تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من شب على شيء شاب عليه



FreeMuslim
05-13-2007, 06:36 AM
خلاق صاحب براثا ومن لفّ لفّه !
2007-05-12 :: بقلم: فرات ناجي ::



ليس من شأننا أن نعترض على من قلد السيستاني والثلاثة العظام الآخرين ، إذ رأى أن إتبّاعهم يدخله جنات الخلد ، أو إذا تيقن أن وجود السيستاني في العراق ـ بدون أن يحمل الجنسية العراقية ـ رحمة للعراقيين ! .

وليس من شأننا أيضاً محاولة إقناع الذي استقرت في عقله فكرة أنه لا بد له من مرجع يقلده ويضع نفسه طوع إصبعه ، ويسير على ما يأمره المرجع في شؤونه كلها ، من مسح القدمين في الصلاة حتى وجوب انتخاب قائمة أهل القبور الجماعية مع أن فيهم من لا يستحق أن يكون ملاحظاً في دائرة من دوائر البلدية ! .

وليس من شأننا أيضاّ ـ لأن كل نفس بما كسبت رهينة ـ أن نجادل من يرى السيستاني أفصح من سار على قدمين ، مع أنه ــ أي السيستاني ــ يكتفي بالمزمزة والهمهمة التي يحولها أبنه محمد رضا إلى فتاوى وأوامر وتوجيهات ! .

نقول ليس ذلك من شأننا ، ولا من شأننا ــ لولا أنهم لا يتركون القطا ينام ــ أن نذّكر بأن السيستاني أطلق على ما يعتبره الائتلاف ( انتفاضة شعبانية مباركة ) بأنه ( من أعمال الغوغاء ) مستخدماً وكالعادة التقية المكثفة ، ثم نذّكر بفتواه قبل الاحتلال بنحو اسبوعين عندما اعتبر الأمريكان وحلفائهم في غزو العراق كفاراً تجب مقاتلتهم ويحرّم التعامل معهم ، ثم استدار 180 درجة ليفتي للشيعة بعدم جواز مقاتلة المحتلين ( والعهدة على المرحوم عبد المجيد الخوئي ) وهو أمر مشهور ! .

لا نريد هنا تعداد مآخذ الوطنيين العراقيين خارج الانتماء المذهبي على السيستاني سياسياً ، فما دام ارتضى الزج بنفسه في السياسة ، وانشغل بالتنسيق ـ كتابة لا مواجهة ـ مع بريمر فإن الحكم عليه وعلى أدائه إنما هو من السياسة ومن اختلاف الآراء فيها ، ولا يعني نقده أو التذكير بمواقفه مساً بمقام المرجعية المقدّس إذا اعتبرنا السيستاني وسواه من البشر يحملون شيئاً من القداسة والعصمة ! .

وعندما انتفض أعضاء قائمة الائتلاف لملاحظات صدرت عن مقدم برامج في قناة الجزيرة الفضائية مست قدسية السيستاني ، فإن ذلك لا يعني بالتأكيد أن الغاضبين يحبون السيستاني حباً قلبياً خالصاً بل فيهم من يرى فيه إلا واجهة لحشد الأميين والجهلة والمغفلين من العوام ومن المتعصبين الذين لا هوية عندهم غير هوية الطائفة .

ولكن قائمة الائتلاف تثور انتصاراً لخدش قدسية السيستاني كلما واجهت مشاكل كبرى أو وصلت إلى نقطة مفصلية حرجة ، مثلما حصل قبل الانتخابات الأخيرة في 30 كانون الثاني 2005 بأيام عندما قيل أن السيستاني تراجع عن بركاته السابقة التي أغدقها على قائمة الشمعة ، وصادف أن تهجم وقتها احد ضيوف قناة الجزيرة ذاتها على السيستاني فكانت فرصة لجمع الأتباع وحشدهم أمام كاميرات الفضائيات يهتفون : (نعال السيد يسوه الدوحة وما بيها ) !! واليوم يمر الائتلاف بأسوأ أيامه ، لا يدري من أي جانب ستأتي ضربة أسمها ( الخطة ب ) ! ولذلك جاءت قناة الجزيرة اليوم لتقدم وبلا حدود فرصة جديدة لتلميع صورته وصورة المرجعية الصامتة .

المهم أن قرار المجتمعين من النواب مقاضاة قناة الجزيرة أجريت عليه بعض التعديلات بحيث لا يكون السيستاني وحده هو مرجعية وهو رمز وهو من يستحق لوحده التوقير ، فأضيفت إلى القرار توصية بملاحقة وسائل الإعلام الأخرى التي تهين المراجع والساسة الآخرين ، ومثلما يحق للشيعة أن يكون لهم مراجع ورموز وساسة فلغيرهم الحق نفسه ، مع أن الشيعة يحتكرون العصمة والتقديس والرضا بالسير على منهج القطيع .

إلا أن لا احد ينافسهم في هذا ، بل يكفي للتدليل على ذلك لجم الروزخونية وباعة الإسقاط ولصوص قناني الغاز ومتعاطي عقاقير الهلوسة الذين تحولوا بين ليلة وضحاها إلى صحفيين وكتّاب ومحللين سياسيين ووقفهم عند حدّهم ، إذ حولوا وسائل إعلام يقودها سياسيون معممون وحاسرو الرؤوس تمولها بالدولار والتومان الجارة المظلومة ، إلى منابر للردح السوقي الشوارعي ، بالأبوذية والدارمي ، والتقرب إلى القاعدة الجماهيرية للائتلاف في المقاهي والأرصفة وفي جلسات الهلوسة بشتم المخالفين وتلفيق القصص التي يحسنون ترويجها لوصم هذا بالنصب وذاك بالتكفير وغيرهما بالماسونية .

ولكن هل تنفع الفقرة المضافة إلى مطلب إقامة دعوى على قناة الجزيرة في جعل جلال الطين الصغير وأشباهه يعود إلى ما تفرضه العمامة ، وما تفرضه آداب النشر وحوار المخالفين ويتأدب مع معارضيه ، الجواب هو بالقطع : كلا ، ونظرة بسيطة إلى ما ينشره موقع وكالة أنباء براثا من شتائم واتهام بالعمالة والنصب والتكفير لشركاء في العملية السياسية تكفي لتذّكرنا بالحكمة العربية الخالدة التي تقول : ( من شبّ على شيء شاب عليه ) .