تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العلمانيون وخطرهم على الأمة والدين .



islamicdc
06-09-2007, 12:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


العلمانية بفتح العين ( Secularism ) كلمة لا تمت للعلمية بكسر العين ( Sienism ) بصلة ، فالعلمانية تعني اللادينية أو الدنيوية كما ورد في دوائر المعارف الدنيوية كما ورد في دوائر المعارف والمعاجم اللغوية ، والعلمانيون يوهمون من لا يعرفون منا أنهم علميون ويدعون إلى العلمية والمنهج العلمي في الحياة حتى إذا وقف واقف ضدهم اتهموه بعدم العلمية ومعاداة العلم والتكنولوجيا وهم بذلك كاذبون مخادعون منافقون .

جاء في معجم المورد المنير البعلبكي ( Secular ) غير ديني : Sesutarism الدنيوية أو عدم المبالاة بالدين أو الاعتبارات الدينية .

تقول دائرة المعارف البريطانية مادة ( Secularism ) هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا والتأمل في الله واليوم الآخر ، وفي مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ ( Secularism ) تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية ، حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية والبشرية وبإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة .

وظل الاتجاه إلى الـ ( Secularism ) يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله ، باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية ( الموسوعة البريطانية الجزء ( ×1 ) صفحة ( 19 ) ، نقلاً عن العلمانية ، سفر الحوالي ، رسالة الماجستير ، مكتب الطيب – القاهرة ( ص22 ) .

وجاء في قاموس ( Webester ) شرحاً لمادة ( Secularism ) – نظام من المبادئ والتطبيقات يرفض أي شكل من أشكال الإيمان والعبادة ، والاعتقاد بأن الدين والشؤون الكنسية لا دخل لها في شؤون الدولة ، وخاصة التربية العامة .

وجاء في معجم اكسفورد شرحاً لكلمة ( Secular ) : دنيوي ، أو مادي ، ليس دينياً ولا روحياً ولا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية .

ويقول المستشرق ( أربري ) في كتابه : الدين في الشرق الأوسط عن الكلمة نفسها وكما أورد الدكتور سفر الحوالي حفظه الله ، إن المادية العلمية والإنسانية والمذهب الطبيعي والوضعية كلها أشكال لادينية واللادينية صفة مميزة لأوروبا وأمريكا ، ومع أن مظاهرها موجودة في الشرق الأوسط فإنها لم تتخذ أي صيغة فلسفية أو أدبية محددة ، والنموذج الرئيس لها هو فصل الدين عن الدولة في الجمهورية التركية .

والتعبير الشائع في الكتب الإسلامية المعاصرة هو "فصل الدين عن الدولة" ، وهو في الحقيقة لا يعطي المدلول الحقيقي للعلمانية الذي ينطبق على الأفراد وعلى السلوك الذي قد لا يكون له صلة بالدولة ولو قيل أنها ( فصل الدين عن الحياة ) لكان أصوب ، فإن المدلول الصحيح للعلمانية هو إقامة الحياة على غير الدين ، سواء بالنسبة إلى الأمة أو للفرد ، ثم تختلف الدول والأفراد في موقفها من الدين بمفهومه الضيق المحدود : فبعضها تسمح به ، كالمجتمعات الديمقراطية الليبرالية ، وتسمي منهجها ( العلمانية المعتدلة Non-Religious ) ، أي أنها مجتمعات لا دينية ولكنها غير معادية للدين ، وذلك مقابل ما يسمى ( العلمانية المتطرفة Anti Religious ) أي المضادة للدين ويعنون بها المجتمعات الشيوعية وما شاكلها .

وبدهي أنه بالنسبة إلى الإسلام لا فرق بين المسميين ، فكل ما ليس دينياً من المبادئ والتطبيقات ( في حياة الفرد والمجتمع ) فهو في حقيقته مضاد للدين فالإسلام واللادينية نقيضان ولا يجتمعان ولا واسطة بينهما كما قال الدكتور سفر الحوالي في بحثه عن العلمانية ( من 24 ، ص669 ) .

لأن هناك فارقاً كبيراً بين الدين الذين نشأت في أحضانه وبين بيئته العلمانية أي النصرانية الأوروبية التي عادت العلم والعلماء وتدخلت في نتائج البحث العلمي بغرض إيقافه فحكمت بالإعدام على من يقول بدوران الأرض وباعت صكوك الغفران للناس وقسمت الجنة بينهم بحسب قسائم الدفع لرجال الكنيسة أما الإسلام فهو دين العلم بدأ كتابه المنزل من الله بالدعوة إلى القراءة العلمية الواعية قال تعالى : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } العلق 1 – 5 . والعلق في العلم الحديث هو البويضة المخصبة للمرأة عندما تعلق بجدار الرحم وتنغرس فيه .

وقد وردت كلمة العلم وتصريفاتها والدعوة إلى العلم والتفكر في الآيات الكونية في آيات قرآنية تفوق آيات العبادات بمئات المرات .

ومجلس علم في الإسلام خير من مجلس عبادة سبعين سنة كما في جاء في الحديث العلمي النبوي .

وللعلماء في الإسلام مكانة عالية قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر 27-28 .

فالعلماء ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه فقط أخذ بحظ وافر . . ومن اثبتهم وسائط بين الله وبين خلقه كالحُجاب الذين بين الملك ورعيته فهؤلاء زنادقة مشركون يجب أن يستتابوا .

وحياة المسلم كلها لله قال تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } الأنعام 161-126 .

وقد أمرنا الله بتحكيم شرعه في حياتنا كما هو معلوم في آيات عديدة في القرآن الكريم ، من هنا كانت العلمانية لا تتوافق بأي حال من الأحوال مع الإسلام .

والعلمانيون الحقيقيون لا يعترفون بالدين وتسييره لشؤون الحياة ، ويريدون حصر الإسلام في العبادات الشخصية وهذا إيمان ببعض الكتاب ، وكفر ببعضه الآخر قال تعالى : { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ } البقرة85-86 .

وعندما فصلت تركيا الدين عن الدولة تدخلت في الحرية الشخصية للمسلمين هناك ومنعتم من ارتداء الخمار ، وحرمت على البنات والنساء دخول الجامعة والمدارس ودوائر الحكومة بالزي الإسلامي من هنا تتضح خطورة العلمانيين على الأمة والدين .

مقاوم
06-09-2007, 12:09 PM
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم وأهلا وسهلا بك عضوا جديدا بيننا.

هل هو من كتاباتك أم أنه منقول؟

إن كان الأخير فحبذا ذكر المصدر

ابو شجاع
06-09-2007, 12:26 PM
جميل بوركت اخي

من هناك
06-09-2007, 03:41 PM
موضوع مميز ويغني الصوت واهله