تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاسلام المتامرك /منقول



صوت الكرامة
05-31-2007, 05:38 PM
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الاسلام السياسي المتأمرك
شبكة البصرة
الدكتور غالب الفريجاتمما يؤسف له ان الحركات الاسلامية التي ترفع شعار الاسلام، اصبحت ما بين المتلذذ بالحضن الامريكي، او المتلهف على زواج المتعة من العم سام في واشنطن، الى جانب الدول ذاتها،ذات الصبغة الاسلامية في ايران وتركيا والباكستان، والتي ترى من التبعية لامريكا العمود الفقري في سياساتها، والاهداف التي تطمح في الوصول اليها، وبشكل خاص في الحركات الاسلامية، التي تريد القفز على السلطة، او مشاركة الانظمة القميئة المحتقرة والمكروهة من شعوبها.

الاسلام في الجوهر ضد القهر والذل والطغيان الخارجي، وليس هناك اسوأ من طغيان وجبروت النظام الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، فهو الذي يحتضن الكيان الصهيوني مغتصب ارض فلسطين، ومحتل قدسها، اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وامريكا نفسها التي غزت العراق واحتلته، ودمرت كيانه السياسي، ومزقت نسيجه الاجتماعي، واشاعت ثقافة القتل على الهوية، والتناحر الطائفي، وامريكا نفسها هي التي تحيك كل المؤامرات ضد سلطة حماس، ولها مآرب عدوانية في لبنان والسودان والصومال، وفي كل مكان من الوطن العربي.

الاسلام في الجوهر ضد القمع الداخلي من نظام الحكم السياسي، وليس هناك اقذر من ممارسات النظام العربي الرسمي في حق المواطنين، فلا حرية ولا ديمقراطية ولا حقوق انسان، والفساد الاداري والمالي سمة هذا النظام، في ظل غياب العدالة في احقاق الحقوق وتوزيع الخدمات.

أي اسلام هذا الذي تركبه المنظمات الاسلامية، والتي تجاهر بالصداقة مع امريكا والتحالف معها، تحت شعار تلعب سياسة، واي سياسة هذه التي تتجاوز الثوابت؟، وتدوس على كل القيم والمحرمات، فهل انقلبت الاسلام السياسي على الاسلام؟، كما انقلب اليسار الطفولي على اليسار الحقيقي، وهما يتسابقان لتكون كعبتهم واشنطن ودينهم دولارهم، واي اسلام هذا الذي يعلن في مباحثات واشنطن وطهران حول العراق ان لا خلاف على الثوابت؟، فماذا بقي اذن اذا كان هناك توافق على الثوابت؟.

اهلا اسلام سياسي واهلا دول وحركات ترفع شعارات اسلامية، وهي تنخر بفساد العمالة والاقليمية والشعوبية والطائفية، ثم تظن ان اللعب على حبال البيت الابيض سياسة تخدم الاسلام والمسلمين، في الوقت الذي يفترض فيه ان تحمل سلاح المقاومة للطغيان الامبريالي الامريكي الصهيوني، وفي الوقت نفسه ان ترفض الذل والهوان، الذي يصيب المسلمين في كل انحاء المعمورة، وتأبى الا ان تكون في الخندق الامامي لمقاومة القمع الداخلي، الذي تمارسه انظمة المخابرات في النظام العربي الرسمي، وتعمل على كشف زيف الشعارات التي ترفعها دول الطائفية والشعوبية، كما يقوم ملالي طهران، الذين يطمحون لاقتسام النفوذ مع الامريكان والصهاينة على حساب الانسان العربي والارض العربية.

