تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حارث الضاري في حوار مع المجلة / السعودية



مراد الرابع
05-26-2007, 01:33 PM
حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق في حوار خاص لـ «المجلة»:سـور الأعـظـمية لن يفصلنا عن الكاظمية.. وما يجري في العراق فتنة أميركية وليست حربا أهلية

المنامة – هشام عدوان
17/05/2007

http://www.al-majalla.com/SiteImages/NewsMain/1326.jpg

* دعا رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري إلى خروج الاحتلال الأميركي من العراق قائلا:(نريد أن يكون انسحاب قوات الاحتلال اليوم قبل الغد) جازماً ألا حرب أهلية ستقع في حال خروج الاحتلال، وقال في حديث شامل للمجلة:أبدا لا توجد بالعراق حرب أهلية، هناك فتنة سياسية نعم، لكن حرب أهلية لا، ولا حرب بين السنة والشيعة أو العرب والأكراد، ونستبعد بحزم ما يتوهمه أو يزعمه الاحتلال ومشايعوه من أن انسحاب مفاجئا لقوات الاحتلال سيتسبب في حرب أهلية، ولتفادي أي احتمالات نقول: لا مانع من أن تكون هنالك جدولة مخططة ومرتبة لخروج قوات الاحتلال تمتد بين من شهور إلى سنتين كحد أقصى، وتحت أي حال ليعلم الجميع أن العراق لن يقسم تحت أي ظرف. الضاري دعا في اللقاء إلى إلغاء العملية السياسية القائمة حاليا وما ترتب عليها من دستور ومجلس أمة والاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي، قائلا: (إن هذه العملية السياسية الحالية برمتها غير شرعية في ظل الاحتلال، كونها تشرعن للاحتلال) ودعا إلى الدخول في عملية سياسية جديدة تشارك فيها جميع القوى الوطنية المعارضة للاحتلال لبناء عراق جديد.وفيما ناشد الضاري المملكة العربية السعودية والملك عبد الله بن عبد العزيز إلى دور أكثر فاعلية في حل أزمة العراق، قائلا: نحن بالعراق نعول بشكل جاد وكبير على موقف السعودية بشكل رئيس، قال إن التدخل الإيراني واضح ومعلوم للجميع، ولكننا لا نركز عليه اليوم، لأنه سينتهي متى انتهى الاحتلال الأميركي.
على صعيد مقارب أعلن الضاري الرفض الكامل لـ (قانون النفط) الذي يقونن نهب ثروات العراق، مناشداً الدول العربية للنظر إلى أزمة النازحين العراقيين قائلا : هنالك اليوم أربعة ملايين نازح عراقي بالخارج، ومليونا نازح بالداخل، مطالباً بالتسهيل على النازحين العراقيين لحين إنهاء الأزمة العراقية. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

* لأول مرة في تاريخ العراق يبنى (جدار عازل) في بغداد! ما المؤشرات والدلالات التي تعطيها إقامة هذا السور؟
- سور الأعظمية واحد من المحاولات الفاشلة العديدة التي لجأ إليها الاحتلال وحلفاؤه في إنهاء المقاومة العراقية والمعارضة للاحتلال وهو من أفشل المحاولات وأكثرها دلالة على فشل خطتهم الأمنية التي عولوا عليها كثيرا، من حيثيات فشل هذا الإجراء أولا: ما رأينا من المظاهرات المنددة بالسور من أهالي الأعظمية وكذلك من أهالي الكاظمية، والأعظميون من أهل السنة والكاظميون من الشيعة وهذا دليل على أن شعبنا واحد وأنه يرفض الفصل بين أجزائه بأي وسيلة ولأي سبب، ثانيا لأن هذه الجدران أو الفواصل لا يمكن أن تمنع صلة الشعب العراقي الواحد ببعضه في مدينة كبغداد التي تعايش أهلها منذ ألف عام، لذلك فإن مثل هذا الإجراء يدل على فشل الخطة الأمنية أكثر مما يحقق لهم شيئا من الأمن.


