تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : صنائع المعروف .... 30 بابا من أبواب الخير



مقاوم
06-19-2007, 02:27 PM
ننقل لكم في هذا الموضوع فقرات من كتاب "صنائع المعروف" على حلقات أرجو من
القراء الكرام ترقبها ومتابعتها لما فيها من خير وتذكرة، مع رجاء الدعاء لكاتبها وناقلها .......
أخوكم
مقاوم
-----------------------------------------------------------------------------------



صنائع المعروف


ثلاثون باباً من أبواب الخير


محمد ياقوت


إهــــــــــــــــــــــداء ..

إهداء .. إلى الباحثين عن أبواب البر ..
ومصارف الخير ..
إليهم صنائع المعروف ..
وإهداء .. إلى روح : الأستاذ المربي الداعية ( حامد زايد صباحي ـ يرحمه الله ـ )




صنائع المعروف

معنى المعروف :
المعروف ،هو فعل الخير وإسداؤه للعباد، سواء كان هذا الخير مالاً كالصدقة والإطعام وسقاية الماء وسداد الديون، أو جاهاً كما في الإصلاح بين المتهاجرين والشفعة وبذل الجاه، أوعلماً، أو سائر المصالح التي يحتاجها الناس، كحسن المعاملة وإماطة الأذى وعيادة المرضى، ونصرة المجاهدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار ..الخ ..

والمعروف هو جملة أفعال الخير التي أمر الله بها في كتابه العزيز ..

قال الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون"[الحج:77] فقوله "وافعلوا الخير" أمر يشمل كل خير، وقال تعالى:"لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس"[النساء:114]، "وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"[البقرة:195] ..

اصنع المعروف :
لقد أمرنا الرسول r بصناعة الخير ، وبين أن اصطناع المعروف، يحفظ المرء من مصارع السوء ونوائب الدهر..

فقالr : " عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء و عليكم بصدقة السر فإنها تطفئ غضب الرب عز و جل"(صحيح) ( الحكم على أحاديث الإمساكية للشيخ الألباني ).
ولعل شهر رمضان بمثابة الفرصة الذهبية لتحقيق مشاريع الخير والبر .. وبين يديك الآن سلسلة من مشاريع البر بعدد أيام ذلك الشهر ، لتنال شرف التجارة مع الله وشرف الصناعة في أعمال البر .. فلتستحضرـ أخي الكريم ـ النية من أجل الحصول على مرتبة البر التي قال الله فيها : (لَن تَنَالُواْ الْبِرّ حَتّىَ تُنْفِقُواْ مِمّا تُحِبّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [آل عمران - 92]..

ولتعرف ـ أخي الكريم ـ أن مجالات الإنفاق كثيرة وعديدة ومتنوعة .. من إنفاق مال ووقت وجهد وبذل نصيحة وإعمال فكر لتحقيق بر ..

في صناعة المعروف جُنة:
وإن صنائع البر جُنة من مصارع السوء لقول النبي r :"صدقة السر تطفئ غضب الرب و صلة الرحم تزيد في العمر و فعل المعروف يقي مصارع السوء" (صحيح) ، بل من كل الآفات و الهلكات لقوله :
" صنائع المعروف تقي مصارع السوء و الآفات و الهلكات و أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة"( صحيح) .

وفي صناعة المعروف بركة في العُمر :
نعم ، ففي صناعة البر وفعل الخير زيادة العمر وبركته .. ودليل ذلك، قول المصطفى r: "لا يرد القضاء إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر"(حسن)..

ثلاثون باباً بين من أبواب المعروف .. بيك يديك :
فاستعن بالله وأخلص النية ، وادع ربك أن يوفقك في طرق هذه الأبواب، والجمع بينها، لاسيما في شهر رمضان ، والذي تُضاعف فيه الأعمال . وليكن هذا الشهر الكريم بداية مسيرتك في طرق أبواب الخير بكل أنواعها، حتى تلقى الله تعالى .. وقد طرقت له كل باب ..

وإياك .. إياك .. أخي الحبيب أن تقصر فعل هذه الخيرات على شهر رمضان دون باقي الشهور ..
فأنت لست من عباد رمضان .. ورب رمضان هو رب الشهور كلها.

فلا تكن عبداً رمضانياً .. وكن عبداً ربانياً، باراً طوال العام ..

أسس وآداب في صناعة المعروف:
وقبل أن تنطلق ـ أخي المسلم ـ في القيام بأعمال المعروف، فعليك أولاً أن تتعرف على أسس وآداب تلك الصناعة حتى لا تكلل مشاريعك بالفشل ، وحتى لا تصاب بالفتور أو النكوص في أول الطريق !

فمن أسس وآداب صناعة المعروف ما يلي :

1- الإخلاص: وذلك أن تخلص النية لله وأن تبتغي في عملك لتلك الأعمال وجه الله . لا رياءً وسمعة ولا وجاهه . واحذر أن يكون هدفك الفوز برضى الناس. واحذر انتظار العوض من الناس على المعروف، قال تعالى: "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً"[الإنسان:9].

2- الهمة والمسارعة:قال الله تعالى: "فاستبقوا الخيرات"[البقرة:148]، وعن سعد بن أبي وقاص مرفوعاً أو موقوفاً : ((التؤدة في كل شيء إلا في عمل الآخرة ))[أبو داود] فاحرص ألا يفوتك واجب اليوم، من أعمال المعروف، ولا تؤجل عمل يوم إلى ما بعده، لأن رمضان ضيف عزيز، إذا أقبل أوشك أن ينصرف ..

3- الذوق : فلا تحرج من تسدي له المعروف، بطريقة أو بأخرى، كأن تستخدم ألفاظ قد تسيء إليه، وإن من الذوق أن تبادر بقضاء حاجة أخيك قبل أن يطلب منك ذلك .. جاء مديون إلى سفيان بن عيينة يسأله العون على قضاء حاجته، فأعانه ثم بكى، فقالت له زوجته: ما يبكيك؟ فقال: أبكي أن أحتاج أخي فلم أشعر بحاجته حتى سألني.

4- التواضع مع النفس ومع الناس : فلا تغتر نفسك بفعل المعروف،ولا تمن به، قال تعالى:"لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى"[البقرة:264].

5- حث الناس على فعل الخير : فالدال على الخير كفاعله، فاجتهد أن تدعو غيرك لهذه الأعمال ..

6- التعاون مع محبي الخير : فيد الله مع الجماعة، وإنما يأكل الذئب من الغنم الشاردة، فيمكنك أن تشرك أهل الخير من أهلك وأصحابك وأحبابك وجيرانك، للقيام بهذه الأنشطة.

7- ما لا يدرك كله لا يترك جله: فاحرص على فعل جميع أعمال هذه الإمساكية، فإن لم تستطع؛ فاجتهد قدر استطاعتك .. إن لم تستطع بالمال فشارك بالجهد أو النصحية ..

Saowt
06-19-2007, 03:52 PM
السلام عليكم..
إن شاء الله سنقوم بمتابعة ما يكتب
لكن حبذا لو أنك تقلص عدد السطور لنستطيع مواكبة الفقرات..
السلام عليكم

مقاوم
06-20-2007, 07:11 AM
الباب الأول


بر الوالدين ..

بر الوالدين بعد التوحيد !

لقد ذكر الله تعالى بر الوالدين بعد توحيده سبحانه ، في أكثر من موضع في القرآن الكريم.. ألا يكفيك من أدلة في عظم بر الوالدين وثوابه ووجوبه من أن الله تعالى أردف بر الوالدين بالتوحيد في القرآن الكريم، فقال : (وَقَضَىَ رَبّكَ أَلاّ تَعْبُدُوَاْ إِلاّ إِيّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمّا يَبْلُغَنّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لّهُمَآ أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [الإسراء - 23] ..

فأمر الله الناس بأمرين ، أوجز في الأول وفصل في الثاني .. أما الأول فهو عبادة الله وحدة وأما الثاني فبر الوالدين ، ثم فصل ... وقال : (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذّلّ مِنَ الرّحْمَةِ وَقُل رّبّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء - 24] .

وقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(لقمان :14، 15).

والرسول r يحذرك !

قالr : " أتاني جبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقال يا محمد من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين؟" ( صحيح لغيره) ..

والوالد أوسط أبواب الجنة :

قال النبي r: " الوالد أوسط أبواب الجنة، فأضع ذلك الباب أو احفظه"(صحيح) .
أي ـ الوالد ـ أسهل أبواب الجنة لمن يسر الله له ذلك ، ولمن أنعم الله عليه بحياة الوالد..

وفي بر الوالدين نجاة من مصارع السوء :

وقصة أصحاب الصخرة خير دليل على ذلك ..وهم ـ كما يحدثنا رسول اللهr عنهم ـ " ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ... أَوَوْا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَكُنْتُ لَا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلَا مَالًا فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلًا أَوْ مَالًا فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا لَا يَسْتَطِيعُونَ الْخُرُوجَ"(صحيح) ...

وهكذا، أخذ كل واحد منهم يبتهل إلى الله بعمل صالح صنعه، لعل الله أن يكشف عنهم هذه الصخرة .. فابتهل الثاني بموقف ترك فيه الزنى وقد كان سهلاً له، وابتهل الثالث بموقف أدى فيه حق أجير كان عنده منذ زمن ..وفي كل مرة تنفرج الصخرة قليلاً حتى خرجوا من هذا الحبس يمشون ..

فانظر ـ أخي الحبيب ـ كيف انفرجت ثلث الصخرة بسبب بر الوالدين، وخدمتهما في السراء والضراء .. وإنه لخليق ببر الوالدين أن يرفع عنا صخور الضنك والفقر والمرض ... !

واعلم أخي الحبيب أن وسائل برهما عديدة :

1- تقبيل يديهما
2- العطف عليهما
3- إدخال السرور عليهما
4- طاعتهما .
5- إكرام صديقهما .

قال الإمام أحمد : "بر الوالدين كفارة الكبائر"

وصية اليوم :
اجتهد في تجميع إخوانك وأخواتك وجميع أفراد العائلة في زيارة بر للوالدين ، والدعاء لهما .

أبو بكر البيروتي
06-20-2007, 02:17 PM
بارك الله بكم

مقاوم
06-21-2007, 08:29 AM
وفيك بارك الله!

جزاك الله خيرا على المرور والتعليق

------------------------------------------------------------------------------------



الباب الثاني


صلة الأرحام -1



ما أعظم حق الرحم !


ما أعظم الرحم عندما قال الله عزل وجل: ( وَاتّقُواْ اللّهَ الّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ، إِنّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء - 1]..

و قال النبي ـ rـ : " إن الله تعالى خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم، قامت الرحم، فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال : نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذلك لك " ( متفق عليه)..

