تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هدف تضخيم فتح اسلام وإلصاقها بالسنه



نور1
05-30-2007, 11:39 AM
تنظيم فتح الإسلام ظاهرة غريبة وفئة معزولة عن الطائفة السنية في لبنان , وإن كان هناك ستون أو مئة مواطناً لبنانياً في حده الأقصى من المغرر بهم ينتمون لتلك المجموعة فهؤلاء المضللين تصرفاتهم وقناعاتهم و ارتباطاتهم لا تمثل توجهات وخيارات الأغلبية الساحقة من الطائفة السنية.

ولو كانت تلك العصابة متجزرة في طرابلس ومرحّب بها جماهيريا لما استطاعت القوى الأمنية حسم الموقف هناك بسرعة بل لكانت المعارك مستمرة إلى الآن في طرابلس والشمال.

قوى8آذار وعلى رأسهم حزب بني فارس يحاول تضخيم تلك الظاهرة وإلصاقها عنوةً في الشارع السني , مهرجو حسن نصر وسوريا في لبنان منذ بداية الأحداث يحاولون ترويج شائعات واتهامات وفبركة قصص خيالية عن ارتباط تلك المجموعة بتيار المستقبل ,وتصوير أن مناطق نفوذ التيار هي حاضنه لتلك المجموعة بل ذهب البعض إلى الحديث أن السنه في لبنان بصدد إقامة إمارة إسلامية بمساعدة تلك المجموعة.

والهدف من ذلك هو إبعاد الأنظار وتضليل الرأي العام عن دويلة وإمارة مذهبية حقيقية موجودة اليوم فعليا في الضاحية الجنوبية والجنوب وفي البقاع الشمالي, دويلة وإمارة تملك جيش قوامه عند التعبئة العامة سبعون ألف مقاتل محترف وترسانة متطورة وضخمه من مختلف أنواع الأسلحة تتعدى جهوزية الجيش اللبناني بكثير, إمارة مذهبية تنسج تحالفات خارجية خارج إطار الدولة اللبنانية وتتلقى مبالغ مالية ضخمة تصل إلى حدود المليارات من الدولارات من تلك الدول مباشرة وترتبط معهم بمشاريع تتعارض مع مصلحة لبنان العليا, إنها إمارة حزب بني فارس الذي يحاول اليوم إخفاء دويلته ومشروعه التوسعي وهيمنته على مناطق واسعة في لبنان من خلال اتهام الآخرين بذلك.

السنه في لبنان أهل وسط واعتدال و مكوّن أساسي وأصيل في التركيبة اللبنانية وليس لديهم سجل دامي مع الطوائف الأخرى, وهم لا يملكون جيش مذهبي صافي وعشرات الآلاف من الصواريخ, ولا يتلقون مال نظيفاً من دول خارجية ,وإن كان البعض يحسبنا على السعودية فالمملكة تدعم الدولة اللبنانية وترسل حوالات مالية عن طريق مصرف لبنان(ليس عن طريق صناديق) إلى جميع اللبنانيين, والسنه في لبنان يؤيدون بمعظمهم تيار المستقبل وهو تيار معتدل غير متطرف او عقائدي راديكالي , قيادته المتمثلة بالشيخ سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة قيادة مدنية معاصره ليست قياده دينيه ,بل اكثر من ذلك التيارات الإسلامية السنية وأهمها ا الجماعة الإسلامية توصف بالاعتدال وهي منخرطة في مشروع الدولة تشارك في الانتخابات وتخضع للقانون والدستور اللبناني وهي متحالفة مع قوى14آذار بي مجمل قواها ومنها القوات اللبنانية وهناك تنسيق سياسي متين وقوي بينها وبين تلك القوى.

حزب بني فارس ودويلته وولي فقيهه هم يشكلون الخطر الحقيقي والداهم على الكيان اللبناني هم من يملك مشروع مذهبي هدفه السيطرة على لبنان وتغيير وجه الحضاري وبطريقة تكتيكية ومتصاعدة من خلال إتباع سياسة الذبح بالقطنة .

ظاهرة فتح الاسلام تم احتوائها ومحاصرتها وقريبا يتم تصفيتها, ولكن من يحتوي ظاهرة دويلة حزب بني فارس ومشروعه المذهبي.

