تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة إلى كل مصرى



من هناك
05-31-2007, 10:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


رسالة إلى كل مصرى
أيها المصرى الكريم
تحية من عند الله مباركة طيبة ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد؛

فأتوجه إليك بهذا النداء وأنا أعلم يقينا أنك سوف تستمع إليه بكل عقلك وقلبك وتتجاوب معه بكل وجدانك وعواطفك .. فمروءتك وشهامتك وأصالتك تأبى عليك أن ترى إنسانا شريفا يضار فى حريته، وماله بغير ذنب ولا جريمة .. أعلم يقينا أنك ترفض الظلم وتأباه، وأنك تقف دائما مع المظلومين أيا كانت عقيدتهم وأيا كان دينهم .. لكنى أسألك .. هل يليق بمصر .. تاريخا وحضارة .. شعبا وحكومة أن يحال مجموعة من المدنيين الشرفاء والأوفياء والذين لا علاقة لهم من قريب أو من بعيد بعنف أو إرهاب أو اتجار بمخدرات، أقول هل يليق أن يحال هؤلاء إلى محكمة عسكرية ؟ وهل بلغت الخصومة السياسية إلى الحد الذى يفرض حظر على أموال ومنقولات وشركات هؤلاء الأفراد ؟ ولمصلحة من ؟

أيها المصرى النبيل
أنا أعلم أنك لست بحاجة لأن أعرفك بالإخوان .. لأنهم يعيشون فى ضميرك ووجدانك .. فقط أذكّرك .. من باب (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) هؤلاء الإخوان هم منك ولك .. هم أهلك وناسك .. هم يعملون فقط من أجلك .. من أجل أن تعيش حرا كريما، ومن أجل أن تعيش فى وطن قوى عزيز .. هم يريدون الخير والأمن والأمان لك .. هم الذين جاهدوا فى فلسطين ضد عصابات بنى صهيون .. هم الذين جاهدوا على ضفاف القناة ضد الاحتلال الإنجليزى .. هم الذين وقفوا يدافعون عن حرية هذا الشعب وكرامته وكرامة وطنهم وقد تحملوا فى سبيل ذلك كل أنواع التضحيات .. أنا أعلم أنهم تاريخ تحفظه ذاكرتك ويستحضره وعيك فى كل الأحداث التى تمر بك ... فلا تتردد أن تقف إلى جوارهم فى قضيتهم ، التى هى فى الحقيقة قضيتك ..

أيها المصرى الحبيب ...
أنا لا أريد أن أكلفك شيئا فوق طاقتك , أو أن تقوم بعمل لا تقدر عليه، أو بموقف ربما يكلفك الكثير خاصة أمام نظام قمعى لا يقيم وزنا لدستور أو قانون أو حكم قضائى .. نظام لا يضع اعتبارا لكرامة إنسان أو حقوق أفراد .. إن كنت تستطيع أن تتكلم فتكلم .. تكلم مع أهلك .. مع جارك .. مع زميلك فى العمل .. إن كنت تستطيع أن تعبر عن قلقك على هذا الوطن فلا تدخر وسعا فى أن تبوح بما يعتمل فى صدرك من آلام وأحزان، بل ورفض لما ترى أنه إساءة واعتداء على حق هذا الوطن وانتهاك لكل ما هو جميل ونبيل .. فهذا الوطن هو مسئوليتك .. هو أمانة فى عنقك .. هو حاضرك ومستقبلك .. هو أهلك ومالك وولدك .. هو أرضك وعرضك .. هو كرامتك وشرفك .. لذا أرجو ألا تفرط فيه أو أن تنأى بنفسك عنه مؤثرا – كما يزعمون – السلامة وهى فى الحقيقة الندامة .. كل الندامة ، فضلا عن ضياع الوطن .

أيها المصرى العزيز ..
لابد أن يشعر الظالم أنه محاصر فى كل وقت .. وأنه مرفوض من كل الناس .. كل الناس .. يجب أن يشعر أن الأرض تبغضه .. وأن النفوس تكرهه .. وأن عامل الزمن ليس فى صالحه .. وأن ما يتمتع به من قوة لن تحميه ولن تسعفه .. لابد وأن يشعر أن هناك نهاية لطغيانه .. وأن هناك حدا لممارساته وتجاوزاته فى حق الوطن والشعب .
وأخيرا .. تقبل وافر تحياتى وعظيم تقديرى وخالص أمنياتى لك ولكل من حولك بمستقبل زاهر تشرق فيه شمس الحرية .. وتنعم فيه بالأمن والطمأنينة والسلام ؛



د. محمد حبيب


النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين

القاهرة فى : 14 من جمادى الأولى 1428هـ
31 من مايـــــو 2007م

من هناك
06-05-2007, 03:02 AM
أيها المصرى الكريم :