فالرحم عظيمة، لاقترانها بتقوى الله، وجليلة لارتباطها بعرش الرحمن ..

صلة الأرحام واجب شرعي :

قال القرطبي : "اتفقت الملة على أن صلة الرحم واجبة وأن قطيعتها محرمة "
فيخطىء البعض عندما ينظر إلى صلة الرحم وكأنها صدقة غير مفروضة عليه، ولكن في الحقيقة ، صلة الرحم واجب شرعي، قرنها رسول اللهr بالصلاة والزكاة في أكثر من موضع .

صلة الأرحام بعد أركان الإسلام :

فعَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ r : " تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ"(صحيح)

ثواب معجل أو عقوبة معجلة :

ولعظم حق الرحم جعل الله ثواب واصلها عاجلاً في الدنيا وعظيماً في الآخرة ، وعقوبة قاطعها عاجلاً في الدنيا عظيماً في الآخرة ..

أما الثواب المعجل ، فيقول النبي r: " من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فيصل رحمه " (متفق عليه).

وأما العقوبة المعجلة ، فيقول النبي r: " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة : من البغي ، وقطيعة الرحم" ( صحيح ) ..

صلة الرحم من موجبالت المغفرة !

جاء رجل إلى النبي r فقال يا رسول الله إني أصبت ذنبا عظيما، فهل لي من توبة؟ قال: " فهل لك من أم؟ " قال : لا. قال: " فهل لك من خالة ؟ " ، قال: نعم . قال: " فبرها" ( صححه الترمذي) .

فكفر ذنوبك بالبر والصلة ..

ومجالات الرحم كثيرة :

هناك من ينظر إلى الأرحام بنظرة ضيقة فيجعله في المحارم الخالة والعمة وبنت الأخ وبنت الأخت ، لكن مفهوم الرحم أشمل من هذا ..

فالآباء والأمهات أولى درجات الرحم .. ثم الجد والجدة .. ثم العم والعمة ثم الخال والخالة .. ثم أبناء العم والعمة .. ثم أبناء الخال والخالة .. وهكذا ..

ووسائل الصلة عديدة : ومنها:

1- الزيارة والاستضافة لهم، خصوصاً في المناسبات .
2- التصدق على الفقراء الأقارب ( فقراء العائلة )
3- سلامة الصدر نحوهم ..
4- الهدية ( كالحلوى أو الفاكهة ) .. مع مراعاة حسن الإسلوب .
5- والدعاء لهم,وهذا يملكه كل أحد ويحتاجه كل أحد.
6- مشاركتهم الأفراح والأتراح ..

وصية اليوم :
قم بعمل جولة لزيارة بيوت الأقارب لتهنئتهم بحلول شهر رمضان .. فإن لم تستطع الذهاب إليهم لبعد المسافة، فصلهم بالتليفون أو ما شابه ذلك .

Saowt
06-21-2007, 10:12 AM
سأعود إن شاء الله لقراءة آخر ردين..

Saowt
06-21-2007, 02:54 PM
وإنه لخليق ببر الوالدين أن يرفع عنا صخور الضنك والفقر والمرض!

عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سره أن يبسط له في رزقه و ينسأ له في أثره فليصل رحمه".

طيب عمي مقاوم... بما أن ما تكتبه هو لرمضان وزيادة ابواب الخير فيه.. لم لا تكتب الموضوع يوم ايه ويوم لا؟؟ حتى نلحق نقرأ منيح...

مقاوم
06-22-2007, 06:09 AM
من قال أنها خاصة برمضان؟؟!!

ألم تقرأي في المقدمة التالي:


وإياك .. إياك .. أخي الحبيب أن تقصر فعل هذه الخيرات على شهر رمضان دون باقي الشهور ..
فأنت لست من عباد رمضان .. ورب رمضان هو رب الشهور كلها.

فلا تكن عبداً رمضانياً .. وكن عبداً ربانياً، باراً طوال العام ..


لكن رمضان شهر الخير وشهر البر والإحسان وشهر العبادة وهو مناسبة
لكل معروف فكان التركيز عليه... وحيث أن رمضان يبدأ في ايلول فأحببت
أن أسارع في الخيرات ... وسأعمل بنصيحتك إن شاء الله

Saowt
06-22-2007, 05:34 PM
والله توقعت منك هذا الرد.. لكن لم أقل لك أن تؤجل الموضوع لرمضان!!!

مقاوم
06-23-2007, 06:53 AM
الباب الثالث
صلة الأرحام ـ 2

ليس الواصل بالمكافىء :
أخي الحبيب .. في هذه الأيام، كثرت أسباب قطيعة الأرحام، وكلها في أغلب الأحيان أسباب دنيوية، كالمال والتجارة .. فجعلت الدنيا في قلوبنا الشحناء لإخواننا وأقاربنا ..

ووالله الذي لا إله غيره .. إن مال الدنيا كله ونعيمها الفاني ، لا يستحق منا أن نقطع رحماً لنا .. ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)(محمد:23). فمن المُؤْسِفِ أنَّ كثيراً من المسلمين اليومَ غفَلُوا عن القيامِ بحقِّ الأرحامِ، وقطَعوا حبْلَ الْوَصْل، وحُجَّةُ بعضِهِم أنَّ أقاربَه لاَ يصِلُونَه، وهذه الحجةُ لا تنفعُ عن الله؛ لأنه لو كانَ لا يصلُ إِلاَّ مَنْ وصلَه لم تكنْ صلتُه لله، وإنما هي مُكافَأةٌ كما قال النبيَّ r : "َ لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا (صحيح).

وإذا وصَلَ رَحِمَه وهم يقطعونَه فإنَّ له العاقبةَ الحميدةَ، وسَيَعُودون فيصلُونَه كما وصَلَهم إن أراد الله بهم خيراً.

معك من الله معين :
وإن كنت ـ أخي الكريم ـ ممن ابتلاهم الله بأقارب يقطعونه، رغم صلتك لهم .. فأبشر ! لك من الله معين على هذه الصلة ..

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ .. فَقَالَ : " لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ؛ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، ولا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ " ( صحيح)
قال الإمام النووي في شرح الحديث : " تسفهم المل " .. أي كَأَنَّمَا تُطْعِمهُمْ الرَّمَاد الْحَارّ ، وَهُوَ تَشْبِيه لِمَا يَلْحَقهُمْ مِنْ الْأَلَم بِمَا يَلْحَق آكِل الرَّمَاد الْحَارّ مِنْ الْأَلَم ، وَلَا شَيْء عَلَى هَذَا الْمُحْسِن .

لكن كل مايطلبه منك الحبيبr أن تداوم على هذه الصلة .. أشار إلى ذلك، بقوله : " ما دمت على ذلك " ..

أفضل أخلاق أهل الدنيا :
فإن وصلتهم، وداومت على ذلك، فأنت في زمرة أفضل أخلاق الدنيا، صلة الرحم أفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة, فعن عقبة بن عامر أنه قال لقيت رسول الله r فبدرته فأخذت بيده، وبدرني فأخذ بيدي فقال : " يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة .. تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك, ألا ومن أراد أن يمد له في عمره ويبسط في رزقه فليصل ذا رحمه" (الحاكم في المستدرك،وسكت عنه الذهبي ).

أبشر .. أنت ممن يخشون الله :
فصلة الرحم امتثال لأمر الله، وعلامة من علامات الخشية .. قال تعالى : (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) ( الرعد 21) .

الرحم تشهد لك يوم القيامة :
والرحم تشهد لك أيها الأخ الواصل بالصلة يوم القيامة ، فعن ابن عباس قال: قال r: " وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها وعليه بقطيعة إن كان قطعها"(صحيح).

أخي المسلم ..

إنّ ذوي الرّحِم غيرُ معصومين ، يتعرّضون للزّلَل ، والخطأ ، وتصدُر منهم الهَفوة ، فإن بَدَر منهم شيءٌ من ذلك فالزَم جانبَ العفوِ معهم ، فإنَّ العفوَ من شِيَم المحسنين ، وما زادَ الله عبدًا بعفو إلاّ عِزًّا ، وقابِل إساءَتهم بالإحسان، ولك في يوسف القدوة والأسوة ، فقد فعل إخوةُ يوسفَ مع يوسفَ ما فعلوا ، وعندما اعتذروا قبِل عذرهم وصفَح عنهم الصفحَ الجميل ، ولم يوبِّخهم ، بل دعا لهم وسأل الله المغفرةَ لهم ، "لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ"

وصية اليوم :
قم بدعوة الأقارب لإفطار (أو غداء أو عشاء) عائلي يعقبه حديث باسم طيب لا يخلو من ذكر الله.

Saowt
06-24-2007, 10:24 AM
قم بدعوة الأقارب لإفطار (أو غداء أو عشاء) عائلي يعقبه حديث باسم طيب لا يخلو من ذكر الله
جميل... على أن يكون فعلا كذلك وألا ينقلب إلى حديث لا يخلو من غيبة ونميمة وكذب.

مقاوم
06-25-2007, 12:17 PM
الباب الرابع
إفطار الصائم ـ1

لك مثل أجره :
نعم .. لك مثل أجر الصائم الذي أفطر من طعامك، مهما كان قليلاً، دون أن ينقص من أجر الصائم شيئاً ..

قال رسول الله r: " من فطر صائما كان له مثل أجره ـ غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا "( صحيح).

وهناك خطأ شائع بين بعض الناس، وهو أن بعضهم يظن أن الصائم إذا افطر عن أحد الناس، فإن ثواب الصيام ينتقل من الصائم إلى صاحب الطعام .. وهذا غلط .. فقد بين رسول الله أن ثواب الصائم لا ينقص، بقوله : " غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا"..

وعلى الصائم ألا يرد ما يعطى له ـ من إخوانه المسلمين ـ ليفطر عليه؛ من تمر ونحوه، وليدع لهم عند إفطاره ..

وإن من بركة تفطير الصائم

الملائكة تصلي عليك :
أفطر رسول الله r عند سعد بن معاذ فقال :" أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة "(صحيح) .

وعَنْ أُمِّ عُمَارَةَ قَالَتْ :" أَتَانَا رَسُولُ اللَّهِ r فَقَرَّبْنَا إِلَيْهِ طَعَامًا فَكَانَ بَعْضُ مَنْ عِنْدَهُصَائِمًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r الصَّائِمُإِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ الطَّعَامُ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ"( ابن ماجة).

قال ابن القيم : "واذا كان الله سبحانه قد غفر لمن سقى كلبا على شدة ظمأه فكيف بمن سقى العطاش وأشبع الجياع وكسى العراة من المسلمين وقد قال رسول الله اتقوا النار ولو بشق تمرة".
وجبريل يصافحك !