* هل منع أو سيمنع أو على الأقل سيحد سور الأعظمية من أنشطة المقاومة الوطنية العراقية ضد قوات الاحتلال؟


- أبدا لن ينفعهم بشيء، هم يتصورون أن هذا الجدار قد ينفعهم شكليا في تحقيق شي في الجانب الأمني الذي يسعون لضبطه، لكن جاء الجدار ليشهد على فشل عمليتهم الأمنية، لأن الجدار ليس سورا على مدينة كاملة يحيط بها، بل سور على أحياء داخل المدينة فهو سيقسم المدينة إلى كانتونات، وبالتالي فإن الاحتلال الذي يدعي أنه جاء لينقل العراق من حالة الشقاء إلى الرخاء ومن الديكتاتورية إلى جنة الديمقراطية ومن الظلم إلى العدل، إذا به يقسم هذا البلد بل يقسم عاصمة البلد إلى أحياء معزولة بالأسوار التي لن تحميه من ضربات أبناء العراق وأبطال المقاومة في بغداد وحول بغداد وفي كل العراق.


* هل حققت الخطة الأمنية أي نجاح ولو بحده الأدنى؟


- قلنا من البداية إن هذه خطة فاشلة لأنها تعتمد على القوى نفسها التي نفذت أكثر من خطة قبلها فاشلة ولذلك توقعنا فشل هذه الخطة ولأن شعبنا مصمم على رفض الاحتلال وعلى معارضته حتى يخرج من العراق، لذا قلنا بفشل الخطة وجاءت الأيام لتؤكد فشلها وسيتضح ذلك في القريب العاجل بعون الله تعالى.


* من هي القوى التي تقصد؟


- طبعا قوى الاحتلال وقوى الحكومة المتعاونة والمتحالفة معها.


* إذن ما موقفك من العملية السياسية الجارية بالعراق؟


- بالطبع لنا موقفنا من العملية السياسية في ظل الاحتلال وهذا موقف معلن منذ البداية وهو أن هذه العملية السياسية برمتها غير شرعية في ظل الاحتلال، ولأنها تعطي الاحتلال الشرعية في البقاء وتشرعن تمرير مشروعه الذي احتل من أجله العراق ولأن المنخرطين في هذا المشروع لم يستطيعوا أن يغيروا شيئا في ظل الاحتلال لأنهم يسيرون وفق توجيهاته وأوامره وسياسته وهذا ما أثبتته السنون الأربع الماضية.


* هنالك مؤشرات على أن إياد علاوي رئيس الوزراء في أول حكومة مؤقتة في العراق بعد الاحتلال، مرشح قوي ليترأس الحكومة المقبلة للعراق، ما موقفكم من ذلك وما مصداقية هذه الاحتمالات؟


- لا ندري إن كان علاوي سيترأس الحكومة المقبلة أو لن يترأسها، وفي كل الأحوال لا نعلق آمالا لا على علاوي ولا على غيره طالما بقي الاحتلال جاثما على أرض العراق.
الذي نراه حلا للإشكال هو إنهاء هذه العملية السياسية القائمة والإتيان بحكومة تتمتع بشيء من المصداقية، علماً بأن هذه الحكومة لا تعد خيارا لنا لكن ربما تكون بديلاً للشعب العراقي عن هذه العملية السياسية التي لم تقدم للشعب إلا الجوع والحرمان وفقدان الأمن.


