسلمين التي قُطعت، وأرواحهم التي أُزهقت، ودمائهم التي سفكت، إن الاستمرار لهو خيانة لله ورسوله والمؤمنين.

إننا نتوجه ونتوجه إلى بقية المخلصين من فتح وحماس أن يعيدوا القضية إلى أصلها الواجب أن يكون، بالقضاء على كيان يهود من جذوره وإعادة فلسطين كاملةً إلى ديار الإسلام، فإن لم يستطيعوا اليوم فلا أقل من أن يبقوا في خنادقهم التي أعدوها، ويثبتوا على مواقفهم التي التزموها، ليكونوا مقدمة الفتح على أيدي جند الخليفة الراشد عمر الذي فتح القدس أول مرة، وجند الخليفة الناصر العباسي تحت لواء القائد صلاح الدين الذي حرر القدس من الصليبيين، ثم من بعدُ جند الفاتحين الذين يحررون القدس آخر مرة.

{وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ}.


في 3 من جُمادى الآخرة 1428هـ حزب التحرير
الموافق 18/06/2007م

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/inde...rat/single/2020 (http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/isdarat/single/2020)