تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القسامي إبراهيم منية .. 25 عامًا يقهر الاحتلال؛ فكافأه حرس الرئيس بالإعدام!!!



FreeMuslim
06-06-2007, 08:44 AM
القسامي إبراهيم منية .. 25 عامًا يقهر الاحتلال؛ فكافأه حرس الرئيس بالإعدام!!!

المختصر/
فلسطين الان / هو رجلٌ بمعنى الكلمة ، حنونٌ على أهله وأبناءِ شعبه ، شديدٌ على أعدائه الذين سرقوا أرضه وشردوا شعبه ودنسوا مقدساته،خرج ـ كعادته ـ من بيته ثائرًا لا يعرف في الحقِ لومة لائم،واضعًا نصب عينيه هدفًا نبيلاً وشريفًا وهو"مقارعة المحتل الغاصب الجاثم على أرضنا الفلسطينية الطاهرة"؛فرصدته أعين الغدر والخيانة؛لتقتله بدمٍ بارد في الذكرى التاسعة والخمسين لنكبة فلسطين الحبيبة؛فانهارت دماؤه الطاهرة غزيرةً تروي ثرى حيّ الشجاعية بغزة صمودًا وكبرياءًا مرسلةً بذلك رسالةَ الوفاء والحنين لأراضينا المغتصبة كلماتها "عائدون إليكِ لا محالة".
"إبراهيم سلمان منية" لمحات من حياته الجهادية وقصة إعدامه المأساوية نستعرضها في هذا التقرير:ـ
عاشقٌ لأهله وبلده
وجهٌ شاحب ..ودمعةٌ متحجرةٌ في مقلتيها تأبى الإنحدار على وجنتيها رغم المصاب الجلل الذي ألمّ بها ..ولسانٌ يتلعثم من شدةِ الآه...!
هكذا كانت"أم أسامةا"زوجة الشهيد ـ إبراهيم ـ طوال مدةِ زيارتنا لها؛لإجراء تقريرٍ يُوضح كيفية إعدامِ زوجها القسامي المجاهد"إبراهيم منية".
حاولنا أن نخفف من حدةِ توترها قلقها همها ألمها توجعها نارها وحرقتها بقولنا لها"باللهِ عليكِ حدثينا عن أخلاقه " فقالت محاولةً كتم لوعتها"عمرو ما عمل حاجة عاطلة لأعتبَ عليه..ماذا سأقول؟! كان من الرجال الذين بنوا مدرسة دار الأرقم النموذجية، حافظ على القيام والصيام وتلاوة القرآن وذكر الله،دائم التدبر والتفكر والتأمل في الكون ومخلوقات الله،يحب العمل بصمت ويأبى أن يكشف أسرار عمله، كتوم لدرجة كبيرة جدًا،عشق الخط الشرقي في حي الشجاعية بغزة،حيث كان يرابط هناك ويرصد مع رفاقه تحركات الجيش الصهيوني ...وتضيف بفخر ممزوج بحرقة" خمسة وعشرين عامًا وهو يقهر بني صهيون ويتحداهم ويُذيقهم مرارة الذل والهوان"..
تصمت "أم أسامة"زوجة الشهيد لتخرج من أعماق قلبها تنهيدةً طويلة مفادها"أُيعقل أن يُعدم شريف في عصر الديمقراطية والحضارة والنزاهة؟!!

جرحتُ صمتها طالبةً منها متابعة الحديث عن أخلاق زوجها الشهيد المغدور "إبراهيم" لكنها تعذرت بعد أن تقطعت بها السبلُ في الحصول على كلماتٍ تتناسب وطبيعة زوجها القسامي المجاهد...
فما كان منها إلا تخاطب ابنتها أسماء 20 عامًا بقولها" جاوبي يّما عني ما تسبيني هيك؟! والله عمرو ما زعلني وكان طيب آيش بدي أحكي ...آآآآآه!.
تُلبي أسماء دعوة والدتها لتقول لنا ومشاعر الشوق لوالدها تعصف بكلماتها"أبي كان لا يعرف الليل إلا على الثغور،كان رجلاً معطاءًا شهمًا أصيلاً متواضعًا يجمع بين العمل الدعوي والعسكري الجهادي".

محبٌ للبذلِ والعطاء
وتسترسل في حديثها"أبي كان أيضًا مقاول يبني للناس بيوتهم،ويصبر عليهم كثيرًا،ولا يُطالبهم بمستحقاتهم المالية،بل كان يقف دائمًا إلى صفهم ويدعو لهم بأن يوفقهم الله ويُفرج عنهم كرباتهم ويوسع عليهم لا سيما في ظل الحصار الظالم المفروض على شعبنا الفلسطيني منذ خياره الديمقراطي الذي جسده في الإنتخابات التشريعية التي جرت في الخامس والعشرين من شهر يناير لعام 2006م.
وهذا ما أيدته زوجته التي قالت" عندما أطلبُ منه أن يأخذ حقه من الناس الذين كان يُداينهم أو يبني لهم ويتأخرون في إعطائه أجره، كان يُجيبني"اصبري هل ينقصكِ شيء هل أنتِ ميتة من الجوع؟الله يكون بعونهم محاصرين ولا يتلقون رواتبهم كاملة...مهل عليهم الله يعين الناس على ظروفهم".