فقدقال: رسول الله r: " من فطر صائما في شهر رمضان من كسب حلال صلت عليه الملائكة ليالي رمضانكلها، وصافحه جبريل ليلة القدر، ومن صافحه جبريل عليه السلام يرق قلبه وتكثر دموعه" ..

فما أجمل هذا التقدير من جبريل لمن فطر صائماً .. وكون المصافحة في ليلة القدر، إشارة بفوز هذه المسلم بثواب هذه الليلة ..

والجزاء بالمثل وأعظم :
وعن أبي سعيد الخدري أنه قال : أيما مؤمن سقى مؤمنا شربة على ظمأ، سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم. وأيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة ... "(صحيح). ولا ريب أن تفطير الصائمين من خصال الخير ،لما يترتب عليه من المصالح العظيمة ،وعلى رأسها : زيادة التآلف والحب بين المسلمين ..

ولو بتمرة :
ففي حديث سلمان أن رسول الله rقال : " من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبهوعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء"، قالوا: يا رسول الله ، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسولاللهr : " يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً، على مذقة لبن، أو تمرة،أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة" (رواهالبيهقي وابن خزيمةفي صحيحه،وأبو الشيخوابن حبانفي الثواب (.

وصية اليوم :
أحرص على تفطير المسلمين وذلك سهل متاح بين أقربائك وجيرانك أو المحتاجين من المسلمين في كل بقاع الأرض عبر المؤسسات الخيرية الإسلامية وهي كثيرة ولله الحمد.

روان الحياة
06-27-2007, 08:48 PM
جزاك الله اخ مقاوم على الموضوع الرائع....

مقاوم
06-30-2007, 01:29 PM
وإياكم أختاه ... حياكم الله
--------------------------------------------------------------------------------------


الباب الخامس
إفطار الصائم ـ 2

حال السلف
كان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبد الله ابن عمر ـ رضي الله عنهماـ ،وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامىوالمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.

وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس بخدمهم ويروّحهم… منهمالحسن وابن المبارك..

وكانحمادبنأبيسليمانيفطركلليلةفيشهرر مضانخمسينإنساناًفإذاكانليلةالفطركسا همثوباًثوباً..

وكانابنالمباركيطعمإخوانهفيالسفرالأل وانمنالحلواءوغيرهاوهوصائم..

تفطير الصائم من أخلاق أهل الجود :
وليس غريباً أن يكون هذا حال سلفنا الصالح، فقد كان قدوتهم وقدوتنا رسول الله r ، فقد كان r- : " أجود الناس، وكان جوده يتضاعف في رمضان، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (كان رسول الله r أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فلرسول الله r أجود بالخير من الريح المرسلة"(صحيح (http://www.alimam.ws/index.php?pg=artv&ref=335#_ftn3#_ftn3)).

قال ابن رجب-رحمه الله-: وكان جوده r يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور، كما أن جود ربه تضاعف فيه أيضاً، فإن الله جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة(لطائف المعارف ، 185))

وقد عدد ابن رجب فوائد جوده r في رمضان وذكر منها:
1- شرف الزمان، ومضاعفة أجر العمل فيه.
2- ومنها إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا.
3-ومنها: أن الصائم يدع طعامه وشرابه لله، فإذا أعان الصائمين على التقوِّي، على طعامهم وشرابهم، كان بمنزلة من ترك شهوة لله، وآثر بها أو واسى منها، و لهذا يشرع له تفطير الصوَّام معه إذا أفطر؛ لأن الطعام يكون محبوباً له حينئذ فيواسي منه؛ حتى يكون ممن أطعم الطعام على حبه، ويكون في ذلك شكرٌ لله على نعمة إباحة الطعام والشراب له، ورده عليه بعد منعه إياه، فإن هذه النعمة إنما عرف قدرها عند المنع منها، وسئل بعض السلف:لم شرع الصيام؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع، و هذا من بعض حكم الصوم و فوائده ..

لذلك لما سئل بعض السلف : لم شرع الصيام ؟ قال : ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع..فهنيئاً لأناس أودع الله في قلوبهم حب الخير، فوجدوا سعادة قلوبهم وراحة أفئدتهم عندما يحرصون على تفطير الصائمين، وتفقدهم في البيوت وفي الشوارع وفي وسائل المواصلات والطرق ..

وصية اليوم :
أحرص على تفقد أصحاب الخدمات ( أفراد المرور- المطافي – الحراسات)، قبيل المغرب، واحمل إليهم تمرات أو وجبة ، أو شارك أهل الخير بالجهد والمال في تفطير الصائمين ..

Saowt
06-30-2007, 06:41 PM
على تفقد أصحاب الخدمات ( أفراد المرور- المطافي – الحراسات)،والأطباء والممرضين..


وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامىوالمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.
رضي الله عنهما

مقاوم
07-21-2007, 10:44 AM
الباب السادس
إطعام الطعام ـ 1


إطعام الطعام في سورة الإنسان :
وهذه لفتة طيبة من المولى تبارك وتعالى في ذكر إطعام الطعام في سورة أسمها الإنسان .
قال تعالى : (وَيُطْعِمُونَ الطّعَامَ عَلَىَ حُبّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً) [الإنسان - 8]
قال ابن عباس ومجاهد : على قلته وحبهم إياه وشهوتهم له ..
فأين أنت ؟ وأين طعامك ؟!

وما أعظم الإطعام في أيامنا :
قال تعالى: (أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ) [البلد - 14] . قال النخعي: في يوم عزيز فيه الطعام
قال محمد بن المنكدر : "من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان"
وقال في موضع آخر: "يمكنكم من الجنة إطعام الطعام وطيب الكلام"
وأنت ترى ـ أخي الكريم ـ كيف تحولت أيامنا ـ في هذا البلد ـ إلى أيام ذي مسغبة ، عز فيها الطعام ، وتكبرت فيه اللحوم على الفقراء..فأين أنت وأين طعامك ؟ ..

أمر صريح :
وإطعام الطعام، وخصوصاً للجائع فيه أمر صريح من رسول الله r فعن أبي موسى الأشعري عن النبي r قال: " أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكوا العاني"(صحيح) .. وفي المأثور : " أفضل الصدقة أن تشبع كبداً جائعاً"
فوا أسفاه ! على مسلم يجلس على مائدة إفطار عليها ما لذ وطاب .. وجاره يفطر على لقيمات العوز ..

حال السلف :
ولقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونهعلى كثير من العبادات. سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط فيالمطعم الفقر. قال رسول اللهr: " يا أيها الناس أفشواالسلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنةبسلام" (صحيح)..
وقد قال بعض السلف: لأنأدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولدإسماعيل.
قال أبو السوار العدوي: كان رجال لمن بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.

من ثمرات إطعام الطعام :
وعبادة إطعام الطعام … ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم، فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة:" لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا " ( رواه مسلم )، كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك...

شنطة الطعام :
كان بعض السلف يرسل إلى أصحابه سلة ممتلئة بالسكر .. أو نحو ذلك من الأطعمة..
قال يونس بن عبيد يهدي: فأهديتْ إلى الحسن البصري سلة من سكر ، ففتحها، فلم أر سكراً كان أحسن منه فقال الحسن لأصحابه : اهضموا أي : كلوا

وصية اليوم :
بادر بإخراج شنطة إلى أسرة فقيرة، واحرص على إخراج هذه الشنطة في كل شهر .. والشنطة تشتمل على ما تقدر عليه من نواشف وخضروات ولحوم ..

Saowt
07-21-2007, 12:43 PM
تسجيل مرور

مقاوم
07-21-2007, 07:37 PM
لماذا لم تقفي على الإشارة الحمراء؟؟

من هناك
07-22-2007, 03:32 AM
جزاك الله خيراً على التذكرة اخي مقاوم

Saowt
07-22-2007, 08:57 AM
تذكرتي بالإشارة الحمراء يا بلال؟

من هناك
07-22-2007, 03:50 PM
اعانني الله على الإشارات الحمراء. لولا لطف رب العالمين لكنت قد سجلت الرقم القياسي في المرور على الإشارات الحمراء في هذا البلد ولكن الله ستر ولم يكن هناك بوليس قريب.

مقاوم
07-23-2007, 09:03 AM
الباب السابع
إطعام الطعام ـ 2

خير الإسلام .. إطعام الطعام!
‏‏عن ‏ ‏عبد الله بن عمرو ‏ ‏رضي الله عنهما ‏أن رجلا سألالنبي r ‏: ‏أي الإسلام خير؟ قال ‏ ‏: " تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف" ( البخاري)
وذلك لأن إطعام الطعام مستلزم لسلامة اليد والصدر واللسان نحو المسلمين ..

الرحيق لمن أطعم الطعام :
فعن أبي سعيد الخدري عن النبي rأنه قال: "أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطمعه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم" (حسن).

غرف الجنة لمن أطعم الطعام :
فعن علي عن النبي rأنه قال: "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها" قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال: "لمن أطعم الطعام وأطاب الكلام وصلى بالليل والناس نيام"( حسن)..

من موجبات الجنة :
عن أبي شريح ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : يا رسول الله ، أخبرني بشيء يوجب لي الجنة . قال:"طيب الكلام وبذل السلام وإطعام الطعام" ( صحيح) ..
فإطعام الطعام يوجب دخول الجنة ويباعد عن النار وينجي منها كما قال تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifفلا اقتحم العقبة http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gifوما أدراك ما العقبة http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gifفك رقبة http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gifأو إطعام في يوم ذي مسغبة http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gifيتيماً ذا مقربة http://www.alminbar.net/images/mid-icon.gifأو مسكيناً ذا متربة http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif[البلد:11-16].

أفضل إطعام الطعام :
وأفضل إطعام الطعام الإيثار مع الحاجة كما قال تعالى: http://www.alminbar.net/images/start-icon.gifويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة http://www.alminbar.net/images/end-icon.gif[الحشر:9].
قال أبو سليمان الداراني : "لو أن الدنيا كلها لي فيها لقمة، ثم جاءني أخ لأحببت أن أضعها في فيه".
وقال الشافعي رحمه الله : " أحبُ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداء برسول الله ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم ، ولتشاغل كثير منهم فيه بالعبادة عن مكاسبهم ".

وجبة أبي ذر الساخنة !
ففي صحيح مسلم عن أبي ذرـ رضي الله عنه ـ عن النبي r قال له: " يا أبا ذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك" (صحيح) ..
ومن يومها وأبوذر ـ رضي الله عنه ـ يخرج أطباق المرقة الساخنة، على بساطتها .. لينال ثواب إطعام الطعام ..
واعلم أن طعام الواحد يكفي الاثنين : قال النبي r : "من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث وإن أربع فخامس أو سادس "( صحيح).

