تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : درس جميل



بشرى
04-12-2003, 10:51 AM
الحمد لله نحمده و نستهديه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له و ليا مرشدا والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
مازالت الحرب على بغداد مستمرة ومازالت الظلمة والقلق والخوف مستمرة ولكن أتعرفون ماهو وسط كل هذه الأشياء موضوع اليوم إنه الأمل ........
إن خطورة اليأس أنه يهز عزيمة المسلمين .. يزعزع عقيدة القضاء والقدر عندهم .. فيفقدون القدرة على الحركة ... لأنه لا توجد لديهم قيمة يسعون ورائها ... ولو وجدت القيمة فلا توجد الهمة .. إن الأمة المنهزمة ليس لديها ما ترجوه ...
إن اليأس خطير جدا خاصة إذا ظهر وسط الظلمة ... أتدرون لماذا لا نجد تفوقا فى أى مجال ... لا رياضى ولا ثقافى ولا أدبى إلا بعض المتفرقات التى لا يقاس عليها ... ؟؟ لأن الإحباط يورث الفشل ..واليأس ينزع الثقة بالله من النفوس ..فيبدأ الإنهيار .

أن الأمل إيجابية .. وديننا يدعو الى الإيجابية ... يجب أن يظل الأمل موجودا .. يجب أن نزرعه فى نفوسنا .
إذا زرعنا الأمل ... يزيد حسن الظن بالله !! وترتقى كل مناحى الحياة .. إن الأمل طاقة جبارة دافعة للحركة والإنتاج .... بدون أمل يفقد كل كلامنا معناه ... من غير بصيص الأمل أخبرونى ما لزوم التغيير ؟؟ إذا كان ليس هناك فائدة ...
نأمل أن أحوالنا ستتحسن ... وأن ال100 سنة القادمة ستكون أفضل من ال100 سنة الأخيرة ... إن الظلمة الشديدة ورائها نور
إن ديننا دين البشرى والبشارة ... والبشرى فى معناها هو إدخال السرور على الشخص حتى يظهر على بشرة الوجه فتنفرج الأسارير وتفرح وتسعد .
بسم الله الرحمن الرحيم : {بشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجرى من تحتها الإنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل} ....سورة البقرة...آية 25

بسم الله ارحمن الرحيم : {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم ألا خوف عليهم و لاهم يحزنون}...سورة آل عمران..آية 170

قال تعالى : {وبشر الصابرين} ..وقال أيضا : {وبشر المحسنين}...سورة آل عمران....آية 170

بسم الله الرحمن الرحيم : {وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة}سورة عبس...آية 38 ، 39

هناك فى القرآن 50 أو 60 آية تتحدث عن البشرى ... البشرية نفسها كلمة مشتقة من الإستبشار أى أن الأمل أصيل فى أمتنا . المصريين يطلقون على الزرع الجديد بشاير .. وقال تعالى فى القرآن الكريم عن الأنبياء بالنسبة لسيدنا إبراهيم : {فبشرناه لغلام حليم}...سورة الصافات...آية 101
وللسيدة سارة : {فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب}...سورة هود...آية 71 ..
وقال عن زكريا : {يا زكريا إنا نبشرك بيحيى} ...سورة مريم...آية 7
وأيضا : {يامريم إنا نبشرك بغلام إسمه المسيح عيسى بن مريم} ....سورة آل عمران....آية 45
وهناك ملحوظة أن البشارة جاءت للأنبياء بالولد حتى فى سورة يوسف : {يا بشرى هذا غلام}...سورة يوسف...آية 19 .....
إلا بشرى أمة محمد صلى الله عليه و سلم .. فكانت البشرى بالرسول صلى الله عليه وسلم : ومبشرا برسول يأتى من بعدى إسمه احمد ..
بسم الله الرحمن الرحيم : {إنا ارسلناك بالحق بشيرا و نذيرا} ...سورة البقرة...آية 119
المبشرين بالجنة ... ونجد أن البشرى تظهر فى الإسلام فى أحلك الظروف ..فعند موت السيدة خديجة الحبيبة والزوجة جاء جبريل ليقول لعليه الصلاة والسلام : بشر خديجة بقصر من قصب فى الجنة .
ويقول صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله بن حرام وهو ينظر الى ابيه و قد مثل المشركين به :أبشر يا جابر – تصوروا أبوه شهيد ممثل بجثته والرسول يقول أبشر : أبشر يا جابر ما كلم الله أحد إلا من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا .. أى مواجهة

