تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخطأ عمر بن الخطاب ولم يخطئ عمرو خالد!



مقاوم
06-04-2007, 03:53 PM
أخطأ عمر بن الخطاب ولم يخطئ عمرو خالد!

حسام تمام

" من الممكن أن نسمع أخطأ عمر بن الخطاب ولكن من المستحيل أن يخطأ عمرو بن خالد!"


كان هذا أكثر التعليقات التي جذبتني وأثرت فيّ من سيل التعليقات المتدفق ردا علي مقالتي: عمرو خالد ..في مديح "مكرمة" التايم و"متعة" الجلوس مع كيسنجر! (http://www.islamismscope.com/index.php?art/id:442)


لقد احتار أمري مع إخواننا الإسلاميين؛ يقبلون- بل ويرحبون- أن يخطأ عمر بن الخطاب ولا يتخيلون أن يخطأ عمرو خالد! حتى ولو حاكمناه إلي كلامه الذي قاله ولم ينفه أو يكذبه.
يروون بجذل وإعجاب واقعة الصحابي الذي قال لعمر لو وجدنا فيك اعوجاجا لقومناك بسيوفنا..ويثنون علي عمر ترحيبه وقوله: الحمد لله أن جعل في رعيتي من يقومني بسيفه..ثم هم يثورون حين يتعرض باحث أو صحفي مثل العبد الفقير لداعية شاب مثل الأستاذ عمرو خالد لو أنفق مثل جبل أحد ما بلغ معشار بن الخطاب ..رغم أنني لم ولن أرفع عليه سيفا قط!
أسوأ شيء أن تكتب عن الإسلاميين أفرادا وجماعات وأنت مستقل أو لديك نية أن تكون مستقلا، وتجربتي في الكتابة في شئون الحركات الإسلامية أورثتني ألما لا أجد ما يذهبه أو يخفف منه إلا رجاء أن يعيذني الله من عمل قصدت به وجهه فخالفني فيه إلي غيره..وأن يشملني قوله " يخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله".


***

في كل مرة أكتب فيها عن كل من سمي نفسه أو سماه الناس " إسلاميا " تصبّ علي اللعنات صبا وأتعرض لحالة من الابتزاز أقلها سوءا الشتم والتشكيك في النوايا والاتهام في الدين والخلق مما أستغربه من قوم أعلنوا أنفسهم ممثلين حصريين للإسلام والإسلامية!..أما أقسي ألوان هذا " الابتزاز" علي القلب فهي رسائل من أناس مهذبين غاية في الرقة والخلق تظن بي الخير ولكنها تستحلفني بالله أن أكفي قلمي الخوض في أهل الدعوة!
لم أعد القي بالا بسيل السباب والشتائم التي تفتقد للياقة والأدب أو التي يرميني صاحبها بدائه ثم ينسل..ولكن ما يؤثر في مشاعري تلك الرسائل التي تحمل رجاء حارا من أناس أشعر في قلوبهم الصدق والغيرة علي الدعوة وعلي كل ما ومن يتصل بها بسبب...كثيرا ما ترددت بسببها عن الكتابة في هذا الملف بل وربما اعتكفت رجاء دعوة صالحة أو خوف فتنة أتسبب بها لأقوام قلوبهم أصفي من اللبن..غير أنني أعود لأنتفض إما لهول الكارثة أو تمردا علي مبدأ الابتزاز العاطفي.


***

أقرأ الكم الهائل الذي تعرضت له من نقد أو سباب لو شئنا الدقة لمجرد أنني انتقدت حواره الذي بدا فيه منبهرا بالغرب مستسلما له وأسال جمهور الأخ عمرو خالد ( والغصة في حلقي من أن يصير للدعاة جمهور كجمهور السينما ): هل من المروءة أن يقرأ غيور علي دين الله ما يقوله الأستاذ عمرو خالد من أن رحلته للدنمارك نجحت بدليل احتفاء مجلة التايم الأمريكية بها ثم لا يتنفض محذرا ومنبها؟ ..وهل من العقل أن يسكت المسلم علي استخفاف الأخ عمرو بالناس حين يقول أنه ومن غير مبالغة وفي ثلاث دقائق فقط ( غيّر أمريكا ) أو أن هنري كيسنجر فهم الإسلام علي حقيقته من مائتي كلمة تحدث بها عمرو في حفل التايم؟.. وهل من عزة المسلم أن يفرح وهو يري داعية يذهب ليبلغ رسالة الله ثم يرجع جذلا من أنه جلس علي مائدة واحدة سكرتير الأمن القومي الأمريكي السابق؟....إلي آخر ما ارتكبه عمرو خالد في حواره الذي أراه أكثر ما كشف عن رؤيته ومشروعه.


***


ثم ماذا يريد الإسلاميون وخاصة أتباع الأخ عمرو خالد منا معشر الصحفيين والباحثين؟ هل تراهم يريدوننا جزءا من الديكور البشري الذي يستعين به في دروسه الدعوية سابقة التجهيز؟ أم لابد لنا أن نصطف معه صفا واحد لأداء مناسك الحج التفاعلي الذي امتلك الأخ عمرو براءة ابتكاره حصريا مع قناة اقرأ لصاحبها الملياردير السعودي صالح كامل والسيدة حرمه الفنانة صفاء أبو السعود؟ ..شخصيا لا أتمتع بنفس مستوي الوسامة أو بالطلعة البهية التي يمتاز بها جمهور دروسه الدعوية سابقة التجهيز..وربما لا تسمح مهنتي كصحفي يقتات من سن قلمه لكي أشترك في الحج التفاعلي حيث يدفع فيه الموسرون آلاف الدولارات ليحجزوا أقرب موقع للتغطية الحية لوقائعه!
ثم من قال إن عمرو خالد أو غيره من الدعاة أو القادة الإسلاميين أوصياء علي أقلامنا وعقولنا أو رقباء علي ضمائرنا يحددون لنا ما ومتى وكيف نكتب عنهم؟ ثم لماذا يطلبون منا أن نلوذ بالصمت فلا نعلق علي الكوارث التي يرتكبونها سدا للذرائع ولا يلتزمون هم بالحق الذي طالب به عمر بن الخطاب الأمة منذ فجر الدعوة: لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إن لم نسمعها؟ ولماذا لا يعتبرون نقدنا لهم هدايا تستوجب طلب لنا من الله الرحمة أن بيّنا لهم بها عيوبهم..وهي تجاوزت في بعض الأحيان العيوب إلي المصائب! هل يعقل أن يقول الإمام الجليل مالك بن أنس: إن من شيوخي من استسقي بهم الغمام ولا آخذ عنهم الحديث! ثم يطلب منّا أن نسمع ولا نعقب علي أحاديث عمرو خالد وغيره . وهل يتكلم بعض رواة الحديث عن شيخه فيقول: يوهم في الحديث أو يدلس ..أو كان – رحمه الله- مغفلا! ولا يمكن أن نراجع الأخ عمرو في نقله وكلامه؟ ..سبحان الله..هل تتقدم الأمة خطوة أم تتأخر أميالا؟!


