تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في دفتر الدم !



ابو شجاع
05-22-2007, 01:14 PM
قراءة في دفتر الدم!


تبرز الأحداث التي عصفت بالشمال، منذ صباح الأحد، حلقة في سلسلة نتائج مريرة، أفرزتها طبيعة هذا الكيان الهشّة. ولنا أن نعود إلى موجات التفجير والاغتيال والصراع الأهلي، التي لم تترك عقداً من العقود الأخيرة، منذ إعلان الولادة القيصرية لدولة لبنان! إن ضعف هذا الكيان، بنسيجه الهشّ، وبنيته المضعضَعة، هو من إرث «الانتداب»، الذي شاء نصْب فخاخ جاهزة، وقنابل موقوتة، فرسم لأجيال تليها أجيال، خرائط التفجير، اعتماداً على ما أرساه من تركيبة طائفية سقيمة.

وبدل أن تعي الشرائح السياسية، التي تتناوب دوري المعارضة والموالاة، هذه الحقيقة المرّة، وتسعى إلى البحث عن حلّ جذريّ لها، يتشاغل كثير منها بتبادل التهم، عقب كلّ هزّة، أو انتكاسة، ويُسارع كلّ فريق إلى رمي القنبلة، وهي على وشك الانفجار، إلى يد الفريق الآخر، وكأنها إذا انفجرت في غير يده، لا تطاله بشظاياها المدمّرة!

أليس غريباً أن نرى تنامي عديد القوى الأمنية، من كافّة «الأجنحة»، في غضون الأشهر الماضية، وأن يعلن القيّمون عليها عن قدرتها على التصدّي لأيّ اعتداء «خارجي»، وكشف أيّ محاولة للعبث بالأمن، ثمّ نجد مجموعة مسلّحة تعلم أجهزة الدولة، منذ أشهر، مكان انطلاقها، وقيادتها، وخلفياتها الفكرية والسياسية، ومصادر مدّها بالسّلاح، وهي محاصرة، منذ أشهر، ومع ذلك تقف الأجهزة، سياسية وأمنية، مبغوتة ومرتبكة، في معالجة ما يحدث منذ الأحد، في مخيم نهر البارد، وبعض أحياء طرابلس، وصولاً إلى الأشرفية، إن كان للتفجير فيها صلة بهذه الأحداث؟؟!!

لعل السبب المباشر في هذا الارتباك، أن القرار السياسي مشلول، بفعل التجاذبات الحاصلة بين مؤسسات الدولة، والحسابات السياسية لردّات فعل «الآخر»، التي تجعل كلّ طرف، قبل الإقدام على أيّ خطوة مصيرية في حقّ البلاد، ينظر إلى ما يستثمره الطرف المقابل، فيحجم أو يُقْدِم! ما يعني أنّ الكلّ مسؤول عن هذا الشلل، الذي خرج عن إطاريه السياسي والاقتصادي، ليدخل منطقة المحظور، بشكل فاقع: الشلل الأمني!

ولئن كان «الخارج» مسؤولاً عن هذا العبث الأمني، بغضّ النظر عن ماهية هذا «الخارج»، فإنّ الاكتفاء، خلال الأشهر الماضية، بالعزف على هذا الوتر، والقصور في إيجاد خطوات عملية لمعالجة الأمر، أدّيا إلى تفاقم الوضع، وبلوغه حدّ الصِّدام العسكري، الذي يُنذر بسقوط أبرياء، في المخيّم، مهما توخّى مطلقو النيران الدقّة، لأنّ المساكن متلاصقة إلى أبعد مدى.

إنّ أسوأ ما يمكن أن تصل إليه السياسة من تردٍّ أن تستهتر بالدماء، وتقصّر في واجب حقنها، ولقد كان المراقبون ينبّهون مراراً من تعقيدات الوضع في المخيّمات، وحالات الاختناق فيها، على أكثر من صعيد، فلماذا أُهمل هذا الملفّ، وتباطأ القيّمون عليه، في علاجه!؟

إنّ الأمر يقتضي معالجة سريعة، لهذا الملفّ، في تأنٍّ وعدلٍ، كما يقتضي حلّ قضايا البلد كلّها، في إطار جذري، لا يُشتَرِط فيه أن يحقّق مصالح اللاعبين الصغار، أو من يحرّكهم بخيوط... العنكبوت!


