ابو شجاع
06-09-2007, 12:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أبرياء المخيّم يستصرخونكم، فهل من مجيب؟!!
من تحت الركام، ومن بين غبار الدمار، ودخان الحرائق، من داخل مخيّم "نهر البارد"، تصل إلينا الصرخة تلو الصرخة، والنداء بعد النداء، تستصرخ وجدان كلّ من {كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
المتصلون بنا من داخل المخيم يؤكدون أن آلاف السكان ممّن لم يتمكّنوا من المغادرة، تصيبهم حمم القذائف، فتدمر البيوت على قاطنيها، وتنهار الأسقف على العائلات، وأن روائح الجثث تنبعث من تحت الركام لصعوبة إخراجها ودفنها، وأن القصف ألحق الدمار بما يقارب 80 بالمائة من المنازل، كما طال القصف أكثر المساجد، مع تأكيد قاطني المخيم بطلان ادّعاءات بعض قنوات الإعلام "الموجَّهة"، أنّ المسلّحين يتحصّنون فيها! ويؤكد المتصلون بنا من سكان المخيم، أنّه لا أثر داخل الأحياء السكنية لأي مظاهر مسلحة ولا يوجد إطلاق نار من داخلها تجاه مراكز الجيش! أمّا الحديث عن تغلغل المسلّحين بين المدنييّن، فهو بعيد كلّ البعد عن الصدق والدقّة. مع تأكيدنا على أن تغلغل المسلحين داخل الأحياء الآهلة بالسكان، لا يسوّغ ولا بأي شكل من الأشكال، تدمير البيوت على رؤوس قاطنيها، بل على السلطة أن تأمر في هذه الحالة بوقف إطلاق النار فوراً، حفاظاً على حياة الناس وممتلكاتهم، وأن تعمد إلى حل المشكلة بأسلوب النَّفَس الطويل.
ومع كل هذه المأساة الإنسانية، فإنه لم يُسمَح بدخول أيّ بعثة طبية، أو هيئة إسعاف، أو موادّ تموين، منذ نهار الخميس!!! وإننا لنستغرب سكوت هيئات حقوق الإنسان، على اختلاف أسمائها ومشاربها، ومجالات عملها، عن هذه الممارسات الشنيعة الفاقعة!
ويطالب أبناء المخيّم، المحاصرون بين ألسنة اللهب، أن يُفسَح المجال لوسائل الإعلام، التي لا تعرف شيئاً عمّا يجري داخل المخيّم، لأنّ أحداً من المراسلين لا يصل إلى الداخل، وإنما يتلقّون بيانات صحافية معلّبة، معدّة سلفاً! وخَصّصت هذه المصادر، وسائل الإعلام، برسالة، مفادها أن تقف وقفة جريئة، في هذه المرحلة الحرجة، وأن تُفرج عن المعلومات والصور وأسماء القتلى والجرحى، التي أصبحت في أيديها، منذ بدء الحصار، وأن تُلحَّ في الدخول إلى الأماكن التي دمّرها القصف منذ يومين، لترى عن كثب، حقيقة الصورة المرّة، وتكشفها للناس، بدل أن يضلِّلهم أصحاب المآرب الوضيعة، التي تأتي في طائرات المساعدات العسكرية الأميركية.
وإلى وزراء الحكومة ورئيسها، وإلى من ساهم بحصول المشكلة بتسهيل دخول المسلحين الذين قَدِمَ كثير منهم عبر حدود سوريا وحلفائها، وإلى قيادات ما يسمّى "المعارضة" و"الموالاة" في تحالفي 14 و8 آذار على حد سواء، وحلفائهما من الفصائل الفلسطينية التي تغطي أو تسكت عما يحصل، نحملكم جميعاً مسؤولية إعطاء الأوامر أو السـكـوت عما أدّاه ويؤدّيه ذلك السكوت وتلك الأوامر، والتغطية وغض الطرف عن الدماء البريئة التي تسيل في أزقة المخيم، عن الدمار والرعب وآلام الجرحى وصراخ اليتامى وعويل الثكالى وظلم الأبرياء القتلى. وكما أن أقطاب السلطة يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية، فإن أقطاب "المعارضة" منهم من اعترض مَرَّة وسكت، ومنهم من غض الطرف، وكلهم يتحملون المسؤولية، وإن قطباً رئيساً من أقطاب "المعارضة" حمّل في تصريح له سكان المخيم مسؤولية المشكلة، مسوغاً بذلك تدمير المخيم على رؤوس قاطنيه، دون أن يعترض عليه أحد من "المعارضة"، فقال ذلك القطب الرئيس: «إنه ليوم أسود أن يُستهدف جيش على أرضه، وهو يسعى إلى تثبيت الأمن والاستقرار، على يد من استضافهم وأمّن لهم المسكن والمأوى»!!!