***


ثم أين صدي " الدعوة للتعايش " التي أطلقها عمرو خالد وهو يربي لنا جيلا يكاد يفتك بكل من تسوّل له نفسه مجرد الاقتراب من نجمه الأوحد!..وهل هذه " صناعة الحياة " التي يدعو إليها الأخ عمرو أم أنها دعوة للتعصب للرأي والضيق بالاختلاف والتناصح؟ ثم أتساءل: هل من حق عمرو خالد أن يحلل ويفكك حياة الرسول وأهل بيته وصحابته؛ فيقيّم ويقوّم، ويصوّب ويخطّأ، وينتقي ويستبعد، ويعدّل ويجرّح حتى يخرج علينا قائلا وبجرأة عن دعوته إنها دعوة محمد !( كما ورد بحديثه مع هنري كيسنجر ).ثم يرفض أن يتعرض الناس لصنيعه بشئ من تحليل أو دراسة أو حتى نقد ..ثم هو يبتزنا دينيا وأخلاقيا ويهددنا باستمطار دعاء السيدة والدته علي كل من ينتقده ( كما جاء في حواره مع صحيفة الدستور)!
الغريب أن هذا الجمهور الذي يملأ الشبكة عويلا وصراخا ويطيح بالاتهامات يمينا ويسارا كلما تجرأ كاتب علي نقد نجمه لم نسمع له حسا حين تجرأت أقلام السوء علي زوجات رسول الله الأطهار وصحبه الأخيار..فهل الانتصار لعمرو خالد أهم من الانتصار لعائشة أو لأبي هريرة ..أم أن كلام أراذل الكتاب في حق الصحابة وآل بيت الرسول مغفور لهم وكلامي-أنا العبد الفقير- في حق عمرو خالد لا يرجي له غفران؟
المفزع في كل مرة اقترب فيها من الجناب السامي لعمرو خالد وغيره من نجوم الدعوة والحركة الإسلامية ..أنني أجد نفسي بإزاء جماهير لا ترحم؛ تشحذ سيوفها للذبح حتى قبل أن تقرأ ودون أن تنطق بالبسملة..فتستبيح الأعراض وتشكك في الذمم وتتهم الضمائر وقلبها مطمئن بالإيمان كأن الأخ عمرو وجماعته مسلمون ونحن عياذا بالله من أتباع أبي لهب!


***

يتهمني بعضهم أنني علماني معاد للدعوة أو أنني كاتب للسلطة أتزلف بها أو متكسب أتربح مما أكتبه في نقد أعلام الدعوة والحركة الإسلامية المباركة..فأراجع نفسي الأمارة بالسوء واسترجع تاريخي المتواضع في الكتابة لعلني أجدني ولو بطريق الخطأ نزلت ضيفا علي نفقة رجل أعمال فاسد أتمتع بمصايفه ومشاتيه؛ أو استضفت في برنامجي مسئولا هاربا من القضاء لأغسل عنه عار الفساد ونهب ثروات المؤسسة التي امتص دماء أهلها؛ أو أفتيت لمحتكر جشع فتوي تعطيه حق اكتناز ثرواته من أموال البسطاء وحرمانهم من أبسط وسائل الترفيه في زمن عشش البؤس علي قلوبهم والنفوس، أو أنني- معاذ الله-حوّلت الدعوة إلي الله إلي بيزنس ألاحق في المحاكم كل من يقترب منه بدعوي حقوق الملكية الفكرية..ولما لا أجدني فعلت شيئا من هذا أستغفر الله من الزلل وأقول : ولو! ثم أردد قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: بذنبي وما يغفر الله أعظم!..


***

أعتقد أن مفهوم كاتب السلطة صار بحاجة إلي مراجعة وتعديل في ضوء ما نعيشه الآن من سعار وحملات إرهاب علي كل من يجرئ علي الكلام ..فكاتب السلطة لم يعد- فحسب - ذلك المنافق التافه المتذلل للمسئول والمستجدي لعطاياه المستعد للدفاع عنه بالحق والباطل، بل هو- أيضا- ذلك التافه النصاب المرتزق أيضا ولكن من الجماهير..فهو لا يستطيع أن ينتقد أصنامها التي تعكف عليها ولا يجرؤ علي الاقتراب منها، وهو الذي يسكت عن الحق خشية أن يتهم في دينه أو تشوه صورته لدي محبيه ومريديه حتى ولو كان بالباطل، وهو الذي يكتب للناس ما يريحهم ويعدهم ويمنيهم وهو ما يعدهم إلا غرورا وكذبا وادعاءا..وهو لا يستحي من الله أن يلقنهم الخرافات والأساطير التي لا تصمد أمام النقد والتحقيق...كاتب السلطة هو الذي يرضي أن يكون منهجه مع الناس هو منهج النجم مع الجماهير يتعامل معها بمنطق: الجمهور عايز كده!..ويري أن الأفضل أن يسوقهم هو إلي ما يظنه الحق بدلا من أن يسوقهم مطرب أو راقصة..
يا أخوتي: لقد مضي زمن النضال..ولم يعد هناك كاتب تعتقله السلطة أو تضيق عليه، بل صار هناك كاتب يبتزه المتلاعبون بالعقول وهواة الكهنوت وأنصاف الآلهة الذين يرحبون بأن يخطأ عمر بن الخطاب ..ثم ينزهون أنفسهم عما رضوا به لعمر..رضي الله عن عمر بن الخطاب وسلفه أبي بكر الصديق وهو القائل: رحم الله إمرءا أنصف من نفسه وأعطي كل عامل ما يستحقه وأقام الشهادة لله

فـاروق
06-04-2007, 05:09 PM
هل من الممكن اطلاعنا على كلمة عمر خالد في المؤتمر.؟

مقاوم
06-05-2007, 07:59 AM
عمرو خالد ..في مديح مكرمة التايم ومتعة الجلوس مع كيسنجر!


حسام تمام


كعادة النجم الذي لا يتحرك إلا ويحدث ضجة ويجذب الأنظار انتهت رحلة عمرو خالد إلي أمريكا لحضور حفل مجلة "لتايم " لأكثر مائة شخصية تأثيرا في العالم.


لم أكن أنوي الكتابة في هذا الموضوع، ومن ثم لم اشتبك مع الجدل الذي دار حول موقف عمرو خالد من التكريم؛ يقبل أم يرفض؟ يسافر أم يعتذر؟ يسلم علي تسيبي ليفني – وزيرة خارجية الكيان الصهيوني- أم يمتنع؟..لقد صرت أشعر بالتشبع وربما الملل مما يسمي بظاهرة الدعاة الجدد..ربما لأنني اشتغلت عليها متابعة وبحثا قرابة ثلاثة سنوات، أو لأن القناعة التي استقرت عندي أنها قد تكون جزءا من الأزمة التي نعيشها ولكنها لن تكون جزءا من الحل الذي تنتظره الأمة، فهي –ظاهرة الدعاة الجدد- جزء من ثقافة الاستهلاك التي اجتاحت عالمنا فصرنا نسمع جعجعة من دون أن نري طحنا بعدما انصرف الدعاة الجدد إلي منافسة نجوم السينما والغناء في ألوان الجذب والإثارة للفوز بحصتهم في سوق العرض والطلب الديني الذي دخله كبار المستثمرين من لدن صالح كامل إلي الوليد بن طلال..والأسوأ لم يأت بعد!
ما استفزني للكتابة في الموضوع الحوار الذي أجراه الصحفي الموفق علاء الغطريفي مع عمرو خالد ونشرته صحيفة المصري اليوم في عدد الاثنين 21 مايو 2007. والذي أراه نموذجا لأزمة عمرو خالد ومعظم أبناء هذا الجيل من الدعاة.


***

قبل التطرق لما صرح به عمرو خالد في الحوار ولكي نضع الموضوع في سياقه الدقيق يجب أن نقول أن اختيار التايم لعمرو خالد ضمن أكثر مائة شخصية في العالم تأثيرا له ما يبرره ولكنه لا يمكن أن يكون له قيمة في ذاته. فالغرب دائما يهتم بعوالم الأفكار والأشخاص والأحداث بقدر ما يكون لها من تأثير وليس من قيمة في ذاتها..لذا فاختيارهم لعمرو خالد له ما يبرره باعتبار جمهوره الكبير خاصة من الشباب والنساء وليس لأهمية ما يطرحه وأظنه قليل الأهمية إذا ما قورن بأفكار لمصلحين ومجددين كبار في الأمة لم تهتم بهم التايم ولا غيرها.
وللتوضيح أشير إلي أن صحيفة النيوزويك اختارت- قبل عامين- عمرو خالد نفسه ضمن أهم أربعين شخصية في العالم العربي ولها الحق أيضا...ولكن كان معه في الاختيار أيضا المغنية اللبنانية نانسي عجرم باعتبارها أعادت الاعتبار لفكرة المتعة والمرح لدي العرب!..فمعيار الاهتمام لدي الغرب – كما قلت- هو التأثير والضجة التي يحدثها والانتشار الذي يحوزه..ومن هنا يستوي عند التايم والنيوزويك وأخواتهما عمرو خالد مع نانسي عجرم مع شعبان عبد الرحيم كظواهر اجتماعية تحوز اهتمام الناس وتتكون لها شعبية بينهم تجعلهم موضع اهتمام ومتابعة دائمين.