د.أيمن القادري

من هناك
05-22-2007, 04:38 PM
اخي ابو شجاع،
مشكلة الدولة انها ممسوكة بطريقة ترويض النمر الورقي. الدولة بحاجة إلى تدعيم السلم الداخلي وتنظيف القيادات من اولئك الثأريين غير العابئين بأي شيء.

إن فتح الإسلام على الاغلب تعمل لاجندة خارجية ولكن بدل ان يحصروها ويعاقبوها يفتحون باباً ضخماً جداً في المخيمات من اجل الدخول إليها كرمى لعيون كوندي التي تريد ان تخلق انتصاراً لربيبها اولمرت من العدم.

لو اراد فلسطينيو الدويلة اليوم المفاوضة على حق العودة، لقفز اولمرت إلى كل المحافل الدولية وتمسكن رافضاً عودة هؤلاء الإرهابيين. إن امريكا تعرف ماذا تفعل وكيف تمرر خططها.

إن الدولة اللبنانية تريد ان تتخلص من المخيمات بأسرع وقت ممكن ولكن بعد إتهام المخيم كله بالإرهاب وتدعيم وجود الدخلاء على المخيمات وتظهيرهم بشكل لا يخدم إلا اليهود. وبذلك لن يقبل الصهاينة عودة اي فلسطيني من لبنان هذا على إفتراض انهم قد يقبلو بذلك. ولن يستطيع لبنان ان يبقي على بؤر خارجة على القانون وتضم كل من اراد ان يخالف القانون.

بعد ذلك، لن يكون للبنان سوى حل واحد: ايلول الأسود مرة اخرى.

ابو شجاع
05-24-2007, 02:51 PM
احسنت اخي بلال



بعد ذلك، لن يكون للبنان سوى حل واحد: ايلول الأسود مرة اخرى.


وهذه البداية فقط

انقل هنا اضافة للأستاذ ايمن القادري حول نتائج المجزرة

السبب الحقيقي لهذا الهجوم

كان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد صرح خلال الليل بأن الحاجة باتت ملحة لكبح جماح الإسلاميين. وقال بوش: "لابد من إيقاف هؤلاء الذين يحاولون القضاء على الديموقراطية اليافعة في لبنان". [بي بي سي العربية]

أوضاع النساء والأطفال في ظلّ منع الاستشفاء
وصل إلى مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني (مستشفى صفد) أربع حالات ولادة، وعدد من الأطفال مع أمهاتهم في حالة هلع وخوف وهستيريا، تم إنقاذ النساء بصعوبة وإحداهن فقدت طفلها عند الولادة. [موقع دنيا الوطن]
لفت مسؤول الصليب الأحمر اللبناني إلى عدم وجود مستشفى في مخيم نهر البارد لأن المستشفى الوحيد التابع للهلال الأحمر الفلسطيني يوجد في مخيم البداوي المجاور.[صحيفة الحقائق]
وصف شهود عيان من داخل المخيم الأوضاع الإنسانية هناك بأنها مأساوية للغاية بسبب نقص المواد الأساسية والإسعافات الطبية. [وكالة الأخبار الإسلامية]
وقال متطوع فلسطيني يعمل مع الهلال الأحمر من داخل المخيم إن بعض المصابين يعانون من جروح خطيرة ويحتاجون إلى علاج مناسب في المستشفى وإلا سيموتون. [العرب أونلاين]

