تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي قمة الثمانية ولماذا هذه الاحتجاجات ؟



ابو شجاع
06-09-2007, 01:08 PM
ما هي قمة الثمانية ولماذا هذه الاحتجاجات ؟


قمة الثمانية التي تبدأ أعمالها اليوم في منتجع هايلجندام في شمال ألمانيا على بحر البلطيق هي عبارة عن هرج إعلامي ليس غير .. هذا ما قاله المستشار الألماني السابق هلموت شميت الذي دعى لهذه القمة وأنشأها بمشاركة الرئيس الفرنسي السابق جيسكار ديستان في العام 1975 . يقول هلموت شميت في مقابلة صحفية إن الأمريكان الذين يحضرون ومعهم ما يقارب الألف شخص من إعلاميين ومستشارين ومحللين وإداريين ورجال أمن بالتأكيد ليسو معنيين إلا بالناحية الإعلامية .

من الملفت للنظر هو حجم الإجراءات الأمنية التي تتخذ في كل مرة في سبيل الحفاظ على سلامة المجتمعين ، وليس الأمر متعلق بالإرهاب قيما بعد الحادي عشر من سبتمبر فحسب . بل إنه يتعدى ذلك إلى الحصار الأمني لمنع المتظاهرين السلميين الذي يعبرون عن احجاجهم على سياسات هؤلاء القادة في شؤون الفقر والجوع المتفشي في العالم وكذلك مسائل البيئة والاحتباس الحراري الذي تتوجه أصابع الاتهام لهذه الدول وسياستها في استغلال قدراتها الاقتصادية وقوتها العسكرية لفرض الهيمنة على الدول الفقيرة في العالم الثالث ، من أجل إفقاره واستخدامه ليكون سوقا لهم مع حجب الصادرات من تلك البلاد أو فرض ضراءب باهضة على منتجاتها في الوقت الذي تطالب فتح أسواقها ورفع الضرائب عن المنتجات الغربية مما يؤدي إلى كساد البضائع المحلية في الدول الفقيرة وتركيز الثروات في أيدي فئة معينة من العملاء لهذه الدول وهم في الغالب من أفراد الحكومة أو أصحاب الصلة الوثيقة بالحكومات المحلية .

وليس غريبا أن يكون سعر كيلو البصل المستورد من هولندا مثلا في إحدى الدول الأفريقية أرخص من البصل المنتج محليا رغم مسافة النقل وتكاليفه ، مما يؤدي إلى ترك أهل المزارعين زراعة البصل وهجر الفلاحة مما يؤدي إلى إضعاف الأرض والاهتمام بالزراعة .
وإذا علمنا أن الحليب المبستر الذي تنتجه المزارع الأوروبية بكميات كبيرة جدا من الفائض المحلي يصدر بشتى الصور وبأرخص الأسعار إلى بلاد العالم الثالث وهذا ما تقدر المنتجات المحلية المنافسة فيه .

ولتقريب الصورة في الذهن فإن هذه الدول كلها تقوم بدعم المنتجات الأساسية من المواد الغذائية من ميزانيتها العامة سواء ميزانيتها القومية أو ميزانية الاتحاد الأوروبي في حال عجز الميزانية القومية عن هذا الدعم ، مما يتيح للفلاحين إنتاج وتوزيع هذه المواد وتصديرها بأزهد الأثمان وبدعم من الحكومات ، في الوقت الذي تفرض هذه الحكومات الغربية على حكومات دول العالم الثالث رفع الدعم عن هذه المنتجات وتلزمها بذلك عن طريق البنك الدولي عند تقديم طلب المساعدات والقروض .