***

هذا من ناحية المبدأ..أما من حيث المضمون فإن اهتمام الغرب بعمرو خالد رهن بالنموذج الإسلامي الذي يبحث الغرب عن ترويجه والتسويق له في المرحلة المقبلة ضمن استراتيجية معروفة لنقل المعركة داخل الإسلام نفسه..طبعا في هذا الإطار لن يجد الغرب أفضل من " الأخ " عمرو خالد الذي يقدم ما أسميته في دراسة نشرتها عنه قبل أربعة أعوام "الدايت إسلام" أو " الإيركونديشن إسلام" ..إسلام منزوع المقاومة وبلا أي نفس نضالي..إسلام الرفاهية الذي أقصي ما يطمح له هو "أسلمة" الغرب وتوطين أفكاره وقيمه الأساسية في العالم الإسلامي بعد أن يكسوها بديباجات إسلامية!

***

قرأت حوار عمرو خالد أكثر من مرة وأزعجني كثيرا الإحساس المتضخم بالذات و" الأنا " العالية لدي الأخ عمرو..حتى أن القارئ سيجد أن اسمه أكثر ما تكرر في الحوار ليس علي لسان الصحفي المحاور وإنما علي لسان عمرو نفسه...لدرجة أن اسمه يتكرر في الحوار أكثر من عشر مرات نصفها علي لسانه هو! ..هذا فضلا عما تجشمه من عناء سرد وقائع اهتمام العالم به وبدعوته وكيف استقبلوه وكيف لفتت كلمته الانتباه دون بقية الحضور وكيف خاطر الخادم بأن يتحدث معه- سرا طبعا- عن اقتناعه به..وكيف وكيف حتى لكأن القارئ للحوار يشعر أن المتكلم هو أحد نجوم الغناء والطرب أو أفلام الأكشن الذين يحاولون تأكيد موقعهم علي الخريطة الفنية وإفحام الخصوم والأعداء ..
إن أحدى أكبر كوارث هذا الجيل من الدعاة أن النجومية هي المفتاح الرئيسي لشخصيته وأن النجم حاضر في تكوينهم أكثر من حضور الداعية ..إننا أمام حالة غريبة علي عالم الدعاة يتمحور فيها الداعية/ النجم حول الذات ويجيد تسويق بضاعته ويتقن فنون المظهر..إنها حالة تجعلنا بإزاء سؤال عن وسائل التكوين والتربية والتثقيف التي يتعامل معها دعاة هذا الزمن والتي أكاد أجزم أنها صارت تخلو من كل ما استقر من ثقافة دعوية تقوم علي إنكار الذات وخوف الفتنة وخشية الزلل ..وأحسب أن كتاب إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الغزالي أو شرحه مختصر منهاج القاصدين قد تجاوزه زمن الدعاة الجدد أو علي الأقل ربع المهلكات منه!

***

ورغم خطورة هذا " الأنا " المتضخمة خصوصا حيت تتلبس داعية وليس لاعب كرة أو نجم سينما فإن خطرها لا يقارن بهذا الاستلاب والهزيمة الساحقة أمام الغرب وهو الاستلاب الذي جعل من الغرب قبلة عمرو ومبتغاه...فعمرو خالد يري نفسه ناجحا بقدر ما أثار من انتباه وإعجاب الغرب، وتتأكد له أن مبادرته في الحوار مع الدنمارك كانت ناجحة فقط لأن التايم الأمريكية جعلتها سببا من أسباب اختياره ضمن المكرمين، وأن الصورة التي يقدمها عن الإسلام هي الحق الذي لا باطل فيه لمجرد أن سكرتير الأمن القومي الأمريكي السابق هنري كيسنجر رحب بها..ثم يطمئن قلبه بالإيمان لأن الحضور قاطعوا كلمته بالتصفيق بل ومن فرط إعجابهم به شيعوا مسيرته من المنصة إلي منضدته بتصفيق متواصل!! ثم هو يعلن لنا في حواره المثير بعد أن مهد لمفاجأته بأنه صار خبيرا بالغربيين ويعرف إذا ما كانت ابتسامتهم صفراء أم حقيقية يعلن السيد عمرو خالد أنه بمداخلته التي لم تتجاوز ثلاثة دقائق قد غيّر أمريكا يطلق عمرو خالد مفاجئته قائلا وبالنص: لا أريد المبالغة.. إنني غيرت أمريكا!!
..أحسب أنها أكبر خسارة للصحفي المتألق علاء الغطريفي أن حواره مع عمرو خالد لم يكن علي الهواء مباشرة وإلا لكان له حق ملكية واحد من أهم مشاهد الدراما العربية التي افتقدناها من لدن رحيل يوسف بك وهبي خاصة لو كان الحوار بحضور بعض من جمهور الأخ عمرو خالد الذي لم يكن ليتوقف عن قول ما شاء اللهّ! الله أكبر! قل جاء الحق وزهق الباطل. وما النصر إلا من عند الله.
أتصور أن ما قاله عمرو خالد في حواره يؤكد أن نظرته إلي الغرب تبدو غير سوية بل ومرضية وأكثر من هذا بها قدر مخيف من الإحساس بالدونية..فهي تتجاوز الرغبة في التأثير فيه ( وهي رغبة مشروعة وإن كان مبالغ في التعويل عليها أو التضخيم من نتائجها ) إلي أن يصبح الغرب مرجعية عمرو في أقواله وأفكاره ووجهته ومعيار نجاحه من فشله بل ومعيار صدقه من زيفه..وإذا قالت حذام فصدّقوها فإن الصدق ما قالت حذام..ولا أتصور أن داعية صاحب رسالة يثق في نفسه ويحترم ذاته يقول للصحفي الذي يحاوره مباهيا ويكاد لا يصدق نفسه : لك أن تتخيل من بين الشخصيات التى تحضر الحفل..فعلي نفس منضدتي كيسنجر وفي المنضدة المقابلة مايكل جوردون لاعب السلة الشهير ومشاهير آخرون!.أي انسحاق هذا وأي إحساس بالدونية حين تصبح جلسة مع بعض المشاهير فوق خيال داعية إلي الله؟!

