تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إياك يا شيخ الأزهر .. إيران ليست سليمة النية ..!!



FreeMuslim
06-10-2007, 08:27 AM
إياك يا شيخ الأزهر .. إيران ليست سليمة النية ..!!
09-6-2007
محمود عبد الصادق الحَسّانيّ (شيخ أزهري)
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif

http://www.alasr.ws/myfiles/news/alaszhr.jpg



طالعتُ صفحة موقع إسلام أون لاين صباح الخميس 7/6/2007م، وفوجئت بخبر مفاده أن إيران تتقدم بخطاب رسمي إلى الحكومة المصرية، تطالب فيه بفتح فرع لجامعة الأزهر في طهران .. بدعوى السعي الجاد للتقريب بين السنة والشيعة .. !!

وأن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي ـ وهو أسوأ من تولى هذا المنصب على مر التاريخ في رأيي ـ قد رحب ترحيبا شديدا بهذا الاقتراح الذي جاء في وقته .. حيث الخلافات المذهبية استعر أوراها في الأمة، وأصبح أبناء المذهبين الكبيرين يقتل بعضهم بعضا..!

وسواء كان الخبر حقيقيا أو من باب الفرقعة الإعلامية ونشر الأخبار المثيرة لجذب الزوار إلى الموقع، لابد من ذكر عدة حقائق تعلق بالموضوع.

ولا يخفى أن عنوان المقال يعكس قلقا شديدا على مؤسسة الأزهر .. بل وعلى المذهب السني كله، وليس على الأزهر فقط .. وكدليل على كلامي، لابد من الانتباه للآتي ..

(1)

الأزهر لا يزال حتى يومنا هذا أكبر صرح إسلامي تاريخي، تدرس فيه علوم الشرع الحنيف واللغة العربية وآدابها, ويجمع بين أروقته كل المذاهب الفقهية الإسلامية .. وقد ازدادت معاهده وجامعاته بشكل كبير منذ الستينيات، بعد إنشاء قانون ما يسمى بإصلاح الأزهر, وله فرع في كل دولة مسلمة تقريبا, وأصبح دعاته يجوبون أقطار المعمورة .. ويغطي مساحة واسعة من الأرض المسلمة ذات المذهب السني.. وهذا يوضح لنا أن الأزهر مرجعية هامة, ويأوي إليها العديد من الطلاب من بلدن إسلامية متعددة، ليس فيها فروع للأزهر.

(2)

المذهب الشيعي الآن يحتمي بإيران وتموله بكل ما تستطيع من قوة .. وسبق أن صرح الخميني إبان إعلان ثورته على الشاه، أن نموذج الثورة لابد أن يتم تصديره إلى دول الجوار، ومن بعدها إلى كل بلدان العلم الإسلامي ..

ولا يخفى الآن أن إيران في طريقها إلى أن تكون إحدى القوى المؤثرة إقليميا ودوليا .. وتتبنى قضايا السياسة الإسلامية في غياب الأنظمة العربية والإسلامية اللاهثة في المضمار الأمريكي, مما جعلها تطمح لمقعد قيادة الأمة الإسلامية، والإمساك بزمام المبادرات.

(3)
لا يعطل إيران عن تبوء مقعد الصدارة الإسلامية إلا مذهبها, فهي تعتنق المذهب الشيعي الإمامي الإثنا عشري .. والشيعة أقل من السنة بكثير, ولا يتمركزون بشكل كبير إلا في إيران والعراق والبحرين, ثم يعيشون كأقليات متناثرة في بلاد الخليج بين أعداد جرارة من أهل السنة ..

وهذا الموضوع يثير لها قلقا شديدا وحرجا بالغا, لأن جماهير الأمة المسلمة لا تلبث أن تصطف كلها في موطن الإعجاب بتصدي إيران ذات المذهب الشيعي لأطماع الإمبراطورية الأمريكية، حتى تعود أدراجها مرة أخرى إلى خندقها، متذكرةً أن إيران لها يد متلطخة بدماء أهل السنة في العراق, فلا ينبغي أن تنسيهم الفرحةُ دماءَ إخوانهم التي تراق بدافع العصبية المذهبية المدعومة إيرانيًّا وشيعيًّا.