المستقبل
05-30-2007, 02:05 PM
مواقف الشيخ سعد من المحكمة و فتح الأسلام


تصاعد الأزمة السياسية والعسكرية المتصلة بأحداث مخيم نهر البارد شمال لبنان, لم تحل دون متابعة ما يجري في أروقة مجلس الأمن الدولي في نيويورك, حيث ينتظر أن يوافق المجلس اليوم في جلسة تاريخية على إقرار المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. عبر الفصل السابع, بعد تعذر إقرارها في لبنان من خلال المؤسسات الدستورية, حيث توقعت المعلومات أن يقر مجلس الأمن المحكمة بأغلبية 11 صوتاً وامتناع 4 مندوبين عن التصويت, وقد أكدت مصادر قريبة من رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ل¯"السياسة" أن إقرار مجلس الأمن للمحكمة سيشكل حدثاً بالغ الأهمية سيترك انعكاساته على الوضع الداخلي بعدما تكون المحكمة أصبحت وراءنا, ما يفتح المجال للبحث في حل الأزمة الداخلية في لبنان, انطلاقاً من الموافقة على البنود السبعة والقرار 1701 ومقررات الحوار الوطني.
وقال النائب الحريري ان القرار الميداني المتعلق بجماعة »فتح الاسلام« متروك للجيش نافيا ما تردد عن علاقة مزعومة ل¯»تيار المستقبل« ب¯»فتح الاسلام« وقال هذا الثوب الوسخ فصله بشار الاسد, وآصف شوكت لالباسه للبنان وهذا الثوب مردود على صاحبه ويتناسب مع قياسه ولا يتناسب مع اي لبناني.
وحذر الحريري من طابور خامس لاطلاق النار في الهواء والقيام بمحاولات استفزاز لخطة اقرار المحكمة الدولية, ودعا الى الاكتفاء بالتزام المنازل ورفع الاعلام اللبنانية واضاءة الشموع والدعاء لروح الرئيس رفيق الحريري.
واستناداً الى التجاذب القائم حول المحكمة الدولية بين اكثرية لبنانية مؤيدة واقلية معارضة يتوقع ان يكون الاسبوع الجاري صعبا على اللبنانيين لما قد يحمله من تطورات واحداث يعبر فيها معارضو المحكمة عن رفضهم لها, ويتوقع بعض المراقبين ان يشهد لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة مزيداً من التوترات والاستهدافات سواء من خلال عمليات التفجيرات المتنقلة في المناطق اللبنانية من بيروت الى الجبل أو من خلال الاعتداءات على الجيش وقوى الامن الداخلي المنتشرة بشكل مكثف في العاصمة والمناطق اللبنانية لحفظ الامن, والتي ظهرت طلائعها منذ ثلاثة ايام عندما استهدفت قوة مشتركة من الجيش وقوى الامن الداخلي بقذيفة متفجرة, القيت من احدى السيارات التي مرت بسرعة على جسر البربير ضد الدورية التي كانت متمركزة تحت هذا الجسر.
وتعليقا على هذا الهجوم المفاجئ على الجيش اللبناني فان مصدرا في قوى الاكثرية اشار الى ان هذا الاعتداء كان بمثابة اختبار لردات فعل الجيش وانه سيتكرر في الايام المقبلة بهدف ارباك الجيش واشغاله في امور امنية ستظهر هنا وهناك وفي اكثر من منطقة, لاظهاره وكأنه عاجز عن حفظ الامن من جهة ومحاولة تخفيف الضغط عن مخيم نهر البارد بعد تطويقه منذ اكثر من اسبوع.
وعلى وقع التحضيرات الدولية لاقرار المحكمة الدولية تحرك الوضع الامني في مخيم نهر البارد حيث رفع عناصر »فتح الاسلام« من وتيرة اعتداءاتهم على الجيش واستهدفوا بعض مواقعه بالاسلحة الصاروخية الثقيلة, وقد رد الجيش على مصادر نيران المسلحين ومحاولتهم التمدد باتجاه الطريق الدولية لناحية شرق المخيم, حيث أفيد عن سقوط شهيد للجيش في بلدة المحمرة المطلة على المخيم, بالاضافة الى جرح مدني فيما استمرت عملية القنص التي يقوم بها عناصر "فتح الإسلام" على الأبنية السكنية المتاخمة للمخيم وعلى الطريق الدولية التي تصل مدينة طرابلس بعكار.