***

يوما بعد يوم يتأكد لي أن عمرو خالد يهتم في أفكاره ومشروعاته بالغرب أكثر مما يهتم بالمسلمين أنفسهم بدعوي تحسين صورة الإسلام ( ويقصد بها الإسلام كما يفهمه هو طبعا ) لدي الغرب..ويبدو أن هناك صراعا في المنطقة علي من يصبح الوكيل الحصري لمشروع تحسين صورة الإسلام !
أتصور أن أفكار عمرو خالد ومشروعاته تنسج – بوعي أو من دون وعي-علي المنوال الغربي..فلماذا كيف نتعايش وليس كيف نتحرر أو نستقل من الإرادة الأمريكية المهيمنة..وهل صحيح أن الطائفية هي الخطر الأكبر الذي يهدد مصر الآن كما يقول ( هل هو محض تشابه مع أفكار سعد الدين إبراهيم ؟) أم أن الأمر يتصل بالاستبداد والقهر وبهيمنة الخارج علي الإرادة السياسية المصرية؟
حتى موضوع زيارته للدنمارك التي كرمته بسببها التايم تبدو فيه عيون عمرو خالد شاخصة نحو الغرب دون أن تعير أهله وأبناء وطنه مجرد التفاتة..فعمرو حين أطلق مبادرته الكبرى، التي قفز فيها علي مسلمي الدنمارك وأظهرهم بمظهر المتشددين ضيقي الأفق والصدر، تجاهل تماما اهتمامات الناس في بلده بل ومعاناتهم ، وفي الوقت الذي كان يجمع فيه الشباب للسفر إلي الدنمارك بل ويحشد الدعم المالي للغزوة المظفرة كانت هناك مأساة مصرية مرعبة تتمثل في أكثر من ألف مفقود من الفقراء ضحايا عبارة الموت وعشرات آلاف من أسرهم المكلومة تفترش الأرض وتلتحف السماء حزنا علي من ماتوا وبحثا عن جثثهم التي أكلتها أسماك القرش في البحر الأحمر ولم يفكر عمرو وفريقه الشبابي صاحب المبادرات في مبادرة شبابية للتخفيف من الفجيعة أو استعادة حقوق الضحايا أو جمع أموال لرعاية الأسر التي فقدت عائلسها.. وفي الوقت نفسه الذي خاض حربا ضروسا إصرارا علي إنفاذ غزوة الدنمارك الحوارية كان هناك أكثر من ستة ملايين مصري خربت بيوتهم بسبب توقف صناعة الدواجن التي قضت عليها كارثة انفلونزا الطيور ولم يفكر عمرو في مبادرة لهم..طبعا عمرو لم يهتم بمثل هذه القضايا " الصغيرة" ربما لأن الميديا الغربية لم تكن توليها اهتماما يذكر مقارنة بالأزمة الدنماركية!
فعمرو خالد لا يتحرك إلا علي وقع فلاشات الكاميرا والميديا في عالمنا البائس نخبوية ظالمة قلبها من حجر لا يمكن أن تهتم بفقراء مصر ممن ماتوا في عبارات الموت أو فقدوا أرزاقهم في طاعون أنفلونزا الطيور..وهي تفضل طاولات الحوار الدنماركية عن وجوه الفقراء البائسة!

***

أما ما أضحكني في الحوار وشر البلية ما يضحك هو قدر المبالغات التي تضمنها حديث الأخ عمرو عن تأثير أفكاره في الغرب أو كيف يمكن أن تعيد الاعتبار للإسلام في الوعي الغربي: كيف أعطوه وحده كمسلم عربي الكلمة في الجلسة الافتتاحية، وكيف أن الأخ هنري كيسنجر ثعلب السياسة الأمريكية المراوغ أذهلته أفكار عمرو " المستنيرة " بل ورأي فيها (وهو الذي يعرف العالم العربي كما لو كان من أهله) دعوة جديدة لم يسمع بها من قبل في الأقطار الإسلامية!..عمرو يتكلم كأن الأمة كانت من قبله نسيا منسيا ..وكأن العالم الإسلامي خلا من العلماء قبله وكأن أمريكا لم تسمع- مثلا- بالغزالي ولا القرضاوي ( وهو علي قوائم الممنوعين من دخولها ! ) بل وربما ظن عمرو أن الرجل الصالح كيسنجر سيصدر توصياته للإدارة الأمريكية لتراجع موقفها من الإسلام بعدما وصله خالصا مصفي كالماء الزلال من فم عمرو خالد في الثلاثة دقائق التي تكلم فيها في حفل التايم!.أي عبث هذا بالعقول؟ وأي استخفاف بخلق الله؟

***

أقولها ناصحا قبلها الرجل أو صد عنها الآذان: إن عمرو خالد بأمس الحاجة إلي تجاوز حالة الاستلاب التي يعيشها تجاه الغرب..وعليه أن يتواضع في شأن أفكاره ( إن كانت له أفكار جديدة ) ويتواضع أكثر في شأن تأثيره في الغرب..ويدرك أن الحوار يكون بين مختلفين وليس عبر إعادة إنتاج الآخر في ثوب إسلامي!

فـاروق
06-05-2007, 09:18 AM
طيب هل تتكرمون وتوفرون علينا عناء البحث عن المقابلة الاصلية مع عمرو...لكي نكون قد استنفذنا جميع الوسائل من بحث وتأكد قبل ان نكون فكرة ما او نتخذ موقفا ما...


وبالمناسبة هل سلم على تسيبي لفني؟

فـاروق
06-05-2007, 10:49 AM
نص كلمة الأستاذ عمرو خالد في حفلة مجلة التايم بحضور 600 شخصية عالمية
وقد ألقيت الكلمة باللغة الانجليزية واختتم بها هذا الحفل الكريم
السادة والسيدات الحضور
يشرفني أن أكون موجودا بينكم الان وأشكر مجلة التايم علي دعوتها لي واتاحتها هذه الفرصة لاتكلم بينكم .
رسالتي في الحياة هي مساعدة الشباب والنساء في العالم العربي واعطائهم الأمل للتنمية في هذه المنطقة من العالم .
كما ان رسالتي هي ايجاد بيئة من التعايش بين الشباب العربي والمسلم لبناء الجسور بينهم وبين حضارات العالم .
والنموذج الذي اقتدي به في حياتي في ذلك هو رسول المسلمين محمد صلي الله عليه وسلم الذي قال انما أنا رحمة للعالمين.
لقد تعلمت من رسالته حسن الخلق وحب الناس وحب عائلتي وجيراني وحب المجتمع عامة ،كما تعلمت منه احترام الثقافات الأخري والعفو التسامح والتعايش والتنمية واصلاح المجتمع .
لكن للأسف الشديد كثير من الناس اليوم مسلمين وغير مسلمين لم يفهموا حقيقة رسالة نبي المسلمين علي حقيقتها.
لقد علمنا النبي أننا خلقنا من مختلف الألوان واللغات والثقافات ليتعرف بعضنا علي بعض ولنتبادل المنافع والمعرفة والخير.
أنا هنا لاخبركم ان الشباب العربي المسلم مستعد للبناء لا للهدم لان هذا هو الذي تعلموه من نبيهم .
الشباب المسلم والعربي يمد يده للخير والبناء والتعايش وينتظر من يمد يده من العالم كله.
وأتمني ان تكونوا مستعدين لتمدوا ايديكم اليه

فـاروق
06-05-2007, 11:00 AM
حوار علاء الغطريفي ٢١/٥/٢٠٠٧[ (http://www.almasry-alyoum.com/popimage.aspx?ImageID=14587)

لم أذهب لأمريكا من أجل الجائزة بل انتهزت الفرصة لتحسين «الصورة».. كلمات بدأ بها عمرو خالد حديثه معنا عن تكريمه ضمن المائة شخصية الأكثر تأثيراً في العالم في استفتاء مجلة «التايم».
وبدا خالد سعيداً خلال الحوار بما جري في الولايات المتحدة «كانت فرصة لي لأقول لهم لسنا منغلقين بل نؤمن بالتعايش كما يحثنا قرآننا».
وروي قصة لقائه مع هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق والحديث الذي دار بينهما، وماذا قال في كلمته التي لم تستغرق سوي ٣ دقائق أمام ٦٠٠ شخصية دولية.

.. ماذا يمثل لك التكريم الأخير ضمن أهم ١٠٠ شخصية في العالم؟

- ما أفهمه أن مجلة التايم عالمية وليست محلية، وهي مهتمة برصد أصحاب الإنجازات المفيدة في العالم، وهم ذكروا ٣ أسباب للتكريم في حفلهم، وأيضاً في مجلتهم وعلي موقعهم علي شبكة الإنترنت لدي دعوتهم الناس للتصويت حول الشخصيات المختارة.
وهذه الأسباب الثلاثة هي: موضوع صُناع الحياة.. ومشروعات تنموية من خلال الشباب العربي كمستحدث جديد في العمل الاجتماعي العربي، وتكوين جيل جديد يفهم التدين علي أنه لا يتصارع مع الحياة العصرية، أما الثالث فهو رحلتي للدنمارك ومن وجهة نظرهم أن رحلتي للدنمارك وقفة حضارية أوقفت نزيف الصراع.

علما بأن مجلة التايم ليست وحدها التي اختارت عمرو خالد في الاستفتاء بل هي اختارت ٢٠٠ شخصية بوصفهم أكثر الشخصيات المؤثرة في العالم وفتحت باب التصويت لاختيار مائة منهم، وجئت في هذا التصويت في المركز الثالث عشر وقد تكون مجلة التايم غير ملتفتة إلي عمرو خالد كثيراً حتي فوجئت بأن الشباب العربي والمسلم يصوتون لصالحي بكثافة.