(4)
ولا يخفى أن هناك لاعبا آخر في ملعب الصدارة الإسلامية يتبوأ مقعدا هاما جدا، وهو أحد جناحي المذهب السني, ألا وهو مذهب السلفيين الذي ترعاه المملكة العربية السعودية وتقيم له مؤسسات في جميع بقاع العالم الإسلام حتى تضمن له انتشارا واسعا بين المسلمين ولا تبخل في سبيل تنشره بشيء .. ولا يخفى أيضا ثقل السعودية السياسي, والذي اكتسبته من موقعها واشتمالها على الحرمين الشريفين اللذين يقدسهما كل المسلمين من سنة وشيعة .. ولذلك لا تستطيع إيران أن تتقدم خطوة واحدة في هذا الاتجاه مهما فعلت, فمن يملك الحرمين ـ شاء أَمْ أَبَى ـ قد وقف في وسط الميدان لا ينازعه أحد في الزعامة الروحية على ملايين المسلمين في العالم.

(5)

وظهور إيران الآن للعالم أجمع كقوة سياسية وروحية أصبح واضحا للعيان, ولا ينكره إلا من لا يرى ضوء الشمس في رابعة النهار .. والنقطة الأهم أن إيران تُحَرِّكُها الآن نوازعٌ شعوبيةٌ عرقية فارسية قبل أن تحركها المذهبية الشيعية .. والفرس منذ سقوط دولتهم أمام المسلمين العرب، وهم يطمحون إلى عودتها مرة أخرى ولكن تحت ظلال الإسلام, ومن يتتبع كتب التاريخ الإسلامي يدرك هذه الحقيقة جيدا.

فالعباسيون في بداية أمرهم، تغلغلوا بين الشيعة في إيران ودعَوْهم إلى الرضى من آل محمد، وأقنعوهم بأن "الفرس"، الذين حرمهم "الأمويون" من تقلّد أي منصب رفيع، سيكونون جند الخلافة وأصحاب المناصب الرفيعة فيها واتخذوا دعاةً لدعوتهم من الفرس أنفسهم, كالفضل بن شاذان وإبراهيم بن خَتْكَان السَّرَّاج، المعروف في التاريخ باسم "أبي مسلم الخُرَاساني", وهذا الأخير بدوره جنّد جميع الفرس في إيران وما وراءها من بلاد ما وراء النهر، الذين تختلط فيهم العرقية الفارسية بالعرقية التركية للدعوة العباسية, طامعا في اعتلاء منصبِ الحكم المستقل على تلك الأقاليم الفارسية يحكمها هو وبنوه من بعده تحت غطاء اسمي للخلافة العباسية ..

ولما تبين لهم أن العباسيين قد خدعوهم في ما يتعلق بالحكم المستقل، وحصروهم في مناصب الوزارة فقط ليس إلا, بدأت النزعات العرقية تتحرك في نفوسهم بشكل أكبر وأسرع, وتشكلت بعدها التجمعات الفارسية السرية ـ وكذلك التركية، ولكن يعنيها الكلام عن الفرس الآن ـ واختارت التشيع مذهبا رسميا، رغم وجود عدد كبير من أهل السنة الفرس والأتراك، لكن غالبيتهم من الأتراك في تلك الأقاليم في هذا الوقت ..

ومن هنا نشأت دويلات شيعية في عدة مناطق أيام الخلافة العباسية، وكان كل همها السيطرة على الخليفة في بغداد, وكانت أول دويلاتهم هي دولة البويهيين بفارس وهمدان وأجزاء من العراق, وبقي الفرس لاعبون أساسيون في صناعة القرار العباسي, وإن سقطت لهم دولةٌ حَمَوْا أنفسهم بالوزارة, وقد كان آخرُ وزير لآخر خليفة عباسي شيعيا، وهو "مؤيد الدين بن العلقمي"، قبل أن تسقط الخلافة على يد التتار في بغداد, وثبت تاريخيا أنه كاتَبَ التتار الذين وعدوه بحكم العراق وفارس تحت ظل دولتهم، وكان هو وأهل بيته وأعوانهم وكثيرون من أنصار المذهب الشيعي من الناجين القليلين في بغداد من مذابح التتار.