القصف الكثيف والحصار الظالم
تقول عبير القاضي إحدى الناجيات من القصف على المخيم: الوضع مزرٍ داخل المخيم، والقصف عشوائي ومركز على البيوت وليس على أطراف المخيم، ولا يوجد ماء ولا كهرباء، ولا طعام، كما أخبرتنا أنها لا تعرف شيئا عن أهلها، حالها النساء الأخريات. [موقع دنيا الوطن]
وقال جمال ليلى (40 عاماً) لرويترز عبر الهاتف "مررنا بحروب كثيرة ولكن لم نشاهد قصفاً بهذه الطريقة. أحياء دمرت بأكملها. الجثث تأكلها القطط. هذا ليس معقولاً! الأطفال بلا حليب.. بلا ماء.. بلا خبز! وأضاف وهو يبكي "من أجل عشرة أو عشرين أو ثلاثين واحداً يذبح مخيم بأكمله!؟" [موقع البوّابة]
وسقطت عشرات القذائف على مخيم "نهر البارد". [العرب أونلاين]
وأشار «التحالف الدولي لرعاية الطفولة» إلى «تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل سريع داخل المخيم المكتظ بالسكان، حيث يحاصر الاقتتال أكثر من عشرين ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال. كما أن العديد من العائلات لا تصلها المساعدات الطبية والغذاء والمياه والكهرباء، علماً بأن عدد الأطفال الباقين داخل المخيم يبلغ نحو نصف المحاصرين. [جريدة الأخبار]
فر آلاف المواطنين من المخيم بعد ثلاثة أيام من القتال بين الجيش اللبناني والمسلحين الإسلاميين. [بي بي سي العربية]
قيادة الجيش قالت إن قواتها لن تبادر إلى إطلاق النار، لكنها رفضت الالتزام رسميا بوقف القتال!! [بي بي سي العربية]

أعداد الضحايا: القتلى والجرحى
أعرب ريتشارد كوك مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" في لبنان عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور، وسقوط قتلى من المدنيين. وقال كوك: "الأحداث التي تقع في مخيم نهر البارد والمناطق المحيطة به تثير القلق، نشعر بقلق عميق إزاء الأزمة الإنسانية الناشئة وخاصة الخطر الذي يتهدد حياة المدنيين." وقال كوك: " الشيء المحزن أنه في أوقات العنف يكون المدنيون الأبرياء هم أكثر من يعاني.. [العرب أونلاين]
تحدثت النساء عن مجازر تحصل بحق الشعب الفلسطيني داخل المخيم ، وعن انقطاع الاتصالات بين الناس داخل المخيم وخارجه، وطالبن بإيقاف فوري للنار. [موقع دنيا الوطن]
أفادت التقارير الواردة من المخيم بأن دماراً هائلاً حل به، وقال رجل دين فلسطيني إن أكثر من 100 مدني قتلوا أو جرحوا منذ اندلاع القتال يوم الأحد [بي بي سي العربية].
ووفقا لبعض الإحصاءات فإن أكثر من 50 شخصاً قتلوا منذ بداية الاشتباكات [بي بي سي العربية].
وأعلن «التحالف الدولي لرعاية الطفولة» أن الاشتباكات التي بدأت منذ فجر الأحد في الشمال أدّت إلى مقتل ما لا يقل عن 14 مدنياً وإصابة 120 آخرين بجروح، من بينهم 22 طفلاً، وذلك وفقاً للمنظمة السويدية لرعاية الأطفال وشركائها العاملين في المخيم [جريدة الأخبار].
وصرح مصدر فلسطيني من داخل المخيم لوكالة الأنباء الألمانية د.ب.أ، بأن 50 شخصاً على الأقل سقطوا ما بين قتيل وجريح في القصف الأخير، وقال المصدر إن الكثير من الناس مازالوا تحت الأنقاض وإن عدد الضحايا قد يرتفع [العرب أونلاين].
وأفادت مصادر طبية وفلسطينية عن جرح نحو مئة وعشرة أشخاص [موقع عرب 48].
وتحدث مسؤول الهلال الأحمر الفلسطيني في الشمال يوسف الأسعد عن وجود العديد من القتلى المدنيين والجرحى في أزقة المخيم اثنان منهم في حال الخطر، مشيراً إلى انقطاع التيار الكهربائي والمياه عن المخيم. [موقع عرب 48]
أكد سكان نهر البارد أن العديد من الجثث والجرحى في الطرقات وتحت الأنقاض بعد القصف المكثف للجيش.[وكالة الأخبار الإسلامية]

