تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : البيان الختامي لأعمال مجلس أمناء الحملة العالمية لمقاومة العدوان



مقاوم
06-19-2007, 08:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد عقد مجلس أمناء الحملة العالمية لمقاومة العدوان اجتماعه الثاني في الدوحة – قطر، بتاريخ 28 و29 جمادى الأولى 1428 هـ الموافق 14 و15/6/2007م، وفي بداية الاجتماع دعا المجلس الله تعالى أن يُتم الشفاء العاجل على رئيس الحملة ورئيس المجلس فضيلة الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي، وأن يسترد عافيته ليواصل مسيرته، وتم التداول في جملة من القضايا الإدارية والتنظيمية وخطة الحملة المستقبلية وسبل تنمية مواردها المالية والبشرية، كما أقر التقرير السنوي الإداري والمالي، وأصدر المجلس البيان التالي:

إن الحملة العالمية لمقاومة العدوان تُنوّه بأن رسالتها وبرامجها في المقاومة تقوم على الوسائل السلمية الحضارية بشتى أنواعها، ومنها الوسائل الإعلامية والتوعوية والقانونية، ومن خلال الصلة والتأثير عبر مؤسسات المجتمع المدني، والهيئات والمحافل الدولية.

والحملة إذ تمارس أدوارها في هذه المجالات، لتؤكد على الحقائق التالية:

1- الأمة الإسلامية والعربية ما زالت تتعرض للعدوان بصور شتى عسكريا واقتصادياً وفكرياً، بهدف التسلط على ثرواتها وإضعاف قوتها وتمزيق وحدتها خدمة لمصالح واستراتيجيات الكيان الصهيوني الغاصب وحلفائه.

2- لا يزال العدوان في فلسطين مستمراً، والاحتلال قائماً ويزداد الآن خطر التهويد والاستيطان في القدس وبقية الأراضي وخطر هدم المسجد الأقصى من خلال الحفريات الجارية تحته، كما تزداد الضغوط على حصار المقاومة المشروعة وإنهائها، واختراق الجوار العربي بالتطبيع المتسارع والمتهاوي، والذي تجاوز الدائرة العربية حتى وصل إلى أكثر من دولة إسلامية.

3- العدوان الأمريكي الشرس على العراق شعباً وتاريخاً وحضارةً وثروةً مستمر ومتزايد، وقد اتسعت دائرته سفكاً لدماء أبنائه، وتدميراً لمنشآته وبنيته التحتية، وإنهاءاً لوحدته وتأجيجاً للصراعات العرقية والطائفية بين أهله.

لذلك تحمّل الحملة العالمية لمقاومة العدوان الاحتلال الأجنبي والحكومة العراقية المفروضة من قبله، مسؤولية الفلتان الأمني التام وقتل الأبرياء من أهل السنة والجماعة وتدمير منازلهم ومساجدهم.

4- الصومال تعرّض لغزو مجرم من قبل القوات الإثيوبية معزّزة بدعم لوجستي ومعلوماتي أمريكي مما نسف الاستقرار والأمن، اللذين نعم بهما الصومال في ظل حكومة المحاكم الإسلامية لأول مرة منذ عقود من الزمن. وتهيب الحملة بالدول العربية والإسلامية حكومات وشعوباً أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه إخوانهم في الصومال تأييداً ونصرةً لقضيتهم العادلة.

5- السودان يواجه مخاطر التدويل والاحتلال من قبل القوات الدولية بسب تدهور الأوضاع في دارفور. والحملة إذ تنبه إلى الأخطار الجسيمة المترتبة على ذلك لتهيب بالحكومة السودانية وأطراف النزاع في دارفور بأن يفوتوا الفرصة على المتربصين بالسودان وخيراته ومقدرات شعبه برأب الصدع بينهم وتجاوز الخلافات إلى ما يضمن المصالح العليا للطرفين.

6- أفغانستان لا تزال تعاني من الاحتلال العسكري الأمريكي والدولي ، ومن محاربة هويتها الإسلامية مع الغياب شبه التام للأمن والاستقرار والنكوث بالعهود والوعود بإعادة البناء والتعمير والتزايد المضطرد "للأخطاء" العسكرية التي راح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء.

7- ما يزال سجن غوانتنامو غير القانوني قائماً وأخبار التجاوزات الحاصلة فيه تتسرب تباعاً، إضافةً إلى وفاة عدد لا يستهان به من المعتقلين في ظروف غامضة. فلا بد من إغلاق هذا المعتقل وفتح تحقيق دولي في التجاوزات التي تمت فيه والسماح للمعتقلين بتوكيل محامين للدفاع عنهم. كما لا بد من إغلاق جميع السجون السرية التي أقامتها الإدارة الأمريكية الحالية حول العالم ووقف عمليات الخطف والتحقيق خارج إطار القانون الذي تمارسه عناصر المخابرات المركزية الأمريكية.

وإزاء هذا العدوان المستمر يؤكد المجلس على أن مقاومة المحتل وتحرير الأراضي المغتصبة، وحق تقرير المصير كل ذلك حقوق مشروعة تكفلها الشرائع السماوية والدساتير الأرضية والقوانين الدولية.

وعليه، فإن مقاومة الاحتلال في فلسطين والعراق والصومال وأفغانستان وكشمير، ما هو إلا ممارسة لهذا الحق المشروع، ولا يصح ادعاء أو إلصاق تهمة الإرهاب بهذه المقاومة وتجريمها.

وما يجري على أرض فلسطين من اقتتال بين الفصائل هو نتيجة مباشرة للاحتلال وسوء تقدير وتدبير السياسة الأمريكية في المنطقة. والحملة إذ تراقب تطور الأحداث بمزيد من القلق، لتدعو كافة الفرقاء إلى تجاوز الخلافات ونبذ الفرقة حقناً للدماء وتجنيباً لهذا الشعب الأبي الذي عانى الويلات طوال أكثر من نصف قرن المزيد من المآسي والألم.

وإن ما تشهده الساحة العراقية من حرب إبادة في حق أهل السنة في العراق، هو جريمة ضد الإنسانية يجب وقفها فوراً ومعاقبة المتورطين فيها من داخل الحكومة وخارجها.

وتدعو الحملة الدول والقوى والشعوب والمنظمات المحبة للسلام أن تمارس بدورها الضغط على حكوماتها للتدخل لإنهاء هذه الانتهاكات الإنسانية القانونية الصارخة. وتناشد الحملة الملوك والرؤساء والحكومات في الدول المسلمة، وتحثهم على العمل الجاد نحو توحيد جبهتهم الداخلية، واحترام إرادة الشعوب وحقهم في التعبير عن طموحاتهم، كما تناشد مؤسسات المجتمع المدني بذل المزيد من الجهود نحو التلاحم لتفعيل دورها في النهوض بالأفراد والمؤسسات إلى المستوى المطلوب.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.


عـ / مجلس أمناء
الحملة العالمية لمقاومة العدوان
الأمين العام / د. عبدالرحمن بن عمير النعيمي
16 حزيران / يونيو 2007م
1 جمادى الآخرة 1428هـ