وهكذا كانت دائما طموحات الفرس قائمة ومتطلعة إلى الحكم والسيطرة واستعادة النفوذ على العراق وفارس والمنطقة العربية وبلاد ما وراء النهر منذ بداية أمر العباسيين، مرورا بالبرامكة والبويهيين والدولة الصفوية، ومنتهين إلى الثورة الخمينية الحديثة ..

والملاحظ أن الفرس في تغلغلهم داخل أروقة القصور العباسية كانوا جميعهم من السنة, لكن تربطهم بقومهم من الشيعة نفس النزعة الشعوبية المستعرة في أعماقهم, ولم يكن هناك وزير يعلن عن هويته الشيعية بين الوزراء الفارسيين إلا المؤيد بن العلقمي.

(6)

والفرس أذكياء في اختيار مذهب التشيع كأيديولوجية تجمعهم في صف واحد, لأن زعامة المسلمين تقتضي إقناعهم بأن الزعيم يتبوأ مكانا روحيا قبل أن يكون سياسيا. ولأن القرآن كتاب عربي والسنة النبوية الشريفة تراث عربي خالص، لن يقبل العرب بسيادة جنس غير العرب، ولا بلسان غير عربي يتولى الزعامة عليهم, أو على الأقل زعيم سنيّ يعتنق مذهب بلاد الحرمين, وهذا ما حدث عندما سلم العرب قيادهم للأتراك العثمانيين في فترة طويلة من الزمن.

وساعد على تمكن النفوذ التركي عدة مؤثرات، منها تنامي قوى طائفة المماليك، وانقسام الممالك والإمارات العربية على نفسها وتعدد مواقفها وتضارب مصالحها، ووجود روح العداء والحسد فيما بين ملوكها, وليس هذا محل بيان تلك الظروف ولا التفصيل في الحديث عنها, فلم تكن سيطرة العثمانيين برضاء العرب على كل حال في أول الأمر, لكن من يملك النفوذ في الحرمين، يملك ما بين الخافقين كما يقال ..

فإذا كانت إيران والفرس عموما ليس لهم لسان عربي، فلابد من غطاء روحي يعوّض تلك الشقة بينهم وبين المسلمين من العرب, ومن هناك رأى الفرس في إيران أن نصرة المذهب الشيعي وتغذيته ومحاولة نشره هي السبيل إلى الزعامة في الأقاليم الإسلامية, وحتى الأقاليم التي تسكنها أغلبية سنية، فلابد من إيجاد بؤرة شيعية تحركها أيادي إيران الفارسية.

ولن تتحقق هذه الزعامة الإيرانية الفارسية إلا بزعزعة الاستقرار العقائدي السنّي في ثلاثة أقاليم بالغة الأهمية تمثل القلب والجناحين للعقيدة السنية هي (مصر التي تحتضن الأزهر مأوى العقيدة السنّية الأشعرية، التي يعتنقها كثر من المسلمين اليوم, لذلك فهي في القلب ولها موقع الصدارة الروحية والأستاذية، بما لأزهرها من فضل في تعليم وتثقيف أبناء المسلمين في جميع بقاع المعمورة، والمملكة العربية السعودية التي تحتضن وترعى المذهب السنّي السلفي، وهي الجناح الأول للعقيدة السنية، وتركيا التي كانت معقلا للعقيدة السنّية الماتريدية والجناح الثاني مع السعودية) ..

وعند النظر جيدا إلى المعطيات المتاحة لعودة بسط النفوذ الإيراني الفارسي تحت مظلة المذهب الشيعي, لابد أن تتحرك إيران من قاعدة إقليمية روحية عظيمة عند أهل السنة، وخاصة من دولة من هذه الدول الثلاث، بصناعة مجموعات موالية لها مذهبيا، لأنه من المستحيل أن تكون موالية لها عرقيا أو سياسيا.