عملية سياسية بديلة

* ما هي شروطكم لعملية سياسية بديلة؟ هل الحد الأدنى خروج الاحتلال؟


- شروطنا هي أن تلغى العملية السياسية القائمة حاليا وما ترتب عليها من دستور ومجلس أمة وما إلى ذلك ثم الاتفاق على جدولة الانسحاب الأميركي من العراق ثم إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، ثم إنشاء محاكم عدل يتفق عليها لمحاكمة كل من تسبب في قتل العراقيين طيلة فترة الاحتلال وإلى يومنا هذا وبإشراف دولي على هذه المحاكم، ثم تأتي حكومة متفق عليها من أبناء العراق تقوم بالتهيئة لانتخابات ديمقراطية وطنية تشرف عليها جهات محايدة ودولية لتنتج حكومة وطنية وبرلمانا منتخبا ثم بعد ذلك يعمل على وضع الدستور.
علماً بأنني أتحدث عن عملية سياسية بديلة تجري تحديدا لطرح معالجة في ظل الاحتلال الجاثم، أما بعد إنهاء الاحتلال فالعراقيون قادرون على أن يديروا أمرهم بأنفسهم بالتوافق أو بآليات الانتخاب المعروفة دوليا.

* أين نقطة البداية في هذا التفاوض أو هذه العملية البديلة التي تطالبون بها؟


- إذا حصل الانسحاب فجميع القوى الوطنية المعارضة للاحتلال تدعو وتُدعى للحوار، ومن تلك القوى الوطنية تتشكل أطراف التفاوض المنتظر.


* هل هناك تخوف من انسحاب أميركي فوري أحادي الجانب دون جدولة؟


- نحن نتمنى أن يكون انسحاب قوات الاحتلال اليوم قبل الغد ولا نتوقع أن يترتب على ذلك بعون الله تعالى ما يتوهمه أو يزعمه الاحتلال ومشايعوه من أنه إذا حدث انسحاب مفاجئ ستنشب حرب أهلية، نستبعد هذا، ومع ذلك وحتى لا نعطي مبررا للآخرين وتسليما بما هم يتوقعونه نقول لا مانع من أن تكون هنالك جدولة مخططة ومرتبة لخروج قوات الاحتلال.


* كم تتطلب الفترة في تقديركم؟


- يمكن أن تكون أشهرا أو سنة أو حتى سنتين، الذي نؤكده هو أن تكون خطة الانسحاب واضحة وصريحة ومكفولة من أطراف دولية لأن الأميركان عودونا على عدم الالتزام بمواعيدهم وعهودهم.


* لكن الرائج الآن أن العراق فعلاً يعيش حرباً أهلية وستزداد سعيرا بخروج مفاجئ للاحتلال؟


- لا.. أبدا لا توجد بالعراق حرب أهلية، هناك فتنة سياسية نعم، لكن حرب أهلية لا، لأن الحرب الأهلية تعني أن يتقاتل هذا الفصيل أو هذا التجمع أو هذا المكون من مكونات الشعب العراقي مع ذاك من المكونات، بمعنى أن يقتتل العرب مع الأكراد أو السنة مع الشيعة وهذا والحمد لله ليس حاصلا، الحاصل في الحقيقة هو فتنة محددة يقف وراءها الاحتلال وبعض المشاركين في الحكومة الذين لهم أهداف تتفق مع أهداف الاحتلال من أصحاب الأحزاب والميلشيات المعروفة الذين فقدوا قواعدهم الشعبية وفقدوا الكثير من أوراقهم السياسية وأرادوا أن يستغلوا الطائفية سياسيا وليس مذهبيا، ليفعلوا مثل هذه الأفاعيل، وبالتحديد الذي يقوم بزرع هذه الفتنة فرق الموت التابعة للمخابرات الأميركية والميلشيات التابعة لبعض الأحزاب السياسية المعروفة وبعض الفئات التابعة لبعض الشخصيات الموتورة من الشعب العراقي، والمـأجورة للخارج، هي جميعها تقف وراء هذه الفتنة فيدفعون الشخص المـأجور أو الساذج على إخوانه الآخرين مستغلين النفس الطائفي، فيحصل الرد وهكذا لا تتوقف ردود الأفعال، لذلك أقول إن ما يجري اليوم في العراق فتنة سياسية وليس حربا أهلية.
ودعني أؤكد أنه لا توجد حرب كما يشاع بين السنة والشيعة أو العرب والأكراد، فجمهور العرب والأكراد والسنة والشيعة اليوم رافضون للاحتلال وللعملاء الذين انكشفت أوراقهم لدى أتباعهم وأصبحوا لا يعملون إلا لأنفسهم ولأحزابهم ومحاسيبهم، أما غالبية الشعب العراقي فهو مهمش ومحروم ويعيش في أدنى درجات الفقر منذ ما يزيد على مائة عام، ولهذا أطمئنكم أن غالبية الشعب العراقي بسنته وشيعته وتركمانه وعربه وأكراده هم الآن يتمنون رحيل الاحتلال اليوم قبل الغد لأنهم يعلمون أن الاحتلال مظلة للعملاء الذين جلبوا إليهم هذا الشر والدمار والخراب.