هدم المنازل
ذكر موظف إغاثة تابع للأمم المتحدة أن عشرات المنازل هدمت فوق قاطنيها، بحسب وكالة الأسوشيتد برس للأنباء. [بي بي سي العربية]
قذائف عدة أصابت منازل قرب مسجد الجليل داخل المخيم أدت إلى سقوط عشرة قتلى ونحو سبعين جريحا في صفوف المدنيين، الذين أطلقوا مناشدات لتسهيل وصول فرق الإسعاف إلى المخيم لإخلاء الجرحى والمصابين [موقع عرب 48].

منع وصول المساعدات
قالت عائشة ليلى إنه لا يوجد حليب لطفلها الذي يبلغ من العمر خمسة شهور، وإن أولادها الثلاثة الآخرين يختبئون في الزاويا، بينما القذائف تسقط على المنازل القريبة. وتساءلت: "لماذا نقصف.. ماذا فعلنا.. قد يكونون موجودين هؤلاء فتح الإسلام، ولكن نحن لا نعرفهم ولا نعرف مكان وجودهم"! [موقع البوّابة]
وتنتظر قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة على تخوم المخيم لكن لا تستطيع الدخول مع تواصل القصف. [موقع البوّابة]
وقال مسؤول من هيئة الإغاثة والأشغال التابعة للأمم المتحدة إن سيارة شحن صغيرة (بيك أب) وصهريج مياه حوصرا بين منطقة يسيطر عليها الجيش وأخرى تحت سيطرة مسلحي "فتح الإسلام" وتعرضتا لإطلاق نار أثناء محاولتهما دخول المخيم. [بي بي سي العربية]
وقالت هدى سمرا المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا): نحن معنيون جداً بالوضع الإنساني الذي يتدهور لحظة بلحظة. وأضافت: "نحاول منذ يوم أمس أن ندخل المواد الغذائية الأساسية واللوازم الطبية إلى المخيم. لدينا شاحنات محملة بالمياه والخبز واللوازم الطبية والحليب للأطفال. وقالت سمرا إن الإصابات في المخيم مرتفعة لكن لا تتوافر أرقام دقيقة مع استمرار القتال! وتابعت: "الناس نفد ما لديها من إمدادات المياه والخبز ولا يوجد كهرباء وانقطعت الاتصالات الهاتفية، وليست لدينا إلا اتصالات قليلة مع زملائنا داخل المخيم". [موقع البوّابة]
قال عمال إغاثة تابعون للأمم المتحدة إن قذائف مدفعية انفجرت بالقرب من سياراتهم بينما كانوا يدخلون المخيم، ما أجبرهم على الانسحاب فوراً. [بي بي سي العربية]
أدى القصف المكثف للجيش من التلال المحيطة إلى اندلاع حرائق في مباني المخيم الذي يؤوي نحو ثلاثين ألف فلسطيني يعانون أزمة إنسانية حيث لم تتمكن الفرق الطبية من الدخول لعلاج الضحايا, إضافة إلى نقص شديد في مواد الإسعافات وانقطاع الكهرباء والمياه النقية. [وكالة الأخبار الإسلامية]


والله يستر من ما نحن مقبلون عليه

ابو شجاع
05-26-2007, 02:40 PM
من أصدر القرار السياسي؟ ومن أعطى الغطاء
لارتكاب مجزرة مخيم "نهر البارد" وتهجير أهله؟!!


منذ شهور عدة دفعت الأجهزة الحاكمة في سوريا، مجموعة من المقاتلين الوافدين من بلاد عديدة من العالم الاسلامي للقتال في العراق، دفعتهم بعد استيعابهم والاستحواذ على قرارهم إلى الأراضي اللبنانية، حيث كانت هيّأت لهم بعض المراكز والمباني ليتركّزوا فيها داخل مخيم نهر البارد. وبعد مضي أيام خرج ناطقون باسمهم يعلنون عن قيام حركة جديدة في مخيم نهر البارد تسمى "فتح الإسلام"، وأنها انشقت عن حركة "فتح الانتفاضة" الموالية للنظام السوري.

