تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد الأسد؟



admin
06-03-2007, 04:01 PM
تمر بعد اسبوع ذكرى الاسد الأب وقد احببت ان انقل لكم مقالاً قرأته بعد موت الأسد بفترة قصيرة.





ماذا بعد الأسد؟
أحببته أم كنت من الذين يبغضونه فهذا شأنك وحدك، غير أنك لا تملك إلا أن تعترف بأن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان لاعبا رئيسيا في المنطقة العربية، وبغيابه تُطوى مرحلة وتفتح أخرى، ولعلّ رئيس الوزراء الاسرائيلي كان يعني الكثير عندما قال بأن وفاة الرئيس الأسد تشكل بداية حقبة جديدة.

من أهم ملامح سياسة الأسد خلال فترة حكمه التي امتدّت زهاء ثلاثة عقود أن شعاراته كانت على النقيض تماما من سياساته. وصل الحكم على رأس أحد أجنحة حزب البعث ليحارب الاقطاع والاقطاعيين ثم مات وقد أصبح هو وأبناؤه وعشيرته من المتقدمين في قوائم أثرياء العالم. كان الدستور واحدا من أهم إنجازات حكمه الطويل، رفض تعديله رغم المظاهرات العارمة في بعض المدن السورية مطلع السبعينات ثم داس الدستور حتى يعيّن ابنه خلفا له مناقضا مرة أخرى مثله في الاشتراكية وقيم الجمهورية في الحكم.

رفع شعار القومية العربية والأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، ثم تحالف تحالفا استراتيجيا مع إيران الدولة الاسلامية ضد العراق البعثي واستخدم ذلك التحالف لابتزاز دول الخليج العربي.

حارب الامبريالية أكثر من عشرين عاما في أدبياته وخطاباته ثم انتهى محاربا تحت لواءها في حرب الخليج الثانية ضد العراق.

أعلن الأحكام العرفية وحالة الطوارئ لمواجهة العدو الاسرائيلي واعتبر دائما أن معركته مع إسرائيل معركة وجود لا حدود، وحشد البلاد أعلاما وتطبيلا لمواجهة الخطر الاسرائيلي. شهّر وخوّن من عقد وأقام اتفاقية سلام مع إسرائيل. وأنفق جزءا كبيرا من الدخل القومي لبناء جيش يفترض أنه قوي، ثم انتهى به المطاف الى شعار السلام الاستراتيجي والى الاستجداء والفرح بوعد ووديعة رابين، وأصبحت معركته الوجودية مع إسرائيل تفاوض واختلاف على الحدود الدولية.

تميّزت فترة رئاسة الأسد بخصومات متعددة مع غالبية دول الجوار وكان شغله الشاغل يدور حول محورين، تثبيت زعامته داخليا مهما كان الثمن، وتقوية طائفته وإسناد مفاصل الدولة والجيش والأمن لأبنائها، والمحور الثاني طموحه نحو زعامة عربية بالرضا أو بالاكراه.

في نهاية السبعينات أعلن العراق الذي كان على وشك الدخول في وحدة إندماجية مع سورية وقتها عن كشف محاولة إنقلابية تقودها دمشق. بعدها بسنوات معدودة أعلن الأردن عن إعتقال مجموعة إرهابية سورية خططت لاغتيال رئيس الوزراء مضر بدران.

دخل لبنان منتصف السبعينات بجيشه لمناصرة القوى اليمينية في مواجهة التيار اليساري والمنظمات الفلسطينية، ثم انقلب على القوى المينية ودخل معها معارك عديدة.

أرسل مجموعات إرهابية وفرق اغتيال الى أكثر من دولة خليجية وعربية وأوروبية لاغتيال معارضيه وتصفيتهم في الثمانينات.

ما هي ردود الفعل العربية على رحيل الأسد بغض النظر عن العبارات الرسمية والمجاملات البروتوكوليّه؟


مصر التي وصف رئيسها الرئيس الراحل بأنه رفيق الدرب رغم أن الحملات الاعلامية الشرسة كانت عنوانا لسنوات طويلة من المنافسة والتصارع بينهما، تراقب تجربة انتقال السلطة عن كثب للإستفادة منها مستقبلا مع الصاعد في عالم السياسة علاء حسني مبارك، كما أن مبارك ينتظر أن يلعب دورا أكبر في قضايا السلام وزعامة المنطقة بعد رحيل الأسد.
الأردن الذي تهدّد نظامه أكثر من مرة من النظام السوري يريد لسورية أن تدخل الى حلبة السلام وأن يحكمها نظام ضعيف لا يشكّل له تهديدا في المستقبل.
عرفات المحدود الخيارات والذي تميّزت علاقاته بالرئيس الراحل بالخصومة الشخصية الشديدة يريد أن يفتح بوابة الشام حتى لا يكون أسير الخيارات الأردنية والمصرية.
الولايات المتحدة والتي دعمت بشّار بقوة يسرّها أن يكون الحاكم الجديد ضعيفا عديم الخبرة يحتاج الى دعم خارجي لمواجهة تهديد داخلي محتمل حتى يتم تسريع السلام وتشكيل شرق أوسط جديد تكون الزعامة المطلقة فيه لإسرائيل.
تركيا التي كادت أن تدخل حربا مع سورية منذ عامين والتي اتهمت نظام الأسد غير مرة بدعم وتدريب الانفصاليين الأكراد وبرعاية حزب العمال الكردي، تجد نفسها مرتاحة بانشغال جارتها عنها وعن مشاكل توزيع المياه بالحسابات الداخلية. وإن كانت كغيرها من دول الجوار عدا إسرائيل قلقة في حالة عدم إستقرار الأوضاع في سورية وخروجها من حدود السيطرة عن أمنها واستقرارها.
هل تكون الحقبة الجديدة التي تحدث عنها باراك هي حقبة الحروب الداخلية وتشكيل الدويلات المتناحرة في الشرق الأوسط من كردية وسنّية وشيعية ومارونية وغيرها، بحيث تكون إسرائيل فيها الأكثر تجانسا وتماسكا؟.

الأيام المقبلة تحمل الإجابة، والتاريخ وحده سيكون الحكم الفاصل لزعامة الأسد والتي بلا شك غيّرت وجه سورية والمنطقة الى الأسوأ بتقديري الشخصي على الأقل.

هنا الحقيقه
06-04-2007, 03:59 AM
وماذا بعد؟

غير العوده على بدأ