تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : :::..سِرُ مأساتنا..صمتنا..:::



حفيدة الصحابة
05-14-2007, 04:04 PM
سِرُ مأساتنا..صمتنا


الزمان : الأمس ..واليوم..وليس غدا بحول الله
المكان: العراقــ ..أفغانستان..فلسطين..الشيشان ..حيث الجرح من جسد أمتيـ ..
هناك الغد يرجف..لم تعد تزهر الغصون..لكن الحزن ينمو ويورق في العيون..
أفٍ...كانت هذه كلمتيـ القصيرة التي تلفظ بها لساني بعد حصار مرير له داخل فكي الذي آثر منع ذاك السجين عن البوح بمكنونات صدري..
بينما اتخذ الأخير من الضيق حيزاً له فتشكل على هذا الأساس طوال لحظات التأملـ ..المؤلمة..الموجعة..حينها شكرت الله إذ وهب الفضاء هذه السعة لحمل لهب كلمتي المحرقهـ ..
لا أدري ماذا كان التأريخ حتى انتزعونا من بيتنا..واحتلوا أرضنا ..
ووجدت أمتيـ في خيمةٍ علـى ملجأٍ للذلـ ..!
هل حدث هذا منذ شهر .؟ شهرين .؟ منذ ألف عام . ؟ أم كان هذا بالأمس ..!
عندها وجدت نفسي أتقلبــ في دروب الحيرة تسير معيـ الذكريات البعيدة..
تكسِر قدمي صخور الطريق الجارحة..
ترميني في بحر يحيط به الغموض تغطيه التساؤلات ..
أحقاً ..أنا بين أحيــــــــاء يتنفسون؟
أم في مقبرةِ للأمواتـــــ ..!
أم بين جمادات مجردة ..؟
ما أحط قدر الإنسان عندما يتجرد من أبسط معاني الإنسانية..فيصبح كصخرة صماء..تُداس هامته..وتُكّسر كرامته وعزته..بكسارةٍ للإذلال..

فتصبح حفنة من ترابــ ..تعبث بها رياح الهزيمة..أو تمزج بحفنة إسمنت على جدار أصم..يحكي للأجيال قصة أمةٍ تسلقت على ذُلها أمم..
...
سكون قاتلـ ..ورهيبــ صمتــ ..
يبدده بكاء طفل.. ينخر البرد عظامه .. يتكمش في ركنه ..
وأرملة بالقرب من باب خيمته ترتق بخوفها وألمها ثوبه الواحد ..وقد مزقه جذب قرصان الإحتلال..!
عيون حائرة ..ترقب عن بعد الأفق علها ترى طيف من تنتظر..
وبقية نبض أمة..في أقفاص للموت..تُشنق في سراديب الأسر..!
ساعات الليل تمر عليهم أبطأ مايكون..غير عابئة بهواجسهم..وقلقهم..
يترقبون دوماً حدثاً مريعاً تتمخض عنه أقل همسة..!
أينما أوجه وجهي لاحت لي صوراً مؤلمة ينزفــ منها القلب أدمعاً حــــــاره ..
صور..تزعجـ أناتها..سكون الصمت القاتلـ ..
إلى متى هذا الصمت ونحن أمة لاتموت على الضيم ..؟
إلى متى هذا الصمتــ وأمتي أضحت ظلام دامس تبدده بين فترة وأخرى أضواء القنابل المشتعلة في أماكن كثيرة ..!
إلى متى هذا الصمت والخوف..ونحن أمة لا استسلام إلا لرب ودين
أمةُ يقوم نهجها علــــــــــى:
(فمن يكفربالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى)
(ولاتهنواولاتحزنواوانتم الأعلون)
(فلاتهنوا وتدعواللسلم وأنتمالأعلون)
هل سنضرع للصمت أن ينطق..!
وإلى حبة الرملـ أن تطلق قواها الكامنة لتُحررنا من صمتنا..وهواننا المطبقـ ..؟
أي زمان هذا الذي نحيــــــــــاه ..!
أو بعد هذا الوهن وهن..؟
أو بعد هذا الغياب غيابـــ ..؟
آه لكِ أمتي..
أضحت طرقاتك مخلفات ودمار متراكم...ومحتل كافر يجتم بدباباته على صدرك..
أقسمت يا أمتي..ألا أصمتــ ..
أقسمت أن أنطق بإسمك حتى الموتــــــــــــــ ..!
لن أخنقـ كلماتيـ ولن أبحث لها عن أكفان ولن أقبرها كما قُبر أبي وإخوتيــ ..
لعلكم تتسائلون من أنا ..؟ وما إسمي ..؟
أنا مسلمة لاترضى لدينها وأمتها بالدنية..
اليوم وفي زمن الظُلم (إسمي: ارهابيــــــة تكفيرية ..خارجة على النظام والدولة)
أنا من أمة تنبض بالألم..مصيبتي منشئها ذلك الطاغوت..
ألف خنجر غرزها في بقايا أمتي..
وجاء مع رطوبة آخر الليل ليزرع الصمت والدمع والأشلاء..ويجتث معهـ مابقيـ من عقيدة الولاء والبراء..!
لاتعتقدوا بقوة ذلك الطاغوت فهو جبان..إنه يخاف من قطع الحجارة في فلسطين يقذفها في وجهه الغلمان...
وترتعد فرائصه لزرقة سماء الرافدين ..
إنه جبــان..يرقب عيون الأطفال في خرسان..(إن لعيونهم نظرات تحفر في الصغر حروف الإباء والرفض )