قانون نهب النفط مرفوض بالكامل


* الحكومة مررت (قانون النفط) الذي يمنح شركات النفط الدولية الكبرى وإدارات المحافظات حصصاً كبرى وهيمنة سياسية وإدارية، إذ ينص قانون النفط الجديد على أن (تقوم الحكومة الاتحادية بإدارة النفط والغاز من الحقول الحالية مع حكومة الإقليم والمحافظة المنتجة....) وهي بهذه الحالة تحرم الحكومة الاتحادية من المشاركة في إدارة الحقول المستقبلية، كما أن حرمان الحكومة الاتحادية من المشاركة في إدارة احتياطيات النفط والغاز المستقبلية، وغياب إدارة موحدة لنفط العراق ممثلة في شركة النفط الوطنية، أليس يصب في جيوب شركات النفط الأجنبية التي ستستفرد بالأقاليم والمحافظات المتنافسة فيما بينها، ما موقفكم؟


- موقفنا هو الرفض الكامل لهذا المشروع الخطير الذي يعرض أكبر ثروة وطنية للعراق وهي النفط لنهب الناهبين واستغلال المستغلين من الأجانب وشركات النفط ورؤوس الأموال الأجنبية ولن يعود للعراق من ثروته النفطية إلا النزر اليسير، الذي بدوره سيقسم بناءً على ما جاء من تقسيمات في هذا الدستور المسخ الذي فرض على العراق من جهات مهيمنة في ظل الاحتلال، جهات مزقت العراق، هذه البقية ستبدد بالتوزيع على الأقاليم وبشكل غير مسبوق لا يراعي مصلحة العراق ولا مصلحة شعبه، هذا المشروع الخطير تتبعه مشاريع لا تقل عنه خطورة، وأخطرها حاليا مشروع اتفاقية الأمن المشترك التي لا تقل خطورة عن قانون النفط، فأميركا - وهي في أيامها الأخيرة بالعراق - لا تريد أن تخرج إلا وقد أحكمت ملف النفط وملف الأمن والملف الثقافي، بحيث تنهي أمر تلك الملفات قبل أن تخرج، بالشكل الذي يتوافق ومصالحها ومصالح من ربتهم على عينها وجاءت بهم معها لحكم العراق وهم لا يزالون يحكمون العراق معها.


* تلك الملفات بما فيها ملف (قانون النفط) ألا تقود بالضرورة إلى تقسيم العراق؟


- تقسيم العراق هيأوا له دستورياً، وضمنوا الدستور المسخ فقرات لتقسيمه تحت عنوان الفيدرالية والمحافظات والأقاليم واللا مركزية، التقسيم كان مقررا وهدفا من أهداف الاحتلال وأهداف القوى التي جاءت معه، بل كان من أهداف بعض القوى الدولية والإقليمية لكن الرفض العراقي الشعبي والوطني المتمثل في المقاومة وغيرها من قوى الرفض عطل هذا المشروع، وأكرر أنه عطله ولم يلغه، لكن سيأتي لإلغائه بعد زوال الاحتلال، فالعراق لن يقسم تحت أي حال.

