تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دحلان عصا الشيطان في يد اسرائيل



صوت الكرامة
06-20-2007, 05:11 PM
بلال الحسن: إقصاء دحلان هو الحل
تاريخ النشر : 20/06/2007 - 07:17 ص

http://www.akhbaruna.net/ar/DataFiles/Cache/TempImgs/2007/1/Blogs_30_dahlan-abbas_350_350.JPG (http://www.akhbaruna.net/ar/DataFiles/Contents/Files/Blogs/30/dahlan-abbas.JPG)
مقدم بواسطة: زينه بنت فلسطين

رأى الكاتب والمفكر الفلسطيني المستقل بلال الحسن أن قيادي فتح محمد دحلان يتحمل المسئولية الكبرى عن الأزمة الفلسطينية الحالية، ودعا رئيس السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس لإقصاء دحلان تماما عن الساحة السياسية باعتباره "عصا الشيطان" الإسرائيلي.
وفي مقابلة خاصة مع "إسلام أون لاين.نت" عدّد الحسن ما قام به دحلان -بعد هيمنته على الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة وبـ"دعم إسرائيلي-أمريكي"- من خطوات ومواقف بهدف عرقلة الشراكة السياسية بين فتح وحماس.
وعلى خلفية ما يشهده قطاع غزة من صراع عسكري بين فتح وحماس انتهى لصالح الأخيرة وبمؤشرات على فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، توقع بلال الحسن عضو المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان المنفى) أن تشهد العلاقة بين الحركتين مزيدًا من التدهور قد يمهد للبدء في تنفيذ سيناريو أمريكي إسرائيلي يقضي بتجميد فكرة إقامة دولتين (فلسطينية وإسرائيلية) والعودة إلى إحياء مشروع الكونفيدرالية مع الأردن، وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة؛ وهو ما سيترتب عليه مخاطر جسيمة على طريق الكفاح الفلسطيني قد تهدد بضياع الحقوق الفلسطينية للأبد.
وفيما يلي نص الحوار:
* ما هي قراءتك للموقف الحالي في الضفة الغربية وقطاع غزة في ضوء التطورات الأخيرة المفصلية؟
- لا يمكن للمرء أن يتحدث عن المشهد الأخير الذي انتهى بسيطرة حماس الكاملة على قطاع غزة من دون العودة للوراء قليلا، وربما إلى مشهد انتصار حماس في الانتخابات التشريعية، وتشكيل حكومة إسماعيل هنية الأولى.. هذا الموقف لم تستوعبه حركة فتح وربما تعاملت معه باستخفاف، وقد بدا ذلك من أمرين:
الأول رفضها تلبية دعوة حماس للمشاركة في الحكومة، واختارت المقاطعة وسيلة لإسقاط الحكومة، ثم تحالفت مع القوى الخارجية -إسرائيل والولايات المتحدة- في حصار خانق لحكومة حماس أملا في إسقاطها، وعودة فتح بقوة إلى السيطرة على مقاليد الأمور.
والأمر الثاني أنه: عندما فشلت فتح لجأت إلى تكتيك آخر متمثل في الإضرابات الداخلية وما عرف بأزمة رواتب الموظفين؛ وهو ما أضر بصورة فتح كحركة نضالية خصوصا عندما التقت مصالحها مع المحتل في حصار حماس والتنسيق مع الولايات المتحدة الحليف الأول لقوة الاحتلال، هنا بدأت فتح تتكبد خسائر فادحة في سمعتها وتراجع دورها الوطني.
* هل ترى أن فتح كتلة موحدة في تطبيق هذه السياسة تجاه حماس؟
- فتح تاريخيا تضم تيارات متعددة بعضها متصارع وبعضها يحتاج إلى عملية ضبط مستمر، وكان أبو عمار (ياسر عرفات) رحمه الله هو القادر على ضبط هذه التناقضات بوسائل شخصية فردية، لكن بوصول الرئيس أبو مازن -وربما بحسن نية منه- ألغى كافة الطرق الفردية في التعامل مع الأزمات، خصوصا المالية، وطبق النظام المؤسسي الذي يجعل كل الأموال التي يتم صرفها تمر من قناة واحدة هي وزارة المالية، وهذا أمر ظاهره شفاف، لكن توابعه كانت مزيدًا من التشرذم داخل حركة فتح.. فمثلا تم بموجب هذا التغيير إلغاء الرواتب التي كانت تصرف لمتقاعدي كتائب شهداء الأقصى وعدد هؤلاء يزيد حسب التقديرات عن 5 آلاف شخص؛ فكان هناك نشطاء قد تعرضوا للإضعاف وتراجعت قوة الكتائب على الأرض، وترتب على وقف صرف رواتبهم حدوث فراغ مالي دخلت قوى خارجية لتشغله.
