تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احداث الشمال اللبناني...الدور السوري وامور اخرى



من هناك
05-23-2007, 12:21 AM
الاحداث الدامية في لبنان لغم جديد ينفجر في العالم العربي الساقط المناعة, والذي غدا ملئ بالمفخخات والالغام واصبحت ساحاته وجنباته معارك للخصوم وميادين لتصفية حسابات الاخرين وبإستخدام الادوات المحلية السادرة في تيهيها والغارقة في جهالاتها, لمحاولة الفوز بأكبر قدر من غنائمه واسلابه.

احداث لبنان وما شهده البلد قبلها وما يزال من حالات شد وجذب بين معارضة وموالاة إضافة الى الاحوال المتأزمة والاحداث الدموية العاصفة في غير مكان تظهر وبجلاء كبير الانحدار والانحطاط الذي وصل إليه عالمنا العربي جراء عوامل داخلية ذاتية وهجمات خارجية شرسه. الاستبداد السياسي وفساد شريحة واسعة من الطبقة السياسية في عالمنا العربي وضياع المحاسبة والمساواة امام القانون وتفشي الفساد الاداري, متزامنا مع الصراع الدولي والذي لا يري في المنطقة الا سوقا استهلاكية للسلاح وللسلع والخدمات ويرى من مصلحته ولصالح هيمنته المطلقة ان تبقى المنطقة متوترة وملتهبة وبعيدة عن السلم وإلاستقرار لتبقي اسيرة الصراعات ورهينة التخلف والحاجات الاستهلاكية.


من الاهمية بمكان ان تلفت احداث نهر البارد الانظار الى مأساة اللاجئين الفلسطينيين والذين يعانون في الشتات ولعقود ظروفا إنسانية قاسية وصعبة, تهيء المناخ لإن ينشأ جيل او شريحة منه على الاقل وقد ملأت قلوبها مشاعر السخط والغضب من عالما شاركا في صنع معاناتها وهو يحاول جاهدا وبكل الاساليب والطرق إن يمعن في مظالمه بإلغاء حقها الطبيعي والقانوني للعودة الى ديارها وبلادها والتي سكنها واستوطنها الاغراب من شذاذ الافاق.



التنظيمات الاسلامية والتي تعرف بأنها "متطرفة" هي في كثير من الاحوال نتاج ظروفا قاسية من الاضطهاد والقمع وغياب الحريات الفردية وانتهاك حقوق الانسان. ففي الوقت الذي تمنع فيه غير دولة عربية –مصر مثالا- الجماعات الاسلامية المعتدلة والتي تتنازل عن كثير من حقوقها, وتزج بكوادرها في السجون وتلاحق قياداتها وتشن عليها الحملات الاعلامية وعلى الرغم من الفشل الذريع في الحكم والادارة لتلك الحكومات الشمولية وإن تدثرت بمظاهر زائفة من الديمقراطية الديكورية, نجد ان التنظيمات التكفيرية تنتشر وبطريقة إنشطارية وكبيرة في عالمنا العربي لتفأجئنا بتفجيرات او عمليات كبيرة تهز مجتمعاتنا لتزيدها بلاءا على بلائها وبؤسا على مأسيها.

التنظيمات المندفعه التي لا ترى في غير العنف سبيلا لتحقيق طموحاتها, يسهل كثيرا وع غياب مشاريع عملية ورؤى إستراتيجية تجييرها لصالح جهات وفئات حاقدة على الاسلام بإهله ومنهجه, ويمكن إختراقها بسهولة وييسر من جهات إستخباراتية اقليمية ودولية توظف دماءها وارواح زهرة شبابها في غايات هي نقيض ما اراده أولئك الشباب الضحايا-الجناة في نفس الوقت. لذلك لم يكن عجبا ان تتعدد التقارير والتي تتحدث عن دعم إيراني على سبيل المثال لتنظيمات "متطرفة" في العراق والتي تقاوم الامريكان بزعمها عبر عمليات جنونية غير مقبولة ومواقف متهورة قد تدفع البلاد لحرب أهلية وتنفر الجماهير من المقاومة الصادقة والنزيهة.