هناك مقاومة وهنالك إرهاب


* كنت ولا تزال مستهدفا ضمن المستهدفين بالتصفية من رموز العراق الوطنية، كيف جرت وقائع محاولة اغتيالك/ اعتقالك من قبل القوات الحكومية؟


- العديد من القيادات والرموز الوطنية العراقية استهدفت من قبل قوات الاحتلال والحكومة معاً، وقد اغتيل وهجر واعتقل الكثير في سجون الاحتلال وسجون الحكومة، وكنت ولا أزال من بين هؤلاء الذين لا ترغب الحكومة في بقائهم أحياء، لقد تآمرت الحكومة علي بشكل شخصي ضمن الرموز المستهدفة- إذ أرسلت في نهاية الشهر الثاني من العام 2006 قوة عسكرية لمهاجمة بيتي، وبعد مواجهات جرت مع المدافعين عن بيتي فروا هاربين، وقتل منهم من قتل ورجعوا خائبين، ولم يوفقوا إلى ما كانوا يريدونه من قتلي أو اعتقالي بعدها بعشرة أيام غادرت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة ثم ذهبت لزيارة روسيا، وأثناء ذلك بلغتني معلومات أنهم لا يزالون يستهدفونني، لذلك قرر مجلس شورى هيئة علماء المسلمين بقائي بالخارج وعدم عودتي للعراق لظروف أمنية خاصة وقد بقيت بالخارج إلى يومنا هذا، ثم صدرت بحقي مذكرة الاعتقال الأخيرة قبل أشهر.


* إلى أين وصل ملف مذكرة اعتقالك؟


- لم تصل المذكرة إلى شيء، وقد ولدت ميتة وانقلبت عليهم وتمنوا لو لم يصدروها إذ كانت بمثابة الاستفتاء علينا وقد خسروا في ذلك الاستفتاء.


* ما صحة ما تناقلته وكالات الأنباء عن موافقة بعض فصائل المقاومة على بدء مفاوضات مع قوات الاحتلال وقوات الحكومة؟


- هذه القضية تثار بين الحين والآخر وبعد كل ادعاء بهذه المفاوضات نجد من المقاومة من يكذب تلك الأنباء ميدانيا، بل إن السفير الأميركي السابق بالعراق خليل زلماي زاد ذكر قبل نحو شهرين أنهم لم يوفقوا في كل لقاءاتهم التفاوضية المزعومة مع ممثلي المقاومة، وقال حرفيا إن كل من اجتمعنا بهم لم يكونوا من أهل القرار الحقيقيين.


* هنالك لغط كبير حول المقاومة، وبخاصة أنها توصف أحيانا بالإرهاب، هل لنا بفكرة عن المقاومة العراقية؟ فصائلها؟ من يقودها؟ وأين يقع تنظيم القاعدة من فصائل المقاومة؟ أين حدود المقاومة وأين حدود الإرهاب؟


- نحن قلنا ونكرر الآن أن بالعراق مقاومة وأن به إرهابا، والفرق بين المقاومة والإرهاب، المقاومة في عرفنا هي من يستهدف الاحتلال وعملاءه الواضحين، الذين يقاتلون إلى جانب الاحتلال أو يمدونه بالمعلومات ويدلونه على المقاومة، أما الإرهاب فهو موجود في العراق وله مصادر متعددة وهو في مفهومنا - لا في مفهوم الأميركان وعملائهم - هو الذي يستهدف الأبرياء من أبناء الشعب العراقي بكل مكوناتهم وطوائفهم، لإثارة الفتنة بغية تحقيق مشاريع الاحتلال، ولهذا أقول إن الكثير من وسائل الإعلام تحاول أحيانا وصف المقاومة العراقية بالإرهاب لتشويه سمعتها ظلما، وتحقيقا لرغبات أعداء المقاومة في الخارج والداخل.