رأيت مرات عديده ابتسامة لطفل مبتورة من نصفها..كلا من ربعها..
ماذا جنى هذا الصغير..ليزدرد الدمع ويختنق بالظلام..؟
ماذا جنى هذا الصغير..ليشنق في سراديب الطغاة بحبال خيمته..؟
يا أمه التي يبكي الشقاء من شقائها..يابراءته التي يغتالها الشقيـ يُروعها يصبغها باللون القاتم..!
سيكتبــ التاريخ أن قلوبـ طاغوت وأعوانه..مشلولة الإحساس..
يأتون في عنف مجنون مرتدين رداء الليل الأسود ليزرعوا الشوك..
بينما نزرع التين والزيتونـ..!
فأي عذر لهم في صنع المقابر والدموع..!
أما درى طاغوت أن عهد فرعون قد ولى وانتهى ..؟
وحتى إن تخيل أن ذاك العهد باقٍ ففرعون نفسه قد أخذه الموت إلى العالم الآخر.. حيث لارجعة إلا لحساب وعقاب..!
بأي عذر ينخر الظالم جلدي..لحمي وعظامي ..؟
ينغرز في الوريد..مطلقاً العنان لدمــــــــاء الشهادة .. والإباء
مرحى يادماء الشهادة .. هيا انطلقيـ .. اطلي كل الدنيا باللون القاتم..
وأكتبي هذه العبارة في كلـ مكان وعلى جدارنا الأصم...
سِرُ مأساتنا..صمتنا..
أجل..صمتنا..فليس لنا _أحفاد صلاح الدين_ من عذر لأن لفظة (كلا) تموت فوق شفاهنا البكماء..لأننا نسينا في بلةٍ أننا أصحاب البستان ..
وأصحاب عقيدة ... لا استســـــــــــلام ...
ثم اتفقنا..على ألانتفقــ ..

عميل لكع
05-15-2007, 07:32 AM
ياللرجــال وماعنيت بهم طواغيت الشعــوب

لكن أردت المخلصين فهـل لريحهم هبوب

أتظـل شمس محمد ميّالـة نحو الغروب

وتظل نار الملحدين ذوي الضلال إلى شبوب

حكم المجاهدة الوجوب اليوم او فوق الوجوب

من كان في غيبوبة خير وابقى ان يتوب

هل من فتى كابن السعود مجدد الدين الاريب

يدع التواكل جانبا ويصد عادية الخطوب

هيهات بل هو نسخة لم يأت بعد لها ضريب

شعر: محمد صادق

حفيدة الصحابة
05-15-2007, 06:48 PM
شكراً لمروركمـ ... عميل لكع..