تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : “Parking” عون



المستقبل
05-18-2007, 09:17 AM
“Parking” عون

اطلق العماد ميشال عون وابلاً من المواقف في عشاء اطباء التيار الوطني الحر ولقائه مع الطلاب في الرابية السبت الماضي، ومقابلته لصحيفة "الانباء" الكويتية عيّنة جديدة مما يختزنه من مواهب اللعب على الكلام وتبسيط الامور بشكل ساذج الى حد يلامس "إستغباء" اللبنانيين. وكانت كافية لتكريس نهج عون الانقلابي على الدستور الذي وصل الى القمة عبر اقتراحه انتخاب رئيس للجمهورية مباشرة من الشعب ولمرة واحدة، وهي:

الجنرال، وكعادته في دغدغة مشاعر المواطنين استفاض بالحديث عن الضرائب وصرف المال العام والخمسة وأربعين مليار دولار دين عام، في محاولة لمنع تسليط الضوء على الكوارث الاقتصادية الناجمة عن سياسته وحلفائه في 8 اذار، مستغرباً الحديث عن ان "الوضع الاقتصادي سيئ بسبب اعتصام في موقف السيارات في الوسط". عفواً جنرال... ربما تحاول حصر مفاعيل "معسكر الخيم الشائكة" في وسط بيروت حيث قررت ان "تبلط" هناك بسب تواضعك. انجازاتك وحلفاؤك كبيرة لا يتسع لها “parking”، فالخسائر المباشرة هي اقفال عشرات المؤسسات التجارية في الوسط وهجرة مئات الشباب بعد صرف الالاف منهم، ناهيك عن الخسائر غير المباشرة وانت ادرى بسياسة الارقام. وللتذكير فقط الدين العام ناجم عن سياسات دولة ما بعد الطائف وراعيها النظام السوري والتي تَشارك في ادارتها اطراف من فريقي 8 و14 اذار، وجزء منهم حلفاء لك اليوم.

اذا كان "من صاغ البيان الوزاري الذي اصدرته حكومة السنيورة في تموز 2005 أناس كاذبون وسارقون"، فماذا يكون من صوت مع البيان وشارك في الحكومة لسنة ونصف السنة؟

جنرال تتحدث عن ان "الطبقة السياسية تنشئ الأجيال على الكراهية للآخر"، فكلامك عن "سمعان والدير" و "من يتهمني بان همي الرئاسة فقط يكون حيوان" و "من يتهجم على طلاب التيار لا يصل الى كعب حذائهم" ربما يجب ادراجه في برنامج الامم المتحدة للتربية على السلام!!!

المشهد في الرابية كان سوريالياً السبت: جنرال يشير الى ان المجتمع اللبناني مملوء بتلويثات كثيرة أولها الكذب السياسي على شاشات التلفزة، طلاب يهتفون "اه،اه lbc" ، فيصمت عون ولا ينبس ببنت شفة. بالفعل هذا المشهد في نشرة الاخبار على شاشة الـ lbc لا يحتوي على اي تلويثات !!!

الجنرال يستفيض في الشرح عن تاريخ المقاومة الاسلامية منذ 1982 رافضاً "نزع السلاح إلا تدريجاً بالتزامن مع ازالة اسباب حمله. ما دامت هناك ارض محتلة واسرى لا يترك السلاح بل يبقى وما دام لا دولة تأخذ على عاتقها الدفاع عن البلاد، السلاح سوف يبقى محمولاً". فهل له ان يشرح لنا كيف لدولة ان تقوم وهي لا تملك القرار المسلح على اراضيها؟

الجنرال يقول "نحن نواجه قرارًا دوليًّا رقمه 1559 يقول ان علينا نزع سلاح الفلسطنيين وسلاح حزب الله، حسنًا، نحن مع القرار ولكن ما هي الآلية لنزع هذا السلاح؟ اولم يكن اجدى به ان يحدد لنا هو الالية وهو"اب القرار وامه وعائلته" وهو صاحب الجولات والصولات في عواصم العالم لاقراره. وتاكيد جنرال "لا بندقية تعلو فوق بندقية الجيش اللبناني" عدم وجود تهريب سلاح من سوريا إلى لبنان "لسبب بديهي يتعلق بامتلاء المخازن لدى الحزب" الا يستحق ان يدرج في تقرير الامين العام للامم المتحدة المقبل حول تطبيق هذا القرار؟

الجنرال يمنِّنُنا بانجازه وثيقة التفاهم بالقول: "ما فعلناه هو فتح ابواب التفاهم لتكون اكبر هدية نقدمها اليهم بعد 40 سنة حربًا لا تزال مستمرة، وعلينا ايضًا ان نعرف متى ننهي خلافاتنا مع الجيران ومتى نبني حالة سلام...". عفواً جنرال متى: عندما يبقى اسرانا في السجون السورية وتبقى حدودنا مستباحة؟ ويبقى هاجس دمشق تكريس علاقة تبعية مع بيروت؟

جنرال، بالامس كسرت كل السقوف في الموضوع الرئاسي. فبعد "بدعة" الانتخابات المباشرة من الشعب ولمرة واحدة، اطحت حتى بنصاب الثلثين بقولك "عندما نشير إلى عدم أهلية مجلس النواب الحالي لانتخاب رئيس جمهورية نعني أنه فاقد شرعية انتخاب الرئيس سواء بنصاب قانوني أو لا، إذ لا يمكن أن يكون الرئيس شرعيًا فيما المجلس النيابي ليس شرعيًا". فهل هذا الموقف اتخذته على هدي بيان المطارنة الموارنة؟ وهل تلميحك الى امكان تشكيل حكومة ثانية في لبنان كأحد الحلول، يجسد حرصك على احترام الدستور رغم رفضك ترؤسها.

جنرال تفاهمك مع "حزب الله" لم يعرِّ "الخطاب السياسي للحزب من مطالبه العربية وحصر عمله داخل الأراضي اللبنانية ولأهداف محض لبنانية"، بل عرّاك من امور كثيرة. فهنيئاً للسوريين بـ " خصم شريف"، وهنيئاً للبنانيين بـ "يا جبل ما يهزك ريح".