تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التوطين: حلم أم كابوس!؟



ابو شجاع
06-04-2007, 01:11 PM
التوطين: حلم أم كابوس!؟


الحمد لله الذي بصّرنا بالعروة الوثقى التي نسترشد بها في إدراك ما نأتي أو ما ندع من الأعمال، معرضين عن سلالات أبي لهب وأبي جهل، والصلاة والسلام على مؤسس دولة الإسلام، محطّم جبروت الأصنام، أبي القاسم محمّد، وعلى آله وأصحابه، فرسان ميادين العزّة، الذين بسطوا ألوية الفتح في الكون، حتّى لا تعلو كلمة فوق كلمة الله، وانخلعوا من رابطة الأرض والدم، داخلين في رحاب الرابطة المثلى: أخوّةٍ في الله، لا تفكّ أواصرَها مَسافاتٌ أو سنوات.
وبعد...أيها السادة الحضور



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ها نحن نلتقي، في جمْعٍ من الذين تشغلهم شؤون الأمة وشجونها، نتدارس قضية فلسطين، حاضنةِ المسجد الأقصى، في أحد ملفّاتها الحسّاسة، ملفّ التوطين. فجزى الله خيراً الإخوة الذين عملوا على أن يكون هذا اللقاء، وأسال الله أن يعمّهم الخير والأجر، وأن يرفع مراتبهم في جنّة الخلد.
وقبل أن ألج في موضوعنا، لا بدّ من توجيه خالص التحيّة إلى إخوتنا المجاهدين في المسجد الأقصى، وما حوله، وإلى سائر مجاهدي الأمة، في العراق وأفغانستان وكشمير والشيشان. إنّ الثقافة التي تعمل دوائر الغرب على زرعها في الأمة، ثقافة انهزام، ثقافةُ حرص على الحياة، ولو كانت مغموسة بالهوان، ثقافةُ استجداء الحلول الترقيعية، ثقافة المساكنة المحرَّمة بين المضطهَد والمضطهِد، ثقافةُ الاستجابة لضغط الواقع، أياً كان هذا الواقع. ولا ريب أنّ الذين أُشربوا عقيدة الإسلام بمفاهيم السلطان والجهاد، سيحطّمون هذه المعادلة، الأمر الذي يدركه الغرب، فيسعى إلى استباق المعركة الفاصلة بين الإسلام والكفر، بحرب دعائية وقائية، ولكن سيُدرِك الموتُ، بإذن اللهِ، حضارةَ الغرب الاستعمارية، وإفرازاتِها النتنةَ، ولو كانتْ في بروجٍ مشيّدة!

والحديث عن التوطين، لا بد فيه من توطئة صغيرة عن مفهوم الوطن، في شريعتنا الغرّاء:
إنّ الوطن لا ينبغي به أن يغيّر انتماءً، ولا أن يحدّد سلوكاً، ولا أن يمليَ وجهة نظر، فليس في بقعة الأرض التي يسكنها الإنسان أو الشعب، قدرة على إملاء واجب إضافي، أو سلب حقّ سابق. إنّ القيم في عرف الإسلام تنبثق عن ثوابت، جعلها القرآن عامّة في كلّ زمان ومكان، لأنّ رسالة الإسلام جُعِلت للناسّ كافّة، لا ينسخها قرْن بعد قرْن، ولا جواز سفر، ولا أحد من أفراد أسرة سايكس بيكو،!


إن التعصّب للأوطان مَقيت، حذّر الإسلام منه، في سياقات عديدة، قد أكتفي منها بأنّ نبيّنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، أقرّ بأنّ مكّة أحبّ الأمكنة إلى قلبه، لأنها أحبّ البلاد إلى الله، لا لأنها وطن عبد الله بن عبد المطّلب، أو آمنة بنت وهب، وهذا الأمر منه يتطلب بأن تكون مكّة أحبّ البقاع إلى قلوبنا جميعاً. ثمّ إن محمداً صلى الله عليه وسلم، ترك مكّة، واختار المدينة المنوّرة عاصمة لدولتها، فحملت اسمه حياً، وضمّت جسده الشريف ميّتاً، فطاب الضامّ والمضموم.

