تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مربعات »حزب الله« الأمنية



لبنان اولا
06-18-2007, 11:30 AM
مربعات »حزب الله« الأمنية




كان لافتاً ما بدر من العناصر الأمنية التابعة لحزب الله, بإيقافها دورية طوارئ لقوى الأمن الداخلي اللبناني في منطقة الضاحية بالقرب من محلة بئر العبد, كانت قد تدخلت إثر وقوع خلاف بين عدد من المدنيين, وانتهت الحادثة بتطويق قوات الحزب الأمنية لأفراد الدورية وإجبارهم على إطلاق سراح الموقوفين وإرغامهم على رمي سلاحهم, والحجة أن الدورية اقتربت من مربعات الحزب الأمنية.
لقد عجزت التيارات اللبنانية عن إيجاد صيغة ملائمة لحل قضية سلاح حزب الله الشائكة, ووصلت إلى قناعة ثابتة, أنه لا فائدة من الحديث عن نزع سلاحه, حتى لو تحررت مزارع شبعا, فالأمر راجع برأي الجميع إلى نقاط حساسة يفضل عدم الخوض فيها .
أول هذه النقاط, أن الحزب هدد مراراً وتكراراً بأنه سيقطع يد كل من تسول له نفسه بمس سلاحه أياً كان, من جانبها أيقنت الأغلبية النيابية أن الأطراف الدولية التي طالبت بنزعه وفق بنود القرار ,1559 بدأت تغض الطرف عنه .
أجمع اللبنانيون قبل أن يبدأ الحوار الوطني على إبقاء سلاح الحزب شرط إدماجه على مراحل متعددة مع قوى الأمن والجيش, ضمن ما عرف بالستراتيجية الدفاعية, التي جرى إدراجها على طاولة الحوار, لكن الطاولة نسفتها حرب يوليو الماضي حينما وصلت إلى مناقشة هذه النقطة بالذات .
في ظل التأزم السياسي الحاصل بين الأكثرية والمعارضة, يبدو المشهد اللبناني معكوساً في جميع أجزائه, ويكاد يقترب من المشهد الجاري في الأراضي الفلسطينية المحتلة, ولعل استفزاز حزب الله لدورية قوى الأمن, يذكرنا بما جرى في قطاع غزة, باستيلاء حماس لمقرات الأمن الوقائي, والمفارقة أن توقيت الحدثين جاء متزامناً إلى درجة كبيرة, ما يعني, أن تحركات حماس واستفزازات حزب الله, تخفي وراءها " أيدي خفية " تمسك بخيوط اللعبة الإقليمية .
على الأرجح أن استفزاز حزب الله لقوى الأمن رسالة لجميع الأطراف, بألا يظن أحد أن الحرب الإسرائيلية, ألحقت أضراراً جسيمة في بنية الحزب الأمنية ونالت من قدراته, ولاسيما المربع الأمني في الضاحية الجنوبية, فالمخيمات الفلسطينية التي تتمتع هي الأخرى بأمن ذاتي شيء مغاير تماماً لمناطقه .
الهواجس الأمنية في لبنان لا حدود لها, من الطبيعي أن يلجأ الجميع للأمن مع اتساع موجات الاغتيالات والتفجيرات المتنقلة, فهاجسهم مجهول وغير محدد بجهة ما, بينما يتحدد هاجس الحزب بإسرائيل وموسادها, فلا مشكلة من تدابيره الأمنية والاحترازية إذا حصرها في هذا الحيز فقط, شرط ألا تتسع هذه التدابير لتشمل فريقاً معيناً من اللبنانيين دون غيرهم, وكأنهم أصبحوا في خانة واحدة مع الموساد وذلك لا يستبعد مع اتساع حملة التخوين والعمالة التي تتولاها قوى المعارضة مجتمعة وعلى رأسها حزب الله .
إذن, لماذا تصرفت عناصر حزب الله مع القوى الأمنية على هذا النحو ? علماً أن الحزب ظل على الدوام يشيد بوطنية الأجهزة الأمنية والجيش, من المحتمل أن يكون اعتراض الدورية وتجريدها من السلاح, بداية معركة مبيتة ضد القوى الأمنية, فهي سبق وتصرفت بحنكة ووعي كبيرين أثناء الإضراب العام, الذي استهدف إسقاط الحكومة الحالية, وتمكنت من إخماد الحرائق ونزع الصواعق, من دون أن تبدي ميلاً أو تعاطفاً مع أحد الأفرقاء, ولهذه الأسباب مجتمعة تحاول المعارضة وبأسلوب ثأري زرع الطريق بالأشواك لعرقلة سيرها وإذلالها .