تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شباب... بنات



Saowt
05-19-2007, 07:23 PM
رأيت اليوم عجباً!..
لقد اضطررتُ اليوم –في ظلّ الخدمات الراقية جداً لوزارة التربية والتعليم للبنات!!- إلى ترك الذهاب إلى عملي؛ والتفرغ لإيصال بناتي لمدة أسبوعين كاملين -في الامتحانات- إلى مدارسهن، والانتظار ساعات طوالاً.. للعودة بهن إلى البيت.

ما فجأني اليوم إلاّ سيارةٌ فارهةٌ جداً تكثر الدوران والطواف حول المدرسة!، ليس هذا العجيب، وإنما العجيبُ أن سائقها شابٌ أمرد، أبيض، له شعر ناعمٌ طويل، يلبس لبساً أحمر اللون!، في بادئ الأمر ظننته فتاةً تقود السيارة!، فانزعجتُ جداً وجعلتُ أسأل نفسي: هل سمحتْ وزارة الداخلية للبنات بقيادة السيارات؟!
فلما اقترب مني تبين لي أنه (شاب).. فقلت: سبحان الخالق العظيم القادر على كل شيء!.. هذا المسكين إن تزوج غداً امرأةً لها نسبة من الرجولة، ولو بمعدل (1)% فإنه سينتحر!.

ورأيت كذلك عجباً!
رأيت شباباً يلبسون ملابس تصلح للجنسين! قاموا بحلق (شواربهم) على (الصفر).. وتركوا لحاهم محصورةً في منطقة ضيقةٍ أسفل الذقن وجعلوا لها خطاً محزناً يصل إلى ما قبل الأذن بقليل ثم قاموا بقطعه!، وأنزلوا شعر الرأس من جوار الصدغين حتى إذا كاد يلتقي بذلك الخط.. لكنهم قطعوه أيضاً قبل أن يتصل! ثم إذا مشوا تخنثوا في المشية؛ فكأنها عليهم ثقيلة جدا، كالذي يمشي في الطين وهو يحمل أثقالاً، كالحمار يحمل أسفاراً!.

تذكرت حينئذٍ ما يُذكر عن الشيخ / أحمد شاكر، محدث مصر رحمة الله عليه ينقل عن: كامل الكيلاني رحمة الله عليه عندما سمى بعضَ الناس اليوم (مجددينات).. فقال له الشيخ: ما هذا الجمع؟ فليس هو بجمع (مذكرٍ سالم) (مجددون)، ولا جمع (مؤنث سالم) (مجددات).. فما هو؟
قال: هذا (جمع مخنثٍ سالم)!!.
فضحك وقال: ما أحوج اللغة العربية اليوم إلى مثل هذا الجمع!

أيظن هؤلاء المـ ..... أنهم بهذا يجذبون أخواتهن من بنات آدم؟!.. إني أعلم أني رجلٌ معقدٌ، ومتخلفٌ جداً، لا زلت أعتقد أن المرأة لا تريد شاباً يصلح جسمُه وصوته وشكله للجنسين!.. لا تريد إلاّ رجلاً خشناً يتفجر رجولةً، تحتاج المسكينة لرجلٍ يحميها، وليس يرقص لها ويتثنى! وينعم صوته كالأنثى المريضة! أو المرأة التي تعاني آلآم الولادة!..

النسيمُ العليلُ يجرحُ خديه *** ولمسُ الحرير يُدمي بَنانه!

كان المجتمع فيما مضى ينظرُ شزراً إلى الرجل الملتحي إذا ما حلق شاربه، مع أن ذلك سنةٌ في بعض المذاهب –خلافاً لمالك فيما أعلم، فهو يرى أنها مُثلة يجب الضربُ عليها– لكن اليوم.. لم أسمع من ينتقد هؤلاء (المجددينات).. من الشبابنات..!

عجبتُ فطال عجبي.. ثم اكتشفت أن المجتمع اليوم يراعي مشاعر هؤلاء النواعم! أو النواعمات! فهي مشاعر رقيقة جداً.. مثل الزجاجة كسرها لا يُجبرُ.. فزال عجبي!