رجال حماس يفضلون الموت على يد 'إسرائيل'
20-5-2007
عبدالله المجالي / سكرتير صحيفة السبيل الأردنية
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif






دلالات كثيرة عكستها الأحداث المؤسفة، التي يعيشها قطاع غزة هذه الأيام، لكن ما شد انتباهي أكثر، هو تعاظم عمليات إطلاق الصواريخ تجاه المغتصبات الصهيونية، في الوقت الذي يشهد فيه القطاع اشتباكات داخلية أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف المقاومة الفلسطينية.

تصر حركة حماس على أن عمليات استهداف العدو الصهيوني، تأتي في السياق الطبيعي لوظيفة المقاومة، وأن لا علاقة لها بما يجري في الساحة الداخلية، لكنني كمراقب أرجح أن المقاومة صعدت من عملياتها تجاه العدو الصهيوني، في محاولة منها لمحاصرة الفتنة التي أشعلها عملاء الاحتلال داخل القطاع.

ذلك أن الفتنة اشتعلت لأسباب منها:

ـ استمرار المخطط الإسرائيلي الأمريكي، الذي تشارك فيه قوى إقليمية ومحلية فلسطينية، للإطاحة بأمل حماس في استمرار حكومة ترأسها ولها الأغلبية فيها.

ـ محاولة فض الناس من حول حماس، كونها ستضطر للدفاع عن نفسها، مما سيتسبب في مقتل بعض الفلسطينيين، وعندها تنطلق الآلة الإعلامية لتشويه صورة حماس، وتصويرها وكأنها تصوب سلاحها تجاه الفلسطينيين وليس تجاه العدو الصهيوني حفاظا على مناصب حكومية.

ـ محاولة تخويف الناس من الالتفاف حول حماس، والجهر بنصرتها عبر استهداف أنصارها وكل من يعفي لحية أو تلبس جلبابا.

ـ استغلال الفرصة، وإدخال أكبر قدر ممكن من الرجال والسلاح لميليشيات فتح، استعدادا للمعركة الفاصلة.

حماس من جهتها أدركت أن الفخ المنصوب، يقصد به تأجيج الصراع الداخلي لغايات تخدم مخططات الاحتلال، فعمدت إلى قصف مواقع العدو بكثافة، حتى تبقي الصفة "المقاومية" للحركة، وتقطع الطريق على محاولات التشويه، إضافة إلى أن حماس تعرف أن أي عدوان صهيوني على القطاع، سيؤدي إلى توحيد الصف الفلسطيني، وإلى عزل رؤوس الفتنة، واضطرارهم للاندساس مرة أخرى انتظارا لفرصة مواتية.

كان لدى حماس خياران: الأول أن تضرب بقوة رؤوس الفتنة، ولديها القدرة على ذلك، لكنها ستتعرض إلى التشويه، وربما يتصاعد الأمر لحرب أهلية، وبالتأكيد لن تقبل مصر بأمر كهذا. والثاني، أن تنقل المعركة بذكاء إلى المربع الأصيل، فتجر العدو الصهيوني لدرء الفتنة الداخلية، لكنها ستخسر كثيرا من كوادرها، وربما يشجع القصف الصهيوني عملاء العدو لمزيد من عمليات الاغتيال والتخريب، غير أن المعركة ستكون واضحة تماما، أنها بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني. حماس اختارت الخيار الثاني رغم الكثير من المخاطر التي تحف به.

عودا على بدء؛ ورغم كل الفذلكة التحليلية والقراءات السياسية وآراء الأطراف المختلفة لتصاعد عمليات حماس العسكرية ضد الكيان الصهيوني، فإن دلالة شعورية كانت هي الأبرز من وجهة نظري، دلالة لعبت دورا كبيرا في توجيه بنادق حماس ضد العدو الصهيوني في الوقت الذي تتجه فيه بنادق العملاء ضد صدور كوادرها، إنه الهرب من ميتة على يد فلسطيني مهما كان، إلى ميتة على يد العدو الصهيوني.
ما خلصت إليه مما جرى في القطاع، أن رجال حماس يفضلون الموت على يد إسرائيل، على أن يموتوا في فتنة داخلية.