دول أفريقيا أيها السادة من أكثر الدول إصابة بالإيدز ، وليس لديها القدرة التقنية على اختراع أدوية لمعالجته أو التخفيف من وطأته على الأفراد المصابين ، شركات الأدوية الأمريكية استطاعت إنتاج أدوية مختلفة تخفف من أعراض المرض وهي تحتكر هذا الدواء ولا تسمح بتصنيعه بحجة براءة الاختراع ، وعندما تقدمت جنوب أفريقيا بطلب تصنيع هذا الدواء بكلفة أقل مما يتيح للمصابين في أفريقيا استخدامه رفضت الحكومة الأمريمية هذا الطلب تبعا لسياسة الاستغلال بحجة أن هذه الأمور تخضع لاتفاقيات التبادل التجاري الحر ولا تملك الدولة فرض الأمر على الشركات الخاصة . وللمقارنة .. عندما تعرضت أمريكا للحملة المزعومة بفايروس الجمرة الخبيثة فإنها طلبت من الحكومة الألمانية فرض الإفراج عن براءة الاختراع الذي تمتاز به شركة باير للأدوية وتقدمه للأمريكان بالسعر الذي تريده الإدارة الأمريكية ، ضاربة بذلك عرض الحائط بما تسمية اقتصاد السوق الحر واتفاقات الجات وما اربتط بها من حقوق براءة الاختراع .

هذان مثالان من آلاف الأمثلة الواقعية العملية التي تكشف عن هذه السياسة التي تتبعها هذه الدول والتي يطلق عليها البعض السياسة الإمبريالية ، وهي الصورة الحقيقية لسياسة الاستعمار في القرن الواحد والعشرين.

فالمسألة إذن ليست مسألة توازن ولا مسألة حرية تجارة أو سياسة السوق الحر واتفاقيات التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري العالمية والإقليمية والثنائية . وإنما هي سياسة استعمار اقتصادي ، وإغراق الشعوب بالديون مما يتيح للدول الستة أو الثمانية فرض هيمنتها السياسية على هذه البلاد الفقيرة وزيادة فقرها .

وإذا أضفنا إلى هذا ما تتسببه هذه الدول من حروب وفوضى أمنية في العالم تكون هي المستفيد منها على كل الأحوال سواء فيما يتعلق بالصراع العالمي على مناظق النفوذ أو بالاتفاق بينهم على إثارة الفتن في مناطق الاستقرار لتحقيق أهداف مشتركة من مثل الحروب من أجل بسط النفوذ على مصادر الغاز والنفط والثروات الطبيعية وتقاسم هذه الثروات أو حمايتها من أن تقع في أيدي مخلصين أو مناوئين لسياساتهم الاستعمارية كما حصل في العراق وأفغانستان وفي دول أفريقيا المختلفة .

ابو شجاع
06-09-2007, 01:10 PM
ما هي الإجراءات الأمنية ولماذا كل هذا الصخب ؟

أما ما يتعلق بالمسألة الأمنية فقد اتخذت الحكومة الألمانية إجراءات صارمة وحادة تجاوزت بذلك كل القوانين والأعراف الدولية والدستورية المحلية من أجل تأمين الإقامة للممجتمعين وانعقاد المؤتمر في جو من إرهاب الدولة لكل من يحاول الاقتراب من مكان انعقاد المؤتمر .

تكلفة الإجراءات الأمنية تجاوزت المائة مليون يورو منها تشييد سياج أمني حول منتجع هايليغندام شمالي البلاد طولة تقريبا 13 كم على ارتفاع 2.5 مترا تعلوه الأسلاك الشائكة الحادة بالإضافة إلى مراقبتة بالكاميرات وأجهزة التحسس للحركة ، وقد حفر له أساس عميق في الأرض بعمق يمنع التسلل عن طريق الأنفاق . وذلك كله بتكلفة بلغت 12.6 مليون يورو، وذلك من أجل الحيلولة دون اقتراب المحتجين إلى مكان القمة .

هذا وقد تم نشر قوات من الشرطة يقجر عددها بستة عشر ألفا يدعمهم حوالي ألف ومائة من العسكريين ، وقد سبق هذه الإجارءات وواكبها حملات اعتقال ومداهمة استباقية فقد شنت قوات الأمن الألمانية الأربعاء المنصرم حملات دهم على مكاتب ومقار نشطاء يساريين مناوئين للعولمة، يشتبه في تخطيطهم للقيام بأعمال عنف لإرباك قمة مجموعة الثمانية، كما فرضت السلطات الألمانية إجراءات أمنية صارمة على الحدود ، ومنها رفع اتفاقية شنغن التي تسمح بالتنقل بين بلاد أوروبا المختلفة دون تفتيش / فقد فرض وزير الداخلية تفتيش كل الوافدين إلى ألمانيا عبر هذه الدول ، وتمييز المتظاهرين ولا تسمح لهم بالدخول إلى ألمانيا .