إن ديننا دين أمل وكلمة أمل معناها فى المعجم توقع حدوث شئ طيب فى المستقبل مستبعد حصوله . فتعالوا نتسائل هل الأمل قضية ترف أم قضية عقيدية .. بمعنى هل الأمل فرض أم رفاهية وفضل .
الأمل يا سادة فرض : بسم الله الرحمن الرحيم : {ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} ....سورة يوسف...آية 87
سبحانه وتعالى خلق الرحمة على مائة جزء فأنزل الى الأرض جزء تتراحم به الخلائق وأبقى 99 لذاته يرحمنا بها .... إذن يجب ان يكون هناك امل .
قال تعالى : "وإن رحمتى سبقت غضبى"
ويقول : {كتب على نفسه الرحمة}...سورة الأنعام...آية 12

وهو سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم .... {ورحمتي وسعت كل شئ}...الأعراف...آية 156

لو شككنا فى رحمة الله تصبح لدينا مشكلة إيمانية كبيرة .... لكن هذا ليس معناه أن اليائس من رحمة الله كافر ..لا بل عنده صفة من صفات الكفر .. فصفة اليأس ليست من صفات المؤمنين .... فهل ترضى أن تحمل صفة من صفات الكفر ؟؟ حذار !!! لا تيأس واستبشر وأنشر الأمل حولك .. أجعل دموعك دموع محبة وغيرة على الدين .. إجعلها دفعة إيجابية . كان صلى الله عليه و سلم يزرع الأمل فى نفوس من حوله فى أحلك الظروف. لإن فى الظروف الصعبة تظهر معادن المؤمنين ... وفقط البعيد عن الله يفقد الأمل لأنها ليس لها من دون الله كاشفة.
حين جاء عدى بن حاتم الطائى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رجل مشهور وواسع الثراء ..نظر اليه رسولنا الكريم قائلا ثلاث كلمات أسلم بعدها عدى وهو من هو لأن هذه الكلمات كانت أمل فى الغد وهو ما يدفع أى إنسان لإعتناق أى فكرة :
قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم : انا أعرف يا عدى ما الذى يمنعك من الإسلام ... تقول عنا ضعفاء فقراء خائفون ... قال عدى : نعم . فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتعرف الحيرة يا عدى ؟ - هذه مملكة على حدود العراق كانت تتبع فارس وهى من أكبر وأقوى ممالكهم .- قال : نعم اسمع عنها ولكنى لم أزرها . فقال الرسول : والله لتخرجن الظعينة –أى المرأة – وحدها من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخشى إلا الله ولتأخذن كنوز كسرى فأستطرد عدى متعجبا : كسرى من ؟ قال الرسول كسرى بن هرمز ثم أضاف صلوات الله وسلامه عليه ولينفقن المال حتى لا يجد من يأخذه .فأسلم عدى على هذه القوة فى الأمل التى يبعثها الرسول فى النفس .. ويقول عدى والله لقد رايت الظعينة تخرج من الحيرة لتطوف بالكعبة ورأيت بعينى كنوز كسرى يأخذها المسلمون وإنى على يقين ان المال سينفق ولن يجد من يأخذه لأن رسول الله قال ذلك.
سراقة بن مالك واحد من قصاصى الأثر فى الصحراء رأى موكب الرسول صلى الله عليه وسلم فأستعد ليطلق سهمه وسيدنا أبوبكر يخشى على النبى ورسولنا الكريم يدعو ربه اللهم اكفنيه بما شئت كيف شئت انك على كل شئ قدير... فيجمح حصانه و يلقه ثلاث مرات فيقول سراقة فعرفت أن الرجل ممنوع ..فقلت له لقد كنت سأقتلك وأحصل على المكافاة فماذا تعطينى أنت ؟ فماذا أعطاه الرسول الكريم ؟ تصوروا خارج من بيته مطارد متخف أسهل شئ يعده بتمر من تمور المدينة إذا وصلها ولكن ابدا صلوات الله عليه و سلامه يعده بسوارى كسرى .. فيتلعثم سراقة : اى كسرى .فيقول كسرى بن هرمز يقولها الرسول بقوة واثقة فصدقها سراقة ومع انه لم يسلم طلب من الرسول أن يكاتبه على ذلك .... وتمر السنون وتفتح خزائن فارس فى عهد عمر بن الخطاب وجئ بالسوارين و يقف عمر على المنبر وينادى أين سراقة بن مالك إئتنى بالكتاب واليك السوارين ويبكى ويبكى معه كل من فى المسجد..