.. من الذي رشحك في الأساس؟
- مجلة التايم فهي التي رشحت ٢٠٠ شخصية حسب معاييرها لتختار مائة منهم كأهم الشخصيات المؤثرة في العالم سلباً أو إيجاباً، فهم يقولون إن جورج بوش لا يصلح أن يكون من بين المائة شخصية، في حين يرون أن عمرو خالد نموذج لـPIONEERS إيجابي.
الجيد أنهم قسموا الشخصيات المائة إلي مجموعات، ووضعوني في مجموعة PIONEERS أصحاب الأفكار الجديدة، والتكريم ليس موضوعاً مهماً رغم أنه مسألة مشرفة، فلم أذهب للولايات المتحدة للحصول علي الجائزة.

.. وما الهدف من ذهابك ما دام التكريم ليس مهماً بالنسبة لك؟

- ذهبت إلي هناك لأنها فرصة لا تعوض ولأنني وجدت أن اختياري من بين المائة سيلقي اهتماماً غير عادي، خاصة أنني العربي المسلم الوحيد غير الرسمي ضمن هذه الشخصيات، وبالتالي سيكون هناك تركيز صحفي وإعلامي وثقافي أمريكي، فكيف أفوت هذه الفرصة، وكانت فرصة لتحسين صورة الإسلام والحديث عن الرسول (صلي الله عليه وسلم) بشكل صحيح بعد الصورة السلبية لديهم عن الإسلام.

كما كانت فرصة لتحسين صورة الشباب العربي والمسلم لأن الغرب يراهم شباباً همجياً نفذ أحداث ١١ سبتمبر، فأردت أن أقول إن الشباب العربي مختلف، هم شباب يريدون البناء وليس الهدم.
وكان هدفي الثالث من الزيارة أن أوضح لهم أننا كمسلمين لسنا منغلقين بل نؤمن بالتعايش لأننا نؤمن بالقرآن، فالتعايش ليس بأن تحتل العراق، فنعم للتعايش لا للاحتلال، نعم للتعايش لا لفرض الثقافة الأمريكية.

وأكدت لهم أن ما أقوله في الولايات المتحدة هو ما أردده في بلادنا، فبرنامج «دعوة للتعايش» هو مفتاح زيارة أمريكا، فلقد ذهبت لأمريكا لأقول لهم إن تاريخنا كله انفتاح ونجاح سواء مع النبي أو الصحابة والأئمة من بعده.
رسائل ثلاث أردت أن أعرضها «الإسلام دين عظيم» و«الشباب العربي صورة مشرفة وليست همجية»، و«التعايش ليس معناه فرض الثقافة أو احتلال الأرض».

.. ما المنتديات التي ذكرت فيها ما قلته سابقاً؟
- كنت بفضل الله أول داعية إسلامي يتحدث في الـCNN لمدة ٣٠ دقيقة، كما كنت واحداً من ستة فقط تحدثوا خلال حفل التكريم لأهم ١٠٠ شخصية في العالم.

.. كيف رأيت رد الفعل علي كلمتك؟
- جلست أثناء الحفل علي نفس المنضدة التي يجلس عليها هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وتحدثنا سوياً، وأرغب في أن أذكر أولاً أنني عندما دخلت مكان الحفل شعرت بالوحدة الشديدة، فكنت المسلم العربي الوحيد ولا يعرفني أحد، كما كنت واحداً من ستة فقط سيلقون كلمات في الحفل هم رئيس مجلس إدارة التايم وعمدة نيويورك وثلاثة من أعضاء الكونجرس وعمرو خالد.
.. ولماذا عمرو خالد؟!
- لأنه العربي المسلم الوحيد ضمن المكرمين، وعندما قدموني قالوا دعونا نستمع إلي الرسالة القادمة من العالم العربي من داعية إسلامي، ولك أن تتخيل من بين الشخصيات التي تحضر الحفل، فعلي نفس منضدتي كيسنجر وفي المنضدة المقابلة مايكل جوردون لاعب السلة الشهير ومشاهير آخرون.
كان الوقت المحدد لكلمتي (٣ دقائق) لأقول فيها من هو قدوتي ومن الذين يتأثرون برسالتي، وبعد صعودي إلي المنصة بدأت كلمتي بأن اسمي عمرو خالد، ورسالتي في الحياة مساعدة الشباب العربي والمسلم من أجل تنمية العالم العربي، وركيزتي قيم الإيمان في الدين الإسلامي، وقدوتي في الحياة هو نبي الإسلام محمد «صلي الله عليه وسلم»، وبعد هذه الكلمات لو كنت رميت إبرة لرنت في مكان الحفل، وتابعت: «هو الذي علمنا الأخلاق والعدل والرحمة والعفو والبناء والتنمية والحق»،
وذكرت أنه هو الذي علمنا أن الله خلقنا من ألوان مختلفة وأجناس مختلفة من أجل التعارف لتبادل المنافع، وأنه للأسف لم يفهم البعض في العالم رسالته كما أرسل بها، وبعدها قلت «لقد جئت اليوم لأعرفكم بهذا النبي»، و«لقد أتيح لي أن أتحدث عنه برسالته الحقيقة في برنامج مدته ٣٠ ساعة اسمه علي «خطي الحبيب»، وأتيح لي اليوم أن اتحدث عنه لثلاث دقائق فقط، وواجب علي اليوم أن أعرفكم بهذا الرجل العظيم».

.. هل تجاوزت الثلاث دقائق؟

- لا.. وقلت لهم: «إن الشباب العربي المسلم مادد إيديه» لأي شخص يدعو للبناء والصلاح، فهل أنتم «مادين إيديكو» عشان تبنوا معاه)، وكنت الوحيد الذي قوطعت كلمته بالتصفيق، ومن جانبي صرت خبيراً بالغربيين، وإذا ما كانت ابتسامتهم صفراء أم أنها للإعجاب، ورأيت علي وجوههم التأثر، ولا أريد المبالغة بأنني قد غيرت أمريكا(هذه العبارة تم تحويرها من قبل الصحافي الذي انتقد عمرو -فاروق-)، ولكن هناك رسالة جميلة قيل لي مصدرها أن نبينا «رحمة مهداة» وعدت بعد انتهاء الكلمة لأجلس علي المنضدة مع كيسنجر.

.. ومن كان يجلس معكم علي نفس المنضدة؟

- كيسنجر وزوجته ونائب رئيس البنك الدولي ورئيس مجلس إدارة تويوتا، فقد كانوا حريصين «التايم» علي أن يجلس علي كل منضدة شخصيات من جنسيات مختلفة، وما بين مكان إلقاء الكلمة والمنضدة ما يزيد علي المائة متر، ورافقني خلال هذه المسافة تصفيق حاد من القاعة.
وعندما وصلت للمنضدة بادرني كيسنجر قائلاً «هذه رسالة جديدة لم أسمعها من قبل في الأقطار الإسلامية» فانتهزت هذه الفرصة وقلت له «أنا آسف هذه ليست رسالتي بل رسالته - أي رسالة نبينا محمد»، وبدأت في الحديث عن برنامج دعوة للتعايش وكان معي أسطوانات مدمجة مدبلجة بالإنجليزية أهديتها له والجالسين علي المنضدة لأعلمهم بسماحة الإسلام ودعوته للتعايش، وفيها أقول: نعم نتعايش لكن لا تحتلوا أرضنا، وأردت أن أؤكد لهم أن لي خطاباً واحداً وليس خطابين، وكان هذا سر احترام كبير، وقلت له بكل وضوح «شيلوا علمكم من علي بلادنا إلا علي سفاراتكم».

وطول وقت العشاء أخذت في الحكي مع الجالسين معي ومنهم كيسنجر عن صورة وفكر الإسلام الصحيح، وأدار معي حواراً حول ما الذي يمكن أن يتم عمله بالعالم العربي؟
فرددت (المفروض أن أسألك أنا «فتابع» ما الذي يجب أن تفعله أمريكا فقلت (تخرج من العراق» و«توقفوا الهجمة علي الإسلام» لأنكم خلطتم بين الهجوم علي الإسلام والهجوم علي الإرهاب).

