تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لأقعدن لهم صراطك المستقيم



مقاوم
05-08-2007, 04:55 AM
لأقعدن لهم صراطك المستقيم


استوقفتني آية في كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ألا وهي قوله جل من قائل مخبرا عن ابليس اللعين أنه يقول: "لأقعدن لهم صراطك المستقيم"، قلت: "الله أكبر!!"


قرأت هذه الآية عشرات المرات قبل اليوم فلم تستوقفني من ذي قبل ولم أتأمل معانيها كما لم أتدبر مراميها. فحين وقف إبليس متكبرا متجبرا أمام الجبار المتكبر سبحانه وأعلنها حربا شعواء لا هوادة فيها على بني آدم عليه السلام الذي أبى أن يسجد له مع ملائكة الرحمن حسدا واستكبارا فكان ذلك سببا في خروجه من الجنة وهبوطه إلى الدرك الأسفل بين مخلوقات الله، جاء ذلك الموقف الرهيب الذي توعد فيه إبليس بني آدم على مر العصور.


ولو تأملنا قليلا في سياق الآية الكريمة لانجلت لنا خطة إبليس ولتبين لنا مكره ودهاؤه فالذين تفرقت بهم سبل الدنيا المختلفة من مال وجاه وأهواء وشهوات، من ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا من أهل البدع والعقائد الفاسدة، من يمكرون مكر الليل والنهار لإفساد البلاد والعباد، كل أولئك هم أكثر الناس أمنا على أنفسهم من إبليس وأبعدهم عن طريقه ومسراه.


كيف ذلك؟؟!! تسأل نفسك والجواب واضح جلي. إبليس لم يخفِ مخططاته ولم يحاول تمويه موقعه بل أعلنها بكل وقاحة وصفاقة: "لأقعدن لهم صراطك المستقيم". فاعلم أيها المسلم الموحد السائر على درب الجنة، القابض على دينك كالقابض على الجمر، الداعي إلى الله على بصيرة، المنفق في كل باب للخير، والمجاهد في سبيل الله، إعلم أن إبليس قاعد لك ومتربص بك فهو أدهى وأخبث من أن يضيع وقته على الكفرة والمشركين وأهل الأهواء والمعاصي. هو يريدك أنت، يريد أن يغويك أنت، يريد أن ينحرف بك أنت!!


صراط الله المستقيم هو درب طاعته والعمل بأوامره والكف عن نواهيه، فمن سلكه كان عرضة لكمائن الشيطان ومكائده وكلما كان للجنة أطلب وعلى الدرب أصلب كلما اشتد إبليس في أثره وازداد طلبا لعثره.


وقد أخبرنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن أشد الناس بلاءا هم الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل. وبين لنا أن الجنة محفوفة بالمكاره. ولله در الإمام ابن القيم رحمه الله إذ يقول مخاطبا من تقاعس عن صراط الله المستقيم: "يا مخنث العزم أين أنت والطريق، طريق تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورمي في النار الخليل، واضطجع للذبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السجن بضع سنين،ونشر بالمنشار زكريا، وذبح السيد الحصور يحيى، وقاسى الضر أيوب، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه وسلم،تزها أنت باللهو واللعب‏."


فتأمل وتدبر!!

فـاروق
05-08-2007, 09:11 AM
رفع الله قدرك وذكرك في من عنده

من هناك
05-08-2007, 03:09 PM
جزاك الله خيراً على هذه التذكرة القيمة اخي مقاوم وجعلنا ممن يتدبرون في آيات الله وممن يستمعون القوم فيتبعون احسنه

إن التفكر في هذه الآية يحملنا مسؤوليات كبيرة جداً ويجعل الإنسان عرضة للوقوع في محظور الخوف من اي خطوة ولذلك لا بد من الإستشارة والإستخارة والتدبر والتوكل ونسأل الله ان يتقبل منا ما فيه الخير والصلاح وان يجنبنا الوقوع في الزلل

وما كان من خير فمن الله وحده وما كان من شر فمن انفسنا

مقاوم
05-08-2007, 07:07 PM
أخي فاروق أحسن الله إليك وفتح عليك ووفقنا لما يحبه ويرضاه

أخي بلال ، جزاك الله خيرا وصدقت فيماذهبت إليه

منال
12-27-2007, 01:00 PM
حفظكم الله وايانا من شرور الثقلين