تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أحداث طرابلس و"البارد" حلقة جديدة في مسلسل الفتن المتنقلة ـ حزب التحرير ولاية لبنان



ابو شجاع
05-27-2007, 01:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



أحداث طرابلس و"البارد" حلقة جديدة
في مسلسل الفتن المتنقلة


إن الأحداث الأليمة التي شهدتها منطقة الشمال أمس الأحد، ولا سيما مدينة طرابلس ومخيم "النهر البارد"، والتي تفاقمت اليوم في المخيم، تؤكد مدى الخطر الذي شكله الصراع السياسي المحتدم في لبنان والمنطقة، والذي انعكس في مناسبات عدة دماء تهرق في مناطق متعددة من لبنان، وذهب ضحيته المئات ما بين قتيل أو جريح.

إن أزمة "فتح الإسلام" لم تبدأ بمداهمة مجموعة في أحد أبنية طرابلس، وإنما بدأت بالمكيدة التي دفعت مجموعة من المقاتلين الذين قصدوا العراق من أجل قتال شريف ضد المحتلين، إلى داخل لبنان لزجهم في فتنة داخلية، وليكونوا وقوداً في الصراع الإقليمي الذي تجلى انقساماً حاداً في لبنان، بين "موالاة" و"معارضة"، ثم تسابقت الأطراف السياسية المحلية في محاولة استيعاب واختراق وتسخير لهذه المجموعة، بحيث تفاقم أمرها وتعقدت مشكلتها.

وبالعموم فإن الانقسام السياسي الحاد، والسلوك غير المسؤول لرموز "الموالاة" و"المعارضة" على حد سواء، هما اللذان أديا إلى إيجاد المناخ الذي بسببه تكررت الأحداث الدامية في لبنان، سواء في يوم الخميس الأسود في محيط الجامعة العربية في بيروت، أو في قتل "الزيادين"، أو في معارك طرابلس ومخيم البارد المستمرة حتى الآن، أو في انفجار محلّة "الأشرفية" الأخير.

وأمام هذه المأساة التي عشناها في هذين اليومين، يهمنا أن نؤكد النقاط التالية:

• حرمة استباحة الدماء المعصومة: فإنها لجريمة فظيعة استباحة دماء الناس بغير جريرة، سواء أكانوا في صفوف الجيش أو من سكان طرابلس ومخيم نهر البارد وبلدات الشمال. قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلوا النَّفسَ الّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالحَقّ}.

• إن قصف مخيم يحوي عشرات الألوف من السكان في دائرة لا يزيد قطرها على كيلومتر واحد أدى إلى أن يطال التدمير المساكن والمستوصفات والمساجد، الأمر الذي يحتم على الأطراف المعنية التصرف بحكمة لمعالجة المشكلة على نحو يجنب سكان المخيم ويلات الاقتتال، وما جرّه من وقوع ضحايا وانقطاع للماء والغذاء والدواء والعجز عن نقل الجرحى ومداواتهم، إذ يجب أن تبقى أرواح الناس ودماؤهم في مقدمة الاعتبارات التي تتحكم بأي قرار سياسي أو عسكري.

• إن الأزمات المتكررة في مخيمات "اللاّجئين الفلسطينيين" ليست من صنع أهليها، وإنما هي بسبب إجبارهم على السكن فيما يشبه السجن الكبير، ثم تحويل تلك المخيمات إلى مناطق معزولة محرومة، ما يسمح باستغلالها لتكون منطلقاً أو محطة لتنفيذ خطط زعزعة الاستقرار في لبنان. والذي يدفع ثمن هذا الوضع الشاذ هم أهل لبنان، وأهل المخيمات الذين يكابدون العيش غير الإنساني والحرمان الفظيع، ومعهما يدفعون ثمن هذا الوضع الشاذ رعباً وقتلاً وتشريداً بعد تشريد.
وإننا في حزب التحرير – ولاية لبنان، نهيب بالجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يترفعوا عن التصرفات الانفعالية، لأن النار المندلعة تنذر بالانتشار، ولات حين مندم.

قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لاَ تُصِيبَنَّ الّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّة}


4 من جمادى الأولى 1428هـ
21/05/2007م
. حزب التحرير
. ولاية لبنان

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/inde...rat/single/1983 (http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/isdarat/single/1983)