ملاحظة :
في كثير من الأحيان، نرى بعض المسلمين عليه كفارات، بسبب عدم القدرة على الصيام أو نحو ذلك، ومن الممكن ان ينال ثواب إطعام الطعام، مع بذل الكفارات التي عليه، من خلال الوجبات الساخنة، التي توزع على الفقراء .. وذلك بأن يستحضر نية إطعام الطعام مع الكفارة..

وصية اليوم :
اجتهد في إخراج وجبة ساخنة يومية من طعامك، لأسرة فقيرة من جيرانك.

Saowt
07-23-2007, 09:44 AM
سلم الله يمناك ويسراك
جزيت خيرا يا عم

مقاوم
07-23-2007, 11:27 AM
وإياكم ... حياكم الله ... أهلا وسهلا

مقاوم
07-25-2007, 01:47 PM
الباب الثامن
إطعام الطعام ـ 3


أحب الطعام إلى الله :
عن عبد الله بن عمر قال : أحب الطعام إلى الله عز وجل ما كثرت عليه الأيدي(الإخوان، 236)..

أسرع صدقة إلى السماء :
رُوي عن حبان بن أبي جبلة قال : قال رسول الله r: "إن أسرع صدقة تصعد إلى السماء أن يصنع الرجل طعاما طيبا ثم يدعو إليه ناسا من إخوانه"(الإخوان، 233)..

تجميع المسلمين على الطعام من أخلاق الصحابة :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن جارًا لرسول الله rفارسيًا كان طيب المرق، فصنع لرسول الله r ثم جاء يدعوه، فقال: "وهذه؟" لعائشة، فقال: لا، فقال رسول الله r: "لا"، فعاد يدعوه، فقال رسول الله r:"وهذه؟". قال: لا، قال رسول الله r: "لا"، ثم عاد يدعوه، فقال رسول الله r: "وهذه؟" قال: نعم، في الثالثة. فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله (مسلم)..

وفي رفض رسول الله r الاستجابة لدعوة الفارسي إلا أن تصحبه عائشة رضي الله عنها، فشيء يبرز، الصورة الحية لجميل خلقه rمع أهله وعظيم رحمته وعاطفته تجاهها .. أفيترك رسول الله rأهله ـ وهي إنما ترضى بالشظف أسوة به ـ ليجلس من ورائها إلى مائدة شهية عامرة عند جاره الفارسي؟! ما كان خلق رسول الله r ليرضى بذلك ! !

هذا، فضلاً عن كون رسول الله يريد ويحرص على أن تتلاحم الأسر المسلمة وتتزاور، لتسود أجواء الحب والرحمة والأخوة بين البيوت المسلمة ..

وعن علي رضي الله عنه قال : لأن أجمع نفرا من أصحابي على صاع أو صاعين أحب إلي من أن أخرج إلى سوقكم فأعتق نسمة(الإخوان،234 )

والخير يبحث عن بيت يطعم فيه الطعام !
فعن الحسن بن علي : " للخير أسرع إلى البيت الذي يطعم فيه الطعام من الشفرة إلى سنام البعير" ..

من هدي السلف :
كان أبو جعفر محمد بن علي، يدعو نفرا من إخوانه كل جمعة فيطعمهم الطعام الطيب ويطيبهم ويبخرهم ويروحون إلى المسجد من منزله..

ذوق رفيع :
كان الحسن إذا دخل عليه إخوانه أتاهم بما عنده، وربما قال : لبعضهم أخرج السلة من تحت السرير فيخرجها فإذا فيها رطب فيقول : إنما ادخرته لكم..

ذوق وذكاء:
قال أبو خلدة : دخلنا على ابن سيرين أنا و عبد الله بن عون فرحب بنا و قال : ما أدري كيف أتحفكم ؟ كل رجل منكم في بيته خبز ولحم.. ولكن سأطعمكم شيئا لا أراه في بيوتكم فجاء بشهدة وكان يقطع بالسكين ويطعمنا .

تودد وكرم :
قال الأعمش: كان خيثمة يصنع الخبيص ( كالحلوى ) والطعام الطيب فيدعو إبراهيم ويدعونا معه ويقول : كلوا ما أشتهيه ما أصنعه إلا لكم !

وصية اليوم :
قم باستضافة أسرة فقيرة، على وجبة طعام اليوم .. لتنال ثواب إطعام الطعام..

هنا الحقيقه
07-25-2007, 06:27 PM
وابراهيم الخليل كان لا يأكل حتى يجد من يشاطره الطعام فان لم يجد يخرج على قارعة الطريق يبحث عن من ياكل معه



بارك الله بك اخي مقاوم على التذكرة

شيركوه
07-26-2007, 10:59 AM
الباب الثامن

إطعام الطعام ـ 3


أحب الطعام إلى الله :
عن عبد الله بن عمر قال : أحب الطعام إلى الله عز وجل ما كثرت عليه الأيدي(الإخوان، 236)..



السلام عليكم
:)

ذكرتني مرة ... كنا نفطر كل خميس مع بعض انا وكم شب ...
فمرة ما بعرف شو كانت المناسبة فعزمت كم شب من الطلاب الوافدين
انا على اساس اعزم شبين
فاجو اكتر ... :)
الشباب حرقوا سلافي بالملامة قال انا بهدلتهم ...
بس انا كانت وجهة نظري انو بما انو النبي صلى الله عليه وسلم قال
طعام الواحد يكفي الاثنين ...
قلت وين المشكلة؟ ضروري كل واحد منا يعني يقوم منفوخ متل الطبل!!!
انا اخذت الامكر ببساطة ... وهنة بيعقدوها
:)
السلام عليكم

منال
07-26-2007, 06:45 PM
السلام عليكم ورحمةالله

بارك الله بالكاتب والناقل ويسر امرهما

هل لنا بتعريف بالكتاب او الكاتب؟ اسمه مش مكتوب بالموضوع

وانهيت القراءة وبانتظار باقى المقالات وفقكم الله وسدد خطاكم

مقاوم
07-27-2007, 05:10 AM
أخي هنا الحقيقة، وفيكم بارك الله

أخي شيركوه، حسنا فعلت وليتنا نؤكد على هذه المسألة دائما
فإن التخمة من آفات هذا الزمان وقد ابتلي بها الكثير من المسلمين

أختي منال، وفيكم بارك الله. لكن اسم الكاتب ومقدمة الكتاب موجودان
في المشاركة الأولى.

منال
07-27-2007, 11:48 AM
قصدى تعريفه مش اسمه اخطات بالكتابة بس خلاص لقيته فى ملتقى اهل الحديث وشفت مدونته

بارك الله فيكم بانتظار باقى المقالات

شيركوه
07-27-2007, 07:14 PM
حسنا فعلت؟؟؟
لك ايه لهلاء ما نسيولي ياها وكل مرة بيعملولي فيها فلم :)
حتى اسال شادي
السلام عليكم

مقاوم
07-30-2007, 09:17 AM
الباب التاسع
إكرام الضيف .. من الإيمان


قال رسول الله r " لا خير فيمن لا يضيف" (صحيح) ..

إكرام الضيف واجب :
قال رسول الله r: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته ". قال وما جائزته يا رسول الله ؟ قال :" يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان وراء ذلك فهو صدقة عليه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"( البخاري)
وقوله r: " فيكرم ضيفه جائزته " يعني : يتحفه ويبالغ في بره في أول يوم أو أول ليلة ؛ ثم يطعمه بما حضر من غير تكلف كما تكلف في أول ليلة ؛ فما كان بعد ذلك فهو صدقة .
وقال الليث وأحمد ـ رضي الله عنهما ـ : الضيافة فرض يوما وليلة .

وإن لم يقرك :
فعن أبي الأحوص أنه أتى النبي r فقال : إن نزلت برجل فلم يقرني ، ثم نزل بي ، أجزيه ؟؟ قال : " بل أقره".
فانظر كيف أمر النبي rهذا الرجل بأن يقري ضيفه الذي تنكر له يوماً ما ولم يضيفه ..

وإن لم تكرمه فلست من محمد r :
دخل رجلان على عبد الله بن الحارث بن جزء( من علماء السلف)، فألقى لهما وسادة وكان متكئا عليها، قالا : إنا لا نريد هذا ! إنما جئنا نسمع شيئا ننتفع به . قال : "من لم يكرم الضيف فليس من محمد ولا إبراهيم عليهما السلام" .

والنبي يضيف المشرك :
عن أبي هريرة: أن رسول الله r ضافه ضيف وهو كافر ؛ فأمر له رسول الله r بشاة فحلبت ، فشرب حلابها ، ثم أخرى، فشربه، ثم أخرى، فشربه ، حتى شرب حلاب سبع شياه . ثم أنه أصبح فأسلم . فأمر له رسول الله r بشاة فشرب حلابها ، ثم أمر بأخرى فلم يستتمها. فقال رسول الله r: " المؤمن يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء " ( مسلم) .

ويستعين بأصحابه في إكرام الضيف:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رجل رسول الله r، فقال: يا رسول الله أصابني الجهد. فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا، فقال رسول الله r : " ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله " . فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فذهب إلى أهله فقال: لامرأته ضيف رسول الله rلا تدخريه شيئا . قالت : والله ما عندي إلا قوت الصبية قال فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم وتعالي فأطفئي السراج ونطوي بطوننا الليلة. ففعلت ثم غدا الرجل على رسول الله r فقال : " لقد عجب الله عز وجل أو ضحك من فلان وفلانة " . فأنزل الله عز وجل " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" ( البخاري)..

نصحية : لا تتكلف في إكرام الضيف، ولتكرمه مما تأكل منه، والأهم في إكرام الضيف، أن تستقبله بأحسن استقبال، وتهش له وتبش .

وسائل عملية :
1- تخصيص يوم لاستضافة ضيف في كل أسبوع أو شهر حسب سعتك وقدرتك .
2- قد يتطلب الأمر إلى الاستعانة بأحد إخوانك في إكرام الضيف . فربما احتاج الضيف للمبيت وعند بعض إخوانك متسع .

وصية اليوم :
البحث عن ضيف ـ وحبذا لو كان غريباً ـ ، وتفطره في بيتك وتكرمه . وتصطحبه إلى صلاة القيام ...

مقاوم
08-07-2007, 03:58 PM
الباب العاشر
حق الجار ـ 1

وصية الله :
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى واليتامى والمساكين، وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىَ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنْبِ ً" [النساء - 36]
قال القرطبي رحمه الله في تفسيرها: :أما الجار فقد أمر الله تعالى بحفظه والقيام بحقه والوصاة برعي ذمته في كتابه وعلى لسان نبيه، ألا ترى سبحانه أكد ذكره بعد الوالدين والأقربين: "والجار ذي القربى" أي القريب، "والجار الجنب" أي الغريب.".
إلى أن قال: "وعلى هذا فالوصاة بالجار مندوب إليها مسلماً كان أوكافراً، وهو الصحيح، والإحسان قد يكون بمعنى المواساة، وقد يكون بمعنى حسن العشرة وكف الأذى والمحاماة دونه".