كما أدى هذا الفراغ إلى دخول دحلان بسلاح المال بقوة على الخط فبدأ يدفع رواتب أكثر من ألفي ضابط وجندي في الأجهزة الأمنية الفلسطينية المختلفة، هذه الرواتب كانت مدخله للسيطرة على هذه الأجهزة.
* هل الرئيس أبو مازن لم يدرك ذلك في حينه؟ وما دوره في دعم قوة دحلان على الأرض؟
- الرئيس أبو مازن أخطأ مرتين فيما يتعلق بالعلاقة مع دحلان: الأولى عندما عينه مستشارا للأمن القومي ومشرفا على الأجهزة الأمنية؛ فهذا المنصب التنفيذي يتناقض مع وضعه كعضو في المجلس التشريعي. والخطأ الثاني أنه اعتمد على نصائحه في انتهاج أسلوب مقاطعة وحصار حماس، فبدا لدى الشارع الفلسطيني أن ثمة تحالفا بين الاحتلال والسلطة الوطنية في حصار الشعب وعقابه لاختياره لحماس في الانتخابات التشريعية.
وهنا ظهرت بوضوح لأول مرة في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني قوة محمد دحلان السياسية المرتبطة والمدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية حليفة إسرائيل الأولى.. هذه القوة أعلنت في أكثر من مناسبة أنها في تحد مع حماس وتسعى لإسقاطها.
* هل كان بوسع الرئيس عباس إيجاد بديل قوي لدحلان في قطاع غزة؟
- على العكس فقد ساهم الرئيس أبو مازن في إضعاف شخصيات قوية وتتمتع بنفوذ وشعبية داخل فتح وداخل القطاع لحساب دحلان، من هؤلاء على سبيل المثال الأخ هاني الحسن؛ فقد ظل يستعين به عرفات سنوات طويلة للسيطرة على تناقضات فتح الداخلية، إلى أن أبعده وهمشه مؤخرا أبو مازن؛ فكان دحلان جاهزا لملء الفراغ بعد إقناع الرئيس بقدرته على سحق حماس وإزاحتها عن السلطة.
* وكيف استعد دحلان من جانبه للدخول في مواجهة حاسمة مع حماس؟
كان الرئيس عباس رافضا لمثل هذه التوجهات منذ البداية لكن يبدو أنه وافق عليها في الفترة الأخيرة وراهن بقوة على أفكار وخطط دحلان التي كان أبرزها تأسيس قوة حرس الرئاسة وتسليحها بمعدات تحمست إسرائيل والولايات المتحدة لتقديمها عبر دول عربية -الأردن ومصر- وبالطبع كان ذلك خطأ جسيما؛ لأن الشعب الفلسطيني اعتبر هذه المساعدات العسكرية الخارجية تهدف إلى تقوية جبهة بعينها ضد حماس وبالتالي تضاعف حجم التعاطف الشعبي معها، على عكس ما أقنع به دحلان الرئيس أبو مازن وخطط له، خصوصا أن دحلان كان مكلفا شخصيا من قبل الرئيس بالإشراف على هذه القوة العسكرية الناشئة.
كما جاء قرار الكونجرس الأمريكي بتخصيص 68 مليون دولار مساعدات عاجلة لتزويد حرس الرئاسة بالسلاح ليضاعف من غضب الشعب ويساهم في تشويه صورة دحلان ومعها صورة فتح والسلطة.
* كيف تعامل كل طرف مع اتفاق مكة.. وهل نجح أحد الأطراف في توظيفه لصالحه؟
- اتفاق مكة أكد أن العرب يؤيدون الشراكة الكاملة بين حماس وفتح والوحدة الفلسطينية وهذا إيجابي في حد ذاته، لكن هذا الاتفاق رفضته إسرائيل والولايات المتحدة، وتوقع دحلان أن لديه القدرة على الحسم فكانت النتيجة أن فتح تعاملت مع الاتفاق على أنه فرصة لمزيد من إضعاف حماس من خلال عدم التعاون في مجال الأمن؛ فكان طبيعيا أن تنعكس نوايا فتح تجاه اتفاق مكة في صورة تعقيدات وتناقضات واشتباكات دائمة في ظل انتشار المسلحين بالشوارع.