وقد كان واضحاً لجميع المراقبين، أن إدخال هذه المجموعة أتى في سياق الصراع السياسي الدائر على الساحة اللبنانية، والذي يشكل بدوره جزءاً من الصراع السياسي بين بعض الأطراف الإقليمية.

وبدل أن تتصرف الدولة اللبنانية من خلال مؤسساتها كافة، تصرفاً منسّقاً وواعياً لمعالجة هذه الظاهرة، وجدناها تتحول إلى قضية للتجاذب السياسي بين الأطراف المتصارعة في لبنان، بحيث تسابقت الأطراف السياسية اللبنانية على استيعابهم واختراقهم وتسخيرهم لأهدافها المختلفة، الأمر الذي فاقم الأزمة وعقدها، وأفسح المجال لتتوسع "الظاهرة" خارج دائرة المخيم، ولتمتد نشاطاً في الشمال، ولا سيما في مدينة طرابلس وضواحيها، وهذا ما كشفته الأحداث الدامية التي حدثت يومي الأحد والاثنين الماضيين.

وظهرت العديد من الإشارات التي تدل على التنازع في كيفية التعامل مع هذه "الظاهرة"، بين الأجهزة الأمنية منذ بدايتها وحتى نشوب المواجهات العسكرية الأخيرة، لدرجة الكلام الصريح من بعض القيادات، عن غياب أي تنسيق مسبق قبل شن هذه الحملة الأمنية، ما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا في صفوف الجيش.

بناءً على ما تقدّم، نؤكّد على النقاط التالية:

1. إلام يستمر أفواج من المسلمين، ولا سيما من شبابهم، يستدرجون بقلة وعيهم، وفورة حماستهم، إلى تسخيرهم لأهداف قوى لا تمت إليهم بصلة من أنظمة محلية واقليمية أو دولية. بحيث كانت أفواج من المتحمسين المسلمين وقوداً لاشعال الفتنة المذهبية والحروب الأهلية في لبنان وفلسطين والعراق والجزائر وجزيرة العرب وقتل المدنيين من المسلمين وغير المسلمين؟! وفي هذه المناسبة نقول بحزم: إنها لجريمة فظيعة استباحة دماء الناس بغير جريرة، سواء أكانوا في صفوف الجيش أو من سكان طرابلس ومخيم نهر البارد وبلدات الشمال. قال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلوا النَّفسَ الّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالحَقّ).

2. وبالرغم من أن الأجهزة الأمنية، قد صرحت العديد من المرات أنها تراقب تحركات أمنية لأشخاص معروفين ومشبوهين، إلاّ أن التجاذب الذي بات معروفاً بين فروع الأجهزة الأمنية كان كفيلاً بتنامي هذه الأزمة لتصل بنا إلى هذه الحالة المأساوية!

3. بأي حق يفسح المجال لأشخاص مدنيين غير منظمين في أي جهاز عسكري أو أمني ليحملوا السلاح وليشاركوا في أعمال عسكرية؟ أليست هذه بالضبط صورة المليشيات التي تتكرر مشاهدها على مساحة لبنان، والتي باتت من أهم أدوات الأطراف السياسية في لبنان لتحقيق أهدافها؟ أم يريد هؤلاء الذين يفسحون المجال لهؤلاء المسلحين، أن يدخلونا في فتنة من نوع جديد بعد شبح الفتنة المذهبية، ألا وهي فتنة العداء بين أهل لبنان وأهل فلسطين؟

4. إذا كانت حركة "فتح الإسلام" قد أعلنت أن أهم مسوّغات قيامها، الدفاع عن "أهل السنة" في لبنان، فإننا نسأل: أليست الطبقة السياسية في لبنان بشتى انتماءاتها، هي التي أسهمت في إذكاء العصبية المذهبية التي آذنت بفتنة لا تبقي ولا تذر؟ وبالتالي أليس كثيرٌ من الشباب الذي التحق بهذه الحركة بعد دخولها الأراضي اللبنانية هو ضحية ذلك التحريض المذهبي الذي مارسته أطراف الطبقة السياسية في لبنان منذ أكثر من سنتين؟!