أرأيتم الأمل يا سادة لماذا الوجوه محبطة ... والعيون مطفئة ؟؟؟
فى غزوة الخندق والمسلمين محاصرين ب10000مقاتل مشرك والظلام حالك حتى لا يأمن احدهم ان يذهب ليقضى حاجته وصخرة تعوق مسار الحفر فيضربها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعوله ضربة فيقول الله اكبر فتحت الروم ثم ضربة أخرى ويقول الله اكبر فتحت فارس ويضرب الثالثة فتنكسر الصخرة وتتفتت .
يعود عليه الصلاة والسلام من الطائف وقدماه داميتان ولم يجد نصيرا ولا مساندا ويأتيه ملك الجبال يقول لو شئت يا محمد أطبق عليهم الأخشبين يقول صلى الله عليه و سلم ودماؤه تنزف لا ... عسى الله أن يخرج من اصلابهم من يعبد الله.

انظر الى الأمل فى حياة النبى وهو فى أحلك الظروف ..كيف يأمل فى الله تعالى ؟
تعالوا نحلم حلما نحيا به و من اجله حتى نحققه .. هذه ليست مهاترات هذه ها هو الأمل و معه الإيجابية والثقة بالله ..بهذه التوليفة يكون الحلم ...

نحلم أننا داخلون الى المسجد القصى ..نعم هذه هى خطواتنا فى الساحة الكبيرة وهذا هو باب حطة ..تعالى يا اخى أعطنا يدك ..إنك عراقى ...مرحبا هيا بنا ندخل من باب حطة ولانفعل كما فعل نسل الخنازير ندخل تواضعا وتسبيحا لله .. ما اجمل صوت التكبيرات يتردد صداها فى ارجاء الساحة والمسجد ..وكانه بلال يوم دخلها عمر بن الخطاب ... ساصلى واسجد هنا حيث سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مسراه ... وسأرتكن الى هذا الحائط اقرأ شئ من القرآن. وعند خروجى من المسجد سأذهب لمحطة القطار العربى .. لعلى ألتقى بأخوتى القادمون للصلاة وأكون أول من يستقبلهم بكل حبى وشوقى اليهم ... هذه المرأة أمامى الشامخة صاحبة العيون الحزينة ..كم تذكرنى بأمى ... أمى لا تحزن عيناك ونحن ندب على الأرض أن كان ولدك شهيد فكل هؤلاء الشباب ولدك ..السنا نشبهه يا أمى ؟؟ دعينى اقبل يدك الطاهرة التى قدمته طائرا رفرافا فى سماء الصديقين
انظرى معى يا أمى إن دمه الغالى ينشر رائحة المسك حولنا ... وفداؤه الطاهر يعم بالخير والبركة على الناس ..هلمى يا امى فأبنائك كثر وكلهم للقائك مشتاقون ...
هذا ليس منام بل حلم والفرق كبير لأن الحلم قادرعلى ان يصبح حقيقة .

وسيتحقق الحلم واليكم الدليل :
1-وتلك الأيام نداولها بين الناس ...وقيادة العالم تنتقل من شرقية الى غربية منذ بدء الخليقة والدور قادم علينا
2-نحن أمة لن تموت لإننا شهود على سائر الأمم وموتنا معناه قيام الساعة ..قد نضعف ولكننا أمة باقية ..مانحن فيه مثل كسوف الشمس ولكن الشمس تشرق بعد كل كسوف
3-يقول تعالى فى كتابه العزيز : {انا لنحن ننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}...سورة غافر...آية 51
ويقول : {كتب الله لأغلبن انا ورسلى} ...سورة المجادلة...21 ...
وأيضا {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض}...سورة النور...آية 55
4-قال صلى الله عليه و سلم :إن هذا الدين سيبلغ ما بلغ الليل والنهار ..إن الله زوى لى الأرض فرأيت إن ملك أمتى سيبلغ ما زوى لى منها
5-سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم : اى مدينة تفتح أولا قسطنطينية أم رومية قال تفتح قسطنتينية -و قد فتحها محمد الفاتح بعد ذلك ب600عام وهى إستنبول – وستفتح رومية اى روما
6-لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودى ورائى ... إن هذا الدين كلما تراجع يعود اقوى مما كان ..أنظروا الى عام الحزن ووفاة ابوطالب ووفاة خديجة و تباعد الوحى ثم جاءت الهجرة والدولة الإسلامية – فى عهد ابو بكر يرتد الكثير من مسلمى العرب فتأتى بعدهم فتح بلاد فارس والروم
7-صحوة الشباب أكبر مبشر بتحقيق الحلم
8-إقبال المرأة على الإلتزام والتدين لإنها فى النهاية مسئولة عن تربية الشباب والرجال
9-إفلاس كل المبادئ الأرضية الأخرى ... كلها سقطت اقنعة زيفه وثبت فشله لم يعد امام العالم ليرقى إلا الإسلام
10-حين يشتد الظلام يبزغ الفجر وقد إشتد الظلام فالنصر آت لا محالة