وصية جبريل :
قال رسول اللهr "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" ( صحيح) ..
هكذا قال النبي rلما لاحظ أن جبريل ـ عليه السلام ـ يوصيه بالجار مراراً و تكراراً ؛ إلى الدرجة التي ظن فيها النبي أن ذلك تمهيداً لنزول حكم يُوّرث الجار من جاره . فكيف حالك مع جارك ؟ !

ومن الإيمان إكرام الجار :
لقوله r: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره "( متفق عليه) . فهل أنت أهل إكرام الجيران ؟؟

حتى الجار اليهودي :
فعن مجاهد أن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ ذبحت له شاة في أهله فلما جاء قال أهديتم لجارنا اليهودي ؟ أهديتم لجارنا اليهودي؟ فكيف حق جارك المسلم؟( صحيح )

تحذير:
قال النبي r:" والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن " . قيل ومن يا رسول الله ؟ قال :" الذي لا يأمن جاره بوائقه"(البخاري) .
أي لا يؤمن و لا يكتمل إيمانه، من لا يأمن جاره شره وظلمه .

واجبات المسلم نحو جاره:
1. أن يتعرف عليه إذا حل في جواره.
2. أن يبدأه بالسلام إذا خرج أودخل.
3. أن يشاركه أفراحه وأتراحه.
4. أن يعوده إذا مرض أوأحد من أهله.
5. أن يشيع جنازته.
6. أن يتفقده إذا غاب أومرض.
7. أن لا يؤذيه.
8. أن لا يتجسس ولا يتحسس عليه.
9. أن يجيب دعوته.
10. أن يصون حرمته.
11. أن يعينه عند الشدائد.
12. أن يواسيه ويكثر بره ويحسن إليه.
13. أن يستر عيبه.
14. أن ينصح له.
15. أن يحسن عشرته.

وصية اليوم :
زيارة الجار .. وتهادي الأطعمة ..

شيركوه
08-07-2007, 06:01 PM
اكرام الضيف ....
ذكرتني :)

...
منذ فترة كان هناك احد الطلاب الوافدين وقد سافر الان وعاد الى بلده ولكنه اتعبني جدا ...
كلما اردنا ان ندفع عن شيء ... او نشتري له شيء او ندعو الى اي امر ....
يعمل لنا مشكل ولا يدعنا ندفع المال
ونحن نسكت عندها حتى لا يلتم علينا الناس وتصير قضية
:)
سبحان الله ...
شو بدك تعمل اذا ضيفك ما بيخليك تكرمو؟

السلام عليكم

مقاوم
08-07-2007, 06:34 PM
الحمد لله الذي جعل النية من أعمدة الدين.

"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"

أخي شيركوه، أنا بخليك تكرمني وقت يللي بدك :)

شيركوه
08-07-2007, 07:02 PM
على روصي :)

ولكن تصور اننا قلنا له يا اخي انت في ديارنا "ودارهم ما دمت في دارهم"
واذا رحنا عندك في بلغراد هل راح تخلينا ندفع شيء
بس "عبس" على قولة جدي رحمه الله
او ما في امل على قولة بدري :)

سبحان الله ولله في خلقه شؤون
السلام عليكم :)

السلام عليكم

مقاوم
08-21-2007, 11:50 AM
الباب الحادي عشر
حق الجار ـ 2

أين مرقتك ؟ !
قال رسول اللهr لأبي ذر " إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهده جيرانك"( صحيح).. ولعلك تعلم فقر أبي ذر وحاجته . وكأن الرسول يوصيه بالجار ويتعاهده بشيء ولو بماء المرقة! فأين مرقتك؟ .

الأقرب أولاً :
قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : قلت : يا رسول الله إن لي جارين، فإلى أيهما أهدى؟ قال: " إلى أقربهما منك باباً " ( صحيح) .

تحذير !
عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت النبي r يقول : "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع " ( صحيح)

الجار الحسن يُشترى ..
حسن الجوار من النعم العظيمة والآلاء الكريمة، ولهذا قال علي ـ رضي الله عنه ـ : الجار قبل الدار؛ فالدار الطيبة الواسعة القريبة تضيق بساكنيها إذا ابتلوا بجار سوء، والدار الضيقة البعيدة تطيب لساكنيها إذا حظوا بحسن الجوار.
باع أبو الجهم العدوي داره بمائة ألف دينار، ثم قال للمشترين: بكم تشترون جوار سعيد بن العاص(الصحابي رضي الله عنه) ؟ . فقالوا: وهل يشترى جوار قط؟ قال: ردوا عليَّ داري، وخذوا دراهمكم، والله لا أدع جوار رجل: إن فقدتُ سأل عني، وإن رآني رحب بي، وإن غبت حفظني، وإن شهدت قربني، وإن سألتُه أعطاني، وإن لم أسأله ابتدأني، وإن نابتني جائحة فرّج عني.
فبلغ ذلك سعيداً فبعثه إليه بمائة ألف درهم.

الجار السوء يباع بأبخس الأثمان
كان أبو الأسود الدؤلي ، صاحب علي من سادات التابعين وأعيانهم، واضع علم النحو بتوجيه من علي رضي الله عنه، وقد كان لأبي الأسود جيران بالبصرة، كانوا يخالفونه في الاعتقاد، ويؤذونه في الجوار، ويرمونه في الليل بالحجارة، ويقولون له: إنما يرجمك الله تعالى؛ فيقول لهم: كذبتم، لو رجمني الله لأصابني، وأنتم ترجمونني ولا تصيبونني؛ ثم باع الدار، فقيل له: بعتَ دارك؟! فقال: بل بعت جاري ! ! !
فكن ـ أخي في الله ـ كسعيد بن العاص يُشترى جواره، ولا تكن كفساق الكوفة، يُباع جوارهم بأبخس ثمن ! ..

وصايا الصحابة :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من حق الجار أن تبسط له معروفك، وتكف عنه أذاك.
وقال علي للعباس رضي الله عنهما: ما بقي من كرم أخلاقك؟ قال: الإفضال على الإخوان، وترك أذى الجيران.
وكان يقال: ليس من حسن الجوار ترك الأذى، ولكن الصبر على الأذى.
وقال عبيد بن عمير: من حق الجار عليك أن تعرفه معروفك و تكف عنه أذاك و من حق القرابة أن تصله إذا قطعك و تعطه إذا حرمك و إن أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة و إن أنقص الناس عقلا من ظلم من هو دونه..
والجوار ليس قاصراً على السكن، وإنما يشمل الجار في السوق، وفي الزراعة، والطلب، ونحوها..

وصية اليوم :
أحرص على استضافة أحد جيرانك على طعام الإفطار .. والأفضل من ذلك عمل إفطار مجمع للجيران، كأفطار العمارة، أو إفطار المسجد، إو إفطار الحي ..

شيركوه
08-21-2007, 07:08 PM
الباب الحادي عشر

حق الجار ـ 2

وكان يقال: ليس من حسن الجوار ترك الأذى، ولكن الصبر على الأذى.



او لو كان جارك هذا يضرك كلما استطاع ... وفيما هو كذلك يضر جيرانه الاخرين في المبنى ايضا من دون قصد لانه كان يقصدك انت شخصيا ولكنه اخطا في الافساد فكاد ان يضر الجميع؟ لانه حقود حسود ونفسه خبيثة؟

مقاوم
08-21-2007, 07:35 PM
طوابط المسألة أمران:
1- قول الله عز وجل: "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"
2- قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار" الذي يمثل قاعدة
أصولية في حد ذاته.

الأكمل والأورع أن تصبر أسوة بنبينا الذي صبر على جاره اليهودي سنوات
وكان يؤذي النبي صلى اله عليه وسلم في كل فرصة ويلقي قمامته على باب النبي.
فمن لم يستطع فله في أبي الأسود الدؤلي رضي الله عنه أسوة (أنظر قصته في الأعلى)

عبد الله بوراي
08-21-2007, 07:40 PM
البقرة (آية:286) (http://javascript<b></b>:showAya(2,286)):لا ُيكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقه لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين (http://javascript<b></b>:showAya(2,286))



http://www.sa8r.com/uploads/d49f7a2375.gif (http://www.sa8r.com)

شيركوه
08-21-2007, 07:59 PM
جزاك الله خيرا :)

وكذلك انت يا بوراي

السلام عليكم

هنا الحقيقه
08-21-2007, 08:03 PM
كومة حجار ولا هل جار

شيركوه
08-21-2007, 08:19 PM
:)
ايه والله ...

السلام عليكم

هنا الحقيقه
08-21-2007, 08:25 PM
ايه والله ...


:-)..................
وعليكم السلام

Saowt
08-22-2007, 05:13 PM
صار عليي كتير أقرأه..
أخي مقاوم.. تابع ببطء لو سمحت

مقاوم
08-31-2007, 02:58 PM
الباب الثاني عشر
الزكاة ـ 1

تعريف الزكاة:
تعرف الزكاة بأنها الجزء المخصص للفقير والمحتاج من أموال الغنى . وتحسب الزكاة كنسبة 2.5% من المدخرات السنوية إذا تعدت قيمة معينة تعرف بالنصاب .

الزكاة مشتقة في اللغة العربية من زكا والتى تعنى النماء والطهارة والبركة . فإخراج الزكاة طهرة لأموال المسلم وقربة إلى الله تعالى يزداد بها ومجتمعه بركة وصلاحا .

زكاة المال تُذهب الشر :
قال رسول الله r:"من أدى زكاة ماله فقد ذهب عنه شره"( حسن لغيره ) .

وتجلب لذة الإيمان :
قال رسول الله r: "ثلاث من فعلهن فقد طعم طعم الإيمان : من عبد الله وحده، وعلم أن لا إله إلا الله ،وأعطى زكاة ماله طيبة بها نفسه رافدة عليه كل عام ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط اللئيمة ولكن من وسط أموالكم فإن الله لم يسألكم خيره ولم يأمركم بشره"(صحيح لغيره ) .

وله أجره :
قالr: "من أعطاها مؤتجرا فله أجرها ، ومن منعها فأنا آخذها وشطر ماله غرمة من غرمات ربنا . لايحل لآل محمد منها شيء" ( حسن ).

