تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حول الدعوة السلفية ... إجابات على أسئلة 'الزمن السلفي'



FreeMuslim
05-19-2007, 09:54 AM
حول الدعوة السلفية ... إجابات على أسئلة 'الزمن السلفي'
18-5-2007
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif

بقلم أسامة شحادة





طرح الأستاذ حسام تمام مجموعة من الأسئلة المهمة حول الدعوة السلفية في مقالته "أسئلة الزمن السلفي"، والإجابة عنها من أصحاب الشأن السلفي مهم للغاية، حتى تتضح صورة وحقيقة الدعوة السلفية للجميع، لأن من حقهم أن يعرفوا ذلك، ولأنه يؤدي إلى تفاعل وتدارك لمواضع القصور والخلل، كما أن هذه المعرفة توفر علينا وعلى الآخرين عناء البحث الطويل دون وصول للحقيقة، كما حدث مع التيارات والحركات الإسلامية الأخرى.

فرغم أن ماكينة البحث والدراسات والمؤتمرات عن الحركات والتيارات الإسلامية انطلقت منذ أكثر من ربع قرن عقب ثورة الخميني، إلا أن مخرجات هذه الأبحاث لا تزال ضعيفة ومشتتة ونتائجها متضاربة جداً، بحيث أن أخر ما خرجت به هذه الدراسات، كما يقول الباحث خليل العناني هو نفي وجود اعتدال في الحركات والتيارات الإسلامية كافة!!

من هنا أحببت أن أطرح بعض الملاحظات حول الدعوة السلفية مساهمة في توفير بعض الإجابات على أسئلة الأستاذ تمام.

الدعوة السلفية في المفهوم الإسلامي تخالف مفهومها في الموروث الغربي، الذي ينظر نظرة سلبية للسلفية الخاصة به، وهي مرتبطة بصراع الكنيسة والعلم والمعرفة والعقل، بينما في الإسلام الأمر بخلاف ذلك ففي العصر الذهبي للسلفية، وهو عصر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده لم يكن هناك صراع مع العلم أو العقل، بل على العكس كان فداء بعض أسرى المشركين هو تعليم الصبيان الكتابة والقراءة، وتم اقتباس معارف عسكرية من الفرس كحفر الخندق في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، واقتباس النظم الإدارية من فارس في عهد الخليفة عمر ابن الخطاب.

وفي عصرنا الحديث، لا ينكر أحد دور الرموز السلفية في محاربة الأمية والجهل والخرافة والحث على اكتساب المعارف العلمية ونشر المدارس وإصدار المجلات والصحف، كأمثال رشيد رضا وعبد الحميد بن باديس والقاسمي وغيرهم. وحين أنكر العلامة ابن باز رحمه الله كروية الأرض، قام بعض أهل الخبرة العلمية من السلفيين بتوضيح المسألة له، فتراجع عن قوله ولم يتبن السلفيون ذلك مع إجلالهم له.

فليست الدعوة السلفية انغلاق أو جمود وتحجر كما يشيع ذلك خصومها من الداخل والخارج، بل الدعوة السلفية هي من فرضت على الفقه الإسلامي المعاصر فتح باب الاجتهاد وطرح الفقه المقارن، والاعتماد في الأحكام على الأحاديث الصحيحة فقط لتقليل مساحة الخلاف بين المذاهب الفقهية.

والدعوة السلفية هي التي نبهت على أهمية مقاصد الشريعة ودورها في إيجاد حلول للمشاكل العصرية، والباحثون اليوم لا يستغنون عن كتب رموز السلفية في ذلك كالموافقات للشاطبي وإعلام الموقعين لابن قيم الجوزية. ويمكن الرجوع لكتاب "السلفية وقضايا العصر"، للدكتور عبد الرحمن الزنيدي لمزيد من الإطلاع.



تثار شبهة حول الصراع بين السلفية والمذاهب الأربعة، وهذا الصراع وهمي في الحقيقة، ولكن الصراع هو بين السلفية والتكلس والتعصب المذهبي الذي يريد حصر الإسلام في مذهب فقهي ونفي ما عداه.