إن حل المشكلة لا يجوز أن يكون على حساب أرواح الأبرياء وممتلكاتهم، بل إن حلها بهذا الشكل الذي يجري، هو حل إجرامي يجب إيقافه فوراً.
إن الوضع الحالي الذي عليه المخيمات سيُفاقم المشكلات، لما ستخلفه المعارك الحالية من ردود فعل لا تُحمد عُقباها، وتركُ وضع المخيمات على ما هو عليه سيولّد مشكلات أشد تعقيداً من المشكلة الحالية، فهل المطلوب كلما ظهرت مشكلة تدمير المخيم على رؤوس قاطنيه؟!!!
إن حل المشكلة الحالية في المخيم، يكون بالمباشرة فوراً بخطوات حل عملية لوضع المخيم، والمخيمات برمّتها، ذلك الوضع الذي أمّن البيئة الحاضنة التي وُلدت فيها المشكلة، وهذا الحل يجب أن يكون بتوفير العيش الآمن الكريم لأهالي المخيمات بدل مضايقتهم في عيشهم، ومنعهم من العمل، وتضييق السكنى عليهم، حيث شكل كل ذلك وصمة عار على أهل لبنان، على ألاّ يُربط بين مخيمات القهر في لبنان وبين تحرير فلسطين، لأن قضية فلسطين قضية إسلامية ويكون تحريرها على يد الأمة الإسلامية، إن هذا الحل البدهي هو واجب شرعي، وهو يحول دون إراقة مزيد من الدماء، ويمنع تولّد مشكلات جديدة.
إننا من موقع المسؤولية، نضع هذه الصورة أمام عيون الجميع، وخاصة أهل الرأي والمتصدّين للشأن العام، ليدركوا ما هم فاعلون، وليعلموا أنهم سيُسألون.
قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُون}
التاريخ: 17 من جمادى الأولى 1428هـالمـوافـق: 3 من حزيران 2007مالمكتب الإعلامي
لـحزب التحرير
في لبنان
776792/03 - 094404/03
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/infoffice/single/2005 (http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/infoffice/single/2005)
أبرياء المخيّم يستصرخونكم، فهل من مجيب؟!!
من تحت الركام، ومن بين غبار الدمار، ودخان الحرائق، من داخل مخيّم "نهر البارد"، تصل إلينا الصرخة تلو الصرخة، والنداء بعد النداء، تستصرخ وجدان كلّ من {كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}.
المتصلون بنا من داخل المخيم يؤكدون أن آلاف السكان ممّن لم يتمكّنوا من المغادرة، تصيبهم حمم القذائف، فتدمر البيوت على قاطنيها، وتنهار الأسقف على العائلات، وأن روائح الجثث تنبعث من تحت الركام لصعوبة إخراجها ودفنها، وأن القصف ألحق الدمار بما يقارب 80 بالمائة من المنازل، كما طال القصف أكثر المساجد، مع تأكيد قاطني المخيم بطلان ادّعاءات بعض قنوات الإعلام "الموجَّهة"، أنّ المسلّحين يتحصّنون فيها! ويؤكد المتصلون بنا من سكان المخيم، أنّه لا أثر داخل الأحياء السكنية لأي مظاهر مسلحة ولا يوجد إطلاق نار من داخلها تجاه مراكز الجيش! أمّا الحديث عن تغلغل المسلّحين بين المدنييّن، فهو بعيد كلّ البعد عن الصدق والدقّة. مع تأكيدنا على أن تغلغل المسلحين داخل الأحياء الآهلة بالسكان، لا يسوّغ ولا بأي شكل من الأشكال، تدمير البيوت على رؤوس قاطنيها، بل على السلطة أن تأمر في هذه الحالة بوقف إطلاق النار فوراً، حفاظاً على حياة الناس وممتلكاتهم، وأن تعمد إلى حل المشكلة بأسلوب النَّفَس الطويل.
ومع كل هذه المأساة الإنسانية، فإنه لم يُسمَح بدخول أيّ بعثة طبية، أو هيئة إسعاف، أو موادّ تموين، منذ نهار الخميس!!! وإننا لنستغرب سكوت هيئات حقوق الإنسان، على اختلاف أسمائها ومشاربها، ومجالات عملها، عن هذه الممارسات الشنيعة الفاقعة!