الاسلام السياسي اصبح من حصة الولايات المتحدة الامريكية على مستوى الانظمة والمنظمات، واصبح الجميع مدجن لخدمة الادارة الامريكية، وهو ما يتعارض مع جوهر العقيدة، التي جاء بها اطهر خلق الله، واحب البشر الى الله محمد بن عبد الله ( صلعم )، ويتعارض تماما مع ما ورد في كتاب الله من نصوص قرآنية شريفة، ولهذا فلم يعد جمهور المسلمين يثق بهذا النوع من السياسات، التي تريد حرف الدين عن توجهاته الحقيقية، ولم يعد رفع الشعارات يسمن او يغني من جوع، فالاسلام دين عمل وفعل في ممارساته، والفعل والعمل ما يخدم الناس، وليس ما يخدم اعداء الناس، لانه ليس هناك اكثر شراسة من العداء للانسانية، ما تمارسه الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية، فلماذا كل هذا التكالب على صداقتها، واقامة زواج المتعة معها؟، وهي التي تحتل ارضنا، وتنكل بمواطنينا، وتنهب ثرواتنا، وتقف الى جانب اعدائنا، وتساند المجرمين من الذين يدعون انهم اولياء امورنا.

الاسلام السياسي يجرم في حق الاسلام والمسلمين، في التلذذ بالنوم في الحضن الامريكي، او الركض وراء زواج المتعة منه، لانه يشوه الاسلام وحقيقته، ويطعن المسلمين من الخلف، في خيانة حقوقهم، والادعاء بانه يتنطع للدفاع عنهم، وهو يخونهم في دينهم ودنياهم، لان الاسلام دين جهاد ضد الظلم والطغيان وضد القمع والاهاب، أي ضد العدوان الداخلي والعدوان الخارجي على المسلمين، فاي جهاد يمارسه من يلهثون وراء صداقة امريكا ظاهريا وتبعيتها سريا؟.

"ان من اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، حديث لاطهر خلق الله واشرفهم، فاين منه المنظمات الاسلامية؟، التي تتكالب على التقرب من السلاطين الجائرة، وهناك ما يقارب ثلثي القرآن الكريم في حق اليهود، فاين منه المنظمات والدول الاسلامية؟، التي تتكالب على صداقة امريكا، وهي ربيبة الكيان الصهيوني، ونحن على يقين انهم يحفظون الكثير من الأيات القرأنية الكريمة في حق اليهود، ولكن العبرة في تمثل هذه الآيات وتطبيق ما جاء فيها.

من يرفع شعار رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني؟، يجب ان يقرنه بعدم التطبيع مع امريكا، ومن يرفض التطبيع لا يقبل ان يتكالب على اللقاء مع المسؤولين والمنظمات الامريكية؟، وان يدبج التبريرات لممارسة هذا النوع من العلاقات المشبوهة، لان الامريكان في قمة اولوياتهم خدمة مصالحهم، وخدمة الكيان الصهيوني، وتدجين كل عربي ومسلم لتنفيذ هذه الاولويات، ومن يظن غير ذلك، اما واهم او جاهل، ولا نريد ان نقول ان له مآرب اخرى.

من يرفع شعار الاسلام عليه ان يعي الاسلام جيدا، فالاسلام دين حرية وتحرير وحقوق انسان، وهذه ليست في بال الامريكان والصهاينة، ومن يظن ان زعيمة الراسمالية المتوحشة تكترث كثيرا بالشعارات المرفوعة؟، في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، فليتمعن جيدا فيما يجري على ارض فلسطين والعراق وغيرها من ديار العرب والمسلمين، عندها يحق له ان يقنع اطفالنا بجدوى العلاقة مع زعيمة الارهاب الدولي في واشنطن.

ليس في مقدور أي تنظيم يرفع شعار الاسلام ان يقنع احدا في ممارساته الخيانية مع الاحتلال، وليس في مقدور أي دولة تدعي الاسلام ان تقنع طفلا بالشعارات المرفوعة، ما دامت تتواطأ مع الاحتلال، وليس في مقدور أي كان، شخص او منظمة او دولة، ان يتاجر بالاسلام وهو يتجاهل ابسط قواعد الاسلام، في الوقوف في الخندق المعادي لاعداء الاسلام والمسلمين، من امبرياليين وصهاينة وشعوبيين وطائفيين واقليميين.


[email protected]
شبكة البصرة
الخميس 14 جماد الاول 1428 / 31 آيار2007
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

http://www.albasrah.net/nimages/prev.gif (http://www.albasrah.net/index.php)http://www.albasrah.net/nimages/tellf.gif (javascript:newWindow('sendpage.php ?'+document.location.href,'tell',40 0,300,''))http://www.albasrah.net/nimages/print.gif (http://www.albasrah.net/pages/print.php)