وكانت الاشتباكات العنيفة تجددت مساء اول من امس وتواصلت حتى فجر اليوم في الوقت الذي تبذل فيه جهود مكثفة لحل الازمة من خلال تسليم المطلوبين بتهمة الاعتداء على عناصر الجيش الى السلطات اللبنانية لمحاكمتهم وهو الحل الذي ترفضه عناصر »فتح الاسلام« وتتمسك به الحكومة اللبنانية التي لا تستعجل الحل للازمة التي طوت امس يومها الحادي عشر, وادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم 34 قتيلا من افراد الجيش اللبناني.
ويبدي الجيش اللبناني التزاما تاما بضبط النفس وعدم الانجرار وراء استفزازات »فتح الاسلام« وتؤكد اوساط متابعة ان كل ما يذكر ويشاع عن حسم عسكري قريب ضد مخيم البارد يبقى في اطار الشائعات لاسيما وان الجيش لا يعطي اية تفاصيل حول ما ينوي فعله وهو يطوق المخيم بهدف استسلام او تسليم القتلة الذين اعتدوا على عناصره, ولغاية الآن لا تزال عناصر »فتح الاسلام« تتحصن بالمخيم المذكور ولم يعرف ما اذا كانت قيادة الجيش ستحسم هذا الموضوع عسكريا ام لا, ولكن من المؤكد بانها تشدد حصارها البري والبحري على المخيم ولم تسمح الا لسيارات التموين والصليب الاحمر من الدخول اليه وللمواطنين العزل بالخروج منه وكل مايقال وما تتناقله وسائل الاعلام يبقى مجرد تكهنات واجتهادات شخصية.
وتقول بعض المعلومات الخاصة ان قيادة الجيش لا تميل الى حسم خياراتها هذا الاسبوع, لكنها ستبقي على تشددها وحزمها في موضوع تطويق »فتح الاسلام«, لان هذا الاسبوع سيشهد التصويت على المحكمة الدولية ولذلك فان اي قرار عسكري اتجاه حسم الموضوع مع »فتح الاسلام« من شأنه ان يؤدي الى فتح ثغرات امنية جديدة بدأت المعارضة بالتلويح لها من خلال بياناتها وتحليلاتها!
وفي موازاة السخونة الامنية تواصلت امس مساعي الحل حيث جال وفد من الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية على عدد من الأحزاب والهيئات الإسلامية في طرابلس. وفي مخيم البداوي عقد الوفد مؤتمراً صحافياً دعا خلاله إلى تثبيت الهدنة والمطالبة بإعادة ترميم ما تهدم في المخيم, كما قام عدد من سكان مخيم البداوي بقطع الطريق الدولية بين طرابلس وعكار احتجاجاً على الوضع القائم.
وفي إطار الاتصالات التي يقوم بها لحل أزمة "البارد" مع البعثات الأجنبية, التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عدداً من السفراء المعتمدين في لبنان وشرح لهم موقف الحكومة من أزمة البارد وما ستقوم به لمعالجة ظاهرة "فتح الإسلام".
وأمام خلية العمل التي أقيمت في رئاسة الحكومة لمتابعة أزمة البارد, أكد الرئيس السنيورة أنه "ضنين حتى بضربة كف يمكن أن توجه إلى أي فلسطيني في لبنان". وذكر أن "هذه الحكومة هي الأولى والسباقة التي أطلقت الاهتمام الفعلي والحقيقي والعميق بالفلسطينيين وسعت من خلال خطة عمل تولتها لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني إلى الحد من معاناتهم في مخيماتهم, ولها انجازات على امتداد عام ونصف وليست وليدة الظروف الحالية".
وقال: "تابعنا ملف الفلسطينيين على حد السكين, فقد خضعنا ولا نزال إلى الابتزاز المتواصل واتهمنا بأننا نعمل على التوطين".
وقال إن لبنان يخوض اليوم معركة "الدولة أو اللادولة". "ونحن في وضع لا يحتمل المساومة. ولا نستطيع أن نهادن في موضوع الإرهاب. ولسنا الدولة الوحيدة التي تفرض عليها مصلحتها العليا وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها أن تتخذ موقفا صعبا. كل الدول واجهت الإرهاب بما تفرضه هذه المصلحة العليا. ولا يمكن أن تدار أي دولة بالارتكاز على حالة اللاقرار. ونحن نفسح المجال لجميع المحاولات حتى نستنفد كل الحلول الممكنة".
وأضاف: "إن الدم الفلسطيني حار. ونحن لا نستطيع أن نحمل تبعات إراقته. نحن لسنا في هذه المعركة للاعتداء على الفلسطينيين, وإنما لرد الاعتداء الحاصل على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء".
