تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المتاجرة بالعراق في شرم الشيخ



FreeMuslim
05-08-2007, 05:46 AM
المتاجرة بالعراق في شرم الشيخ

جمال سلطان (http://www.albainah.net/index.aspx?function=Author&id=787&lang=)

المصريون/6-5-2007

نشرت شبكة السي إن إن قبل يومين تقريرا خطيرا من العراق ، استنادا إلى معلومات استخبارية أمريكية تقول بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي شكل خلية شيعية متطرفة داخل مجلس الوزراء هي التي تدير شؤون الدولة في العراق بعيدا عن المؤسسات العلنية مثل الحكومة والوزراء والقادة العسكريين الرسميين وغير ذلك ، وأن هذه الخلية لديها مشروع شيعي متطرف تقوم على تنفيذه بكل قوة وإصرار في كافة نواحي الدولة العراقية ، وأن هناك مكتبا يرأسه رئيس أركان حرب الجيش العراقي وهو شيعي متطرف ، تحت رئاسة مباشرة لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي ، والمكتب مكون من أربعة وعشرين شخصية شيعية ، تقوم على تنفيذ أجندة طائفية خطيرة ، وأن هذا المكتب له صلاحيات مطلقة في كل شؤون العراق ، وهو يملك نقض أي قرار لأي وزير ، أو اتخاذ أي قرار في أي وزارة دون الرجوع إلى الوزير المختص .
وأن القادة العسكريين يمكن عزلهم أو طردهم أو حتى تصفيتهم إذا كانوا يشكلون عقبة أمام الأجندة ، وأشار التقرير إلى ما حدث مع بعض القادة العسكريين الذين شاركوا في الحملة الأمنية لتطهير بغداد من الميليشيات الشيعية والسنية على حد سواء ، وأن معظم القادة العراقيين الذين شاركوا بضراوة في عمليات قتالية ضد المنظمات الشيعية المسلحة تم عزلهم وتهديدهم بالقتل ، التقرير أشار إلى أن الكثير من الأصوات التي سربت المعلومات طلبت عدم الإعلان عن أسمائها لأنها ستكون هي وعوائلها عرضة للانتقام والتصفية ، مسؤول رفيع بالبيت الأبيض اكتفى بإعلان القلق "البالغ" من تلك التقارير.
ومن معلومات تشير إلى أن جهات داخل مكتب رئيس الوزراء العراقي تعمل على إفشال خطة بغداد الأمنية ، في إشارة إلى تلك الخلية الشيعية المتطرفة التي تدير البلد في الخفاء ، في إطار هذه الخلفيات نتذكر الوقائع المروعة التي تكتشف مصادفة كل فترة عن أوكار للاعتقال السري والأقبية الأمنية الخارجة عن أي سيطرة حكومية رسمية التي تديرها عناصر داخل الحكومة خاصة وزارة الداخلية التي يهيمن عليها أحد أكثر الأجنحة الشيعية تطرفا ودموية ، حيث اكتشفت جثث لمواطنين سنة ممثل بها (بعضهم تم ثقب رأسه بالشنيور) ومعتقلون أشبه بالخارجين من كهوف القرون الوسطى عندما اقتحمت القوات الأمريكية أو البريطانية تلك الأقبية ، هذه هي الحكومة التي نصبها الاحتلال في العراق لكي تدير شؤونه ، فهل هذه هي الحكومة التي اجتمع المؤتمرون في شرم الشيخ من أجل دعمها والتمكين لها .
وهل هذا هو العراق الذي يتحدثون عنه ، وهل مؤتمر شرم الشيخ ـ وفق هذه الخلفيات ـ أنشئ من أجل دعم العراق أم دعم أطراف أخرى تشعر بالعار والفضيحة مما اقترفته في حق الإنسانية كلها ، قبل أن تكون قد اقترفته في حق العراق والعرب والمسلمين ، إنهم يستحون من الإعلان صراحة عن أن المؤتمر هو مؤتمر "إنقاذ" الإدارة الأمريكية ، مؤتمر إنقاذ بوش ، إضافة إلى بحث أطراف أخرى عن "فرصة" لحل مشكلاتها الخاصة مع الإدارة الأمريكية ، كما تفعل الحكومة الإيرانية ، والتي لم يخف إعلامها هذا الهدف صراحة وبدون مواربة ، لإبعاد مخاطر الهجمة الأمريكية التي روجوا لها طويلا ، والتأكيد على الدور الاستثنائي لإيران في العراق ، حيث تمثل الشريك الأساس للأمريكان في الحكم واقعيا ، بل إن الجنوب العراقي كله تقريبا تحول إلى "عراق فارسي" باللغة والإدارة والشعارات والصور والمرجعيات والقوى الاستخبارية ومراكز القوى الاقتصادية الناشئة ، لقد كان العراق هو آخر ما فكر فيه المؤتمرون في شرم الشيخ ، إن كانوا قد فكروا فيه حقيقة .