سلام من الله عليك ورحمته وبركاته .. وبعد ؛

فأنا أعلم من خلال معايشتى لك أنك عاشق للحرية بالفطرة، وأنك عاشق بالأصالة لكل داعية لها أو مجاهد من أجل ترسيخ معالمها .. لأنك تدرك معنى الحرية، ومعنى أن يكون الإنسان حرا .. فعن طريقها يشعر الإنسان بأن له مكانة وإرادة، وقدرة على الاختيار .. وأنه يمارس حياته فى كافة المجالات والميادين دون ضغط أو قهر أو إكراه .. سواء كان هذا الإكراه مباشرا أو غير مباشر .. ولم لا وقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ؟ نكره أن نكون عبيدا ونرفض أن نكون أذلاء .. ولما كانت الحرية قرينًا للعزة .. وصنوًا للكرامة .. ومظلةً يقف تحتها كل الشرفاء، كانت الحرية فريضة من فرائض الإسلام يؤكد عليها ويدعمها ويدافع عنها ويدفع إليها .. كحرية العقيدة والعبادة، وحرية النقد والتعبير، وحرية التنقل والتملك، وحرية الاجتماع والاحتجاج والتظاهر السلمى ... إلخ .. لذا لا تدعهم يسلبونك حريتك .. لا تتركهم يعتدون على كرامتك .. لا تسهل لهم سبل انتهاك حقوقك أو إهدار آدميتك .. لا تمكنهم من التحدث باسمك .. أو النيابة عنك دون تفويض حر أصيل منك لمن ترى أنه جدير بثقتك .. أهل لاختيارك .. ليكن لك صوتك القوى الداوي .. وحركتك المتوثبة الدافقة .. ومواقفك الصلبة الراسخة .. ينبغى ألا تضيع لحظة من وقتك دون أن تفكر أو تتأمل، أو ومن وقفة تنظر فيها بعمق إلى ما تصنع، وإلى ما يصنعه الآخرون .. أو دون أن تسأل نفسك لم كان هذا الشئ .. ولم يكن نقيضه أو لِمَ لمْ يكن شيئا آخر ؟ لابد أن تتوقف عند كل حدث يمر بك أو بمن حولك، فهناك سنن لكل ما يجرى يجب أن تتعرف عليها وتعى الحكمة من ورائها ..

أيها المصرى الحبيب ..
الحرية بحاجة إلى رجال مثلك .. يذودون عنها .. يحمونها .. يستبسلون فى الدفاع عنها .. يستميتون فى المحافظة عليها .. لأنهم يعلمون أنهم بغيرها لا شئ .. وهم بها كل شئ .. هم بغيرها لا يستطيعون فعل أى شئ ولو كان صغيرا تافها، وهم بها قادرون على فعل أى شئ ولو كان كبيرا وعظيما .. فالحرية أساس الابتكار وأصل الإبداع .. وهى السبيل إلى تحقيق النهضة، والرقى والتقدم، والازدهار .. وإذا كان الحرص يذل أعناق الرجال .. فلا ينبغى عليك أن تكون حريصا على منصب، أو جاه، أو مال .. كن حريصا على حريتك أن تصادر، وعزتك أن تُخدش، وكرامتك أن تُمس .. تكن بذلك أغنى الناس .. وأعز الناس .. وأكرم الناس.

عشاق الحرية أقدامهم ثابتة .. نظراتهم ثاقبة .. قلوبهم على أكفهم .. قاماتهم منتصبة .. ممتدة .. حتى إن هاماتهم لتعانق السحاب .. لأنهم لا يمدون أيديهم .. ولا ينتظرون عطايا أو هبات من أحد .. اهتماماتهم دائما وأبدا عظيمة وجليلة بحجم وطنهم .. وآمال أمتهم .. ليست لديهم مصالح ذاتية يفنون أعمارهم فى اللهث خلفها، وإنما همهم الأكبر عقيدتهم وأمتهم .
أيها المصرى النبيل ..

لعلك تعلم أن الحرية تنمو وتزدهر فى ظل الجماعة .. ولا غرو فيد الله مع الجماعة .. يحفظها ويرعاها .. ويشد من أزرها ويقوى ساعدها .. الجهود الفردية لا تكفى ولا تفى بالغرض المنشود .. لذا يجب عليك ألا تقف وحدك فى الميدان .. لا تعزل نفسك .. أو تقبل أن تفرض عليك عزلة .. لا تكن منفردا .. وحيدا، وكن مع إخوانك الأحرار الشرفاء .. ضع يدك فى أيديهم .. كن إلى جوارهم وفى خندقهم .. تأخذ منهم وتعطيهم .. تؤيدهم ويؤيدونك ..

إن الوطن الحر لا يمكن أن يحميه عبيد أرقاء .. الوطن العزيز لا يحافظ عليه ولا يدافع عنه سوى أحرار شرفاء ..
ومن ثم فحرية الوطن من حرية المواطن .. وعزته من عزته .. وكرامته من كرامته .. من أجل هذا كله كان للحرية ثمنها الباهظ يدفعه الشرفاء .. يدفعونه من عرقهم وجهودهم وأوقاتهم وأموالهم .. بل ومن حرياتهم الشخصية ... وهم حين يفعلون ذلك يكونون فى قمة الإحساس بالسعادة والشعور بالرضا .. سعادة يغبطهم عليها من فى الأرض جميعا ..

أيها المصرى العزيز ..
كما تعلم يحرص أعداء الوطن – أعداء الحرية – على قهر الإنسان .. وقمعه .. وتحويله إلى مسخ مشوه .. ولا شك أن عشاق الحرية والدعاة إليها هم هدف هؤلاء الأعداء .. هم الذين ينالهم النصيب الأوفى من السهام حتى تبقى الشعوب أبدا مسلوبة الحرية .. ذليلة .. مقهورة .. مسحوقة .. قابعة فى أسر المهانة .. غير قادرة على استرداد حقوقها أو التصدى لما يواجهها، تاركة للمجرمين والقتلة مهمة إغراق سفينة الوطن .. وتلك هى الهاوية ..
وأخيرا لك منى خالص الود والتقدير وإلى لقاء قريب نلتف فيه جميعا حول راية الحرية ؛

د. محمد السيد حبيب
النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين
القاهرى فى : 18 من جمادى الأولى 1328هـ - 4 من يونــــيو 2007م