كان يا ما كان في قديم الزمان ، كان هناك اعتصام دعت اليه ما تطلق على نفسها المعارضة اللبنانية وكان مكانه بساحة رياض الصلح ، وتوافد الناس من كل الاقطار والامصار لحضور هذا الاعتصام العرس الذي سيتوج العروس منتصرة على الحكومة ، ومرت الايام فإذا بالعرس يتحول ما يشبه جميع الاشكال من التجمعات الا إحتفال الانتصار ، فهو تارةً مهرجان خطابي واحياناً سيرك يتنافس على اعتلاء منصته جميع انواع المهرجين من كافة المستويات فالكل يريد اظهار براعته والمنصة مفتوحة للجميع ، وهو احيانا يشبه حرش العيد فالكبيس والمخللات والترمس والكعك كعك وحتى الفول والبليلة موجودون ، وهو احياناً كرمس مفتوح فيه جميع انواع الالعاب واعلام من كل الالوان والاشكال والبالونات الملونة والزاهية ، ولا ننسى عروض اللايزر المسائية التي كانت تسلط اضواءها على مبنى السراي، فلحفلة السواريه مكانة خاصة في قلوب المعتصمين ، فكانت تبدأ يومياً من الساعة السادسة مساءاً وحتى التاسعة مساءاً تتخللها جميع انواع العروض من معتلي المنصة الى كل ما سبق ذكره يضاف اليها اناشيد عن فرقة تدعى فرقة الولاية ، وكان الاجدر تسميتها بفرقة الويلات ، وايه ويللا وسنيورة طلاع برا واصفر اخضر ليموني بدنا نسقط الحكومة وغيرها من الشعارات التي كانت تلهب الحشود على وقع الاناشيد ، ايه ايام ومتل ما بيقول المثل اليوم اللي بيروح ما بيجي متلو
فاين تلك الايام الغابرة ، ولا ننسى الحفلات النهارية التي كانت تقام فيها الباربكيو في الهواء الطلق وحلقات الرقص والدبكة وكاسكن ياشباب ، هذا من الجهة البرتقالية والفوسفورية من المخيم ، اما في الجهة المقابلة ، الصفراء والخضراء ، فالاختلاط ممنوع والمسكرات ممنوعة وان تسللت بعض العناصر الغير منضبطة لتشارك بالرقص والشرب ، ولا ننسى حفلات دق الورق وطاولة الزهر وغيرها من الدقوق (المشتقة من فعل دقّ) ، اما الارجيلة فكانت سيدة الساحتين وكم من شرارة فحمة تطايرت لتحرق احدى الخيم ، ويللا يا شباب لنطفي الحريق بالخيمة قبل ان تفضح المستور بداخلها

الآن تنزل التي تلك الساحة فيعتصر قلبك الماً وحزناً ، فقد خلت مظاهر البهجة والفرح منها ولم يبق سوى خيم فارغة تسأل عن اصحابها وقفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل ، ووينن وين اصواتهن

بعد مئتي يوم لم يبق من ذكرى الاعتصام سوى تعداد لايامه على شريط الاخبار اسفل قناة المنهار يمر يومياً ليذكرنا بانه كان هناك اعتصام


ولقد صدقت يا دولة الرئيس عندما وصفتهم بقبض الريح ، فهم قد انقطت اخبارهم وبقيت انت في السراي ، وكم
وصفوا اليوم العاشر بالطوفان البشري فلم يصدق تشبيهم له بالطوفان الا من ناحية غثائه ، كم من كلمات قالها الخطباء على منصة الساحة ومنها قول احدهم للرئيس السنيورة صح النوم فاذا بالقائل ينام ولا يصحو ، وقال احدهم شيثاً عن الصرماية فشاهدناه البارحة يتكلم وكان في حلقه بقايا من آثارها وكم وكم وكم

الى المعتصمين نرسل رسالة عبر الاثير ، كالرسائل التي كانت تبثها قناة العرب لمن كان يبحث عن اخبار عائلته ، فنقول لهم نحن بخير طمنونا عنكم

مبروك للمعارضة الوطنية اللبنانية
مبروك دخول الإعتصام الفاشل يومه ال 200
هل تذكرون من 200 يوم ماذا قالت المعارضة و خاصة جماعة الحزب ؟؟؟
قالوا يومين أو أربع بالأكثر تسقط الحكومة الغير دستورية و الغير ميثاقية و نستلم الحكم
أكيد كلّو حكي بلا طعمة و طق حنك و ضحك على هل الشعب المعتّر بالمعارضة يا حرام يللّي وعدوه بالنصر و بعدو ناطر نصر الهي على أخوانه في الوطن
و لكن بعد 200 يوم من الإعتصام الألهي الفاشل ما زالت الحكومة صامدة
و بالعكس تماماً حصلت الحكومة الشرعية وقوى 14 آذار على كل شيئ من المحكمة الدولية و باريس 3 و الحكومة الشرعية الصامدة من دون ضربة كفّ و احد مقارنة بما فعلته المعارضة من مظاهرات و إعتصامات و قطع طرقات و حرق دواليب وفتن متنقلة داخل زواريب بيروت

على المعارضة الآن و خاصة جماعة نصر الله وعون الإعتراف بالهزيمة وفكّ الخيم من مستوطنة رياض الصلح و الإعتذار من الشعب اللبناني نظراً للضرر الجسيم الذي ألحقوه بالإقتصاد اللبناني

ولا ننسى أيضاً ما أقدموا عليه في هذه الفترة من حرق للدواليب وقطع الطرقات
وكذلك حملة التخوين العنيفة ضد قادة 14 أدار

الحمدلله
حتى أنهم قالوا يريدون إسقاط الحكومة وتشكيل حكومة لا يرأسها فؤاد السنيورة

من قال لهم أنَا سنرضى بغير فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة.؟؟

لقد ذاقوا في هذه الأيام الذل والمهانة لأنهم يعرفون أن أهدافهم غير حقيقية
وأن المحكمة لا يمكن تعطيلها حتى ولو قتلوا كل الموالاة .. فسيبقى من يدافع عن شرف وطنه