وهكذا كان الحوار علي المنضدة، ولا أستطيع أن أصف مدي الفخر الذي شعرت به، وأكثر من شخص جاءوا لي ليتحدثوا معي، ولكن أكثر شيء أثر في هو أحد «الويترات» من ذوي البشرة السمراء الذي اقترب مني وقال لي - رغم أنه غير مسموح - «لقد صدقت كل كلمة قلتها اليوم» ورددت عليه «Thats enough for me» ، أي هذا يكفيني.

ورغم السنوات الطوال في مواجهة الناس، كنت قلقًا من حفل التكريم وهو مالم أشعر به من قبل بهذه الصورة، ولم أكن ذاهبًا للجائزة، وليست هناك جائزة، أحسن الناس تكون فاكرة إن هناك فلوس حصلت عليها، فالتكريم أن يضعوا اسمي من بين المائة شخصية الأكثر تأثيرًا في العالم.

.. وماذا بعد الحفل؟
- في اليوم الثاني كان اللقاء مع CNN وكان السؤال الرئيسي ما الذي يجب أن تفعله أمريكا لتحسين صورتها، فقلت «تخرج من العراق وينزع العلم الأمريكي إلا من علي سفاراتكم، وثانيا لا تعتقل بشرًا دون محاكمات مثل جوانتانامو وليه صحفي اسمه سامي الحاج معتقل، وما جعلني أتحدث بهذه القوة هو أنني أعلم جيدًا أنهم يرونني الرجل الذي ذهب من قبل إلي الدنمارك ومؤمن بالتعايش.

وكان هناك لقاء آخر بجامعة جورج تاون، وهذه الجامعة بها قسم للدراسات العربية والإسلامية أسسه الأمير الوليد بن طلال، ورئيس هذا القسم يدعي «أوزبزيتو» وفوجئت بفهم هذا الرجل العميق للإسلام، وحضر هذا اللقاء أساتذة الجامعة وطلبة الدراسات العليا والماجستير، وكان الهدف هو الحديث عن مفهوم الإسلام واعتمدت علي ما أقدمه في برنامج «دعوة للتعايش»، وتحدثت عن أننا نؤمن بدين رحمة وإصلاح وتنمية، وركزت علي موضوع التنمية وصناع الحياة.
ودارت مناقشة بيني وبين الأساتذة واستمر اللقاء ساعة ونصف الساعة.

.. وهل حاضرت في أماكن أخري؟

- كان هناك لقاء آخر مع جريدة الواشنطن بوست، وحمل الحوار الموضوعات نفسها التي أثرتها في اللقاءات الأخري وهي الإيمان بالتعايش وفتح الحوار وأن مصلحتنا كبشر ليس في الصدام والأولي هو التفاهم وليس معني التفاهم احتلال الأرض.
.. الواشنطن بوست معروفة بتركيزها علي مصر، خاصة في افتتاحياتها
- نعم لقد حاولوا كثيرًا أن يجروني إلي الحديث عن الديمقراطية في مصر، وقلت لهم إنني صاحب رسالة دعوية ولا أريد الخوض في هذا الأمر فهو ليس من اختصاصي.
وسألوني مادامت لديك مشروعات تنموية، فلماذا لا يكون هناك تمويل من الولايات المتحدة، فرفضت بكل وضوح وقد قلت ذلك أيضًا في جامعة جورج تاون، وقلت: إحنا عايزينكم تساعدونا في تدريب الشباب لعمل مشروعات صغيرة واستقبال بضائع ومنتجات الشباب العربي في الأسواق الأمريكية دون حصارها، وسألتهم لماذا فتحتم هذا الأمر للهنود كما فعلت مايكروسوفت وتجاهلتمونا؟

.. وكيف كان لقاؤك بالجالية المسلمة في الولايات المتحدة؟

- ألقيت محاضرة بولاية فرجينيا برعاية منظمتي «اسنا» و«كير» الإسلاميتين وفيها ركزت علي أنني أشعر بهم وأشعر كيف أثرت فيهم أحداث ١١ سبتمبر وقلت: «أشعر بأنكم تودون أن تعرفوا العالم وتقولون هذا ليس الإسلام فالإسلام لا يعني الإرهاب، وفي الوقت نفسه أشعر بما تشعرون به تجاه ما يحدث في العراق.
وأكدت لهم أن الاندماج الإيجابي في المجتمع الأمريكي سيحسن صورة الإسلام في أمريكا ومن ثم فإياك أن تخجل من الإسلام واعتز ببلدك وافخر بدينك، فاندمجوا في المجتمع الذي تعيشون فيه، وغذوا قلوبكم وعقولكم بالأمل، فكسوف الشمس لا يعني اختفاء الشمس.
.. كيف رأيت الأمر برمته في الولايات المتحدة؟
- وجدت أن هناك هجوما رهيبًا علي الإسلام.
.. شعرت بأنه أقوي من أوروبا؟
- نعم أقوي من أوروبا وتقول ذلك منظمات أمريكية محترمة مثل معهد جالوب فقد قال: إن صورة الإسلام في الإعلام الأمريكي سلبية جدًا في الأعوام العشرين الأخيرة، ومن يتحدث في جالوب هو مسلمة أمريكية من أصل أمريكي تعمل كرئيسة لقسم الشرق الأوسط، تدينت وارتدت الحجاب بسبب شرائط عمرو خالد، وهذا النموذج كان ترجمة لما قالته التايم بأنني قدمت نموذجًا مستحدثًا للتدين لا يتعارض مع الحياة العصرية، وقدمت لهم «داليا» لترد علي ما يطرحونه حول الإسلام، وسنتعاون بإذن الله في أعمال مشتركة بين مؤسستي ومؤسسة جالوب لأنها مؤسسة منصفة.
.. في أي مجال؟
- كيف نوضح صورة الإسلام الصحيحة من خلال الإحصائيات.
.. وهل هناك اتفاقات مع جهات أخري؟

- نعم مع جامعة جورج تاون لتنظيم مؤتمرات بالاتفاق مع «أوزبيزيتو» تدور حول تحسين صورة الإسلام والمسلمين، الصورة صعبة جدًا، وما فعلته هو محاولة الـ ٥% أو خطوة بداية يجب أن يعقبها خطوات وخطوات لأنه ليس من مصلحة أحد أن يستمر هذا الصراع، فهناك من يؤجج هذا الصراع فهناك أعداء للإسلام وهؤلاء عددهم قليل ولكن يحاولون أن يحولوا الغالبية الغربية إلي أعداء لنا من خلال الميديا واستغلال أعمال خاطئة لتأكيد الصورة السلبية.
وهذه هي إمكانياتي وقدراتي واختياري.. ثم يقهقه ويقول «هذا هو اختياري السياسي».

.. متي شعر عمرو خالد بالخوف من السلطة؟

- دعني أقل لك كلامًا عاقلاً، كانت هناك مخاوف متبادلة بيني وبين السلطة مع بداية رسالة عمرو خالد الإيمانية والروحية، وكلما ظهرت واتضحت رسالة عمرو خالد في الحياة ودخل فيها الجانب التنموي مثل صناع الحياة ومواجهة البطالة والمخدرات والتوعية الصحية انحسرت هذه المخاوف قليلاً، ولما دخل في الرسالة جانب للتعايش وبرنامجي دعوة للتعايش لا يتحدث عن التعايش مع الغرب فقط بل عن التعايش مع بعضنا البعض، ولما بدأت هذه المعاني تتضح قلت المخاوف في حين كانت كبيرة في البداية وانطلقت من تساؤلات مثل «هذه الشعبية إلي أين»؟ «وإلي أين سيقود عمرو خالد هؤلاء الشباب»؟

دعك مما تقوله الصحف، العلاقة مع السلطة تتحسن، ويوم عن يوم سيزيد هذا النوع من التفهم والرؤية لرسالتي، وقد سجلت دعوة للتعايش في مصر.