نحن نعمل لآخرتنا
وعن يومه الأخير تقول أسماء" كان أبي قد جلس ليشاهد برنامج يعرض جزءًا من حياة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وركز البرنامج على تواضع الإمام وزهده في الحياة وكيف أنه كان يرتدي حذاءًا باليًا،وبعد أن حضر والدي البرنامج خرج لحضور اجتماع مهم فما كان من أخي الكبير ـ أسامة24عامًا ـ إلا أن خاطب أبي قائلاً له" لقد أصبحت ثيابك بالية لدرجةٍ كبيرة لماذا لا تستبدلها يا أبي؟! أنت ذاهب لاجتماع فأجابه رحمة الله عليه"أنت لم تسمع عن الإمام أحمد بن حنبل وعموم الصحابة رضوان الله عليهم أين الزهد في الحياة وأين التواضع نحن نعمل لآخرتنا ولا تعنينا الدنيا".

جلسة الإفطار الأخيرة!
وتضيف ابنة الشهيد ـ منية ـ في الليلة الأخيرة لأبي دعا شباب المسجد الصائمين وتكفل بتقديم وجبة الإفطار لهم في منزلنا؛فلبوا دعوته وما أن أذن آذان المغرب حتى قال لهم"يا شباب باللهِ عليكم اسمعوني الدعاء في هذه اللحظات مستجاب،فللصائم دعوة عند فطره لا تُرد،باللهِ عليكم ادعوا لي بأن يرزقني الله الشهادة وأن أقابل ربي مظلومًا لا ظالمًا؛فدعوا له واستجاب ربه دعاءهم.
وتؤكد زوجته أم أسامة ما قالته ابنتها حول حب أبيها للشهادة وإخلاصه في عمله وعشق للقاء ربه طاهرًا نظيفًا قائلة" في أيامه الأخيرة جلسنا سويًا وقال لي"سأخرج لأتزوج فقلتُ له "اذهب وأنا بدوري سأترك لك البيت،فردّ عليّ "وإذا قلتُ لكِ أني طلبتها"فحزنتُ وأجبته"إنتَ حر ولكن لا تحلم بعودتي إلى البيت"فضحكَ وقال لي"لا تغضبي يا زوجتي فأنا لن أجد أفضل وأحسن منكِ".
وتعلق زوجته على هذا الموقف قائلة"بعد هذا الحديث الذي دار بيني وبينه خرج ولم يعد لقد نال الشهادة وتزوج الحور العين ـ رحمة الله عليه ـ .

وأُعدم البطل بنيران الهَمَلْ!
وعن لحظة الاستشهاد وتفاصيلها تقول ابنته"أسماء"خرج ليلة الخامس عشر من شهر مايو الماضي الساعة الثانية عشرة ليلاً؛إلى مكان الرباط برفقة إثنين من الشباب المجاهدين،وبينما هو في طريقه مرّ عن موقع للأمن الوطني فألقى عليهم السلام ، ثم واصل سيره ليجد موقعًا لقوات أمن الرئاسة"عندها همس في أذن رفاقه الذين كانوا معه اقتربنا من الخطر ، حيث بدأت هذه القوات المجنونة بإطلاق النار الكثيف تجاه الحافلة التي تقلهم".

تواصل أسماء سرد مسلسل الرعب الذي تعرض له والدها قائلة" صرخ أبي بأعلى صوته مخاطبًا قوات أمن الرئاسة سأتوقف لا تطلقوا النيران،وفي نفس اللحظة قال لرفاقه"لايجب أن نستشهد نحن الثلاثة لا يجب أن نسمح لهم بأن يقتلوننا هكذا؛فأخذ يسوق الحافلة بأسرع ما عنده،وهم يطلقون الرصاص الكثيف عليه،فأُصيب في ساقه،أما رفاقه فقد انبطحوا في الحافلة،وعندما علموا أن قائدهم ـ الشهيد إبراهيم ـ قد أصيب،وضعوا أيديهم على رشاشاتهم ليطلقوا النيران على أمن الرئاسة التي اعتدت عليهم،لكن أبي رحمة الله عليه ـ رفض ذلك وقال لهم"باللهِ عليكم لا تطلقوا النيران،هم أهلنا وإخواننا لا تقتلوهم"..

وتتابع برجفة ألم" واصل أبي سيره وهو يسوق الحافلة ورصاصاتُ غدرهم تنهار رغم إصابة أبي حتى اصطدمت الحافلة ـ ببرميل ماء ـ،فنزل الشباب منها ليجدوا ـ قائدهم المغدور منية ـ في آخر لحظاته؛فطلبوا منه أن ينطق بالشهادتين؛فنطق ثم نقلوه إلى مستشفى الشفاء مفارقًا للحياة،حسبي الله ونعم الوكيل..

القتلة فلسطينيون؟!!
بعد هذا المشهد الدامي الذي سردته ابنة الشهيد تقول زوجته"إلنا ربنا الذي سيأخذ لنا حقنا ولو بعد حين،حسبنا الله ونعم الوكيل على هؤلاء الخونة،متسائلة"هل هم فلسطينيون؟! لتجيبها ابنتها"الله أعلم يّما!!.
وتختتم أسماء حديثها بقولها"أبي تعرض لعدة محاولات ِ اغتيال ففي إحدى المرات أحرقّ العملاء سيارته التي كانت تقف أمام بيتنا في منتصف الليل،منوهةً أن سيارة والدها معروفة لجميع المنطقة أنها تابعة لحركة المقاومة الإسلامية ـ حماس ـ .
تجدر الإشارة إلى أن الشهيد القسامي المغدور ـ إبراهيم سلمان منية ـ قد رحل عن الحياة تاركًا خلفه أبناءه وبناته وهم "أسامة 24عامً ـ طارق 22عامًا ـ أسماء 20 عامًا ـ مريم 18عامًا ـ إسراء 16عامًاـ عبد الله 12عامًا ـ إسلام 10 أعوام ـ إيمان 8 أعوام ـ محمد 5أعوام ـ عمر 3أعوام ـ سلمان 6شهور".