تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : نصرالله أسد على القاعدة في أفغانستان ونعامة عليها في لبنان



سيف الخليفة
06-13-2007, 01:18 AM
أطرح هذه المقالة للتأكيد للأخ (أبو سياف) بأنه قد تلاعب بعنوان مقالته!!!:D
كتب المقالة: علي حسين باكير - مجلة سوريا الحرة

أسئلة غير بريئة: المعارضة اللبنانية واستغباء الجمهور!
كيف يكون نصرالله أسدا على "القاعدة" في أفغانستان ونعامة عليها في لبنان?
اعتذر بداية عن العنوان "الفج" لهذه المقالة التي ترد على بعض الطروحات التضليلية التي تعمل العديد من الجهات على ترويجها كلما وقع لبنان في مأزق من المآزق, هذه الطروحات التي تهدف الى "استغباء" الجمهور بغية التضليل بدأت تصبح مملة وسقيمة وعقيمة في نفس الوقت.

ليس من الضروري ان يكون اللبنانيون منقسمين بين 8 آذار و14 آذار لفهم ما يجري على ساحة بلدهم, وليس من الضرورة ان يتّخذ بعضهم موقف الموالي للمعارضة أوالموالي للحكومة ليعرفوا ايضا الى اين تتجّه الأحداث, اذ انّ الحق والحقيقة ليست حكرا على طرف دون الآخر, ولكن ذلك لا يعني ان يصل الامر حدّ "الاستغباء". نقول الحكومة عميلة, ثمّ اميركا اواسرائيل تغتال اعضاءها اوالمقربين منها!! نقول الحكومة تريد ان تسيطر على السلطة وتحتكرها, ثمّ انّها هي التي تسعى وراء الفتنة والفوضى!! نقول انّ المعارضة لا تعرقل المحكمة الدولية, ثمّ انّ المحكمة اداة اميركية!!

المعارضة اللبنانية وحلفاء النظام السوري في لبنان طرحوا ثلاث سيناريوهات في رؤيتهم لما يجري حاليا:

الاول: هو انّ الحكومة قامت بهذه العملية وبالتحرش وانّ الهدف تنفيذ القرار 1559 وسحب السلاح الفلسطيني في المخيمات.
الثاني: هو انّ سعد الدين الحريري وبهية الحريري دعمت وسلّحت هذه الجماعة لمواجهة »حزب الله«!!
الثالث: انّ الحكومة كانت تتغاضى عن عمل هذه المجموعة وانّ ما يحصل الآن نتيجة لهذا التغاضي. (يعني ان تدخلت يقولون الحكومة تزج بالجيش وان لم تتدخل يقولون الحكومة تغض النظر!!).
هذا الخلط بهذه الطريقة بين التناقضات بهدف تشويش الجمهور غير مقبول, وطرح المسالة بهذا الشكل من دون أي حياء سياسي اواخلاقي اوحتى رادع ذاتي ونفسي امر غير مشرّف بتاتا.
اذا انطلقنا من مسألة انّ المحكمة هي أداة اميركية, وانّ السلطة اللبنانية المتمثلة بالحكومة تريد اقرار هذه المحكمة, فمن مصلحة الولايات المتّحدة أن يكون هناك استقرار في لبنان, ليس حبّا به, وانما كي يتيح لها هذا الاستقرار تطبيق المحكمة الدولية, ومن مصلحة الحكومة انّ يكون الوضع مستقراً في البلد وانّ تكون الحكومة قوية وليست ضعيفة وفي موقف حرج.
وفي هذا الاطار نتساءل, كيف تصبح الفوضى في هذا الجانب من مصلحة الولايات المتّحدة, ومن مصلحة الحكومة?! هل هي كذلك فعلا, ام انها من مصلحة من يخاف المحكمة , ومن يريد لها ان لا تقر, ومن تتعارض مصالحه مع وجودها?! واذا كان الجواب هوالخيار الثاني, فمن هم هؤلاء, ومن يدعمهم ومن يقف وراءهم ومن يقودهم?!

كيف يمكن لهذه الاحداث ان تجعل من الحكومة أقوى, وكيف تكون الحكومة قد تسببت في هذه الفوضى?

لماذا يريدوننا ان نترك الدليل القاطع في الأقوال والأفعال ونلجأ الى لعبة تخمين وتضارب فنتّهم هذه الجهة اوتلك وندخل في هذا الموضوع اوذاك. لقد قالوها بشكل صريح وواضح, المعارضة بقيادة »حزب الله« ومن ثمّ السيد بشار الأسد هدّد الامم المتّحدة من أنّ اقرار المحكمة الدولية بناء على طلب الحكومة سيجلب الفوضى الى لبنان!! من سيجلب الفوضى? ومن الذي سيقوم بالفوضى? ولماذا الفوضى وعدم الاستقرار متعلقة بالمحكمة? ومن هوالذي يرفض المحكمة ويهدد بنشر الفوضى اذا تم اقرارها?