وهناك رؤية من السلطة حالياً بأنني أؤدي رسالة مختلفة عن التيارات الأخري.
أنا موجود في مصر الآن وقد أكون غير قادر علي التواصل مع الجماهير أو إلقاء المحاضرات ولكنني آمل أن تتحسن الصورة أكثر.

.. نأتي لرحلة الدنمارك التي قلت إنها كانت سبباً للتكريم.. لماذا تدافع عنها دائماً؟

- هذه رحلة دعائية ولن يسمعك أحد.. هكذا قالوا عن رحلتي للدنمارك، وأنا سعيد جداً لأن مجلة التايم قالت إن أحد أسباب اختياري هو رحلتي للدنمارك، ولدي رحلتي إلي هناك خرج الأستاذ عادل إمام وقال «هوه حد هيسمعله في الغرب»، فالآن جاءت مجلة «التايم» و«شهد شاهد من أهلها»، وقالت إن الصوت وصل والحمد لله فقد قلت إنهم استمعوا لي.. وتكريم «التايم» هو الدليل والرد علي المنتقدين، إذن هناك تأثير، فقد كان اتجاهاً صحيحاً مني الذهاب إلي هناك.

.. ذكرت أنه لا مانع لديك من مصافحة ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية؟
ـ ليفني في الأصل لم تحضر، فلا تحدثني عن شيء لم يحدث أصلاً، ولماذا لم تحضر حفل التكريم؟ لأنها كانت لديها اجتماعات في القاهرة، هي كانت تصافح آخرين في القاهرة.

.. كيف تري الأزمات المتكررة في السياق الطائفي المصري؟

ـ أريد أن أقول إن هذا الأمر ليس كذلك فقط فهناك العراق والصراع الطائفي ولبنان والصراع الطائفي، ومصر والخوف عليها من نفس الدوامة، أنا خائف فليس من مصلحتنا وسنخسر كثيراً وتفجير الصراعات التاريخية أمر خطير، وحسب إمكانياتي ودوري المحدود، فإن برنامج دعوة للتعايش يدعو إلي الحوار والتسامح مع بعضنا البعض بين المسلمين والمسيحين وبين السنة والشيعة، فأعرض كيف تعايش الأئمة الأربعة مع الآخر، وفي الحلقات الجديدة نعرض للإمام الشافعي وتعامله مع الشيعة والمسيحيين. ولكن دعني أقل إنني خائف وقلق جداً علي مصر من الطائفية.
.. تذكر دائماً أنك لم تحقق طموحاتك؟

- ليست لدي طموحات مادية والشهرة شبعت منها، ولا أعتبر نفسي نجماً إعلامياً أو عالماً أو مفتياً، وأجمل حاجة تدخل لي السعادة هي تحسن رجل أو أمرأة في حياته دينياً أو أخلاقياً أو اجتماعياً أو إنتاجياً.
ومن ثم فطموحاتي إحداث تنمية في المنطقة، علي الأقل أضع بذرة وأموت، ولسه بدري وأعتقد أنني سأموت قبل أن تتحقق لأن أمامها الكثير.

فـاروق
06-05-2007, 11:10 AM
لقد ظلم الرجل والله اعلم...

ليس دفاعا عن نهجه..ولكن حرف كلامه ....وقزم واختير منه ما يتيح الهجوم...

فلا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا...

انتقدوا عمرو خالد....ولكن قدموا لنا البديل...

الرجل يشتغل في حين الكثير نيام....صحيح ليس الهدف هو العمل فقط المهم الهدف والوسيلة والغاية...

ولكن لا تزر وازرة وزر اخرى ولا يكفي ان نجد من ينتقده لكي نسوق له دون التأكد من حقيقة المقال....

هداه الله وايانا

مقاوم
06-05-2007, 11:58 AM
لكن هل سألت نفسك لماذا يتاح له أن "يشتغل" وتفتح له الأبواب والفضائيات
بينما يحجر على آخرين كثر من غير "النيام" وتوصد في وجوههم الابواب
وتعرض عنهم الفضائيات وهذا في الحد الادنى.. لان بعضهم يعتقل ويزج بهم
في السجون ويعذبون وينكل بهم وهم يدعون إلى التعايش وقبول الآخر لكنهم
لا يغلفون الإسلام بالسكر حتى "ينبلع" ولا يحرفون رسالته أو يؤولون مقاصده.

أطن أن الأوان قد آن ليتحرر البعض من عقدة عمرو خالد أو سحر عمرو خالد
وأن ينزلوه منزلته الصحيحة رأفة بأنفسهم وبه!!

فـاروق
06-05-2007, 12:03 PM
ليس دفاعا عن نهجه..ولكن حرف كلامه ....وقزم واختير منه ما يتيح الهجوم...

فلا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا...

ولكن لا تزر وازرة وزر اخرى ولا يكفي ان نجد من ينتقده لكي نسوق له دون التأكد من حقيقة المقال....

هداه الله وايانا

كلامي واضح...وهو رد على المقال....

افتح يا مقاوم موضوعا خاصا وستسمع راي بعمرو خالد...ولكن كونك تخالف نهجه وترى فيه ما يريب-ويشاركك في هذا الكثيرون- لا يبرر تحوير كلامه لكي نهاجمه

انا انتقد التحوير و لي عنق الكلام...

ولا اهاجم سجناء الراي والحق..ولا ادعو لتبني عمرو خالد...

ولكن مجددا..لا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا

فـاروق
06-05-2007, 03:08 PM
يبدو ان كلامي لم يعجب مقاوم فآثر عدم الرد :)

مقاوم
06-05-2007, 03:58 PM
يا أخي كلامك على الرأس والعين وأسأل الله ان يبصرنا بالحق ويلهمنا رشدنا.

ظاهرة دعاة الفضائيات قد استشرت واستفحل أمرها ولا بد من وضع حد لها.

ولمن يرى أن عمرو خالد ونظرائه فيهم خير إلى جانب المغالطات والزلات والهفوات
الكثيرة نقول: درء المفسدة أولى من جلب المصلحة ولو ان المسألة كانت محصورة في
أشخاصهم لكان التعامل معهم مختلف، أما وقد خرجوا على الناس من خلال شاشات التلفزة
ودعوا إلى بدعهم جهارا نهارا كان لا بد من التنبيه على الملأ حتى يحصل العذر.

مقاوم
06-05-2007, 04:28 PM
عمرو خالد في واشنطن

تقرير واشنطن

يزور الداعية المصري عمرو خالد العاصمة الأمريكية واشنطن الأسبوع القادم، وسيقوم الداعية المصري بالمشاركة في عدة فعاليات من أهمها محاضرة في مركز التفاهم الإسلامي المسيحي بجامعة جورج تاون صباح يوم الخميس 10 مايو تحت عنوان "التعايش المشترك"، وإلقاء محاضرة في ندوة ينظمها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" والجمعية الإسلامية في أمريكا الشمالية "إسنا" مساء يوم السبت 12 مايو تحت عنوان "أمسية مع عمرو خالد".
كذلك يستضف معهد بروكينجز الداعية المصري ليتحدث في جلسة خاصة مقصورة على مجموعة من المدعوين فقط صباح يوم الجمعة 11 مايو عن موضوع "خلق ثقافة التعايش المشترك"، ويشارك عمرو خالد الحديث عن هذا الموضوع الصحفية المرموقة روبين رايت، المراسلة الدبلوماسية لصحيفة واشنطن بوست. وتضمنت دعوة معهد بروكينجز لمحاضرة عمرو خالد الإشارة إلى كونه "أحد أهم الأصوات البارزة والمؤثرة في العالم العربي".