أيها السادة الحضور

سأوجز في سرد مسألة التوطين عبر أطرها المطروحة، لأردف ذلك بكلام يشرح ما أرى أنه الموقف الشرعي في المسألة.
إنّ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر بتاريخ 11 كانون أول 1948، أعطى «اللاجئين» ثلاثة خيارات رئيسية لتوطينهم، وهذه الخيارات تتضمن البنود التالية:

1- العودة إلى الديار التي هجروا منها.

2- البقاء في الدول المضيفة التي يعيشون فيها.

3- المطالبة بإعادة توطينهم في بلد ثالث.

واللافت للنظر أنه لا وجود لحقّ في التوطين من بين الحلول الثلاثة المطروحة أمام اللاجئين. فالكلام يدلّ على أنّ العودة فقط هي الحق الوحيد بموجب القانون الدولي، وأن اللاجئين الذين يختارون التوطين لا يزال بإمكانهم ممارسة حقهم في العودة، ولو حصلوا على المواطنة في أي دولة أخرى، ويبقى التوطين مجرّد أمر غير مضمون، وإنما يحقّ للفلسطينيّ أن يُطالب به، وفرْق بين حقّ المطالبة به، وحقّ الحصول عليه!

ولا يدخل في إطار التوطين العودة إلى أراضي 1948، بل إلى ما يسمّى حالياً بمناطق السلطة الفلسطينية، لأنَّ معظم النازحين من داخل الخط الأخضر، ولن يسمح كيان يهود لهم يعودوا إلى ديارهم التي أُخرِجوا منها!

لقد رفض هذا الكيان بكل شدة، إعادة التوطين في القرى الفلسطينية المهجرة، تحت حجج الأمن والاستيطان الصهيوني. ونقرأ ذلك فيما كتبه «اليشاع سولتس» حاكم الناصرة في وثيقة سرية بعنوان «ترحيل السكان العرب»، ففيها يقول حول قضاء بيسان وقراه: «هذه القرى تقع في منطقة خالية من السكان العرب الآن، وداخل مناطق استيطان يهودية مكتظة، لا مجال لإسكان أو إعادة لاجئين أو سكان لهذه القرى، لئلا نعيق تطور الاستيطان في منطقة يهودية صرفة، وعلى تخوم حدود الدولة.»

وجاء في السيرة الذاتية لشارون: «إنني أعتقد أنه حان الوقت لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وإنني مستعد للقيام بذلك ... كان أساس خطتي (مطلع السبعينات) هو التخلص من مخيمات اللاجئين الفلسطينيين كلياً.... وسيكون من مصلحتنا إلى حد كبير أن نقضي عليها نهائياً وإلى الأبد، وفي رأيي أن مثل هذا الأمر ممكن.»

ومن أبرز مشاريع كيان يهود، توطين عشرات الآلاف من اللاجئين. وقد شملت المشاريع الجديدة أحياء في الشيخ رضوان بالقرب من مخيم الشاطئ، ومشروع "حي الأمل" بجانب مخيم خانيونس، ومشروعي "البرازيل" و"تل السلطان" بجانب مخيم رفح، ومشروع النزلة بالقرب من مخيم البريج.

وثمّة نماذج أخرى للتوطين في الخارج:

إذ شهد عقد الخمسينات، مشروعين إسرائيليين حكوميين لتوطين الفلسطينيين، الأول يسمى "عملية يوحنان" (1950-1953)، والثاني يسمى "العملية الليبية" (1953-1958). وقد هدف مشروع "عملية يوحنان" إلى ترحيل الفلسطينيين من الجليل إلى الأرجنتين. حيث كتب يوسف فايتس، في حزيران 1951 إلى يعكوف تسور، سفير إسرائيل في الأرجنتين: إن الغرض الأساسي لهذا الأمر (عملية يوحنان) هو ترحيل السكان العرب من إسرائيل، وقد انتهت فكرة يوحنان بعد أن أبدي الفلسطينيون عدم رغبة في الرحيل، حيث أثبت الترحيل الإرادي فشله. والعملية الثانية: أعدها يوسف فايتس أيضاً، وتهدف إلى توطين الفلسطينيين في كيان يهود، واللاجئين خارجها، على الأراضي الليبية، حيث اعتمد في ذلك على قضية الجذب الاقتصادي والترحيل الإرادي، ومن أجل ذلك قامت السلطات الإسرائيلية بالاتصال بمستعمرين إيطاليين في ليبيا لشراء الأراضي التي كان من المفروض أن تمنح إلى العرب واللاجئين. إلا أن الخطة قد كُشِفتْ، ما أدى إلى فشلها.