ونبه السنيورة إلى أن "الحملات التي يشنها البعض لغايات سياسية لا تفرق بين الحكومة والدولة. فالحكومات تتعاقب, أما الدولة فتبقى, ويجب أن تبقى قوية ومتماسكة بانفتاحها وتعدديتها وغناها. ومن كان منكم بلا خطيئة فيرجمنا بحجر. الكل بلل يديه بالدولة. واليوم يرشقون الدولة من خلال الحكومة في الوقت الذي نجهد بكل إمكاناتنا للمحافظة على وضع مخيم نهر البارد, ونحن في أتون المعركة التي يشنها الإرهاب ضد الجيش اللبناني. كذلك نحن حريصون على وضع النازحين من المخيم وعلى كل قطرة دم فلسطينية كحرصنا على كل قطرة دم لبنانية".
وذكر الرئيس السنيورة "أصحاب الحملات المزايدة على حماية المدنيين الفلسطينيين بأنه لم يغير قناعاته المنبثقة من خلفيته القومية ومن التزامه الثابت بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة تحسين أوضاع الفلسطينيين الذين يعيشون إلى جانب اللبنانيين".
من جهته اكد وزير الاتصالات مروان حمادة بعد لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون امس أن "الحكومة والجيش لن يتساهلا في تطبيق القانون في حق أفراد التنظيم الإرهابي "فتح الإسلام" الذين اعتدوا على القوى المسلحة وغدروا بأفراد من الجيش, مع الحرص الكامل من الحكومة والمؤسسة العسكرية على عدم تعريض المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين لأي مخاطر".
وقد تابع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي مساعيه لحل أزمة مخيم نهر البارد, فزار لهذه الغاية النائبة بهية الحريري على رأس وفد من فصائل المنظمة في لبنان. وبعد اللقاء قال زكي: "ما زالت الأمور تراوح مكانها, فهناك استنفار وتطويق للمخيم وهناك تبادل دائم لإطلاق النار. وبالمقابل هناك مساع كثيرة من قبل العديد من القوى لبحث آلية كيفية القضاء على ظاهرة "فتح الإسلام" لأن الكل يتحدث عن إنهائها, ولكن الآليات قد تختلف بين جهة وأخرى. مؤكداً أن كل الفلسطينيين دانوا هذه الظاهرة وأعطوا الغطاء الكافي للجيش والتأييد للحكومة باعتبار أن أمن لبنان هو أمننا. وان انهيار الأمن كلفته عالية على الفلسطينيين, ووظيفتنا نحن أن نقف مع الأمن اللبناني لأن في ذلك انسجاما مع المصالح العليا للشعب اللبناني وأيضا حماية لجزء من شعبنا يعيش موقتاً كلاجئ في لبنان. وأن المطلوب منا كقيادة أن نخفف من متاعبه وأن نقلل من تضحياته, وبالتالي نحن حريصون على لبنان الموحد من خلال حرصنا على أن الجيش يجب أن يعيد لنفسه الاعتبار بتسليم هؤلاء القتلة أنفسهم للعدالة.
وفي المواقف رأى النائب سمير فرنجية أن الخط الاحمر بحماية الجيش اللبناني والخط الاحمر في عدم الدخول إلى نهر البارد هما عملياً لتعطيل إحالة المطلوبين إلى العدالة, مشدداً على أنه ليس على الجيش التفاوض مع هذه المجموعة الإرهابية أي "فتح الإسلام" التي لا تنتمي إلى الشعب الفلسطيني.
من جهته اعتبر النائب ايلي عون "أن كل من يحاول أن يعطي لأحداث الشمال وتحديداً ما يحصل في مخيم نهر البارد عنواناً فلسطينياً أو عنواناً يتصل بتنظيم »القاعدة«, يستهدف لبنان وسيادته", مشيراً بذلك إلى كلام السيد حسن نصر الله الذي حاول الإيحاء بأن معركة نهر البارد هي معركة الأميركيين مع القاعدة. بحسب عون الذي رأى "أن حزب الله" يجد صعوبة في صياغة موقفه من أحداث نهر البارد لارتباطه طبعاً بالموقف السوري", وتابع أن موقف "حزب الله" بموضوع الحكومة "يتناغم مع موقف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قبل 48 ساعة (..) حيث قال حرفياً: "يتحمل مسؤولية »فتح الإسلام« من يرفض حكومة الوحدة الوطنية