و أعلى درجات الإسلام بعد الصلاة :
وعن زر بن حبيش أن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كان عنده غلام يقرأ في المصحف، وعنده أصحابه فجاء رجل يقال له حضرمة، فقال : يا أبا عبد الرحمن أي درجات الإسلام أفضل؟ قال: الصلاة ، قال : ثم أي ؟ قال : الزكاة ( حسن )

عقوبة مانع الزكاة :
من منع الزّكاة فقد ارتكب محرّمًا هو كبيرة من الكبائر ، وورد في القرآن والسّنّة ما يفيد أنّ عقوبته في الآخرة من نوعٍ خاصٍّ ، كما في حديث مسلمٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللّه r: "ما من صاحب كنزٍ لا يؤدّي زكاته إلاّ أحمي عليه في نار جهنّم ، فيجعل صفائح ، فيكوى بها جنباه وجبينه ، حتّى يحكم اللّه بين عباده في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار ، وما من صاحب إبلٍ لا يؤدّي زكاتها إلاّ بطح لها بقاعٍ قرقرٍ كأوفر ما كانت تستنّ عليه ، كلّما مضى عليه أخراها ردّت عليه أولاها ، حتّى يحكم اللّه بين عباده ، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار ، وما من صاحب غنمٍ لا يؤدّي زكاتها ، إلاّ بطح لها بقاعٍ قرقرٍ ، كأوفر ما كانت ، فتطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها ، ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ، كلّما مضى عليه أخراها ردّت عليه أولاها ، حتّى يحكم اللّه بين عباده ، في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ ممّا تعدّون ، ثمّ يرى سبيله إمّا إلى الجنّة وإمّا إلى النّار" .

ومن أهم فوائدها :
1- علاج للقلوب . وتطهير للنفوس . وإسعاد للإنسان .
2- تحقق التكافل الاجتماعي واستقرار ونماء المجتمع .
3- تحقق التراحم والترابط والأخوة بين المسلمين .
4- تحقق الاستقرار السياسي للمجتمع المسلم .
5- تحقق التمكين في الأرض للمسلمين ، لقوله تعالى : (الّذِينَ إِنْ مّكّنّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُواْ الصّلاَةَ وَآتَوُاْ الزّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلّهِ عَاقِبَةُ الاُمُورِ) [الحج - 41] .

وصية اليوم :
إخراج زكاة المال ؛ إن لم تكن أخرجتها . مع دراسة فقه الزكاة

مقاوم
09-21-2007, 02:31 PM
الباب الثالث عشر



الزكاة ـ 2

أهمية الزكاة :
الزكاة ركن من أركان الإسلام الأساسية وهى فريضة على كل مسلم تتوفر فيه شروطها فيجب عليه إخراجها لمستحقيها . وقد ورد لفظ الزكاة فى القرآن الكريم مع الصلاة فى أكثر من (80) آية ." إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" (البقرة -آية 277)

يا تارك الزكاة ويلك !
قال رسول الله r: " ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرع حتى يطوق عنقه" ( صحيح ) .

حكمة الزكاة :
المسلم الغنى ينظر إلى ثروته وأمواله كأمانة استأمنه الله عليها ينبغي عليه أن يؤدى حقها ويستعملها فيما يرضى الله تعالى .
ويحث الله تعالى المسلمين على الإنفاق من أموالهم ليسدوا حاجات الفقراء والمحتاجين "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون"(البقرة: آية 245 )
والزكاة في الإسلام هى أول نظام عرفته البشرية لتحقيق الرعاية للمحتاجين والعدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع حيث يعاد توزيع جزء من ثروات الأغنياء على الطبقات الفقيرة والمحتاجين .
والزكاة طهرة لأموال المزكيَ وطهرة لنفسه من الأنانية والطمع والحرص وعدم المبالاة بمعاناة الغير .
وهى كذلك طهرة لنفس الفقير أو المحتاج من الغيرة والحسد والكراهية لأصحاب الثروات .
وتؤدى الزكاة إلى زيادة تماسك المجتمع وتكافل أفراده والقضاء على الفقر وما يرتبط به من مشاكل اجتماعية واقتصادية وأخلاقية إذا أحسن استغلال أموال الزكاة وصرفها لمستحقيها .

النصاب :
والنصاب هو مقدار معين من المال محدد شرعا لا تجب الزكاة في أقل منه وتختلف قيمة النصاب حسب نوع المال .
وقد حدد النبى r النصاب بعشرين مثقالا من الذهب وهي تساوى (85) جراما من الذهب الخالص – وحدد نصاب الفضة بمائتى درهم وهى تساوى ( 595) جراما من الفضة الخالصة .
ونصاب العملات الورقية هو ما يكافئ (85) جراما من الذهب الخالص ويتغير بتغير قيمة العملة.
ويعد الشخص غنيا إذا امتلك النصاب زيادة على حاجاته الرئيسه وحاجات عائلته ومن تحت رعايته بالنسبة للطعام والشراب والملبس والمركب والمسكن وأدوات عمله والضرورات الأخرى .

في كل شيء:
فرض الإسلام الزكاة فى كل الأموال كالذهب والفضة و العملات المختلفة وكذلك عروض التجارة والزروع والثمار والأنعام والركاز والمعادن ..الخ
وأفتى أصحاب المذهب الحنفي والقرضاوي من المعاصرين وغيره بوجوب الزكاة في كل المحاصيل الزراعية .. إلى جانب إخراج الزكاة على المزارع بجميع أنواعها ( مثل مزارع الطيور وأبراج الحمام والأسماك والمشاتل وعسل النحل) ..

وصية اليوم :
تذكير أحد الأغنياء بإخراج زكاة ماله ..

Saowt
09-22-2007, 06:11 AM
سأعود اليوم إن شاء الله للمتابعة..
جزيت خيرا أخي مقاوم

مقاوم
10-03-2007, 01:49 PM
الباب الرابع العشر
الزكاة ـ 3



المستحقون للزكاة :
المستحقون لها ثمانية أصناف : لقوله تعالى : " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ " ( التوبة 60).

الصنف الأول والثاني : الفقراء والمساكين ، وهم من لا يجدون كفايتهم ، والفقير أشد حاجة من المسكين . فيعطى الفقير أو المسكين ما يكفيه ..
كما يدخل في ذلك سد حاجةالأسر الفقيرة لتعليم أبنائها وتوفير مستلزمات التعليم لهم كتوزيع الحقائب والمستلزمات المدرسية على الطلاب الفقراء والأيتام.
ويدخل في هذا الباب أيضاً تزويج الشباب العزاب غير القادرين على الزواج بحيث، بحيث يغطى التكاليف الأساسية للزواج من غير إسراف أو تقتير..
كما يُعطى من أموال الزكاة العلماء والدعاة وطلاب العلم الفقراء،من خلال تقديم المساعدات النقدية والعينية لهم؛ تقديراً لجهودهم التي يبذلوها من أجل الدين.

الصنف الثالث : العاملون عليها . وهم الموظفون العاملون في مؤسسات جمع الزكاة، فيعطى الموظف أو العامل،قدر أجرته منها ، وإن كان غنياً ..

الصنف الرابع : المؤلفة قلوبهم . وهم ممن يرجى إسلامه، أو يرجى بدفع الزكاة إليه قوةُ إيمانه، ومثال هؤلاء الزعماء والمفكرين والعلماء من المسلمين وغير المسلمين، والذين يدافعون عن الإسلام، أو يرجى منهم ذلك .. قال ابن قدامة: "المؤلّفة قلوبهم ضربان: كفّار ومسلمون ، وهم جميعًا السّادة المطاعون في قومهم وعشائرهم.". ويدخل في هذا الباب الإنفاق على الكتاب والوسائل الدعوية من أجل التعريف بدين الإسلام في بلاد الغرب، لتأليف قلوبهم ..

الصنف الخامس : الرقاب . و الرقاب جمع رقبة ، و هو الرقيق المكاتب ، والمكاتب هو من اشترى نفسه من سيده . فهذا يعطى من الزكاة ما يوفي به سيده ليتحرر من الرق . ويدخل في ذلك دفع المال لفك الأسرى والمعتقلين المسلمين من سجون ومعتقلات الأعداء والمحتلين .. وقد صرّح الحنابلة وابن حبيبٍ وابن عبد الحكم من المالكيّة بجواز هذا النّوع ; لأنّه فكّ رقبةٍ من الأسر ، فيدخل في الآية بل هو أولى من فكّ رقبة من بأيدينا.

الصنف السادس : الغارمون . وهم نوعان :
الأول : من عليه دين لا يستطيع وفاءة ، فيجوز دفع الزكاة له ، ليوفي دينه . ويجوز أيضاً أن يعطى الدائن وفاءً عن المدين . فيحصل المقصود بذلك .
الثاني : من تحمل في ذمته لإصلاح ذات البين ، وإن كان من الأغنياء . فيعطى بقدر ما تحمل .
جزاءً له على هذا العمل العظيم .
وصورته أن يكون بين قبيلتين أو حيّين فتنة ، يكون فيها قتل نفسٍ أو إتلاف مالٍ ، فيتحمّله لأجل الإصلاح بينهم ، فيعطى من الزّكاة لتسديد حمالته ..

الصنف السابع : في سبيل الله . وهو الجهاد في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا .فيعطى المجاهد من الزكاة ما يكفيه في الجهاد ، أو لشراء الأسلحة لقتال المحتلين ..
كما تبنى بأموال الزكاة، القلاع والحصون والمستشفيات العسكرية ، ومعامل صنع السلاح ، وتحفر به الخنادق، وتصرف في كل ما يعين المجاهدين في سبيل الله .. لا سيما في الأراضي الإسلامية المحتلة .. كما يعطى من أموال الزكاة الجاسوس ـ لصالح معسكر المسلمين ـ وإن كان كافراً.

الصنف الثامن : ابن السبيل . وهو المسافر الذي انقطع به السفر ، فيعطى من الزكاة ما يوصله إلى بلده .. ويدخل في ذلك طالب العلم الغريب الفقير ..

وصية اليوم :
مساعدة شاب فقير عاطل، في التكسب من أحد أبواب الرزق، كأن تساعده في توفير أدوات مشروع ما من مال الزكاة ..

مقاوم
10-03-2007, 01:52 PM
الباب الخامس عشر
الصدقة

حجاب من النار :
قالى الله تعالى : " قُل لعبادي الذين آمنوا يُقيموا الصَّلاة ويُنفقوا ممَّارزقناهم سراً وعلانية من قبل أن يأتي يومٌ لا بيعٌ فيه ولا خلالٌ")إبراهيم: 31)،"وأنفقوا في سبيل الله"(البقرة: 195)، "يا أيها الذين آمنواأنفقوا ممّا رزقناكم " (البقرة: 254)،"يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيِّبات ما كسبتُم (البقرة( 267. ، "فاتَّقوا الله ما استطعتُم واسمعواوأطيعوا وأنفقوا خيراً لأنفسكم ومن يُوق شُحَّ نفسه فأُولئك هُمُ المفلحون" (لتغابن: 16) ..
ويقول النبيr : " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظرأيمن منه فلا يرى إلاَّ ما قدّم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلاَّ ما قدَّم، فينظر بينيديه فلا يرى إلا النَّار تلقاء وجهه، فاتَّقوا النَّار ولو بشق تمرة)" صحيح) ..