* برأيك من يتحمل مسئولية ما آلت إليه الأمور؟
- دحلان هو المتهم الأول، ثم من وفَّر له الغطاء السياسي فقد استحوذ على أدوار شخصيات فتحاوية أكثر شعبية وقوة داخل تنظيم فتح وفي الشارع الفلسطيني بشكل عام، كما أن الدعم السياسي الضخم الذي حصل عليه من مؤسسة الرئاسة كشف في الواقع عن أن قوته أكبر من حقيقته وورط الجميع، والآن يبدو في الأفق أن دحلان يسعى لنقل الصراع إلى الضفة ونشر التوتر في نابلس وبالتالي يفتح الباب للتفاوض مع حماس.
* بعد سيطرة حماس على الأوضاع في غزة، وقرار أبو مازن بحل حكومة الوحدة ماذا تتوقع؟
- قرار الرئيس أبو مازن بإقالة حكومة الوحدة بهذه الطريقة قرار انفعالي يفتقد الحكمة؛ لأنه يترتب عليه أمران: الأول: الدعوة لإجراء انتخابات جديدة بهدف تمكين فتح وإقصاء حماس، وبالطبع ليتحقق ذلك فلا بد من تطبيق مناهج تزوير الانتخابات التي تشتهر بها الدول العربية المجاورة، إلا أنه في هذه الحالة لن تستسلم حماس، ويمكن أن تنسف عددًا من المقار الانتخابية وتعطل الانتخابات.
أما الأمر الثاني فهو العمل على تعميق فكرة الانفصال بين غزة والضفة، وإقامة كيانين منفصلين، وهنا سبق أن دخل على هذا الخط مسئول أمريكي سابق -هو دينيس روس- ليسوق لمشروع الكونفيدرالية مع الأردن، بدعوى تفويت الفرصة على إقامة ما أسماه "حماسستان" في غزة، وهو بذلك يدعم التيار الإسرائيلي الرافض لإقامة دولة فلسطينية واحدة.
* ما هو إذن سيناريو الخروج من المأزق الحالي، وما هو المطلوب من كل طرف؟
- سواء جرت انتخابات جديدة أم تم إصلاح الأوضاع القائمة، فإن الأمر الذي أصبحت تدركه كافة الأطراف أنه لا يمكن لحماس السيطرة والعمل بدون فتح، ولن تتمكن فتح من البقاء في السلطة بدون التفاهم مع حماس، هذه الحقائق كانت غير معترف بها من فتح في السابق، إلا أن الأحداث الأخيرة خلقت واقعا جديدا على الأرض، وبالتالي إذا أراد الرئيس أبو مازن أن يسيطر على زمام الأمور ويكون قائدا لكل الشعب الفلسطيني فعليه أن يطبق الخطوات التالية:
أولا: تعيين وزير داخلية يتمتع بكل الصلاحيات وتخضع لإشرافه كافة أجهزة الأمن على أساس وطني وليس فصائليا.
ثانيا: تنحية دحلان وإبعاده عن الحياة السياسية تماما باعتباره صاحب أجندة غير وطنية ويستخدم كـ "عصا للشيطان الإسرائيلي" لتدمير الوحدة الفلسطينية، كما يجب تنحية رؤساء الأجهزة الأمنية الذين فقدوا ثقة الشارع الفلسطيني بهم حتى لو لم يكونوا متورطين أو مدانين في الأحداث الأخيرة.
ثالثا: العمل على بدء تطبيق الخطة الأمنية التي سبق الاتفاق عليها بين رئيس الوزراء إسماعيل هنية والرئيس أبو مازن.
كما أنه على حماس عدم الغرور بانتصارها على دحلان وأتباعه، بل عليها وضع خطة عمل لإدارة شئون الشعب الفلسطيني تشارك فيها كل القوى والفصائل بما فيها رجال الأعمال.
وأدعو فتح إلى أن تقوم بعملية تطهير واسعة تقوم من خلالها بتنظيم صفوفها وتحديد عضوية أتباعها وإجراء انتخابات قاعدية لتنقي سيرتها من دخلاء عملوا لحساب المستعمر وأساءوا لقضية بلادهم الوطنية.