ومن المشاريع التي نكتفي بذكرها دون تفصيل بنودها: مشروع "ماك جي" 1949- مشروع (كلاب) 1949- مشروع تامير- مشروع (سيناء) 1953- مشروع ييغال ألون- مشروع أبا ايبان- مشروع أرئيل شارون...

وفي العام 1950، قامت لجنة التوفيق الدولية(UNCCP) بمجموعة من التدخلات لدى الدول العربية، لضمان الحصول على مساحات أراضٍ يستقر عليها «اللاجئون» الفلسطينيون الذين اختاروا عدم العودة. وافقت حكومتا الأردن وسوريا على إعادة توطينهم، شرط أن يكون قد توفر لهم خيار العودة إلى مواطنهم الموجودة الآن داخل كيان يهود، أما الحكومة المصرية فقد قالت للجنة التوفيق إنه سيكون من الصعب توطين اللاجئين في مصر، لاعتبارات الكثافة السكانية ونقص الأراضي الصالحة للزراعة.

وقد عبر السكرتير العام للأمم المتحدة سنة 1959 في أعقاب انهيار الجهود الدولية لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين عبر برامج الأونروا بقوله: «لن يكون أي اندماج مرضياً أو حتى ممكناً، إذا ما تم عن طريق إجبار الناس على الوجود في أوضاع جديدة بخلاف إرادتهم.»

أمّا توطين الفلسطينيين في العراق، ففكرة ليست وليدة اليوم وإنما هي قديمة جداً سبقت قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين. فمنذ العام 1911 اقترح الداعية الروسي الصهيوني "جوشواه بو خميل"، مشروع ترحيل عرب فلسطين إلى شمال سوريا والعراق، وكان ذلك أمام لجنة فلسطين التابعة للمؤتمر الصهيوني العاشر المنعقد في (بازل)، وقد تحول هذا الأمر إلى مطلب لقادة الحركة الصهيونية من الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا أثناء انعقاد مؤتمر الصلح في باريس عام 1919 . فقد كان متوقعاً في مدى عشرين عاماً أن يوافق العراق على استيعاب نحو مليون لاجئ.

ابو شجاع
06-04-2007, 01:16 PM
ماذا بشأن التوطين في لبنان؟

عقدت الحكومة اللبنانية عام 1969 اتفاقا مع منظمة التحرير الفلسطينية سمي "باتفاق القاهرة" أقرت الأولى بمقتضاه بالحقوق الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، إلا أنها ألغت هذا الاتفاق فعلياً، عام 1982 عقب رحيل المنظمة من الأراضي اللبنانية، وفي عام 1987 ألغى المجلس النيابي اللبناني هذا الاتفاق رسمياً ومن طرف واحد.

ثمّ تحت عنوان "رفض التوطين" وتأييد "حق العودة" وفق القرار رقم 194، صدرت قوانين تنظم في ظاهرها شأناً داخلياًَ لبنانياً، لكنها قصدت في واقعها التعامل مع حالة اللاجئين الفلسطينيين بما لا يسمح لهم بالاندماج في مجتمعهم الجديد، ولو في إطار إنساني بحت. ومن أشهر تلك القوانين قانونا العمل والتملك.

ففي عام 1995 أدخلت على القانون اللبناني المنظم لعمل الأجانب والصادر عام 1964، تعديلات وأحكام تضمنت تضييقات إزاء الأجانب بهدف حماية مصالح السكان اللبنانيين. هذه الأحكام شملت أكثر من 70 مهنة لا يحق لغير المواطنين اللبنانيين ممارستها، كما تعين على الأجانب الحصول على رخصة عمل من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لممارسة أي مهنة.

لم تستثن هذه الأحكام الوضع الخاص للاجئين الفلسطينيين الذين ليس لهم في واقع الأمر دولة، يمكن في إطارها تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، فوجد اللاجئون الفلسطينيون أنفسهم بعد أكثر من 50 عاما من الاغتراب مضطرين إلى التنافس في سوق العمل المكدس بالعديد من المغتربين، الذين لا يحتاجون إلى ترخيص مسبق وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل المطبق مع بلدانهم في هذا المجال.
ويكفي أن نعطي مثالاً واحداً يبين حجم المشكلة التي يعانيها الفلسطينيون في سوق العمل، فمنذ عام 1992 وحتى عام 2000 لم يزد عدد التراخيص الممنوحة لهم عن 500 ترخيص من أصل 50 ألف ترخيص ممنوح للأجانب في نفس الفترة.