* هل تدعو للاعتراف بالمقاومة العراقية؟


- أنا وإن كنت غير متحمس لدعوة الدول العربية وغيرها للاعتراف بالمقاومة فهي موجودة على أرض الواقع وفرضت نفسها في الميدان وعلى العدو، لكن أشكر من طالب بالاعتراف بها وأشكر من يعترف بها لأن الاعتراف بها يعطيها قوة معنوية لدى مجالدة العدو.

النازحون تجاوزوا أربعة ملايين


* لا تزال معاناة اللاجئين العراقيين تتفاقم، ما هي آفاق الحل؟


- يشهد العراق الآن نزوحا كبيرا لأبنائه وكل من يستهدف بالعراق من أبنائه من شيعة وسنة وغيرهم، وبلغ عدد النازحين خارج العراق ما يربو على الأربعة ملايين مهاجر أما المهجرون داخل العراق فهم يزيدون على مليونين وأكثر، المهجرون خارج وداخل العراق يعانون ظروفا نفسية وصعوبات مادية الشيء الكثير فأغلبهم اليوم لا يجدون ما ينفقونه على حاجاتهم الأساسية لمعيشة إنسانية تليق، لذلك ألفت هنا نظر إخواننا في الدول العربية والمجتمع الدولي إلى هذه الظاهرة الإنسانية الخطيرة، التي تشهد وباعتراف الأمم المتحدة أكبر هجرة في العصر الحديث.
لا توجد مضايقات في العيش للعراقيين النازحين للدول العربية، لكن توجد هناك مضايقات في إجراءات ومعاملات الدخول والإقامة وتسهيلات المرور، نعم يواجه العراقيون اليوم في كل الدول العربية للأسف الشديد دون تخصيص الكثير من المضايقات في هذا المجال ويعامل العراقيون اليوم للأسف أسوأ أحوال المعاملة في السفر ومعاملات الإقامة، لذا أدعو إخواننا في الدول العربية إلى أن يرأفوا بإخوانهم العراقيين وأن يعاملوهم بالحسنى إلى أن يفرج الله تعالى عليهم وفرج الله قريب وعندها يثاب صاحب الفضل بفضله.


* ماذا عن اللاجئين الفلسطينيين بالعراق وما يواجهونه من اضطهاد واستهداف؟


- مشكلة الفلسطينيين بالعراق مشكلة كبرى وقد نشأت منذ أيام الاحتلال الأولى، وقد ناشدت هيئة علماء المسلمين الأمم المتحدة أن تأخذ ملف الفلسطينيين في الاعتبار، وقد تحدثنا وكتبنا في وسائل الإعلام وحذرنا الدول العربية من وقوع كارثة بفلسطينيي العراق ولكن لم يستجب لمعاناتهم احد إلى اليوم، وذهب من الفلسطينيين حتى اليوم أكثر من 100 شهيد بالعراق قتلا واغتيالا واختطافا، ولا تزال البقية من الباقين منهم محاصرة في كانتونات، ومن تلك الكانتونات حي البلديات الذي يشكل الفلسطينيون أكبر نسبة في قاطنيه، علماً بأنه من أوائل الأحياء التي عزلت بالجدران العازلة، محاصرون لأنهم اتهموا ظلما بالإرهاب، وهم أناس مسالمون ولا يريدون إلا الخير لكل أبناء العراق، وعاشوا معنا منذ نكبة 1948، ولم تستجب لا الدول العربية ولا جامعة الدول العربية لمناشداتنا بالتدخل، علماً بأن مشكلة الفلسطينيين بالعراق لا يصعب حلها إذ لا تتجاوز أعدادهم 20 - 30 ألف فلسطيني يمكن أن يتم إسكانهم في إحدى الدول العربية مؤقتا إلى أن ينجلي الوضع ويعودوا بعد ذلك إلى العراق الذي عاشوا فيه نصف قرن معززين مكرمين.

