تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قواريرنا يشتكين



بشرى
04-05-2003, 09:27 AM
قواريرنا يشتكين، حق لهن أن يفعلن، فملايين من أزواج آخر الزمان يلهبون ظهورهن، ويصفعون وجوههن، ويكسرون عظامهن، وإذا قلت لهؤلاء: اتقوا الله في زوجاتكم.. لوّوا رؤوسهم ورموك بحجة من لا حجة له: الإسلام أباح ضرب الزوجة!! الكثير منهم قد لا يُصلّون ولا يطبقون من شعائر الإسلام شيئا لكنهم لا يستنكفون أن يستعيروا من الإسلام ما يظنون أنه يدعم جبروتهم ويؤكد تسلطهم وهم في ذلك واهمون. صحيح أن ضرب الزوجات أضحى ظاهرة عالمية تكتوي بنارها ثلث نساء العالم وتنتشر في كل المجتمعات، ولكن من قال أن هؤلاء قدوتنا؟؟؟؟؟

قال تعالى: "الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا" هذه الآية من سورة النساء تبين أولا رعاية الزوج لزوجته وحمايتها وكفايتها بالنفقة عليها من ماله الخاص، ثم تبين الآية صنفين من النساء:
* الصنف الأول: "الصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله" والصنف الآخر: "واللاتي تخافون نشوزهن". فالأولى المرأة الصالحة والثانية المرأة الفاسدة وهي التي تمرّدت على حقوق زوجها فلم تُجبه إليها. إن الحياة مع المرأة الثانية صعبة لا بُدّ من إصلاحها لتعود إلى مجراها الطبيعي. وهناك طرق لمعالجة هذا السلوك المنحرف وقد وضع القرآن الكريم خطوات على طريق إصلاحها وتقويمها على النحو التالي:
-1- الخطوة الأولى: أن يعظها ويقول لها: اتق الله فإن لي عليك حقا فارجعي عمّا أنت عليه.. فإن هي لم ترجع وأصرّت على نشوزها انتقل الزوج إلى الخطوة الثانية.
-2- الخطوة الثانية: أن يهجرها ويترك النوم في غرفتها، أما هجرها في الكلام فلا يجوز أكثر من 3 أيام، فإن هي لم ترجع وأصرّت فمن المعلوم أن هذه المكابرة ضرب بعرض الحائط لكل ما تقدم من الوعظ والإرشاد والهجر. وهذا كله إذا كان هو صاحب الحق فعلا، وإن كانت هي صاحبة تمرّد على حقوقه فعلا، وهنا أصبحت هي أقرب إلى الطلاق والفراق. وهذا يؤدي إلى ضياع الأولاد وربما تشردهم وبالتالي يؤدي إلى دمار الأسرة وتخريبها فهو بين هذا وبين أن يقوم بالخطوة الثالثة.
-3- الخطوة الثالثة: الضرب الخفيف غير المبرح كالضرب بالسواك ونحوه عسى أن تكون وسيلة ناجحة في إصلاحها وهذا الضرب لا شك هو شر ولكن هو الآن بين شرّين فاختار أهونهما ومع هذا كله قال الفقهاء: والأفضل ألا يضرب. وإذا رجعنا إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم نجد انه لم يستعمل الضرب مع نسائه مطلقا وإنما كان إذا بدر منهن ما يكرهه كان يخيرهن بين الطلاق بالمعروف أو البقاء معه على تصحيح ما بدر منهن فكن يخترن النبي صلى الله عليه وسلم ويعتذرن عما بدر منهن.
وقد أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبر على المرأة وتحملها على اعوجاج مسلكها إن حصل والآيات كثيرة وفي حجّة الوداع خطب بالناس خطبة الوداع على جبل عرفات وقال فيما قال: "أيها الناس استوصوا بالناس خيرا فإنهن عوان عندكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله فاستوصوا بالنساء خيرا". ويقول علماء آخرون أنه إذا كان الضرب مُجديا للزوجة فيجب أن يكون ضربا غير مبرح مع تجنّب الوجه والأماكن الحساسة في جسدها، فهو استثناء من الأصل وفي الحديث: "لا يضرب خياركم". ويقولون إن الضرب إنما أبيح حين يكون فيه صلاح المرأة واستقامتها من أجل أن تستقيم الحياة الزوجية وألا يكون مصيرها التفكك والضياع. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما ضرب رسول الله شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادما، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل" وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه". وعن معاوية بن حيدة قال: قلت يا رسول الله: ما حق زوجة أحدنا عليه؟ قال: "أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت" رواه أبو داود.