تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ستنتهي الحدّوتة يا ترى؟!



chidichidi
05-14-2007, 03:05 PM
في ليلة عاصفة من عام 2046، وكالعادة مساء كل يوم، تحلّق أحفادي من حولي بالقرب من المدفأة الإلكترونية بانتظار سماع قصة تساعدهم على النوم، بعد يوم طويل قضوه في المشاكسات والمناكفات والصراخ. حاولت مراراً التملّص من واجبي كجدّ حنون عليه أن يروي القصص لأحفاده، لكن ومن أين آتيهم بقصة جديدة كل يوم. فلا ليلى والذئب باتت ترعبهم، ولا قصة أصحاب الأخدود تلفت انتباههم، ولا نوادر جحا تضحكهم.
وبعد طول تفتيش عن قصة أرويها تظاهرت بتأمل المطر المنهمر عبر الشرفة، عثرت على قصّة اعتقدت أنها ستكون مملّة، وستدفع أحفادي للتهرب من سماع قصصي مرة ثانية.
بعد أن أخذ كل حفيد مكانه من الغرفة، بدأت بالحكاية:
«كان يا مكان في قديم الزمان.. كان هناك وطن اسمه لبنان.. لبنان هذا كان عبارة عن مساحة من الأرض لا تملك مقوّمات الاستقلال عما حولها، لكن إرادة الاستعمار شاءت أن يكون بلداً مستقلاً، رغم تداخله بجيرانه». وكما تصوّرت، فإن المقدمة التاريخية كانت كافية كي يتسرب الملل إلى جفون أحفادي منتظراً غفوتهم، لكن رغم ذلك تابعت:
تنازعت الدول القوية السيطرة على هذا البلد، القريبة منها والبعيدة، مستغلّة ضعفه، واختلاف أبنائه في ما بينهم. واستمر الأمر إلى أن.. وتوقفت عن الحديث متظاهراً بأني أخذت سهوة من النوم. لكن «خالد» الذي كان على كتفي يداعب صلعتي شمطني من أذني وقال «إلى أن ماذا؟»، وبعد أن شاهدت أفواهاً فاغرة وعيوناً شاخصة كانت كافية لأدرك أن قصتي –على خلاف عادتها- تسترعي اهتمام أحفادي تابعت الحديث، إلى أن.. في يوم من الأيام اللئام، قتل أحد الأشرار زعيماً من لبنان اسمه رفيق الحريري.. وبدأ الطوفان يغمر المنطقة جارفاً أمامه كل مبدأ للسيادة والاستقلال وكل قيمة وطنية أو قومية.
قاطعني مصطفى متسائلاً: وهل رفيق الحريري هذا قريب للزعيم الحالي «فلان» الحريري، فأجبته أن فلاناً هو حفيده، وتابعت: بعدها تدحرج عقد القتل والتفجير والاغتيال وطالت أيدي الأشرار عشرات الأبرياء..
سأل خالد: ولكن.. من ذاك الشرير الذي قتل الحريري (الجدّ) وكيف سارت الأمور بعدها؟! هددتُ بإيقاف سرد القصة إذا تمت مقاطعتي مرة أخرى، وكانت فرصة للامتناع عن إجابة السؤال، وتابعت: بعد ذلك طالب بعض اللبنانيين بتشكيل محكمة دولية للتحقيق ومحاكمة الأشرار الذين قاموا بقتل الحريري والبقية، على أن تكون مهمة هذه المحكمة محصورة بذلك.
رفع يوسف إصبعه طالباً الإذن بالسؤال «ولكن لماذا هذه المرة فقط يتم تشكيل محكمة دولية، في حين أن المعلمة أخبرتنا في الصف أن يد الأشرار طالت العديد من الشخصيات كرئيس الحكومة الراحل رشيد كرامي ومفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد وغيرهما الكثير..».. وفي الوقت الذي كنت أفتش فيه عن مهرب، أنقذني يوسف (وهو أكبر أحفادي 16عاماً) بسؤال آخر كان كافياً لنسيان السؤال السابق فقال: «وهل المحكمة الدولية التي تخبرنا عنها ياجدي هي نفسها التي تبسط سيطرتها اليوم على لبنان، وتتحكم في كل شاردة وواردة فيه، وهل كان الدافع لتشكيلها القبض على الأشرار؟ لكن أحداً لا يذكر هذا الأمر الآن»! حينها، تمنيت لو أن الأمر اقتصر على السؤال الأول ولم يصل إلى الثاني.
تجاهلت الإجابة عن السؤاليْن – لعدم معرفتي الجواب - مستغلاً رغبة بقية الأحفاد بسماع تتمة القصة، وتابعت: بعدها بأشهر قام الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان على لبنان استمر أكثر من شهر، فشل في تحقيق هدفه وهو القضاء على المقاومة. لكن حزب المقاومة حينها الذي كان اسمه »حزب الله»، بعد نجاحه بالتصدي ومقارعة العدوان الإسرائيلي، «كبر رأسه» وبات يعتبر نفسه أكبر من الدولة ومؤسساتها، فأنزل مقاوميه ومناصريه إلى الشوارع، وافترشوا الأسواق التجارية والساحات مطالبين بإسقاط الحكومة القائمة حينها، وتشكيل أخرى يكون هو المتحكم بمفاصلها. لكن بقية الفرقاء اللبنانيين لم يستجيبوا لمطلبه، واستمر الحال بضعة أشهر، كان خلالها اللبنانيون عرضة لفتنة من هنا، ومشكلة من هناك، وجريمة من هنالك، لم يذوقوا خلالها طعماً للراحة أو الاستقرار أو الطمأنينة، إلى أن.. دخلت علينا زوجتي تتكئ على عكازها معلنة أوامرها للجميع بالتوجه إلى النوم، الأمر الذي شكل خير مخرج لي لأهرب من النهاية المحزنة.
وتوتة توتة.. علّها تنتهي الحدوتة على خير.}
أوّاب إبراهيم

Saowt
05-14-2007, 04:47 PM
علّها تنتهي الحدوتة على خير
إن شاء الله تنتهي على خير.....

من هناك
05-14-2007, 06:08 PM
الا تستغربون هذه اللهجة من الاخ اواب؟؟؟

ابو عمر يقول ان الجماعة جزء لا يتجزأ من 14 آذار واواب يدير لمحكمة آذار ظهر المجن؟؟

ابنة القـــــدس
05-15-2007, 04:30 AM
اhttp://www.moehe.gov.ps/first.htm