وقد أفادت إحصاءات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا) أن 60% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعيشون تحت عتبة الفقر، وأن 36% منهم لا يتمكنون من الحصول على أي مورد رزق.
وفي مجال التملّك، صادق مجلس النواب اللبناني على تعديلات أدخلت على قانون الملكية العقارية، في 21 مارس/ آذار 2000. وجاء في نص المادة 296 منه أنه «لا يجوز تملك أي حق عيني من أي نوع كان لأي شخص لا يحمل جنسية صادرة عن دولة معترف بها، أو لأي شخص إذا كان التملك يتعارض مع أحكام الدستور لجهة رفض التوطين.»

وبموجب هذا القانون حُرِمَ الفلسطينيون التملك في لبنان، ومن تملك منهم فإنه يحرم على ورثته انتقال الملكية إليهم بعد وفاته، كما ترتب عليه كذلك منع الفلسطينيين من البناء في المخيمات، أو حتى إعادة بناء المتهدم منها مثل مخيمات جسر الباشا وتل الزعتر والنبطية.
ويخشى المسيحيون إذا تم توطين وتجنيس نحو 400 ألف لاجئ فلسطيني أغلبهم من المسلمين السنة، أن يشكلوا أقلية تدفع الأغلبية المسلمة إلى تغيير النظام لصالح ديمقراطية عددية. وفي هذا الإطار ذكرت د.ريما فرح، الأمينة العامة لحزب الوعد، تحت عنوان «قبل أن يصبح المسيحيون وراء المحيطات» أنّ توطين الفلسطينيين في لبنان، «القضية التي قاتل لمنعها المسيحيون منذ العام 1975 وسقط لهم بسببها وما تلاها أكثر من مئة ألف قتيل، وهُجِّر حوالي 300 ألف، وهاجر إلى الخارج عدد مماثل، ودمرت معظم بلداتهم....»

ويقول رياض قهوجي (مؤسس معهد التحليل العسكري للشرق الأدنى والخليج ومركزه في دبي، وهو أيضاً مدير مكتب الشرق الأوسط لـ"أخبار الدفاع"): «ويرى معظم السياسيين اللبنانيين ... أن أفضل حلّ لهذه المشكلة يتمثّل في نقل هؤلاء اللاجئين إلى أيّ مكان خارج لبنان. ويريد معظم المسيحيين اللبنانيين، خاصةً الموارنة، أن يحدث ذلك الآن، في حين يرى كثير من المسلمين ....أنَّ ذلك ينبغي أن يكون مرتبطاً بالاستقرار الشامل في منطقة الشرق الأوسط. وبذلك تبقى القضية الفلسطينية عنصر انقسام بين اللبنانيين على الرغم من كلّ ما جرى. ولقد ربطت الحكومة اللبنانية [آنذاك]....قضية السلاح الفلسطيني بمصير سلاح حزب الله، الذي رُبط أيضاً بعملية السلام. وبهذا بات اللاجئون الفلسطينيون بيادق في التدابير السياسية اللبنانية والإقليمية المعقّدة، دون أن يكون هنالك نهاية واضحة لمعاناتهم.»

في انطلاقنا من ثنائية مكّة والمدينة، نرى أنّها أوجدت في مستهلّ الدعوة الإسلامية مهاجرين وأنصاراً، كما نعلم. وكان عام النكبة، نكبة فلسطين، قد أوجد مهاجرين من فلسطين إلى لبنان، ولذلك سنقف سريعاً عند بعض الأمور التي يمليها واجب التأسّي بالأنصار، في حقّ الأخوّة مع المهاجرين، وهي ثوابت يعرفها كلّ من قرأ السيرة النبوية.