5. إننا ننظر بريبة كبيرة إلى التصريحات التي أطلقها بعض بعض القيادات، منطلقاً من الشعار الإسلامي الذي ترفعه حركة "فتح الإسلام"، لتوسيع دائرة التهمة والتشكيك وإدراج كل صاحب طرح إسلامي، وكل من يرفع راية كتب عليها لا اله إلا الله محمد رسول الله في الخانة نفسها، بل وصل الأمر بالبعض إلى إقحام اسم حزب التحرير، في الأحداث الجارية، على الرغم من أن الجميع، ولا سيما الجيش وسائر الأجهزة الأمنية، يعرفون أنّ حزب التحرير لا ينتهج العمل المسلّح، بل يدين الأعمال العسكرية التي مارستها بعض الجماعات المسلّحة ضدّ أفراد الأجهزة الأمنية، لمجرّد أنهم موظفون عسكريون.

إن هذه الأصوات التي توالي بعض الأنظمة الإقليمية، هي في حقيقتها صدى للهجمة الأمريكية على الإسلام التي تُشن تحت شعار "الحرب على الإرهاب"، بحيث سخرت نفسها هي والأنظمة التي تتبع لها لتحقيق جدول أعمال أمريكي. وهي تبرهن بذلك على مدى انتهازيتها ودجلها في ممارسة العمل السياسي، وهي التي لا تكف عن التبجح بأهمية التعددية السياسية وحرية الرأي والتعايش بين الأفكار والثقافات.

ولقد تمكن بعض أهالي المخيم من خرق التعتيم على حقيقة ما يجري فيه، عبر اتصالهم بوسائل الإعلام، ما مكّنهم من كشف ما تتعرض له عائلات المخيم من تدمير البيوت على رؤوس قاطنيها، وتدمير خزانات المياه، وشُحّ التموين، وانقطاع الدواء، وموت الجرحى في الطرقات، والهلع والرعب، نتيجة سقوط القذائف المدفعية على الأحياء السكنية، إن صح تسميتها أحياء سكنية، خاصة مع عدم وجود ملاجئ تؤوي الناس.

بعد أن تسربت كل تلك الأخبار التي تدمي القلوب، ورغم وصولها إلى آذان المسؤولين في الحكومة، وجدناهم يستخفّون بدماء الناس وأرواح أبنائهم، إلى درجة أن بعض الأصوات صرّح، مسوِّغاً القصف العنيف للمخيم، بأن أهالي المخيم يتحملون جزءاً من المسؤولية، لإيواء جماعة "فتح الإسلام"، وكأن أحداً استشار أهالي المخيم قبل إدخال هؤلاء المقاتلين إليه. وعليه، فإنه ما من اعتبار يبيح تدمير المساكن والمستوصفات والمساجد، وما يترتب عليه من جرح، وقتل، وترويع، وتهجير، وانقطاع للماء والغذاء والدواء، والعجز عن نقل الجرحى ومداواتهم.

ومما زاد الأمر سوءاً، ما شاهده الناس بأم العين، من مسلحين مدنيين يطلقون النار باتجاه المخيمات، في عملٍ ظاهره مساعدة الجيش في أعماله القتالية، بحيث وصل بهم الأمر إلى إطلاق النار على شاحنات تنقل مساعدات غذائية وإنسانية إلى داخل المخيم، ومنعها بالتالي من الدخول، وإفشال وقف إطلاق النار أكثر من مرة.