ويطالب أبناء المخيّم، المحاصرون بين ألسنة اللهب، أن يُفسَح المجال لوسائل الإعلام، التي لا تعرف شيئاً عمّا يجري داخل المخيّم، لأنّ أحداً من المراسلين لا يصل إلى الداخل، وإنما يتلقّون بيانات صحافية معلّبة، معدّة سلفاً! وخَصّصت هذه المصادر، وسائل الإعلام، برسالة، مفادها أن تقف وقفة جريئة، في هذه المرحلة الحرجة، وأن تُفرج عن المعلومات والصور وأسماء القتلى والجرحى، التي أصبحت في أيديها، منذ بدء الحصار، وأن تُلحَّ في الدخول إلى الأماكن التي دمّرها القصف منذ يومين، لترى عن كثب، حقيقة الصورة المرّة، وتكشفها للناس، بدل أن يضلِّلهم أصحاب المآرب الوضيعة، التي تأتي في طائرات المساعدات العسكرية الأميركية.
وإلى وزراء الحكومة ورئيسها، وإلى من ساهم بحصول المشكلة بتسهيل دخول المسلحين الذين قَدِمَ كثير منهم عبر حدود سوريا وحلفائها، وإلى قيادات ما يسمّى "المعارضة" و"الموالاة" في تحالفي 14 و8 آذار على حد سواء، وحلفائهما من الفصائل الفلسطينية التي تغطي أو تسكت عما يحصل، نحملكم جميعاً مسؤولية إعطاء الأوامر أو السـكـوت عما أدّاه ويؤدّيه ذلك السكوت وتلك الأوامر، والتغطية وغض الطرف عن الدماء البريئة التي تسيل في أزقة المخيم، عن الدمار والرعب وآلام الجرحى وصراخ اليتامى وعويل الثكالى وظلم الأبرياء القتلى. وكما أن أقطاب السلطة يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية، فإن أقطاب "المعارضة" منهم من اعترض مَرَّة وسكت، ومنهم من غض الطرف، وكلهم يتحملون المسؤولية، وإن قطباً رئيساً من أقطاب "المعارضة" حمّل في تصريح له سكان المخيم مسؤولية المشكلة، مسوغاً بذلك تدمير المخيم على رؤوس قاطنيه، دون أن يعترض عليه أحد من "المعارضة"، فقال ذلك القطب الرئيس: «إنه ليوم أسود أن يُستهدف جيش على أرضه، وهو يسعى إلى تثبيت الأمن والاستقرار، على يد من استضافهم وأمّن لهم المسكن والمأوى»!!!
إن حل المشكلة لا يجوز أن يكون على حساب أرواح الأبرياء وممتلكاتهم، بل إن حلها بهذا الشكل الذي يجري، هو حل إجرامي يجب إيقافه فوراً.
إن الوضع الحالي الذي عليه المخيمات سيُفاقم المشكلات، لما ستخلفه المعارك الحالية من ردود فعل لا تُحمد عُقباها، وتركُ وضع المخيمات على ما هو عليه سيولّد مشكلات أشد تعقيداً من المشكلة الحالية، فهل المطلوب كلما ظهرت مشكلة تدمير المخيم على رؤوس قاطنيه؟!!!
إن حل المشكلة الحالية في المخيم، يكون بالمباشرة فوراً بخطوات حل عملية لوضع المخيم، والمخيمات برمّتها، ذلك الوضع الذي أمّن البيئة الحاضنة التي وُلدت فيها المشكلة، وهذا الحل يجب أن يكون بتوفير العيش الآمن الكريم لأهالي المخيمات بدل مضايقتهم في عيشهم، ومنعهم من العمل، وتضييق السكنى عليهم، حيث شكل كل ذلك وصمة عار على أهل لبنان، على ألاّ يُربط بين مخيمات القهر في لبنان وبين تحرير فلسطين، لأن قضية فلسطين قضية إسلامية ويكون تحريرها على يد الأمة الإسلامية، إن هذا الحل البدهي هو واجب شرعي، وهو يحول دون إراقة مزيد من الدماء، ويمنع تولّد مشكلات جديدة.
إننا من موقع المسؤولية، نضع هذه الصورة أمام عيون الجميع، وخاصة أهل الرأي والمتصدّين للشأن العام، ليدركوا ما هم فاعلون، وليعلموا أنهم سيُسألون.
قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُون}
التاريخ: 17 من جمادى الأولى 1428هـالمـوافـق: 3 من حزيران 2007مالمكتب الإعلامي
لـحزب التحرير
في لبنان
776792/03 - 094404/03
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/infoffice/single/2005 (http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/infoffice/single/2005)