فوجدت إيران أنه من الصعب ـ بل ومن المستحيل ـ أن تتحرك وتنطلق من بلاد الحرمين, لأن السعودية لا تقل سعيا عن إيران في نشر مذهبها العقائدي، الذي تريد له أن يسود بين أهل السنة, تدفعها نوازع سياسية في المقام الأول، قبل أن تكون نوازع دينية أو عقائدية, وتحاول أن توصل الصوت السلفي الوهابي إلى قلب طهران الشيعية نفسها وإلى قلب القاهرة الأشعرية وبين أروقة الأزهر, وبالتالي فالعملُ على اختراق السعودية عقائديا نوعٌ من العبث وإهدار الطاقات والأموال, ودخولٌ في نزاعات إقليمية وأيديولوجية, إيرانُ في غنى عنها في الوقت الراهن.

أما تركيا, فبعد سقوط الدولة العثمانية وإعلان "أتاتورك" أن بلاده أصبحت علمانية خالصة لا مكان فيها للإسلام, وبحرب هذه الحكومة العميلة المصنوعة في دوائر غربية للإسلام ككل, وبتصفيتها لوجود العناصر الإسلامية النشيطة الفاعلة بين الجماهير التركية, سواء كانوا من العلماء والشيوخ، أمثال آخِر شيوخ الإسلام "الشيخ مصطفى صبري", أصبح الشعب التركي السنّي الماتِرِيدِي بعيدا عن الإسلام, ولا يُرجَى لتركيا انطلاقا إسلاميا روحيا في تلك الفترات التي كانت تشهد نموا فارسيا شيعيا, فصرفت إيران نظرها عن تركيا والأتراك.

ولم يبق بعد ذلك إلا مصر وأزهرها .. ومحاولات اختراق الشيعة له قديمة جدا, فإيران ومن وراءها شيعة العالم كله، ينظرون إلى الأزهر على أنه مؤسسة بناها الفاطميون في مصر لتكون قاعدة لنشر التشيع, ثم جاء صلاح الدين الأيوبي ومن بعده الظاهر بيبرس، فاختطفا هذه المؤسسة من أحضان التشيع لتتحول إلى أكبر مؤسسة دينية وروحية، يرجع إليها أهل السنة في العالم.

وإذا وضعنا في الحسبان أن المذهب الرسمي للأزهر هو المذهب الأشعري الذي تعتنقه غالبية المسلمين، فالتأثير عليه واختراقه سيكون أفضل وسيلة لبسط النفوذ الإيراني، والحصول على الزعامة الروحية التي توصلها بالتالي إلى زعامة سياسية تعيد أمجاد فارس إلى عهدها القديم.

وإذا عرفنا أيضا أن الأزهر في قلب القاهرة عاصمة الدولة المصرية، التي يميل أغلبية أهلها إلى محبة آل البيت النبوي بصورة فطرية، وجدنا هنا مدخلا آخرا لإيران تستطيع به استقطاب المصريين للدخول في التشيع الرسمي, كل ذلك فضلا عن وجود عدد من المشاهد والأضرحة لرموز أهل البيت رضوان الله عليهم، وقد حاولت إيران مناوشة مصر قبل ذلك عندما طلبت حق رعاية تلك الأضرحة والمشاهد، بحجة أنها أولّى برعاية تراث أهل البيت ..!!

(7)
والمحاولات الإيرانية لاختراق مصر عموما والأزهر خصوصا، جادة ومستميتة وقديمة .. ومن سافر إلى دول الخليج يرى ذلك بوضوح, وأذكر أن الإيرانيين في الخليج يتقربون بشكل كبير من العمال المصريين الذي ينتمون إلى قبائل الأشراف في الصعيد أو الوجه البحري, ويقنعونهم بأن مكانتهم أكبر من أن يكونوا مجرد عمال، وأن شيعة أهل البيت يقدّروهم أكثر من السلطات المصرية وغيرها من بقية بلاد العلم .. ولا يخفى أن تأثير هذا الكلام في عامل بسيط خرج من بلده بحثا عن لقمة العيش سيجد قبولا وراحة, خاصة إذا اقترن بأموال تعطى لهم على سبيل المنحة وأنها من الحقوق المهدرة لآل البيت !!