تقي مصارع السوء :
فهذا طبيب أصيب بمرض القلب ووصل الى حالة يرثى لها فقرر لله الأطباء عملية تجرى له في انجلترا...فقد وصل الى حد اصفرار وجهه ...وفي ذات الأيام...ذهب هذا الطبيب الى الجزار ليشتري بعض اللحم وهو في طريقه للخروج وجد امراة عجوزاً تبحث في بقايا العظام الملقاة خارج المحل فسألها: لما يا اماه تبحثين في هذه العظام، فقالت له : ابنتي توفيت وتركت لي أربعة من الأولاد اشتهوا اللحم في هذا اليوم فجئت ابحث لهم عن بعضه لعلي آتيهم به ...فرق قلب هذا الطبيب، فأخذ بيد العجوز، وأدخلها الى المحل وقال للجزار: سوف تمر عليك هذه المرأة كل خميس فاعطها 2 كيلو من اللحم . . وقال لها ساظل ادفع ثمن هذا اللحم ما دمت على قيد الحياة . فدعت له بالتوفيق. فلما رجع طبيبنا هذا اللى البيت قال له زوجته مالي أرى وجهك مشرق على غير العادة. فحكى لها قصته. وعندما أتى موعد سفره للخارج ليجري العملية اصر على عدم الذهاب لأنه كان يشعر بتحسن، ولكن تحت ضغط زوجته عليه واصرارها بذهابه، سافر هذا الطبيب الى بريطانيا، وعندما قابل الطبيب تفاجئ الطبيب متسائلا: قل لي من اجرى لك العملية بهذه الدقة؟ فقال له الرجل : لم اجر العملية قط! و حكى له قصته مع تلك المرأة العجوز...تبارك الله رب العالمين فالله جلّ جلاله يفعل مايشاء ويحكم مايريد ،" إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون " ..

فوائد الصدقة :
1- الصدقة تجعل الملائكة تدعو بالخلف والسعة على المتصدق فتقول : " اللهم اجعل لمال منفق خلفا و اجعل لمال ممسك تلفا "( حسن).
2- الصدقة تنتصر على الشياطين, قال r: "لا يخرج رجل شيئاً من الصدقة حتى يفك على لحييها سبعين شيطاناً"(صحيح).
3- الصدقة تعالج المرضى, قال r: "داووا مرضاكم بالصدقة"(حسن).
4- الصدقة تطفئ غضب ربك, قال :r"إن الصدقة لتطفئ غضب الرب"( صحيح).
5- الصدقة تمحو خطاياك, قال r"تصدقوا و لو بتمرة فإنها تسد من الجائع و تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"(صحيح).
6- الصدقة تحمي عرضك وشرفك, قال r:"ذبوا عن أعراضكم بأموالكم"(صحيح).
7- الصدقة تحسن ختامك, قال r"صنائع المعروف تقي مصارع السوء"(صحيح).
8- الصدقة ظلك من اللهب, قال r"كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس"(صحيح).
9- الصدقة سترك من النار, قالr "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة, فأنها تسد من الجائع مسدها من الشعبان"(حسن لغيره).

وصية اليوم :
أحرص على إخراج صدقة يومية ولو نصف تمرة ..

مقاوم
10-03-2007, 01:55 PM
الباب السادس عشر
أفضل الصدقات

الصدقة الخفية:
لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنةوفي ذلك يقول- جلَّ وعلا:"إن تبدوا الصَّدقات فنِعِمَّا هيوإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خيرٌ لكم" (البقرة: 271)، فأخبر أن إعطاءهاللفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهارها وإعلانها.. فبادر بصدقة السر ..

الصدقة في حال الصحة والقوة :
لقوله النبي r : " أفضلالصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحٌ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغتالحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا)صحيح).
فبادر قبل فوات الأوان ..!

الصدقة عن ظهر غنى :
لقول النبي r : " خير الصدقة عن ظهر غنى"(صحيح)..
فبادر أيها الغني .. فصدقتك يحبها الله ...

جهد المُقل :
فعن أبي هريرةـ رضي الله عنه ـ أنه قال: يا رسول الله أي الصدقة أفضل؟ قال ": جُهدُ المُقلّ، وابدأ بمن تَعُول) صحيح).
وقال رسول الله r : " سبق درهم مائة ألف! " قالوا: يا رسول الله وكيف؟! قال":رجل له درهمان؛ فأخذأحدهما فتصدّق به، ورجلٌ له مالٌ كثير، فأخذ من عُرْض ماله مائة ألف، فتصدق بها" (صحيح) .
وعن أبي مسعودـ رضي الله عنه ـ قال: " كان رسول الله rيأمرنا بالصدقة، فما يجد أحدنا شيئاً يتصدق به؛ حتىينطلق إلى السوق، فيحمل على ظهره، فيجيء بالمدّ، فيعطيه رسول اللهr ، إني لأعرف اليوم رجلاً لهمائة ألف، ما كان له يومئذ درهم! ")صحيح) .
وعن أم بُجيد رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله إن المسكين ليقوم على بابيفما أجد شيئاً أُعطيه إياه. فقال لها رسول اللهr: "إن لم تجدي إلا ظِلْفاً محرّفاً، فادفعيه إليه في يده"(صحيح)
فتصدّق أخي المسلم ولو بأقل القليل.. وارج ثواب الله تعالى.. فإن القليل إذاأخرجته بنية صادقة؛ فهو خير من كثير يخرجه صاحبه بنية ضعيفة..

الإنفاق على الأولاد:
كما في قوله : r "الرجل إذا أنفق النفقة علىأهله يحتسبها كانت له صدقة" (صحيح). وقولهr: "أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبة،ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أتفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك"( مسلم ).

الصدقة على القريب:
قال r : " الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتانصدقة وصلة")صحيح
ولما نزل قوله تعالى : " لن تنالوا البرَّ حتَّى تُنفقوا ممَّاتُحبُّون"( آل عمران: 92) ، قال أبو طلحةالأنصاري لرسول الله :rوإن أحب أموالي إلي بيرحاء ( حديقة) ، وإنهاصدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله: r " بخٍ بخٍ مال رابح، وقد سمعت ما قلتفيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين". فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله،فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه(صحيح).

النفقة في الجهاد وعلى المجاهدين :
قال تعالى : "انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكموأنفسكم في سبيل الله ذلكم خيرٌ لكم إن كنتم تعلمون)"التوبة: 41)، وقال- سبحانه- مبيناً صفات المؤمنين الذين وصفهم بالصِّدق": إنَّما المؤمنون الَّذين آمنوا بالله ورسوله ثُمَّ لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهموأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصَّادقون)"الحجرات: 15(

وصية اليوم :
قم بعمل صندوق للصدقة في البيت، تخرج منه الصدقات كل حين في أوجه البر

منال
03-26-2008, 08:11 PM
لم يكتمل الموضوع

وشكرا للزائر/ة المتصفح/ة

مقاوم
06-10-2008, 09:36 AM
الباب السابع عشر
"تحمل الكَل"

قالتها خديجة :
" تحمل الكل " تلك الخصلة التي أكدتها أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ في معرض تثبيت النبي r إثر نزول الوحي بالبعثة وأطلقتها قاعدة تحدد ملامح الداعية المصلح ، قالت للنبي : "كلا ! أبشر ! فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق " (متفق عليه).

من هو الكل ؟
الكل هو العاجز ، والتعبير " تحمل الكل" ، وليس " تعين الكل " فيه بلاغة ؛ حيث " تحمل الكل"، أي تعينه إعانة كاملة حتى وكأنك تحمله .. والعاجز هذا قد يكون : المريض ، المعاق ، المسن ، اليتيم، ابن السبيل ، الطفل ... الخ.

وفي هذه الأيام ـ أخي المسلم ـ كثر فيها أهل الكل، من المسنيين الفقراء والمحتاجين الضعفاء، الذين انقطعت بهم سبل المعيشة الكريمة أو يحتاجون إلى الدعم المعنوي والأدبي، وقد انطووا في بيوتهم، في عزلة، يشكون إلى إلى الله هجر المسلمين لهم .. فأحرى بنا ـ أخي الكريم ـ أن نفتش عن هؤلاء، لنقدم لهم الدعم المالي أو المعنوي، وإن كان الدعم المعنوي لكثير منهم أفضل من ملايين الجنيهات !

الصدّيق يحمل الكل !
لما ابتلي المسلمون ـ أيام مكة ـ بالتعذيب والاضطهاد ـ خرج أبو بكر مهاجرا نحو أرض الحبشة حتى إذا بلغ ( برك الغماد ) لقيه ابن الدغنة وهو سيد ( القارة ) فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي فقال ابن الدغنة : فإن مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج مثله ، إنك تكسب المعدوم، وتصل الرحم وتحمل الكل ،وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلدك ...

وكان أبو بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ في المدينة ـ يحلب للحي أغنامهم فلما استخلف قالت جارية منهم : الآن لا يحلبها . فقال أبو بكر وإني لأرجو ألا يغرني ما دخلت فيه - يعني الخلافة - عن شيء كنت افعله أو كما قال, وقد كان ـ رضي الله عنه ـ أثناء خلافته يذهب إلى امرأة عجوز عمياء مقعدة فيحضر لها طعامها ويحلب شاتها من غير أن يعلم أحد بذلك حتى تتبعه عمر مرة ودخل بعد خروجه من عندها فسأل المرأة فأخبرته وكانت لا تعلم أنه أبو بكر.

والفاروق يحمل الكل :
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد بعض الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل . ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة . فدخل إليها طلحة نهارا فإذا عجوزا عمياء مقعدة ، فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندك؟ قالت : هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدني ، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى . فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة ، عثرات عمر تتيع؟!

من أخلاق السلف :
كان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم فيشتري لهن حوائجهن ومايصلحهن. وقال مجاهد : صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني أكثر.
وكان حكيم بن حزام يحزن على اليوم الذي لا يجد فيه محتاجا ليقضي له حاجته . فيقول : ما أصبحت وليس ببابي صاحب حاجة ، إلا علمت أنها من المصائب التي أسأل الله الأجر عليها.

دعاء:
كان رجل من الصالحين يقول : "اللهم بلغني عثرات الكرام، حتى أقيمها".

