تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثم يسألونك من أين تأتي القاعدة؟..بقلم: محمد أبو رمان



الحسني
05-26-2007, 07:37 AM
ثم يسألونك من أين تأتي القاعدة؟
بقلم: محمد أبو رمان

إحدى أبرز معضلات الفضاء السياسي والإعلامي العربي الراهن هي إهمال البعد الإنساني الذي يتلاشى ويتوارى وراء السجالات والقصص السياسية التي تحظى باهتمام النخب والجماهير على السواء. وكأنّ الشأن الإنساني لا قيمة ولا أهمية له فيما يجري من تطورات في العديد من الساحات العربية، على الرغم أنّ الكلفة الإنسانية للأحداث السياسية كارثية إلى درجة لا تحتمل.


يمكن بسهولة ملاحظة المعضلة السابقة في رصد الأحداث والتطورات المختلفة في الحرائق المشتعلة في المنطقة كغزة والعراق ولبنان. فالتقارير والتغطيات الإعلامية ونقاشات وسجالات النخب السياسية والمثقفة العربية كلها تدور في فلك التحليل السياسي ذي الطابع الأيديولوجي، وكثير منها معلبة ومصبوغة بمواقف مسبقة، بصورة تكاد تختفي فيها ملامح الكارثة الإنسانية تماماً، وكأنّ هذه الصراعات السياسية تدور بلا عائد دموي يومي ولا استنزاف وتبديد هائل للمجتمعات وثقافتها وقيمها ولا خسائر بشرية ومعنوية ورمزية لا تقدر، أو كأنّ الإنسان العربي بلا قيمة ولا وزن في الحسبة السياسية والإعلامية العربية.


المثال الناصع على إهمال الجانب الإنساني - في الفضاء الإعلامي والسياسي العربي- يتبدى اليوم بأوضح صورة فيما يجري في مخيم نهر البارد في لبنان. فالجميع أدان بقوة ووضوح – في اليوم الأول من المواجهات- ما أقدمت عليه جماعة "فتح الإسلام" من أعمال همجية بربرية بحق الجيش اللبناني، وقد رفعت جميع القوى السياسية اللبنانية – على ما بينها من خلاف- والقوى الفلسطينية الغطاء السياسي عن هذه الجماعة ونزعت المشروعية عن دورها وممارساتها، وهو موقف مبدئي طبيعي لا غبار عليه،لكن هذا لا يعني – في المقابل- منح الغطاء للعمل العسكري الذي قام به الجيش اللبناني تجاه المخيم، ما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات والخسائر بين المدنيين والأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه اللعبة الإقليمية أو حتى المحلية.


قصف المخيم بمثابة عقوبة جماعية ضد الفلسطينيين اللاجئين واستباحة لأمنهم وحياتهم بلا ذنب يذكر، سوى أنهم كانوا ضحية أو أسرى للعبة اسمها "فتح الإسلام"، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن تقودنا إدانة فتح الإسلام إلى التواطؤ بالتغاضي عن "جريمة" استهداف المدنيين في المخيم، بأي عنوان كان هذا الاستهداف، ومهما قيل من "حماية السيادة الوطنية" أو رد الاعتبار للجيش الذي "جرح كبرياؤه". فالصور التي بثت بالأمس لأهالي المخيم المنكوبين دليل واضح على أنّ ما حدث جريمة بحق المدنيين.

ليلى موعد امرأة فلسطينية، لاجئة من المخيم، تحدثت بالهاتف على فضائية الجزيرة، وهي تروي شيئاً من المعاناة الإنسانية الكبيرة لأبناء المخيم جراء هذا الصراع.. الأطفال الرضع بلا طعام ولا ماء، الرجال مصابون وجرحى على أبواب البيوت ولا أحد يستطيع انتشالهم.. المساجد والمدارس والملاجئ هدمت بالقصف..، صوت هذه المرأة يكسر حاجز الصمت ويفضح الاستهتار في حياة الناس الأبرياء التي تتبدد بسهولة بلا أية قدسية أو كرامة!


لماذا نصر على الاختباء وراء عبارات سياسية منمقة وفلسفات تبريرية مؤسفة، دعونا نتحدث بصراحة شديدة لو اختبأت جماعة "فتح الإسلام" في حي أو مدينة لبنانية لما أقدم الجيش اللبناني على ما قام به في مخيم نهر البارد! فقيمة حياة "الإنسان" الفلسطيني أصبحت تساوي صفراً ليس لدى الإسرائيليين وحدهم، بل لدى العرب، والفلسطينيين أيضاً، والكارثة الفلسطينية معناها اليوم أكبر من أرض محتلة وعدو مغتصب لئيم، والإنسان الفلسطيني اليوم باتت جريمته أنه "فلسطيني"، وإلاّ كيف نفسر ما يحصل للاجئين الفلسطينيين في العراق من تقتيل وتهجير وكارثة إنسانية كبرى، في الوقت الذي تضيق كل البلاد العربية عن استيعابهم وإيوائهم بحجج وذرائع سياسية لا توزن بالكارثة الإنسانية التي يعيشون فيها وهم ينامون بالعراء يشعرون أنّ العصابات المسلحة قد تتخطفهم بأي لحظة أمام أعين الحكومة المتواطئة!


