تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حزب الله وملء الفراغ السوري



سيف الخليفة
06-13-2007, 12:25 AM
حزب الله وملء الفراغ السوري


الطروحات ووجهات النظر التي شرعت التيارات اللبنانية المختلفة بتقديمها حول تصورها النهائي على شكل الحكومة المراد اعادة تشكيلها او توسيعها في المرحلة المقبلة, ايجابية وتستحق التوقف مليا لسبر مواقف كل فريق على انفراد, وكشف اخطائه وخطاياه, ازاء سلسلة الاحداث المتسارعة التي عصفت في لبنان خلال السنوات الثلاث الاخيرة, ذلك في غاية الاهمية, ولا غنى عنه قبل الشروع في وضع الاساس المنطقي الذي بموجبه سيبنى برنامج اي حكومة قادمة على الطريق.
الوجهة الاولى عرضها البطريرك الماروني نصر الله صفير منذ ايام, ودعا الى ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة جديدة على ان يتشارك بها الجميع, نظرا لما يواجهه لبنان اليوم من ارهاب يستهدف صيغة عيشه المشترك.
الوجهة الثانية طرحها النائب سعد الحريري للطرف المنسحب من الحكومة, وتكاد تكون اشبه بمد اليد وفتح صفحة جديدة من الحوار, تعيد بناء ما تهدم على قاعدة حل مبني على التفاهم الداخلي, بدلا من الحلول الاتية من الخارج.
الوجهة الثالثة, اتسمت بالرد المتبادل بين فريقي القوات اللبنانية وحزب الله, وبداها حزب الله على لسان نائب امينه العام نعيم قاسم, الذي كرر الشروط والمطالب السابقة ذاتها, لا تفاهم او نقاش من دون الحصول على الثلث المعطل, بينما جاء جواب القوات قاطعا على لسان رئيسها سمير جعجع, بان التوافق على الخطوط العامة لبرنامج الحكومة وتوفير الضمانات هو الاساس لتشكيلها قبل اي كلام اخر.
مهما تعددت الوجهات يبقى لحزب الله اتجاه واحد, لا يستطيع مفارقته منذ ان فارقت سورية شقيقها لبنان, وقد يكون تعلمه منها, ولا غرابة في ذلك كونه الفريق الذي نال اكبر قدر من العناية السياسية والدعم اللوجستي اكثر من اي فريق اخر, هذا بعيدا عن الرعاية الايرانية, وبالتالي تعلم اساسيات اللعبة السياسية وكيف يجب ان تدار زواياها.
يخطئ حزب الله اذا اعتقد ان دوره مع الاطراف الاخرى يماثل ويشابه الى حد ما الدور السوري, وهو ما تتمناه وعملت لاجله سورية, في ان يكون حزب الله البديل الانسب لها في لبنان, هنا تقع سورية في الخطا ايضا, لان حزب الله مهما امتلك من دعم اقليمي وثقل ديموغرافي محلي, يظل يدور ضمن فلك الطائفية, باعتباره طائفة من مجموعة طوائف, له ما لها وعليه ما عليها اصولا .
التعقيد الذي يضعه حزب الله امام اي طرح, في اعتقاده الجواني, بان هناك فراغا تركته سورية وراءها ولابد من ملئه, ومن يملؤه سيحظى بموقع يوازي موقع الدولة ويكفل له الخروج من سكة الطائفية, هذا ما يريد الحزب قوله قبل اي طرح من الافرقاء الاخرين, فاي قرار وطني رغم التوافق عليه, لا قيمة له ما لم يُمهر بختمه الخاص .
للتوضيح اكثر حول هذه النقطة, يحاول حزب الله العودة باللبنانيين الى عهد الوصاية السورية, وتذكيرهم بان اي حكومة, لم تكن تمضي الا بموافقة مكتب عنجر, ومن جانبه يحاول افهامهم, بان الحوارات والطروحات التي لا تاخذ برايه او تتبناه, لا يمكن ان تثمر عن نتيجة مرضية مهما بلغت درجة الوفاق حولها.
بهذا الاعتقاد الخاطئ والمستمر, يتجاهل حزب الله ومن لف لفه, تاريخ قيام لبنان الذي لولا مسيحييه لما قام اصلا, بوقت كانت فيه الامبراطورية العثمانية تلفظ انفاسها الاخيرة, وكان فيه الغرب ومازال يحرص كل الحرص على تثبيت صيغة التعايش والتسامح بين المسلمين والمسيحيين في بلد مشرقي كلبنان.
المحطة ما قبل الاخيرة التي يقف عندها الحزب ويعمل على ارجاع عقارب الساعة الى الوراء اي الى التاريخ, هي التفكير بان الطائفة الشيعية هُمِشت وغُيب دورها على مدى تاريخ لبنان, وحان الوقت لتستعيد دورها اسوةً بباقي الطوائف وعلى حسابها.


كتبه: ثائر الناشف-مجلة سوريا الحرة