لا بدّ إذاً من السؤال عن الحقوق الرعوية التي ينبغي أن ينالها الفلسطيني، منذ خمسين سنة، في لبنان، فهو بلد من بلاد الإسلام، التي ينتمي إليها كلّها سواء بسواء، وهذا يقتضي إلغاء الفوارق المفتعلة، في العمل والتملّك والحياة الاجتماعية، والكفّ عن الفصل في المساكن الجماعية، بين اللبنانيين والفلسطينيين، وإزالة «بِدْعة المخيّمات»، التي تجعل الفلسطينيين كأبناء «جالية» في بلد من بلاد الاغتراب، أو كطائفة من الأقلّيات في بلد عنصري!

وفي تقصٍ للفخّ الذي أراده الطبّاخ الدولي في كيانات المخيمات، نجد ما يلي:

1. هذه المخيمات توحي بأن المسلمين ليسوا أمة واحدة في هذا البلد.
2. هذه المخيمات تسهل الظلم في الرعاية، لأن الفلسطيني خارجها «ينعم» رغم أنوف أصحاب القرار، ببعض ما ينعم به اللبناني، ولذلك وجب الحرص على سجنه فيها.
3. هذه المخيمات تشجع على القبول بأي مبادرة تسوية، إذ يراها الفلسطيني أقلّ سوءاً من واقعه المزري الحالي!
4. هذه المخيمات تعزل الفلسطيني عن اللبناني، وإن جزئياً، وتحدّ من قدرته على خطابه، لإقناعه بقضيته، والتواصل معه في مهمات الجهاد.
5. هذه المخيمات تضع ساكنيها في ظروف معيشية صعبة، قد تدفع بعضهم إلى التورّط في انحرافات، تحمّل تبعاتها المخيّمات بأسرها، لتصبح جزراً أمنية، أو بؤر إرهاب!
6. هذه المخيمات تسهّل وضع الفلسطينيين تحت الرقابة، لتحصى عليهم خطواتهم، وأنفاسهم، ويُدرَكَ ما قد يدبّرونه في مجال العمل لاسترداد أرض الإسلام فلسطين، وتسهّل بالتالي ضربهم، عند الحاجة!

فحرمان الفلسطيني أن يتوطّن في بلده لبنان، يوازي حرمان اللبناني أن يتوطّن في لبنان. هذا الأمر من وجهة النظر الشرعية، وهو الأصل في الموقف الشرعي، إذ لا نعبأ بالحدود المصطنعة بين أقطار العالم الإسلامي.

لكن إلام يهدف التوطين، في منظومة الحلول التي يروّج لها بعض الأوساط في لبنان؟

لعلّ الهدف الأول إلغاء حقّ العودة. ونحن هنا نفرّق بين عودة الفلسطينيين إلى فلسطين، وعودة فلسطين إلى كلّ المسلمين، إن العودة حقّ لا واجب، وإنّ الإعادة واجب لا مجرّد حق، وحياة المسلم يحكمها الواجب قبل أيّ أمر آخر. قد تتنازل عن حقّك، إلاّ أن التنازل عن الواجب إهدار لحقّ الله عليك، ولحقّ الأمة. نعم، لكلّ إنسان أن يتنازل عن حقّه في العودة إلى فلسطين، وأيُّ بلد من بلاد المسلمين دارُه، لكنّ التنازل بثمن سياسي يعني التنازل عن واجب التحرير.

ولعل من الأهداف إحداث بلبلة ديموغرافية، لإفقاد لبنان مثلاً، صيغة التوازن الطائفي أو المذهبي، حتّى يكون التوطين معبراً للحرب الأهلية الجديدة. وهنا نقول إننا ندرك أن مواضعات الجغرافيا، التي أبدعتها أنامل سايكس وبيكو، لا تلزمنا، فهي بريئة من القداسة، ممعنة في جرّ البلاد إلى الخراب، ومع ذلك لا بدّ من التنبّه لأصابع الفتنة، والحرص على نزع فتائل التفجير، في أسلوب الخطاب، إذ ثمّة من بدأ يروّج للفدرالية من جديد، في صفوف الأقلّيات، ويستثمر أيّ حديث عن التوطين، للمطالبة بمشروع بديل يعوّض عن الاختلال في الخريطة المذهبية.

ولعلّ من الأهداف أن يُجمَع السلاح من أيدي الفلسطينيين، تحت ذريعة أنهم بالتوطين نالوا بديلاً عن حقّهم في فلسطين، فلا لزوم للكفاح المسلّح بعد اليوم!
سئل ساجي سلامة، المدير العام لدائرة اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية: «هل تتوقّع في المستقبل القريب نوعاً من الصفقة تمنح الحكومة اللبنانية الفلسطينيين على أساسها الحقوق المدنية وتنزع أسلحة الجماعات في المخيمات؟»، فقال: «أجل...».