اذا ما اعتبرنا انّ هذه الحكومة هي أداة اميركية وانّ الأميركيين يريدون انفاذ المحكمة الدولية, فانّ هذا السيناريو يفترض أنّ الحكومة والولايات المتّحدة بحاجة الى استقرار الوضع اللبناني, لان الفوضى وسقوط الحكومة وانفراط البلد يعني ان لا محكمة دولية. اذ على من سيتم تطبيقها ولمصلحة من سيقر مجلس الأمن القرارات اذا لم يكن هناك دولة وحكومة!! وبالتالي هل الفوضى من مطلب الحكومة هنا? أم الجهات المعارضة الرافضة والمعرقلة والخائفة من المحكمة?!

كيف يمكن لأحد ان يصدّق ان هذه المجموعة المسماة :»فتح الاسلام« ليست مجموعة استخباراتية اومخترقة استخباراتيا من قبل سورية في الوقت الذي معظم اعضائها من خريجي السجون السورية!! وليشرح لي أحدهم كيف تسجن سورية زعيم هذه العصابة "شاكر العبسي" بتهمة الارهاب لمدة ثلاث سنوات (2002-2005) ثمّ تقوم بالافراج عنه بعد ذلك!! في حين انّ المسجون سياسيا في سورية لا يخرج الاّ بعد حوالي 15 الى 20 سنة, فيما لا يرى أي معتقل اسلامي النور ويكون من المحظوظين اذا خرجت جثّته من السجون السورية!! هذا سؤال مفصلي ومهم في تقييم موقع ودور وهدف هذه المجموعة واعضائها والجهات التي تقف وراءها.

السؤال الآخر المتعلق بالموضوع طالما انّ سورية أفرجت عنه, لماذا لم تسفّره الى بلده اوتسلمه الى السلطات التي تريد اعتقاله?! وكيف غادرها دون علم اجهزة الأمن والمخابرات فيها?! ام أنّ الصحيح انّها افرجت عنه بعدما عقدت صفقة معه بضرورة توجهه الى لبنان حيث تسهّل له المرور والاقامة هناك وتزوده بالأسلحة والاموال اللازمة ويؤدي ما عليه من دور لها مقابل ذلك?!

السيد حسن بالامس يتكلم في خطابه بكلام ظاهره دعم للجيش وباطنه عرقلة له, وما أفصحه عندما يتعلّق الأمر بالظاهر والباطن فيعتبر انّ الجيش خط أحمر ثمّ يضع في وجه الجيش خطوط حمراء أخرى والهدف المزايدة على الحكومة في اظهار نفسه في مظهر الحامي والمتعاطف مع الفلسطينيين في حين انّ الحكومة تقوم بذبحهم!! هذا التوجه يندرج ضمن حملة خبيثة لافتعال أزمة فلسطينية-لبنانية وسنيّة-سنيّة لاضعاف الحكومة التي نعرف مصدر ثقلها الشعبي جيدا والذي يراد ضربه عبر هذه المعادلة بعد ان فشلت معادلة اجتذاب السنة الى الساحة الشيعية تحت ذريعة انّ السنيورة عميل في خطاب السيد حسن الشهير في وسط بيروت!! ونسأل هنا طالما انّ السيد مهتم بدعم الجيش ويعترض على ارسال الاميركيين اسلحة له, لماذا لا يقوم هوببادرة حسن نيّة بتحويل قسم من اسلحته الى الجيش, هل لانه لا يثق به مثلا?! ام لانّ مصلحته تكمن في عدم وجود جيش في لبنان?!

ولماذا لم يطلب السيّد من النظام السوري الحليف له ان يزوّد الجيش بالأسحة والذخائر وفق معاهدة الصداقة والأخوة الموجودة حاليا مع الدولة اللبنانية, وبالتالي يحرج من يدّعي انّ سورية تقف وراء »»فتح الاسلام« ويحرج ايضا الحكومة اللبنانية ويحظى بشكر المجتمع الدولي على هذه المبادرة.

لماذا لم يطلب السيد حسن بصفته الدينية كوكيل شرعي للولي الفقيه الايراني من المرشد الاعلى علي الخامنئي أوبصفته السياسية كزعيم »حزب الله« من الرئيس نجاد ان يمدّوا الجيش اللبناني بالأسلحة والذخائر طالما انّ ايران حريصة على امن واستقرار لبنان كما تدّعي, خاصّة انّ نجاد كان يصيح منذ يومين بأنّه سيقتلع اسرائيل من جذورها اذا هاجمت لبنان!! هل من مصلحة »حزب الله« مثلا ان يرى الجيش اللبناني في حالة مزرية حتى يظل يعزف معزوفة انّ الجيش غير قادر عن الدفاع عن لبنان وبالتالي يبرر بقاء سلاح »حزب الله« وجيشه في المستقبل?!