فقد أعلنت وزارة الداخلية أنه سيجري خلال القمة إعادة عمليات تفتيش الحدود الداخلية بين الدول المشاركة في اتفاقية "شينغن". يشار إلى أن الدول الأوروبية المشاركة في اتفاقية "شينغن" اتفقت في عام 1995 على التخلي عن عمليات تفتيش وسائل نقل الركاب عبر الحدود المشتركة لتلك الدول.

ووفقا للإجراءات الأمنية الجديدة يصبح من الممكن القيام بعمليات تفتيش للحدود الأرضية والبحرية وأيضا المطارات خلال موعد القمة وذلك لمنع دخول بعض مثيري الشغب والعنف وخاصة من مناهضي العولمة إلى ألمانيا خلال فترة انعقاد القمة.

ومن ناحية أخرى هدد شويلبه مثيري أعمال العنف والشغب خلال القمة بالسجن الاحتياطي. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة "بيلد" واسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم إن "قوانين الشرطة في مختلف الولايات تسمح بالسجن الاحتياطي، إذ يمكن احتجاز مثيري العنف حسب قوانين كل ولاية لمدة تصل إلى14 يوما في حال وجود خطط حقيقية لتنفيذ أعمال تستدعي العقوبة.

وفي حوار آخر مع صحيفة "رور ناخريشتن" تحدث الوزير عن الاقتراح المثير للجدل بشأن مشاركة الجيش في مهام داخلية بهدف التصدي للـ"الإرهاب" قائلا: "نحتاج إلى تغيير في الدستور حتى يمكننا الاستفادة من قدرات الجيش لمواجهة هذه المخاطر".

كما أكد الوزير الألماني أنه "سيفعل كل ما يمكن تخيله وأنه سيتخذ الإجراءات المناسبة لضمان أمنهم".

وكان وزير الداخلية الالماني وولفغانغ شويبلي اقترح استخدام كلاب بوليسية في مواجهة المشاغبين خلال القمة الصناعية ( وتقدر الكلاب على التعرف على الذين يضمرون الشر، وذلك عبر شمها للعرق الذي يفرزه الجسم )

وأعلنت السلطات الأمنية مؤخراً، فتح تحقيقات مع أكثر من 18 شخصاً، يشتبه في تشكيلهم مجموعة إرهابية خططت لتنفيذ تفجيرات وأعمال عنف خلال القمة.
كما أن إدارة المخابرات الألمانية وحماية الدستور منعت 20 صحفيا من الصحفيين الألمان من المشاركة في التغطية الإعلامية أو الحضور في المؤتمرات الصحفية ، ولم تكشف عن أسباب الحظر ن مع العلم أن الصحفيين المحرومين لا يمارسون أي نوع من العنف بل إن بعضهم احتد على هذا الإجراء بقوله إن ملفه الأمني نظيف حتى من مخالفات السير.

هذه الإجراءات تدل على فشل كافة الأطراف على كافة الأصعدة ، سواء من الناحية المبدئية أو الدستورية أو القضائية ، وإخفاق ظاهر في كسب الثقة أو تركيزها بين الشعوب وقادتها ، ويدل على هذا التلميح بالحاجة إلى تعديل الدساتير لتتوافق مع مستجدات الساحة السياسية ، بدل إعادة النظر في السايسات التي أدت إلى إثارة مثل هذه القضايا التي تستدعي مثل هذه الإجراءات الأمنية المشددة.

ابو شجاع
06-09-2007, 01:11 PM
ما هو موقف الدول الأخرى من قمة الثمانية ؟

الدول الأخرى التي استثنيت من القمة تحاول جاهدة المشاركة في هذا المنتدى ، ولكن القرار الذي تم اتخاذه هذا العام أن باب الانتساب مغلق ، ويقصدون بذلك الصين والهند ، مع أن البعض يقترح انضمام هذه الدول بالإضافة إلى الدول المصدرة للنفط ، الأمر الذي يرفضه الثمانية في الوقت الحاضر.