وتجيء زيارة عمرو خالد للولايات المتحدة والتي سيبدأها بزيارة مدينة نيويورك للمشاركة في حفل تكريم تقيمه مجلة تايم لأهم 100 شخصية مؤثرة في العالم هذا العام، حيث تضمنت اللائحة هذا العام شخصيات من خلفيات متنوعة منهم العاهل السعودي الملك عبد الله ، والرئيس السوداني عمر البشير، والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامئني، وراؤول كاسترو أخو الرئيس الكوبي، ووزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني، إضافة إلى العديد من المشاهير الأمريكيين مثل كوندي رايس، وأوبرا وينفري وجورج كلوني وبراد بيت.

نموذج الإسلام المعتدل
تأتي هذه الزيارة في وقت تعكف فيه العديد من المؤسسات البحثية الأمريكية المستقلة مؤخرا في الترويج لفكرة بناء ودعم شبكات من الإسلاميين المعتدلين من اجل مواجهة ما يطلق عليه قوة الإسلام المتطرف المتمثل في تنظيم القاعدة. ونموذج عمرو خالد يعتبر نموذجا مقبولا في الغرب والولايات المتحدة تحديدا للإسلام المتسامح المتطور الذي لا يتعرض للقضايا السياسية ولا الشئون العامة، بدلا من إيديولوجية تنظيم القاعدة التي تقوم بأعمال عنف وإرهاب وقتل وتكفير للمسلمين وغيرهم، وتقوم القاعدة بكل ذلك تحت مبررات دينية. وكانت مؤسسة راند قد أصدرت دراسة هامة الشهر الماضي، وحددت فيها وصفات لتقويض المد الأصولي الذي تراها عنصراً رئيسياً في تهديد المصالح الغربية حول العالم.
ويعتقد الكثيرون في واشنطن أن أحد الأدوات الرئيسية لمواجهة هذا المد المتصاعد تكمن في تقوية ما أطلق عليه تيارات "الإسلام المعتدل" باعتبارها حائط الدفاع الأول في مواجهة انتشار التطرف والتشدد في العالم الإسلامي. وتعتبر الدراسة التي أعدتها شارلي بينارد الباحثة بمؤسسة "راند" للدراسات ونشرت عام 2004 أحد العلامات البارزة في هذا المجال، والتي صنفت فيها الإسلام السياسي إلي أشكال متعددة، كان أهمها "الإسلام المعتدل".
أما الدراسة الأخيرة والتي كان عنوانها "بناء شبكات من المسلمين المعتدلين في العالم الإسلامي" وشارك فيها أربعة باحثين في مقدمتهم شارلي بينارد وأنجل رابسا ولويل شوارتز وبيتر سكيل، فقد انطلقت من فرضية أساسية مفادها أن الصراع مع العالم الإسلامي هو بالأساس "صراع أفكار" وأن التحدي الرئيسي الذي يواجه الغرب يكمن فيما إذا كان العالم الإسلامي سوف يقف في مواجهة المد الجهادي الأصولي، أم أنه سيقع ضحية للعنف وعدم التسامح.

وقد قامت هذه الفرضية علي عاملين أساسيين أولهما أنه علي الرغم من ضآلة حجم الإسلاميين الراديكاليين في العالم الإسلامي، إلا أنهم الأكثر نفوذاً وتأثيراً ووصولا لكل بقعة يسكنها الإسلام سواء في أوروبا أو أمريكا الشمالية. وثانيهما ضعف التيارات الإسلامية المعتدلة والليبرالية والتي لا يوجد لديها شبكات واسعة حول العالم كتلك التي يملكها الأصوليون
ومن المعروف أن عمرو خالد على صلة قوية بالعديد من الشخصيات العربية الهامة منهم الكثير في دوائر صنع القرار وخارجها، ولا يتطرق عمرو خالد في أحاديثه إلى القضايا السياسية العربية الهامة مثل الصراع العربي الإسرائيلي ولا احتلال العراق ولا الوضع المتدهور في الصومال، ناهيك عن أزمة دارفور. ويفضل الداعية المصري التركيز على الوسطية والاعتدال ونشر رسائل المحبة والتسامح، والمناداة بمحاورة الآخرين بالعقل والحجة. وتتمحور رسالة الداعية عمرو خالد في ضرورة تمسك المسلمين بدينهم وثقافتهم الإسلامية دون تعارض مع روح العصر والتطور الحادث في جميع مجالات الحياة.
وكان الداعية المصري قد ذكر في رده على مقالة للكاتب المصري أحمد المسلماني نشرتها صحيفة المصري اليوم في عدد 23 يناير الماضي: "نحن كمسلمين نعاني معاناة شديدة من أن وسائل الإعلام الغربية تعرض الإسلام بشكل مشوه، كما أنها تقدم أناساً سيئين، باعتبارهم صورة الإسلام والمسلمين. وعلي ذلك، وحرصاً علي صورة ديننا وصورة المسلمين، يتوجب علينا إحلال الصواب محل الخطأ، ولو أعطيت لنا الفرصة لذلك «أي لتوضيح صورة الإسلام» لكانت فرصة عظيمة.. لا ينبغي أن نتردد فيها، ذلك أن هذا الأمر هو هدف الإسلام ورسالة المسلمين."

عن معهد بروكينجز
معهد بروكينجز مؤسسة غير ربحية تعمل لتزويد صانعي القرار الأمريكي بتوصيات عن أهم القضايا والشؤون التي تشغل المجتمع السياسي الأمريكي في مختلف المجالات، بما في ذلك شئون السياسة الخارجية والطاقة والبيئة والاقتصاد، قضايا الشرق الأوسط. ويعمل المعهد لتحقيق ذلك الهدف من خلال البرامج البحثية والندوات والمطبوعات التي يصدرها المعهد، علاوة على مساهمة باحثي المعهد في النقاش السياسي بواشنطن من خلال الظهور في البرامج التليفزيونية، إضافة إلى إبداء أرائهم من خلال صفحات كبرى الجرائد الأمريكية. ويعد مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط من أبرز أقسام البرنامج التي تتعامل مع شئون العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، ويرأسه مارتن إنديك الذي عمل في إدارة الرئيس بيل كلينتون لمباحثات سلام الشرق الأوسط، وعمل أيضا سفيرا بإسرائيل ومساعدا لوزيرة الخارجية ما بين 1997 و 2000.

• مشروع بروكينجز للسياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي
لمركز سابان مشروعات عديدة تهدف لتحسين استيعاب الولايات المتحدة، سواء الرأي العام أم صناع القرار، لطبيعة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي في إطار الارتباطات السياسية والإستراتيجية للحكومة الأمريكية بالمنطقة. فمثلا هناك مشروع بروكينجز للسياسة الأمريكية تجاه العالم الإسلامي الذي يرأسه ستيفن جراند. ويهدف المشروع على حد تعبير المعهد لـ"إيجاد إجابات للأسئلة والاستفهامات العديدة التي أشارت إليها أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وخصوصا مسألة التنسيق بين هدفين أساسيين هما:
1. الحاجة للحد من التطرف الإسلامي المولد للإرهاب.
2. ضرورة بناء علاقة إيجابية بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
ومن أبرز عناصر المشروع المؤتمر السنوي الذي ينظمه المعهد بدعم مباشر من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة الثاني. وتجري وقائع المؤتمر بالعاصمة القطرية الدوحة، وتجذب زعماء من مختلف القطاعات (السياسي، الإعلامي، الاقتصادي، الأكاديمي) المؤثرة بالولايات المتحدة والعالم العربي.

سـمـاح
06-05-2007, 05:22 PM
قرات المقال ولم اجد فيه ما يدعو الى ادانة عمرو خالد او التحذير من خطره على الاسلاماتمنى لو يشرح لنا الاخ مقاوم وجهة نظره بشكل اوضح لكي تعم الفائدة
وجزاكم الله خيرا

مقاوم
06-05-2007, 05:31 PM
أختي الفاضلة
أستميحك عذرا عن عدم تمكني من إطالة الشرح في الموضوع وأرجو أن تراجعي المواضيع القديمة المنشورة في المنتدى حول عمرو خالد في فترة الرسوم الدانمركية المسيئة.

سـمـاح
06-05-2007, 05:40 PM
معذور اخي
سوف اراجع المواضيع القديمة
وشكرا على التنبيه