المستقبل
05-31-2007, 02:39 PM
"فتح الإسلام": العبسي ومنقارة ويكن ونصرالله والأسد


الكلام على تحالف موضوعي يجمع ما يسمى تنظيم "القاعدة" بكل من النظام السوري و"حزب الله"، يستحيل أن يسلك دربه بسهولة الى الرأي العام، بفعل التسويق المستمر لمجموعة من المعطيات العلمانية هنا والدينية هناك.
ولكن التعمق في قراءة المعطيات المتوافرة كفيل بإضفاء صدقية كبيرة على هذه العلاقة المتينة التي تجمع "القاعدة" ـ أقله في المعطى اللبناني ـ بكل من نظام الاستفتاء الذي يدّعي العلمانية، من جهة أولى ونظام "ولاية الفقيه" الذي يدّعي اللاطائفية، من جهة ثانية.
المعطيات التي تربط بين هذا الثلاثي كثيرة.


"ترويكا" التخريب
في الشكل يمكن التوقف عند الماكينة الاعلامية العربية والاوروبية والاميركية التي يتوسلها "حزب الله" في حربه المفتوحة على الاستقلال اللبناني. الماكينة التي سبق لها وعملت لمصلحة ترويج اتهامات "حزب الله" ضد الحكومة اللبنانية وقوى الاكثرية هي نفسها التي تدافع عن النظام السوري بقوة وهي نفسها التي تقف اليوم، عمليا، الى جانب منظمة "فتح الاسلام".


"روح هيرش"
إنها روح سايمور هيرش تتمدد في كل هذه الاتجاهات، وتستولد، يوما بعد يوم، أسماء جديدة. هيرش بالمعطى اللبناني هو ماكينة ناطقة باللغة الانكليزية بالوكالة عن كل من حسن نصرالله وميشال سماحة ورجل النفط السوري رجا صيداوي.
في الشكل أيضا، ما ينطق به اميل لحود وسليمان فرنجية ونبيل نقولا وفاروق الشرع وأنور رجا واحمد جبريل، وما تتولى ترويجه "المنار" وأخواتها في لبنان و"الشام برس" ومثيلاتها في دمشق، يتقاطع الى حد الاندماج مع ما ينطق به شاكر العبسي المسمى رئيسا لـ"فتح الاسلام".
تعمل هذه الماكينة الدعائية على إيهام اللبنانيين، بأن النظام السوري هو العدو الاول لتنظيمات مماثلة لـ"فتح الاسلام" ولا تكف عن التذكير بالسنوات الثلاث التي قضاها العبسي في السجون السورية، كما أنها لا تتوانى عن تصوير "حزب الله" بأنه الهدف لهذه المجموعات السلفية مستندة بذلك الى ما قاله نصرالله لهيرش بأنه لا يخاف على حياته من "الموساد" الاسرائيلي بل من التنظيمات الوهابية (هذا الكلام لا يتردد لبنانيا بل يبقى محصورا باللغة الانكليزية)، من دون ان تتنازل، ولو للحظة، عن الاتهام الثابت لـ"تيار المستقبل" برعاية هذه التنظميات وتمويلها وتتويجها.
بطبيعة الحال، يمكن للصحافي الأميركي أو العربي أو الأوروبي الذي يجهل خصوصية النظام السوري ودهاليز الواقع اللبناني أن يصاب بدهشة من المعلومات التي تتوافر له عن حلفاء النظام الاميركي الذي يعاديه، فيكتب باندفاع في مؤسسات صحافية معروفة صلاتها بأنظمة "محور الشر"، ولكن المشكلة الوطنية تبدأ بالبروز في تلك اللحظة التي يستند مزودو المعلومات الى معلوماتهم المعربة أو المترجمة الى إعادة لبننتها ليبرروا بها سلوكياتهم الاتهامية، وبذلك يمكنهم أن يحققوا بعضا من الأهداف التي يسعون اليها، عملا بقاعدة غوبلز الدعائية التي سبق لها وأرست النظام النازي الشمولي.