أما الدول الفقيرة المعنية بالفضايا المبحوثة فقد شكلت منظمة موازية لهذا المؤتمر وهي "قمة الفقراء" وقد اقترح دعاة العولمة البديلة المجتمعين في سيساكو بمالي في بشكل مواز مع قمة مجموعة الثماني في المانيا، الثلاثاء انشاء "بنك الجنوب" للتصدي لثقل البنك الدولي. وقالت باري اميناتا توريه، رئيسة التحالف الافريقي للديون والتنمية، التي قدمت المشروع للصحافيين "نرغب في انشاء بنك للفقراء ضد بنك الاغنياء الذي يشد باقتصاديتنا الى الاسفل". واضافت ان "هذا البنك هو بديل جيد للبنك الدولي الذي هو بنك الاغنياء" مطالبة بحل البنك الدولي.

واوضحت ان "الهدف من هذا البنك سيكون تمويل التطور الاجتماعي الذي يجب ان يكون ركيزة التنمية " . واشارت الى انه "بفضل بنك الجنوب لن تكون هناك دول مديونة ولا برامج للتقويم الهيكلي" معتبرة انه "يجب ان يكون بين اعضاء مجلس ادارة هذا البنك اعضاء من المجتمع المدني ومسؤولين عن حركة العولمة البديلة". واكدت ان "بنك الجنوب هذا هو حاليا اكثر من ضرورة" موضحة ان بعض الدول في اميركا الجنوبية مستعدة للمساهمة في هذا المشروع. وتجدر الإشارة هنا إلى بنك الجنوب الذي تم إنشاؤه والإعلان عنه في أمريكا الجنوبية بقيادة شافيناز رئيس جمهورية فنزيلا .

ولعل إنشاء مثل هذه البنوك هو إحدى وسائل إطالة عمر الاستعمار بوسائل أخرى أو من قبيل المنافسة بين القوى الدولية المختلفة التي ترغب في فرض هيمنتها على الدول الضعيفة بأساليب خبيثة وسيكون حالها مثل حال البنك الدولي ، لأن فكرة إنشاء البنوك والمديونية المترتبة على مثل هذه المشاريع لن تختلف من حيث المبدأ عن فكرة البنك الدولي ، ولكن ربما بقيادة أخرى .

وإذا علمنا أن بعض الساسة الأوروبيين هم من النشطاء في منظمة مناهضة العولمة "اتاك" فإن هذا يدل على رغبتهم في اختراق الدول الفقيرة عبر ممر آخر مثل منظمات مكافحة الجوع أو حماية الطفولة أو غيرها

ابو شجاع
06-09-2007, 01:13 PM
وفي الختام أرى أن إثارة هذه الضجة الإعلامية التي أشار إليها المستشار الألماني هلموت شميت تحقق أغراضها في أوساط المفكرين والنشطاء السياسيين الذين يطالبون بالديمقراطية ويتهمون رؤساء هذه الدول باختراقها ويطالبون الجميع بالعودة إلى أسسها لتحقيق العدل والمساواة التي يفترض أن تكون أحد أركان الدميقراطية على حد تعبيرهم . فعلى حد تعبير الكاتب المغاربي ابراهيم موباهو فإن حل القضية يكون بالعودة إلى الديمقراطية

فهذه المطالب التي يناشد بها هذا وأمثاله من الناشطين في منظمات مناهضة العولمة يسيرون على الخط الذي رسمه هؤلاء الساسة وتحت مظلة الديمقراطية التي يرغب هؤلاء بنشرها في العالم ، وعُمّي على أبصارهم أنها هي سبب هذه الكوارث الإنسانية من حروب وجوع وفقر واضطهاد وتخريب وتدمير ، حيث أن هذه الدول كلها تتفق فيما بينها على أسس تحقيق مصالحها على حساب البشرية ، ويرون أن تقدمهم ورفاهيتهم لا تتحقق إلا باضطهاد الآخرين وإبقائهم تحت رحمتهم .
وأخيرا أؤكد ما قاله الخبير الاقتصادي الألماني لوتس روغلار الباحث في اشؤون الاقتصادية العالمية

إن العالم بحاجة إلى نظام اقتصادي جديد

فالعالم بحاجة لكم أيها الإخوة والأخوات لتحقيق هذا النظام الاقتصادي العالمي الرباني ، فأنتم الشهداء والمسؤولون عن خلاص العالم من هذا العناء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المائدة السياسية في قاعة صوت الأمة "على البال توك والأنسبيك " ليوم الأربعاء 6/6/2007

أعدها وقدمها
الأستاذ سيف الحق