لا أعرف، والله، من يستطيع أن يلوم إسرائيل بعد اليوم على ما تفعله بالفلسطينيين – من تدمير البيوت فوق رؤوس الناس وقتل الأبرياء وإيقاع العقوبات الجماعية على هذا الشعب المنكوب- ونحن نفعل كما تفعل وربما زيادة (!)، بل إنّ ما فعلته كل من حماس وفتح في الشعب الفلسطيني، خلال الشهور الماضية، أسوأ بكثير مما فعله الكيان الصهيوني والاحتلال الإجرامي؛ دعك من مئات القتلى والجرحى واستباحة حتى دماء الأطفال الصغار العائدين من مدارسهم، فالصورة التي قدمتها هذه الفصائل للعالم بعد رحيل قوات الاحتلال من غزة تكاد تمحي – في مخيلة العالم- مسيرة النضال الفلسطيني بأسرها خلال العقود السابقة وتخلق انطباعات لدى المجتمع الدولي أنّ الفلسطينيين غير مؤهلين لإدارة دولتهم في حال قيامها وتعزز من الرواية الإعلامية الإسرائيلية الكبرى أنّ إسرائيل تدافع عن نفسها ضد جماعات لا تتقن غير "فن العنف"!


بالعودة إلى مخيم نهر البارد، فهو نموذج لمخيمات البؤس الفلسطيني في لبنان وسورية؛ إذ يكاد يكون المخيم "غيتو" أو معتقل جماعي يفتقد البنية التحتية والخدمات الرئيسة، وفيه كثافة سكانية مرتفعة، الفوضى والصراع الفصائلي هما سيدا الموقف، والقانون الساري هو قانون الغاب (البقاء للأقوى)، لا يوجد أي معنى للحياة الإنسانية الكريمة الطبيعية في هذا المخيم، فهل من الصعوبة أن نتصور تحوله وغيره من المخيمات الفلسطينية إلى حاضنة اجتماعية للجماعات المتطرفة أم أنّ هذه هي المحصلة الطبيعية للانسداد الحاصل في مختلف مناحي الحياة وانعدام الأفاق السياسية..

ثم يسألونك من أين تأتي "القاعدة"؟!

ابن خلدون
05-26-2007, 09:17 AM
ثم يسألونك من أين تأتي "القاعدة??}}}
انك تشجع قيام حركات اصولية تتمسك بقشور الاسلام وتنبذ الفكر الاسلامي الصحيح وتدعو لقيام حركات تفجر الاسواق وتدمر الارض والبشر وتستنزف الامة؟
اذا رد الجيش على من قتل عناصره الابرياء غدرا"وبيد باردة حقودة تعتبر انت ذلك تحريض واستفزاز!! فما هو الحل بنظرك؟ ان يكرم الجيش اللبناني ويهدي ميدالية لجيش عصابة بشار في لبنان المتستر تحت اسم سخيف هو فتح الاسلام لصاحبه خالد العملة العميل السوري القابع في دمشق...

الحسني
05-26-2007, 09:41 AM
انك تشجع قيام حركات اصولية تتمسك بقشور الاسلام وتنبذ الفكر الاسلامي الصحيح وتدعو لقيام حركات تفجر الاسواق وتدمر الارض والبشر وتستنزف الامة؟
اذا رد الجيش على من قتل عناصره الابرياء غدرا"وبيد باردة حقودة تعتبر انت ذلك تحريض واستفزاز!! فما هو الحل بنظرك؟ ان يكرم الجيش اللبناني ويهدي ميدالية لجيش عصابة بشار في لبنان المتستر تحت اسم سخيف هو فتح الاسلام لصاحبه خالد العملة العميل السوري القابع في دمشق...
هذا فهمك السقيم يا أيها المسمى بابن خلدون...
ويسعدني أن أهنئك على نظرتك الثاقبة في فهمك للموضوع أعلاه...

الأسدي
05-26-2007, 11:19 AM
هناك استغلال قذر من قبل الباطنية الرافضية

ومن قبل المخابرات الصليبية والصهيونية

لعواطف أهل السنة

وما مصيبة اهل السنة في سوريا باقل منها في فلسطين لكن استغلال سطحية وجهل البعض انساهم سوريا
ونظامها المعادي لكل ماهو سني ...