وصية اليوم :
ابحث عن بيت فيه مسن أو عجوز، تتعهده بالرعاية والزيارة ..

مقاوم
06-25-2008, 07:50 AM
الباب الثامن عشر
كسوة المسلم

ثياب الجنة :
قال أبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ : "أيما مؤمن كسا مؤمنا ثوبا على عرى كساه الله من خضر الجنة " (صحيح).
فاحرص على ملابس الجنة .. !

تعلم من الفاروق :
فقد كان يكسو إخوانه .
فرُؤي على علي بن أبي طالب ثوب؛ كأنه يكثر لبسه . فقيل له فيه. فقال :" هذا كسانيه خليلي وصفيي عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ، إن عمر ناصح الله فنصحه الله " .

نصيحة ابن مسعود :
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "يُحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط، وأجوع ما كانوا قط، وأظمأ ما كانوا قط، فمن كسا لله عز وجل كساه الله، ومن أطعم لله أطعمه الله، ومن سقا لله سقاه الله، ومن عفا لله عفا الله عنه".
فأعد لباسك في يوم العرض ..!

وانظر كيف فعل الأشعث :
لقد أهدى إلى كل من في المسجد ثوباً ونعلان !
فقد قدم الأشعث بن قيس ( وكان من الأغنياء) من مكة، فلما صلى الفجر ؛أمرهم ( أي أمر المصلين أن ينتظروا )، فأخذوا بأبواب المسجد، فأمر لكل من في المسجد بحلة ونعلين!

والأعجب ما كان يفعله خيثمة :
فقد كان يمشي ومعه صره بها بعض الملابس الجديدة ، فإذا قابل مسلماً عليه ثوب باليه ؛ أعطاه ثوباً جديداً !
فعن العلاء بن المسيب قال : كان خيثمة يجعل صرراً؛ فيجلس في المسجد؛ فإذا رأى رجلاً من أصحابه في ثياب رثة؛ اعترض ؛ فأعطاه صرة.
وقد جعلها خيثمة سنة في أبنائه وأحفاده .
فعن الأعمش قال : ربما رأيت على إبراهيم الثوب فأقول : من كساكم ؟ فيقول : خيثمة وربما ولد له فيسترضع خيثمة الصرة لولده !
فهل نتعهد المسلمين بالكسوة، بهذا الحرص والاهتمام الشديدين، إلى الدرجة التي يرث فيها أولادنا هذه السنة ؟ !

أخي المسلم ..
من لأطفال لا يجدون الملبس الجديد في أيام العيد ..؟ ! أين جهدك نحوهم ؟ !
من لفقراء مساكين يمر عليهم العام تلو العام لا يجدون ثمن قميص أو غطاء ؟ ! أين بذلك لهم ؟ !
من لبنات مسلمات وفتيات مسلمات يحتجن من يتعهدن بالكسوة الشرعية التي تحفظ ماء وجوههن، وعفاف أنوثتهن ؟ ! أين دورك نحوهم ؟ !

وسائل عملية عليك بها :
1- احرص على أن تخرج فضل زادك من ملابس ونحوها، إلى أسرة محتاجة، أو إلى جمعية خيرية.
2- عندما تذهب إلى محلات الملابس؛ لشراء ملبس لكل ولد من أولادك؛ احرص على شراء ملبس لطفل فقير أو شخص محتاج .. افترض أن أولادك زادوا واحداً ! !
3-ساهم وشارك بجهدك في مشروع تجميع الملابس، وإعادة تنظيفها وكيها وتكييسها وتوزيعها ..

وصية اليوم :
قميص جديد هدية إلى مسلم محتاج بأسلوب مهذب .

مقاوم
07-03-2008, 11:08 AM
الباب التاسع عشر
الصلح بين المتخاصمين


في القرآن أمر بالإصلاح :
قال الله تعالى : (فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ) [الأنفال - 1]
وقال تعالى: (لاّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مّن نّجْوَاهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَآءَ مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) [النساء - 114].

وفي عموم وشمول الإصلاح بين الناس ؛قال القرطبي : " عام( الإصلاح بين الناس) في الدماء والأموال والأعراض ، وفي كل شيء يقع التداعي والاختلاف فيه بين المسلمين، وفي كل كلام يراد به" .

أفضل من درجة الصيام والصلاة !
قال رسول الله r: " ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام و الصلاة و الصدقة ؟" قالوا بلى ! قال : " إصلاح ذات البين . فإن فساد ذات البين هي الحالقة !" ( صحيح)

عتق الرقاب :
قال أنس رضي الله عنه : " من أصلح بين اثنين أعطـاه الله بكل كلمة عتق رقبة "..

وكالمجاهد في سبيل الله :
فعن محمد بن كعب القرظي ـ رضي الله عنه ـ قال: "من أصلح بين قوم فهو كالمجاهد في سبيل الله " .

خير خطوة :
فأحب خطوة إلى الله ما أصلحت بين اثنين . أو حققت الصلح بين متنازعين أو متخاصمين .
قال الأوزاعي : ما خطوة أحب إلى الله عز وجل من خطوة من إصلاح ذات البين ومن أصلح بين اثنين كتب الله له براءة من النار ...
أخي المسلم ..
أجاز الإسلام أيضاً الكذب للإصلاح بين أهل الخصومة فقـال عليه الصلاة والسلام " ليس الكـذّّاب الذي يصلح بين الناس ويقول وينمي خيراً "(صحيح) .. قال ابن بابويه : " إن الله أحب الكذب في الإصلاح وأبغض الصدق في الإفساد " ..

خيرهما من يبدأ بالسلام :
فعن أبي أيوب الأنصاري قال : قال رسول الله r: " لا يحل للرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذاوخيرهما الذي يبدأ بالسلام "(صحيح)

عبادة عظيمة :
إن الإصلاح بين الناس عبادة عظيمة .. يحبها الله سبحانه وتعالى ..فالمصلـح هو ذلك الذي يبذل جهده وماله ويبذل جاهه ليصلح بين المتخاصمين .. قلبه من أحسن الناس قلوباً .. نفسه تحب الخير .. تشتاق إليه .. يبذل ماله .. ووقته .. ويقع في حرج مع هـذا ومع الآخر .. ويحمل هموم إخوانه ليصلح بينهما ..كم بيت كاد أن يتهدّم .. بسبب خلاف سهل بين الزوج وزوجه .. وكاد الطلاق .. فإذا بهذا المصلح بكلمة طيبة .. ونصيحة غالية .. ومال مبذول .. يعيد المياه إلى مجاريها .. ويصلح بينهما ..كم من قطيعة كادت أن تكون بين أخوين .. أو صديقين .. أو قريبين بسبب زلة أو هفوة .. وإذا بهذا المصلح يرقّع خرق الفتنة ويصلح بينهما ..كم عصم الله بالمصلحين من دماء وأموال .. وفتن شيطانية .. كادت أن تشتعل لولا فضل الله ثم المصلحين ..

فهنيئـاً عبـاد الله لمـن وفقـه الله للإصلاح بين متخاصمين أو زوجين أو جارين أو صديقين أو شريكين أو طائفتين .. هنيئاً له .. هنيئاً له .. ثم هنيئاً له ..

وصية اليوم :
بادر أنت بالصلح مع من فرق الشيطان بينك وبينه، واصلح بين متخاصمين من المسلمين (زوجين أو أخوين أو والد وولده)

مقاوم
08-12-2008, 12:40 PM
الباب العشرون
لا يأكل طعامك إلا تقي !


احرص على إطعام الأتقياء:
عن أبي سعيد رضي الله عنه،عن النبي rقال " لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي"(حسن) .
والأكل وإن نسب إلى التقي ففي الحقيقة مسند إلى صاحب الطعام فالمعنى لا تطعم طعامك إلا تقياُ ورعاً .. قال الخطابي : " إنما جاء هذا في طعام الدعوة دون طعام الحاجة وذلك أن الله سبحانه قال "ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا" ( الإنسان : 8) ..
ومعلوم أن أسراهم كانوا كفارا غير مؤمنين ولا أتقياء وإنما حذر عليه السلام من صحبة من ليس بتقي وزجر عن مخالطته ومؤاكلته فإن المطاعمة توقع الألفة والمودة في القلوب " ..
فاحرص أخي المسلم على إطعام المعتكفين في المسجد، إكراماً وتشجيعاً لهم .. ولتتحقق الألفة والمودة في القلوب، ببركة إطعام الأتقياء !

إياك أن تقصر طعامك على الأغنياء :
قال رسول الله r : " شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويمنعها المساكين ومن لم يجب الدعوة فقط عصى الله ورسوله "(صحيح).
فلا يجوز لك أخي المسلم، أن تخص الأغنياء بطعامك دون الفقراء، لا سيما الأتقياء منهم ..

لك مثل أجر الصائم الصابر :
فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله r قال : " الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر"(صحيح) ..
فطعامك للمعتكفين، يعينهم على الصيام والقيام، فتنال ثواب الصائم الصابر، لاسيما إذ تعذر الأمر ولم تقدر أن تشارك المعتكفين في قيامهم وصيامهم ..
المشروبات الباردة :
احرص على إرسال العصائر والمشروبات البادرة إلى المعتكفين في المساجد .. إتحافاً لهم ومشاركة لهم ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان أحب الشراب إلى رسول الله rالحلو البارد(صحيح).

ويستحب للمعتكفين أمران :
أن يدعو لصاحب الطعام بعد الفراغ بما جاء عن النبي r:
"اللهم اغفر لهم وارحمهم وبارك لهم فيما رزقتهم " (صحيح)
" اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني" (صحيح) .
وغير ذلك من دعاء الأخ لأخيه ..

إطعام الأتقياء موجب للبركة :
عن أنس أن رسول الله r كان يزور الأنصار،فإذا جاء إلى دور الأنصار جاء صبيان الأنصار يدورون حوله؛فيدعوا لهم ويمسح رؤوسهم ويسلم عليهم فأتى إلى باب سعد بن عبادة فاستأذن على سعد فقال : السلام عليكم ورحمة الله فقال سعد : وعليك السلام ورحمة الله ولم يسمع النبي rحتى سلم ثلاثا،ورد عليه سعد ثلاثا ولم يسمعه (وكان النبي rلا يزيد فوق ثلاث تسليمات فإن أذن له وإلا انصرف ).. فرجع النبي rواتبعه سعد فقال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما سلمت تسليمة إلا هي بأذني ولقد رددت عليك ولم أسمعك أحببت أن أستكثر من سلامك ومن البركة [فادخل يا رسول الله ] ثم أدخله البيت فقرب له زبيبا فأكل نبي الله r فلما فرغ قال r:"أكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة وأفطر عندكم الصائمون " (صحيح).


وصية اليوم :
المشاركة في تفطير الصائمين المعتكفين ..