ولنا هنا أن نذكّر بالحكم الشرعي في وجوب التأهّب الدائم في صفوف الأمة، ولا سيما في مضمار لوازم الجهاد، ونحن على ثغور أعداء الله والأمة. ولكن لا بدّ أيضاً أن تكون حلقات مركّزة لنقاش سبل حماية السلاح في أيدي المسلمين، من توظيفه لصالح قوى إقليمية أو دولية، ولا نقول ذلك لأننا من أنصار انغلاق كلّ قطر على ذاته، بل لأنّ القوى الإقليمية التي نعني، ليست مؤهّلة لقيادة الأمة في مجال الحياة السياسية، وليست صادقة في مقولات الممانعة والتحرير. والأمر الآخر الذي ينبغي أن يكون محور حلقات مركّزة، هو النقاش في سبل إخراج مهمة السلاح في أيادي أبناء الأمة، من السيطرة على شارع ما في هذا المخيم، أو ذاك، في مواجهة فصيل آخر!

نحن إذاً نرفض أن يكون التوطين في سياقاته السياسية الحالية، حلاً لأزمة فلسطين، للأسباب التالية:

1. أنّ في هذا «الحلّ» تقزيماً للقضية، من قضية أمة إلى قضية شعب، ومن قضية أساسها العقيدة إلى قضية أساسها الأرض. ليس المطلوب البحث عن حلّ في إطار الوطنيات، بل الخروج منها، ونسف معادلتها وصولاً إلى مشروع يجمع الأمة.
2. أنّ رعاة هذا «الحلّ» ليسوا من أبناء جلدتنا، وهم جلاّدونا. وقد أثبتت عقود تليها عقود، أن الدسم الذي يرمونه إلينا، سمّ يكفي لإبادة حسّ الأمة الجهادي.
3. أنّ هذا «الحلّ» يقتضي الاعتراف بكيان يهود، والتنازل عن أراضٍ خراجية، واقعها الشرعي معروف، ومثبت في كتب الفقه، التي لا تنسخها مقرّرات الأندية الدولية.
4. أنّ الحلّ الإسلامي في وادٍ آخر. قال تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ).
أيها السادة الحضور:
قال الشاعر محمود درويش:

كلُّ قلوبِ النّاسِ جنسيّتي فلْترْفعوا عنّي جوازَ السّفَرْ

ونحْن نقول: ارفعوا البطاقات الزرقاء عنّي، وأبعدوا الأرزة عن رأسي، ولا تأسروني في جنسيات الكيانات الخانقة. أنا من أمة الإسلام، أفقي أفيح، وعالمي شاسع، ومطلبي أبعد من هُويّة مزوّرة، أستجديها، فهويّتي قرآنية ناصعة، أجوب بها، عند قيام الخلافة الإسلامية، كلّ البلاد الإسلامية، دون وقفات الإهانة في المعابر الحدودية، وأجوب بها جنّة الخلْد، إن شاء الله.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ندوة في صور بمناسبة ذكرى النكبة
د.أيمن أحمد رؤوف القادري

http://www.alokab.com/politicals/details.php?id=935_0_8_0_C (http://www.alokab.com/politicals/details.php?id=935_0_8_0_C)

من هناك
06-04-2007, 03:23 PM
ونحْن نقول: ارفعوا البطاقات الزرقاء عنّي، وأبعدوا الأرزة عن رأسي، ولا تأسروني في جنسيات الكيانات الخانقة. أنا من أمة الإسلام، أفقي أفيح، وعالمي شاسع، ومطلبي أبعد من هُويّة مزوّرة، أستجديها، فهويّتي قرآنية ناصعة، أجوب بها، عند قيام الخلافة الإسلامية، كلّ البلاد الإسلامية، دون وقفات الإهانة في المعابر الحدودية، وأجوب بها جنّة الخلْد، إن شاء الله.

lady hla
06-04-2007, 04:33 PM
...... السلام عليكم .......



