تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المطلوب...وقفة عربية



سيف الخليفة
06-17-2007, 04:38 PM
من حمام الدم المذهبي في العراق، الى الانقلاب المسلح في غزة، فاغتيال رجال الاستقلال في قلب بيروت ثمة خيط يربط بينها جميعا. انه الهجوم الواسع الذي يشنه تحالف اقليمي ايراني - سوري في مختلف الساحات العربية الحامية. وهذا ما يبدد الى حد بعيد الامال التي عقدها بعض الغرب ولا سيما الدبلوماسية الفرنسية الجديدة من أن في الامكان رسم خط فاصل بين الاجندتين الايرانية والسورية، اقله في المرحلة الراهنة التي يواجه فيه الطرفان تحديات كبرى مثل المحكمة الدولية التي يعرف النظام في سوريا جيداً ما معناها، وهو المشتبه فيه الاول والوحيد في ارتكاب مسلسل الجرائم الارهابية منذ الاول من تشرين الاول 2004.كما ان ايران تدرك جيدا ان قرب امتلاكها القنبلة النووية يقرب في المقابل مرحلة المواجهة العسكرية مع الغرب بأسره، وان لم يتحرك الغرب فإن اسرائيل يستحيل ان تتعايش مع قنبلة نووية تكون في عهدة احمدي نجاد الذي نادى اكثر من مرة بإزالتها من الوجود. انها اكثر من قضية سياسية، او امنية، انها مسألة وجودية.
في هذا الاطار يقبل لبنان على مرحلة من الاخطار الحقيقية التي بدأت مع "فتح الاسلام" في مخيم البارد، وتبعها اغتيال النائب وليد عيدو. وهي مستمرة وتكبر اكثر فأكثر تجسيدا لتهديد الرئيس السوري بشار الاسد بأن المحكمة الدولية ستواجه بإشعال المنطقة من بحر قزوين الى البحر الابيض المتوسط. من هذا المنطلق على اللبنانيين ان يتوقعوا مزيدا من الاستهداف الارهابي، الذي سيطرح بقوة مع اقتراب مرحلة المواجهة مع ايران مع تحول "حزب ولاية الفقيه" الى ذراع عسكرية ايرانية لاستهداف اسرائيل بالوكالة عن ايران.
انها مرحلة المواجهة من قزوين الى المتوسط. ولكن اين العرب من هذه المواجهة؟ بالامس توجه لبنان الشرعية شطر الجامعة العربية للمرة الاولى بنصف شكوى ضد تهديدات النظام السوري لسلامة الارض اللبنانية. فالتقارير والوثائق واعترافات عناصر "فتح الاسلام" تمثل عناصر جرمية خطيرة للغاية، وهي بمثابة الاتهام الصريح والموثق من دولة عربية ضد دولة عربية اخرى تمارس الارهاب ضدها. والحال ان النموذج اللبناني ليس الوحيد الذي ينبغي ان يقلق النظام العربي الرسمي، بل ان ما يحصل في غزة من انقلاب مسلح على الشرعية يمثل احد تجليات الهجوم الايراني – السوري في المنطقة. والسؤال هنا هل سيقف هذا النظام في وجه ما يحصل؟ وهل سيحسم امره مع موقع الاختراق الاساس في سوريا؟ فجسر العبور نحو قلب العالم العربي يقع في سوريا وليس في مكان آخر. وهو الورقة الايرانية الاساس التي يبدو حتى الآن، ومن خلال الوقائع الميدانية ان فكرة خلق تمايزات على هذا المستوى لا تزال غير واقعية.
ان لبنان يواجه خطر تمدد نموذج غزة. والادوات حاضرة ولا تخفى على احد لا في بيروت ولا في البقاع ولاحتى في الجنوب. فالى متى يظل النظام العربي الرسمي والشرعية العربية يتعاملان مع منبع الارهاب العربي، وجسر العبور الايراني بمنطق مرحلة التسعينات من القرن الماضي؟
ان سقوط غزة يمهد لسقوط بيروت. ولكن اذا سقط لبنان الاستقلال، فإن عمّان والقاهرة والرياض، وصولا الى الرباط مهددة بهذا الانقلاب الاقليمي.
ثمة خطر داهم يستدعي وقفة عربية حاسمة مطلوبة على اكثر من مستوى، اول المستويات الكف عن تجاهل المعارضة السورية الوطنية داخلا وخارجا، ودعمها بكل الوسائل، والكف عن الخوف من تغيير الانظمة، في وقت تحصل فيه انقلابات من غزة الى العراق مرورا بلبنان

علي حمادة