كما أن إيران حاليا تقوم بطباعة منشورات تدعو إلى التشيع وتوزعها في الجامعات المصرية, وفي معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، قام بعض الشيعة المصريين بإثارة عدة مشاكل مع بعض الرواد للمعرض.

وهناك ما يسمى بـ"المجلس الأعلى لرعاية حقوق أهل البيت في مصر", مع أن رعاية تلك الحقوق هي مهمة نقابة الأشراف التي مقرها في القاهرة, وتبين أن هذا المركز مدعوم من إيران دعما كاملا .. وجاء في لقاء موقع العربية على الإنترنت مع الأستاذ صالح الورداني، بعد تراجعه عن التشيع، وقد كان أحد الوجوه الشيعية البارزة في مصر, أنه كان يتلقى الدعم من إيران, بكل أنواعه, مادي ومعنوي وسياسي وغير ذلك ..!!

لكن الأزهر تحديدا يمثل لإيران هدفا مهما للغاية, لأنه موئل الفكر السني ومرجعه الأكبر، ولو تمت السيطرة عليه وتحريكه لصالح إيران الفارسية المتشيعة، سيكون لذلك أكبر الأثر في جعل الفرس على رأس صدارة بلاد الإسلام.

(8)

هذه الهجمات الشيعية تصدى لها الأزهر مرارا وتكرارا، وتصدى لأعنف منها أيضا, ولا يزال في الأزهر إلى الآن علماؤه والمنافحون عن سنّيته، مما يجعلنا لا نخاف على الأزهر في مصر في عقر داره.

لكن لو قام الأزهر فعلا بافتتاح فرع له في طهران، فسنجد أنفسنا أمام حالة تتكرر كثيرا في بعثات الأزهر إلى الدول الأعجمية, فالأزهر في الفترة الأخيرة بدأ بإرسال بعثات ليست على الكفاءة المطلوبة، سواء من المدرسين أو أساتذة الجامعات, والسبب في ذلك هو دخول المحسوبية والوساطة وأحيانا الرّشَى في ترجيح كفة من يسافر ومن يُبْتَعَث, فالمبعوث عن الأزهر يتلقى أموالا طائلة, فأصبح هذا الأمر غنيمة يتقاتل عليها الأزهريون كل عام ..والأزهر مثل غيره من مؤسسات مصر، عشعشت فيه المحسوبية والرشوة..

وكثير من الدعاة يسافرون إلى أوروبا، ويسمعون شبهات عن الإسلام لم يسمعوها من قبل ويقفون أمامها في الحيرة, فلا يؤتي إرسالهم ثمرته من تعريف الناس بالإسلام وتوعيتهم بحقائق الدين.

والخطورة في ذهاب المعلمين وأساتذة الجامعة إلى إيران, أنهم هناك يدرسون مذهب أهل السنة، ويحاولون إيجاد الثغرات الكثيرة فيه ويضعون الشبه التي لا حصر لها أمام أهل السنة, فلو ذهب معلم أو أستاذ جامعي لا يعرف عن هذه الشبه وأساليب عرضها شيئا، فستكون كارثة, لأن الشيعة مسلمون أيضا، وربما تسبب ذلك في حودث انتقال المبعوثين إلى المذهب الشيعي, ثم يعودون إلى الأزهر بعد ذلك ليعلموا أبناءهم, وفي وجود عقيدة مثل التقية الشيعية، فإنهم سينشرون التشيع في قلب الأزهر دون أن يعلم بهم أحد, وهذا سيحدث بلا شك، عند قيام الأزهر بفتح فرع له في طهران.

وإن كان لابد من دراسة الطلبة السنيين الإيرانيين في الأزهر، فما الذي يمنع من السماح لهم بالدراسة فيه في مصر كوافدين, فالأزهر يستقبل آلاف الطلاب من شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا ..
لابد من الانتباه إلى تلك الحقائق حتى لا نخسر بأيدينا أكبر مؤسسة سنية, فإيران ليست صاحبة نوايا حسنة إطلاقا, وخاصة فيما يتعلق بالنفوذ في المنطقة, لأنها تريد بسط ذلك النفوذ من خلال المذهب الشيعي.