خريجو "مدرسة المخابرات السورية"
إذاً هذا في التطابق الشكلي بين "ترويكا" "القاعدة" ـ النظام السوري ـ "حزب الله"، اما في التطابق الجوهري فالمسألة تبدو أعمق مما يمكن لعقل أن يتصوره.
من "الشيخ عبدالله" الى "فرع فلسطين"
مجزرة ثكنة "الشيخ عبدالله" تشهد على أسلوب النظام السوري في تطويع "حزب الله". سجن فتحي يكن في فرع فلسطين التابع للمخابرات السورية يشهد على نتاج "مدرسة الاقناع"، تماما كالسنوات الطويلة التي قضاها هاشم منقارة على مقاعد هذه "المدرسة" التطويعية.


شاكر العبسي
شاكر العبسي هو خريج هذه المدرسة المخابراتية السورية. قضى ثلاث سنوات في السجن بتهمة العمل الأمني في تنظيم عقوبة الانتماء اليه هي الاعدام. خرج حرا طليقا بعدما حل مكانه في السجن من حلّ هو مكانه في "فتح الانتفاضة" أي ابو خالد العملة.
النظام السوري خرق كل أصول التعامل مع الاردن. العبسي كان يفترض ان يسلم الى السلطات الاردنية التي تلاحقه بتهمة اغتيال ديبلوماسي أميركي، ولكن النظام السوري فضّل إرساله الى لبنان، بعدما اطمأن الى "علاماته العالية في المدرسة".
الطريق من سوريا الى مخيم نهر البارد قصيرة وآمنة. البر ليس الوسيلة الوحيدة بل البحر هو الوسيلة الأجدى، ذلك ان المسافة التي تفصل المياه الاقليمة اللبنانية حيث يتوفر شاطئ لمخيم نهر البارد عن المياه الاقليمية السورية لا تتعدى مئات الأمتار.
في مخيم نهر البارد الملتصق بطرابلس، ثمة بيئة مؤاتية لشاكر العبسي الذي ما إن استقر في مقره الجديد حتى تمكن الرئيس السوري بشار الأسد من ان يبلغ اللبنانيين والعرب والعالم، في حزيران 2006 أن لبنان أصبح مأوى لتنظيم "القاعدة".
البيئة المختارة لشاكر العبسي، لا يمكن فهمها بالبعد الطائفي إنما بالبعد السياسي. العبسي ذهب الى حيث سبقه فتحي يكن وهاشم منقارة وجميع أولئك الذين زاملوهما على مقاعد "مدرسة المخابرات السورية".
اختيار البيئة الملائمة له تتمات سياسية: إسقاط "تيار المستقبل" في الشمال، بالسلاح الديني اولا ومن ثم بالذراع العسكرية، تمهيدا لإقامة منطقة أمنية شمالية يتمدد منطقها الى بيروت والبقاع الغربي وصيدا، وتستمد شرعيتها الوجودية من المناطق الأمنية التي ينشئها "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت وفي الجنوب والبقاع.


فتحي يكن
وفيما كان شاكر العبسي يتمدد في مخيم نهر البارد ومنه الى طرابلس حيث ظهرت إمكانيات مالية لا تتوافر في مثل هذا الزمن إلا للمرضى عنهم من "خزنة المال الحلال"، كان كل من فتحي يكن وهاشم منقارة يمهدان الارضية الملائمة لاستقبال تنظيم "القاعدة" في لبنان.
مواقف فتحي يكن التي أتت بعد لقاءات مع الأسد وكبار المسؤولين الايرانيين وقبيل انضمامه الى ما تسميه قوى الرابع عشر من آذار بـ"مجموعة الانقلابيين" سبق أن أخذت حيزا كبيرا من النشر والاهتمام، ولعل أبرزها في آب الماضي ترحيبه بإعلان ايمن الظواهري نية "القاعدة" العمل في لبنان وفلسطين وحضه على ترجمة القول بالفعل الميداني.