السيد حسن يطالب بمحاكمة عادلة -والمحاكمة العادلة لجميع المجرمين حق- لهؤلاء الذين قطعوا رؤوس الجنود اللبنانيين, لكن السيّد حسن بعد ان وضع الخطوط الحمراء لم يشرح لنا الطريقة التي يمكن للدولة ان تتسلم بها هؤلاء وتحيلهم الى العدالة?! ثمّ ما هذا الحنان والعطف الطارئ على افراد هذه الجماعة في حين اننا لم نسمع صوت السيد حسن عندما كان السوريون يخطفون الانسان من منزله ويحيلوه الى اقبية المخابرات ويموت من التعذيب تحت بازار "الحرب على الارهاب" الذي كانت تتاجر به مع اميركا? هل السبب لان هؤلاء كانوا غالبا من الشرفاء والمظلومين والذين لا سند ولا ظهر لهم?!

البعض عمل ضمن الخطّة الخبيثة لايقاع الشقاق بين الحكومة والفلسطينيين فقام بالترويج بأنّ العملية الحالية تدخل ضمن اطار تنفيذ القرار 1559 لسحب السلاح الفلسطيني من المخيمات. السؤال, هل هي في الأساس معركة مع الفصائل الفلسطينية في المخيمات مثل حركة »فتح« و»حماس« حتى نقول انّ الحكومة تعمل على سحب السلاح منهم وفق القرار 1559, ام انّها معركة مع عصابة لا علاقة لها بالفلسطينيين?! وهل يعلم الذين يروجون لهذه الخطّة الخبيثة بهذه المعطيات ام لا يعلمون?!

طبعا يعلمون ولكن يريدون من الحكومة ان تغرق في صراع مع الفلسطينيين فيما يظهرون هم بمظهر المتعاطف والمناصر لهم. ثمّ لماذا المزايدة على مسألة السلاح الفلسطيني في المخيمات طالما انّ جميع الاطراف اللبنانية بمن فيهم من يدّعي انه حريص على الفلسطييين حاليا (»حزب الله« وحركة »أمل«) قد وافقوا على طاولة الحوار بسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات والمتمثل بسلاح الجبهة الشعبية الموالية لسورية, كما اتّفقوا على تنظيم سلاح المخيمات كمرحلة أولى. وعليه فمن هو صاحب المصلحة في الترويج لصراع الحكومة والسنيورة مع الفلسطيينين ومن هوالمحرّض ومن هوالمستفيد من هذا التحريض? هل هي الحكومة ? ام اميركا? ام المعارضة وسورية?!

البعض الآخر وكعادته في التلبيس على الناس وغسل أدمغتهم بالبروباغندا المركّزة, قام بالترويج بانّ الحكومة وعبر الحريري تحديدا -البعض الآخر اتهم بهية الحريري- قام بتشكيل هذه المجموعة ودعمها وتمويلها وذلك بهدف نشر الفوضى وايضا بهدف محاربة »حزب الله« الشيعي!! سأعتبر انّ هذا السيناريو صحيح ولنلقي نظرة على الواقع لمقارنته, هل تقوم هذه الجماعة بمحاربة الشيعة و»حزب الله« حتى نقول انها انشئت من قبل هذا الطرف اوذاك لمحاربة »حزب الله«?

ولماذا لم يضعها الحريري مثلا في مناطق ذات كثافة شيعية لاحداث فتنة بدلا من ان يضعها في مناطق ذات ثقل سنّي?! ام انّ الصحيح هوحصول حالة من الغزل غير المباشر وغير المفهوم بين هذه الجماعة و»حزب الله« من خلال التصريحات والمواقف التي ظهرت حتى الآن?! وهل هذه الجماعة تقاتل في مناطق شيعية حتى نقول مثلا انّ الحكومة اواميركا صنعتها ?! ام انها تقاتل وتخرّب في مناطق ذات ثقل سنّي وبالتالي الهدف ضرب الموقف السنّي في لبنان وشرذمته وتقسيمه وسحب دعمه للحكومة والسنيورة ?! هل الحكومة تصنع هذه الجماعة لتدخل معها في صراع يضعف من مركزها ويحرجها وقد يؤدي في النهاية الى انتشار الفوضى والاطاحة بها, ام انّ الصحيح انّ خصوم هذه الحكومة ومن يقف وراءهم من الجهات الخارجية هومن يريد ذلك فعلا?!