ولذلك لو تأملنا لوجدنا أن الكتاب المعتمد في العقيدة عند السلفيين هو " شرح الطحاوية" لأبي العز الحنفي، ويعد كتاب " الرسالة" للإمام الشافعي حجة السلفيين في فهم القرآن والسنة، وكتاب "الاعتصام" و"الموافقات" عمدة السلفيين في منهجهم وهما للشاطبي المالكي، أما الإمام أحمد ابن حنبل فالسلفيين منسوبون له في العقيدة والمنهج وكثير منهم على مذهبه في الفروع. وقد بين موقف السلفيين من المذاهب الأربعة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق في رسالته "السلفيون والأئمة الأربعة".

كثيراً ما يتردد تقسيم الدعوة السلفية إلى سلفية تقليدية أو علمية، وسلفية إصلاحية، وسلفية جهادية.

وهذا تقسيم لعل الصديق "محمد أبو رمان"، يحوز على ملكية حقوقه الفكرية، وهذا التقسيم في نظري غير صحيح ولا سليم، وليس نتيجة دراسة واسعة ومعمقة للواقع السلفي، بل هو قد يكون رؤية شخصية لواقع الدعوة السلفية في الأردن في لحظة ما.

كما أن هذا التقسيم يواجه إشكالات كثيرة من ناحية عدم وجود فواصل حقيقية بين مكوناته، ولا يتوفر مكان لكثير من التجمعات السلفية فيه!! وهذا التقسيم للدعوة السلفية أيضاً يستبطن تناقض في الموقف تجاه بعض أقسامه بين الذم له بالمجمل وتأييد مواقفه بالقطعة!!

فمثلاً ما يطلق عليه التيار السلفي التقليدي ويراد به العلماء والمشتغلون بالتأليف والتحقيق، ويوصمون بأنهم منعزلون عن الشأن العام وأنهم في قبضة السلطة ومتأخرون عن حركة المجتمع، هؤلاء ليسوا كتلة واحدة تحمل نفس الخصائص في كافة الدول البلاد.

وهذا التيار الذي يسمونه تقليدي، تجد أن "المثقفون والمتنورون من الإسلاميين"، سواء من خرج من عباءة تنظيمه، أم من تولى منصب رسمي باسم تنظيمه حين يصطدم بالواقع يعود لنفس المواقف التي يتبناها التيار "التقليدي"، والتي لا تجد شعبية في الشارع، كفتوى الشيخ ابن باز بجواز السلام مع اليهود أو الاستعانة بأمريكا في تحرير الكويت، فهل التيار "التقليدي" سابق ومتقدم بمواقفه على الآخرين الذين يدعون الاستنارة والمعاصرة !!

وهذا التيار فيه كثير من المدركين لأهمية الإعلام والتصدي لإرشاد الناس في دينهم ودنياهم فبرزوا على الفضائيات وقدموا خطاباً سلفياً مميزاً، أسقط كثير من مقولات بعض الإسلاميين باستحالة وجود إعلام لا يتقيد بقواعد الإعلام الغربي العامة. ما سموه "التيار السلفي الجهاد"، ويقصدون به جماعات القاعدة غالباً ومن سار على نهجها، وهذا اسم غير صحيح فلا هم سلفيون ولا هم جهاديون.

فالسلفية هي إتباع الكتاب والسنة على طريقة الصحابة الكرام في العقيدة والفقه والأخلاق والمنهج و السياسة الشرعية. وهؤلاء في تبنيهم لتكفير بعض المسلمين ليسوا على منهج السلف،وفي منهجهم القائم على القتل والتفجير ليسوا على منهج السلف، وطريقتهم في الجهاد لا توافق أحكام الشريعة الإسلامية، التي منعت من قتل الأبرياء وتخريب المنشئات.



وإذا كان هذا هو التيار السلفي الجهادي، فماذا نسمي الجماعات السلفية التي قامت بالجهاد ضد المحتلين لديارها كما في الشيشان والفلبين وأرتيريا وأفغانستان والعراق دون أن تتورط في تكفير أو قتل للمسلمين أو الأبرياء ؟؟؟

وبحسب بعض الباحثين، فإن من شارك من السعوديين في الجهاد الأفغاني يقدرون بـ 4 ألف مجاهد، لم يتورط منهم مع القاعدة على أبعد تقدير ألف شخص، فلماذا يخطف اسم الجهاد لقلة بسيطة على حساب الغالبية العظمى ؟؟