هاشم منقارة
أما هاشم منقارة الذي ضمّ الفرع الذي يترأسه من "حركة التوحيد" الى "جبهة العمل الاسلامي" التي يترأسها يكن فذهب الى تفصيل مواقف يكن "الجهادية".
هذا الرجل الذي يحمل لقب شيخ، وفي مقابلات صحافية ظهرت مع بدء ظهور "فتح الاسلام" وصف مفتي الجمهورية اللبنانية بأنه "رئيس ميليشيا المشايخ"، وقال بالحرف ـ قبيل استقبال اميل لحود له في القصر الجمهوري وبعده ـ إن "تيار المستقبل هو تيار علماني وليس تيارا سنيا، هو أقرب الى العلمانية، والعلمانية لا تعترف بالقضية الاسلامية، فالتيار هو علماني يضم في صفوفه اعضاء مسلمين وغير مسلمين ملحدين وغير ملحدين"، مشيرا الى ان الساحة السنية "غير ممسوكة"، متوعدا بأنهم "سوف يرون من الذي يعتمد على قاعدته واطمئن هؤلاء الذين يشككون في مقدرتنا على تجييش الشارع من يمتلك القاعدة الشعبية الحقيقية في وقت قريب جداً"، لينبري الى الدفاع عن "القاعدة" وعن العناصر التي ينتمون اليها ويتواجدون في لبنان، قائلا: "القاعدة في الاصل هي تقاتل من؟ تقاتل ـ حكومات ام اميركا؟ تقاتل المسلمين او اليهود؟ من تقاتل القاعدة؟ لماذا تأخذها بعبعا او ـ فزاغة للانظمة، دعونا نتفق على ان هناك دولاً ممانعة في هذا العالم وان هناك عدواً واحداً يجب ان ـ نتوجه اليه، عدو اخذ ارضنا وشرّد اهلنا وشعبنا (...) سمعت ـ ان هناك عناصر جاءت من هنا وهناك واعتصمت في المخيمات واعرف ان هناك بعض العناصر ـ لكنها ليست عناصر قاعدة، انما عناصر اسلامية مجاهدة ماتت في العراق... فلا اظن انه يوجد ـ تنظيم بمعنى التنظيم للقاعدة لكن هنالك تعاطف مع القاعدة كونها اعلنت خيارها من مسألة ـ الصراع مع الاستكبار العالمي"،ليعرب بالنتيجة عن هدفه الحقيقي: "نحن في حركة التوحيد ـ حركة اسلامية دعوية مبتغانا وامانينا هو ان نستظل في ظل حكومة اسلامية على منهج النبوة ـ والخلافة الراشدة، ونحن نعتقد ان خير ما يمكن ـ للبشر ان تكون هناك خلافة ودولة اسلامية) (لكن الواقع الجغرافي السكاني اللبناني لا يسمح بإقامة هذه الدولة ما لم تكن امتداداً طبيعياً لخلافته على الاراضي العربية وبعض الدول الاسلامية".


"تجمع العلماء المسلمين"
ولا يقف منقارة ويكن وحدهما بل معهما ايضا ما يسمى "تجمع العلماء المسلمين" الذي ـ ووفق ما يقوله خبراء في الحركات الاسلامية ـ تأسس بالتزامن مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان في حزيران من العام 1982، بحضور شخصيات دينية وممثلي حركات إسلامية لبنانية من السنة والشيعة وذلك في العاصمة الإيرانية طهران، على هامش "مؤتمر المستضعفين"، أما في الأعوام الأخيرة فزاد النظام الإيراني من احتضانه لهذا التجمع "وصار حزب الله الموجّه الفعلي له". يرأس مجلس أمناء التجمع الشيخ أحمد الزين، وهو قاضٍ سابق في المحكمة الشرعية السنية، لكن مديره العام والموجه الفعلي له هو الشيخ حسان عبد الله، أحد قياديي "حزب الله" المقربين جداً من حسن نصرالله، ويتلقى التجمع دعماً ثابتاً من السفارة الإيرانية.
إذاً، وإزاء هذا الغيض من فيض الحقائق، لا قيمة للتلطي الكلاسيكي وراء طلب تشكيل لجنة تحقيق في الاتهامات التي تسوقها الماكينة الدعائية للمحور السوري ـ الايراني، لأن القضاء اللبناني من مدخل المحكمة العسكرية الدائمة يضع يده على الملف بأكمله، وتاليا هو قادر بمعونة الجيش اللبناني ـ صاحب المصلحة الأولى بمعرفة الحقيقة كاملة ـ أن يكشف الجهات التي أرسلت "فتح الاسلام" الى لبنان أو رعتها أو نسقت معها أو موّلتها أو حرّضتها أو ألهمتها.