كيف يمكن لأحد أن يصدّق انّ هذه الجماعة تابعة ل¯ »القاعدة« في الوقت الذي يبدو موقف السيد حسن منها رؤوفا رحيما على عكس مواقفه من الجماعات السنيّة -باستثناء الحركات الفلسطينية لغاية معلومة في نفس يعقوب- سواء المعتدلة التي تقاتل الاحتلال الاميركي في العراق وأفغانستان أو الجماعات المتشددة والتكفيرية. وكيف يمكن تفسير ان يكون السيد حسن في خطاباته ومواقفه المعروفة اسدا على »القاعدة« في افغانستان والعراق ونعامة على »القاعدة« في بلده وفي ارضه?! هذا لو افترضنا طبعا انّ هذه الجماعة من »القاعدة« وليست من المخابرات السورية وقد حصل التمويه للتغطية كما في مسألة (أبوعدس).

ذهب البعض بطريقة التفافية الى القول انّه طالما انّ الحكومة كانت تعلم بقدوم اسلحة ودعم لهذه المجموعة من سورية فلماذا لم تلق القبض عليهم من قبل اوتمنع تسليحهم اوتهجم عليهم من قبل?! يعلم اللبنانيون قبل غيرهم انّ الجيش اللبناني غير قادر خاصة بعد ان اضطرته فتنة المعارضة في أزقة بيروت الى الانتشار والتمدد داخليا وعليه فانّ الجيش غير قادر على تأمين الحدود مع سورية ومراقبة جميع المنافذ, ولذلك فالأسلحة جاءت الى هذه المجموعة عبر نفس المنافذ التي تلقّى ويتلقى »حزب الله« منها ماله وسلاحه والتي لم يستطع الجيش تأمينها, وعندما تمّ اقتراح ان تتمركز قوات دولية على هذه الحدود لتأمينها تماما وسد المنافذ, قامت سورية واعترضت على ذلك وهددت بقطع الطرق الدولية مع لبنان وبخنقه اقتصاديا وباغلاق الحدود معه اذا ما تمّ ذلك, فاذا كانت لا تريد القوات الدولية بحجّة انها تهدد امنها -وهذا حق لها-, فعليها ان تكون مسؤولة عندئذ عن أي اختراق لهذه الحدود من طرفها باتجاه لبنان.

بعد ان تمّ اسنزاف هذه السيناريوهات الهزلية عن دعم الحكومة لهذه المجموعة, لم يجد أصحاب هذا التوجه خلاصا في اسلوب التضليل الاّ من خلال الاعتماد على "سيمون هيرش" وقد جعلوا منه بقرة مقدّسة يشترون كلامه دون ان يفهموا المراد منها. السيد هيرش يخوض حربه الخاصة في الداخل الأميركي وقد كتب مقالا قبل نحوعدّة اشهر قام بخلق قصّته الخيالية التي لا تستند الى أي وقائع اوحتى معلومات ذات قيمة فعلية فضلا عن انّ الواقع الحالي ومجريات الأحداث تكذّبها بشكل مفضوح.

الهدف من مقال هيرش آنذاك والذي اتهم فيه ادارة بوش وبعض دول الخليج بتمويل هذه المجموعة, هو ان يفتح الكونغرس الاميركي تحقيقا حول الموضوع وذلك للضغط على الرئيس ضمن لعبة شد الحبال بين الجمهوريين والديمقراطيين التي احتدمت مؤخرا وظهرت بشكل جلي في رفض الكونغرس مرارا اقرار التمويل المالي اللازم لادارة بوش لخوضها الحرب في العراق. اذا السيد هيرش هنا يلعب لعبة داخلية مستعملا معلومات مموهة لتخدمه في الداخل الاميركي الذي لا يعرف تفاصيل هكذا امور وقد تمّر عليه.

ويبدو انّ السيد هيرش حصل على ثناء وتأييد كبير عند قدومه الى لبنان مؤخرا من بعض الاطراف الموجودة اليوم في المعارضة اللبنانية وتحديدا من قبل "»حزب الله«", الامر الذي شجعه على تدويل مسرحيته التي نقلها في مقاله الاخير. وعندما فوجئ الآن بانّ مجريات الأحداث هي عكس ما نقله تماما في مقاله السابق, لم يجد سوى بعض الكلمات ليبرر بها مسرحيته, فيردد "خطأ حسابات من الحكومة, خطأ تقدير من ادارة بوش, برنامج سرّي, دعم خفي.... وغيرها من المصطلحات التي تستخدم للتمويه والتهرب, فهل هناك شيء سري الآن فيما يجري? ام انّ الصحيح انّ اللعبة فضحت تماما وكشفت جميع الأوراق بشكل سافر, وسقطت الأقنعة عن الجميع?!