* كيف ترون دور السعودية في حل الأزمة العراقية ؟

- المملكة العربية السعودية بلد عربي مهم جدا لها كلمتها في المنطقة وفي العالم ودورها مؤثر وتستطيع أن تفعل الكثير للعراق، ندعو المملكة إلى أن يكون دورها أكثر فاعلية في حل أزمة العراق، وهو ما نتوقعه منها ومن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود خاصة، نحن بالعراق نعول بشكل جاد وكبير على موقف السعودية بشكل رئيس لأن كلمتها في المنطقة وفي الملف العراقي لها أثرها ومكانتها، ولذا نسأل الله تعالى أن يوفق إخواننا بالمملكة إلى الاهتمام بالموضوع العراقي أكثر فأكثر لأنه ملف يهم السعودية والأمة بشكل عام.


* ماذا عن التدخل الإيراني في الوضع العراقي؟


- التدخل الإيراني واضح ومعلوم للجميع، ولكننا في هيئة علماء المسلمين لا نركز على هذا الدور اليوم، لأنه يستند ببساطة إلى الدور الأميركي، فالتدخل الإيراني سببه الاحتلال الأميركي فإن انتهى الاحتلال الأميركي فإن الدور الإيراني وأدوار الدول الأخرى ستنتهي، لأن الذين قاوموا الدور الأميركي قادرون على تحجيم الأدوار الأخرى التي جاءت نتيجة للاحتلال .

حارث الضاري في سطور

* الدكتور حارث سليمان الضاري، رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق.ومن الشخصيات العراقية العامة البارزة.والده الشيخ سليمان الضاري رتب عملية اغتيال المندوب البريطاني أيام الانتداب وذاع صيته في أرجاء العراق.عمل أسaتاذا في جامعات بغداد بالعراق، واليرموك بالأردن، وكلية الدراسات الإسلامية في دبي وجامعة عجمان في الفجيرة.حاصل على شهادة الدكتوراة في الحديث وعلومه من جامعة الأزهر عام 1978 والماجستير في التفسير.يحمل رتبة الأستاذية منذ عام 1989.اختير أستاذا أول في كليته من قبل جامعة بغداد عام 1995.وله أربعة كتب مؤلفة في الحديث وعلومه، وله أكثر من خمسة عشر بحثا.أشرف على عشرات الرسائل الجامعية في التفسير والحديث والفكر الإسلامي لطلبة الماجستير والدكتوراة.كما ناقش العشرات من الرسائل في العراق والأردن.وأصبح خبيرا في الترقيات العلمية في تخصص الحديث والتفسير في الجامعات العراقية والأردنية والفلسطينية.خرج من العراق عام 1997 نتيجة المضايقات التي كان يعانيه من قبل النظام في وقتها؛ بسبب مواقفه المعارضة المعروفة في الوسط الديني والجامعي؛ ومن أهمها إعلانه الاعتراض على غزو الكويت ومساندته للطلبة الأكراد في كلية الشريعة، وكذلك لامتلاكه علاقات جيدة مع علماء الأكراد وتأثيره الديني في عشيرته الكبيرة والقريبة من بغداد.اختار الإقامة بالعاصمة الأردنية عمان.تترأس عائلته قبيلة زوبع من قبائل شمر العربية، من مواليد منطقة خان ضاري في أبي غريب قرب بغداد.
في نوفمبر 2006 أصدرت الداخلية العراقية مذكرة باعتقال الضاري بتهمة التحريض على العنف الطائفي .


http://www.al-majalla.com/ListNews.asp?NewsID=1326&MenuID=27

من هناك
05-26-2007, 02:16 PM
اهلاً بك يا مراد الرابع في المنتدى وشكراً لك على النقل.