وإنا كنا في نشرة سابقة، بتاريخ 21/5، حذّرنا من استهداف سكّان المخيم الآمنين، فأكّدنا على حرمة استباحة الدماء المعصومة، وإنها «لجريمة فظيعة استباحة دماء الناس بغير جريرة، سواء أكانوا في صفوف الجيش أو من سكان طرابلس ومخيم "النهر البارد" وبلدات الشمال. قال تعالى: (وَلاَ تَقْتُلوا النَّفسَ الّتِي حَرَّمَ اللهُ إلاَّ بِالحَقّ)»، ثمّ نبّهنا إلى أن «قصف مخيم يحوي عشرات الألوف من السكان في دائرة لا يزيد قطرها على كيلومتر واحد أدى إلى أن يطال التدمير المساكن والمستوصفات والمساجد، الأمر الذي يحتم على الأطراف المعنية التصرف بحكمة لمعالجة المشكلة»، ثم أشرنا إلى أنه «يجب أن تبقى أرواح الناس ودماؤهم في مقدمة الاعتبارات التي تتحكم بأي قرار سياسي أو عسكري»، وبعدها بيّنا في النشرة ذاتها أن «الأزمات المتكررة في مخيمات "اللاّجئين الفلسطينيين" ليست من صنع أهليها، وإنما هي بسبب إجبارهم على السكن فيما يشبه السجن الكبير، ثم تحويل تلك المخيمات إلى مناطق معزولة محرومة، ما يسمح باستغلالها لتكون منطلقاً أو محطة لتنفيذ خطط زعزعة الاستقرار في لبنان. والذي يدفع ثمن هذا الوضع الشاذ هم: أهل لبنان، وأهل المخيمات الذين يكابدون العيش غير الإنساني والحرمان الفظيع، ومعهما يدفعون ثمن هذا الوضع الشاذ رعباً وقتلاً وتشريداً بعد تشريد». ورغم ذلك، لم يُعِرِ المسؤولون ما حذّرنا منه، وما سمعوه من أصوات ارتفعت محذرة، بالاً، بل أصمّوا آذانهم.

وعليه فإننا نؤكد على التالي:

1- نحمّل الحكومة المسؤولية الأولى تجاه مأساة المخيم.

2- نتوجه إلى المسؤولين والرأي العام لنقول: أوقفوا هذه المأساة فوراً.

3- نتوجه إلى كل من هو معني بالشأن العام، وإلى الرأي العام، للعمل فوراً على التحقيق لكشف من أصدر القرار السياسي، ومن أعطى الغطاء لما حصل، وما زال يحصل، من مأساة وتهجير لأهالي المخيم، وتحميل كلّ ضالع فيما حصل، المسؤولية وعواقبها.

4- ثم لا بد من الأخذ على يد السلطة، والمبادرة فوراً إلى وضع ترتيبات وخطوات عملية لمنع تكرار ما حصل، سواء أكان في مخيم "البارد" أم خارجه، أم في أي بقعة من البلاد.

وفي الختام نخاطب جميع الناس بما يلي: إذا كانت أزمة "فتح الإسلام" حلقة ضمن سلسلة تسخير المسلمين لتحقيق مصالح الآخرين ولتشويه صورة الإسلام وحملة الإسلام السياسي، فإننا من داخل هذه الأجواء كما في أي جو آخر، ندعو الجميع إلى دراسة الإسلام الحق، بوصفه نظاماً للحياة والمجتمع والدولة، وبوصفه المشروع الوحيد الذي يخلص الأمة بما فيها أهل لبنان، من شرور النظام العالمي الغربي، والمشروع الحضاري الوحيد القادر على أن يعبر عن شخصية الأمة بدلاً من أنظمة لا تملك الاستمرار إلا مرتكزة على تبعية وعمالة للقوى العالمية الكبرى.
قال تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المؤتمر الصحافي الذي عقده حزب التحرير- ولاية لبنان، في فندق ميريدان كومودور- الحمرا- بيروت،
عند الساعة العاشرة من قبل ظهر يوم 6 من جمادى الأولى 1428هـ- 23 من أيــــــــــــار 2007م
لإيضاح موقفه من اشتباكات مخيم نهر البارد



رئيس المكتب السياسي لحزب التحرير في لبنان الأستاذ أحمد القصص

http://www.saowt.com/forum/showthread.php?p=159978#post159978

ابو شجاع
05-27-2007, 01:45 PM
هنا

أحداث طرابلس و"البارد" حلقة جديدة في مسلسل الفتن المتنقلة ـ حزب التحرير ولاية لبنان (http://www.saowt.com/forum/showthread.php?t=22492)