... من ذا الطفل الضائع بأروقة خيمَتي ؟.. الذي إجتاحني في عصر التَمرد ! وطلب اللجوء والخيمة .. في وطن اللاوطن .. واللأوراق .. اللاهوية .. اللاجنسية .. وقد ضاعَت أوراق ثبوته .. حين عادَ بفكرهِ بأن القومية العربية .. مُتعَفنه .. ولا زالت تأكل فكر أمته .. ولن يتحرروا من قيّدها إلا إذا عادوا .. لإسلامٍ يَجمعنا بوحدةٍ لا تتجزء ... ولا تنقطع !!!!


سلامي اليك
lady hla
القدس

ابو شجاع
06-05-2007, 01:42 PM
ونحْن نقول: ارفعوا البطاقات الزرقاء عنّي، وأبعدوا الأرزة عن رأسي، ولا تأسروني في جنسيات الكيانات الخانقة. أنا من أمة الإسلام، أفقي أفيح، وعالمي شاسع، ومطلبي أبعد من هُويّة مزوّرة، أستجديها، فهويّتي قرآنية ناصعة، أجوب بها، عند قيام الخلافة الإسلامية، كلّ البلاد الإسلامية، دون وقفات الإهانة في المعابر الحدودية، وأجوب بها جنّة الخلْد، إن شاء الله.




... من ذا الطفل الضائع بأروقة خيمَتي ؟.. الذي إجتاحني في عصر التَمرد ! وطلب اللجوء والخيمة .. في وطن اللاوطن .. واللأوراق .. اللاهوية .. اللاجنسية .. وقد ضاعَت أوراق ثبوته .. حين عادَ بفكرهِ بأن القومية العربية .. مُتعَفنه .. ولا زالت تأكل فكر أمته .. ولن يتحرروا من قيّدها إلا إذا عادوا .. لإسلامٍ يَجمعنا بوحدةٍ لا تتجزء ... ولا تنقطع !!!!


بلال وحلا بوركتما على المرور

نور1
06-05-2007, 01:56 PM
اذا اخذنا مسألة التوطين في لبنان قد نجدها كابوس بالنسبة للبنانيين الفئويين و الطائفيين و الذين هم يبغضون اهل السنة و الجماعة و يعتبرون تكاثرهم هو خطر عليهم ! و في قائمة هؤلاء طبعا" الشيعة و الذين يخشون التوطين اكثر من بقاء دولة اسرائيل !!!
و أيضا" نجد التوطين خطر يخاف منه قسم كبير من المسيحيين , نظرا" للتغيير الديمغرافي الذي يحدثه هذا التوطين من تغيير الوجهة الدينية و السياسية الكاملة للبنان.

lady hla
06-05-2007, 02:11 PM
...... السلام عليكم .......



... الله يبارك فيك ......!.....


سلامي اليك
lady hla
القدس

ابو شجاع
06-05-2007, 02:40 PM
اذا اخذنا مسألة التوطين في لبنان قد نجدها كابوس بالنسبة للبنانيين الفئويين و الطائفيين و الذين هم يبغضون اهل السنة و الجماعة و يعتبرون تكاثرهم هو خطر عليهم ! و في قائمة هؤلاء طبعا" الشيعة و الذين يخشون التوطين اكثر من بقاء دولة اسرائيل !!!

المصيبة اختي نور هي في بعض ابناء السنة " والسنة منهم براء " الذين قتلتهم الرابطة الوطنية المنتنة ونسيوا ان الرابطة بين المسلمين هي العقيدة


و أيضا" نجد التوطين خطر يخاف منه قسم كبير من المسيحيين , نظرا" للتغيير الديمغرافي الذي يحدثه هذا التوطين من تغيير الوجهة الدينية و السياسية الكاملة للبنان.

اختي الكريمة لبنان مثله مثل أي بقعة في الشام ارض خراجية فتحت بدماء المسلمين وعلى جثث اصحاب رسول الله وانا كمسلم لا اهتم قبل النصارى ام لم يقبلوا

فالفلسطينيون لهم في لبنان اكثر من نصارى لبنان انفسهم

اما اهل الذمة من النصارى فلسنا نكترث برأيهم وعندما تقوم دولة الخلافة قريبا بأذن الله ستعطي كل ذي حق حقه مسلما كان او ذميا ما دامت تابعيته ستكون لدولة الخلافة وهو يدفع الجزية

واللي مش عاجبه يروح يشتكي لبابا او ماما الفاتيكان