اصابع الاتهام من خصوم سورية في لبنان في الاحداث الاخيرة –وهم كثر- توجهت نحو سورية والتي من مصلحتها زعزعة الاستقرار في لبنان للتهرب من إستحقاقات المحكمة الدولية في مسألة إغتيال رفيق الحريري. والحقيقة أن سورية النظام وبإسلوب نفيها على لسان مندوبها في الامم المتحدة كادت ان تصادق على تلك الادعاءات وتدين نفسها بنفسها مع التذكير بمسألة ابوعدس وإعترافاته التفلزيونية المزعومة بإغتيال الحريري, والاحداث الصدامية العجيبة بين قوات الامن السورية واصوليين مزعومين من حين لآخر.

فقد قال سفير سوريا لدى الامم المتحدة بشار الجعفري ان متشددين يقاتلون قوات الجيش اللبناني اودعوا السجن في دمشق قبل سنوات قليلة لصلاتهم بتنظيم القاعدة وسيعاد اعتقالهم اذا عادوا الي البلاد. وفي معرض نفيه اتهامات بأن سوريا كان لها صلات بجماعة فتح الاسلام التي تقاتل الجيش اللبناني قال السفير ان بضعة اعضاء بالجماعة قضوا "ثلاثة أو أربعة اعوام" في السجون السورية "قبل عامين" بسبب روابط مع القاعدة ثم افرج عنهم وغادروا البلاد. واضاف قائلا للصحفيين "اذا عادوا الي سوريا فانهم سيودعون السجن... انهم لا يقاتلون لمصلحة القضية الفلسطينية. انهم يقاتلون لمصلحة القاعدة". وقال ان معظم قادة الجماعة فلسطينيون أو اردنيون او سعوديون وربما أن "اثنين منهم" سوريان. واضاف انه بعد اطلاق سراح قادة الجماعة بدأوا "ممارسات ارهابية" ودربوا "عناصر جديدة" لمصلحة القاعدة لكنهم غادروا سوريا حتى لا يتعرضوا للسجن مرة اخرى.

إذن هناك اعضاء بارزين في التنظيم كانوا رهن الاعتقال في سورية, سورية والتي تحاكم الناشطين السياسيين بإحكام قاسية لمواقف سياسية سلمية والتي تعلن انها جزء مهم في الحرب العالمية على "الارهاب" وانها ضحية الارهاب "الاسلامي المتطرف", يقضي في سجونها ولمدد قصيرة عناصر من "القاعدة" ثم يكون لهم –حسب المسؤول السوري- بعد إطلاق سراحهم ممارسات ارهابية وتدريب لعناصر جديدة ثم يغادروا سورية بسلام من بعد, مع الانتباه أنهم لو عادوا لقبض عليهم.

تصريحات الجعفري والمعلومات التفصيلية عن التنظيم تثير الريبة وترفع الكثير من علامات الاستعلام والتعجب والتي تؤيد المزاعم التي تقول ان النظام السوري هو من ساهم في صنع هذه المجموعة وانها مخترقة لصالحه تماما وانه يستخدم عناصرها الشابة ودماءهم لصالح مصالحه السياسية الضيقة في محاولة لتسجيل نقاط على الساحة اللبنانية الهشة والمرشحة لإنفجارات عنيفة.



بكل الاحوال احدث لبنان لها ما بعدها, والالغام الكثيرة في لبنان وفي غيره مرشحة للانفجار, والامور في مجمل المنطقة لا تبشر بخير بل إن السحب الداكنة تتجمع في السماء العربية, فيما انظمة عربية مشغولة بمسرحيات إعادة انتخاب القائد الضرورة وأخرى بتهئية الاجواء الى توريث الحكم الجمهوري وثالثة بمحاربة الحجاب وتدبيج المدائح لرئيس نقل البلاد من قاع إلى قيعان.


ياسر سعد