والعجيب أنهم لا يسمون أنفسهم بهذا الاسم، ومن تسمى به في الجزائر نبذه لينضم للقاعدة، مع أنه من المعلوم أن غالبية قادة هذه الجماعات من خلفيات حركية وحزبية غير سلفية، وصف الأستاذ محمد أبو رمان من ينسبون للتيار السلفي الجهادي أو القاعدة بغزة في مقاله "جيش للإسلام أم الفوضى"، فقال: (التقطوا "الخطاب السلفي الجهادي" ويتبنون رسالة القاعدة، وإن كان مستواهم الثقافي والفكري يمتاز بالضحالة، بل وتشير معلومات أن عدداً كبيراً منهم حديثوا عهد بـ"الإسلام السياسي). وهذا حال أكثر مجموعات القاعدة فعلى أي أساس ينسبهم للسلفية ؟؟

هناك تغافل وتجاهل لوجود تيار سلفي كبير يؤمن بالعمل الجماعي وبعضه يمارس العمل السياسي، كما في الكويت والبحرين والسودان، والهند وباكستان وغيرها.

وهذا التيار قدم حقيقة الطرح السلفي في رؤيته السياسية والاقتصادية، فلماذا لا تدرس هذه التجارب والتي تجاوز عمر بعضها ربع قرن بدل ترويج الشائعات عن سلوكيات السلفيين إذا وصلوا إلى السلطة ؟؟؟

أظن أننا بحاجة لوضع معايير جديدة لتقسيم وتصنيف التجمعات السلفية، وهذا الاختلاف نابع من كون السلفية دعوة لها أسس نظرية متفق عليها وهي: توحيد الله عز وجل، إتباع النبي صلى الله عليه وسلم، تزكية النفس بالأخلاق الفاضلة.

وللدعوة السلفية أصول عملية متغيرة بحسب الزمان والمكان والبيئة المحيطة والنظرة للدور الممكن القيام به، ولذلك قد تتباين التوجهات حتى في نفس البلد.

واعتماداً على دراسة سابقة لي حول الجماعات السلفية في العالم وهي غير منشورة يمكن لي طرح تقسيم جديد للتجمعات السلفية، وهو قائم على رؤية تركيبية وليست مسطحة لهذه التجمعات وتقوم على المحاور التالية:

العلمية، الدعوية، الجماعية أو التنظيمية، السياسية، البرلمانية، الجهادية.

مثال:

1- جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر، يمكن توصيفها بأنها جماعة سلفية علمية إلى حد ما، دعوية نشيطة، منظمة، وليست سياسية أو برلمانية أو جهادية.

2- جمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت، يمكن توصيفها بأنها جماعة سلفية علمية إلى حد ما، دعوية نشيطة، منظمة، سياسية وبرلمانية.

3- مركز الألباني في الأردن، يمكن توصيفه بأنه جماعة سلفية علمية جداً، دعوية إلى حد ما، ليست منظمة، وليست سياسية أو برلمانية أو جهادية.
وهذه المحاولة في تقسيم وتوصيف التجمعات السلفية، أظنها أدق وأقرب للواقع من التصنيف السابق، والقضية بحاجة لمزيد درس وبحث آمل أن أتمكن من إتمامها في المستقبل.

ابو شجاع
05-19-2007, 12:32 PM
- مركز الألباني في الأردن، يمكن توصيفه بأنه جماعة سلفية علمية جداً، دعوية إلى حد ما، ليست منظمة، وليست سياسية أو برلمانية أو جهادية.


من توجهات مركز الألباني

وصف ابن الأنجليزية عبدالله الثاني بأنه ولي أمروأن الأردن هو دولة تطبق الأسلام بحذافيره

هداهم الله

FreeMuslim
05-19-2007, 12:55 PM
من توجهات مركز الألباني

وصف ابن الأنجليزية عبدالله الثاني بأنه ولي أمروأن الأردن هو دولة تطبق الأسلام بحذافيره

هداهم الله

بالفعل هداهم الله تعالى للحق .. كيف لهم أن يقولوا هذا وإلى ماذا استندوا بتوجههم هذا وهنا أقصد الضوابط والأحكام والأدلة الشرعية ..

كيف يمكنهم أن يقنعونا أن الأردن كنظام تطبق الاسلام وأين هذا التطبيق ولم لا نلمسه واقعاً على الأرض ولا في أي دولة عربية ؟؟؟