تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أخطاؤنا تحت المجهر



سهيل الحلبي
05-04-2007, 02:26 AM
أخطاؤنا تحت المجهر
حريٌ بنا بين الفينة و الآخرة أن نلتفت إلى أنفسنا على مستوى الفرد و الجامعة و على مستوى الدول والأمة قاطبة فلنراجع حساباتنا وندقق في السجلات وننظر في الرصيد وفي تراكمات ما تحصل من خير وشر خطأ أو صواب ... نبحث عن أخطائنا ونضعها تحت مجهر الكتاب والسنة ورضى الله فنعالج ونصحح ونتلافى عسى أن نستطيع أن نكمل المسير والمسار لما فيه خير الأمة جميعاً وبكل شرائحها هذا واجب شرعي إبتداءاً وهو مطلب من مطالب الالتزام بطاعة الله مع العلم بأننا بشر نخطئ ونصيب نطيع ونعصي نقبل وندبر نصدق ونكذب وهذه طبيعة البشر وأما من يدعي العصمة فهؤلاء حمقى يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لولا أنكم تذنبون وتستغفرون لذهب بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم ) ويلحق بالذنب الخطأ حتى وإن كان في الدعوة لله سبحانه فيقع في الأدوات والتشخيص والمعالجة والسير والنبي صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم خاطبه ربه وقال : ( عفى الله عنك لما أذنت لهم ) وعاتبه أيضاً مع الصحابة رضي الله عنهم وهم ما هم بعد معركة بدر وبعد جهاد ومصابرة وتضحية ، فمن نحن حتى لا نطالب بتصحيح أخطائنا حتى ولو كان في الأمر بعض الشدة وأولى الناس بتصحيح أخطائهم هم النخبة المؤمنة العاملة والذين يحملون لواء تصحيح المجتمع وإرشاده .
وطبيعة الإنسان كل إنسان إن لا يرى أخطاءه ويرى أخطاء الآخرين ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( عجباً للمؤمن يرى القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه ) فمن هذا المنطلق يجب أن نقف فنراجع حساباتنا ونصحح أخطائنا لأننا بحق نريد إصلاح مجتمعنا وأفرادنا أمّا من يقف عند فكرة معينة فيتحجر عقله عندها سواء كانت في مشروع دعوي أو سياسي أو فكري أو اقتصادي ولا يقبل مراجعة حساباته فهذا محكوم عليه بالفشل مسبقاً إذ أن هناك ظروف ومتغيرات دائمة ..
أولاً : تصحيح الخطأ هو واجب شرعي لمن أراد مرضات الله وأراد بحق إصلاح الأمة وأراد الخير لها
ثانياً : يجب أن لا ننتظر أن يشخص لنا الآخرون أخطائنا فربما يشخصون أخطائنا بشكل غير صحيح ويعطون علاج غير نافع أما إذا قمنا بهذا الهمل بأنفسنا فإننا نعلم أين يكمن الخطأ فنتجنبه .
ثالثاً : قضية إصلاح الخطأ هو أمر ملا زم في سير الدعوة الإصلاحية ونحن هنا نريد أن نضع أبرز الأخطاء تحت مجهر الكتاب والسنة ونأخذ علاج لها لعلّ الله سبحانه أن ينفعنا ويرفعنا ويغير ما بنا من حال .
1- قلت الإنصاف وعدم العدل منّا نحوى الآخر أياً كان هذا الآخر سواء كان عاملاً في الساحة أو مخالفاً لنا أو عدواً أو على الحياد ، قلت الإنصاف وعدم العدل مرض فتاك وداء وبيل أصابنا في مقاتلنا وأخر آثار جهدنا وضيع سنوات من عمر العاملين على غير هدى وربنا سبحانه وتعالى في هذه النقطة تحديداً لا يمكن أن يجامل أحداً يقول سبحانه : ( ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ) ويقول أيضاً :
( فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا ) , ولو نظرنا إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لرأينا جلياً عدله في حكمه مع أنصاره ومخالفيه بل وحتى مع أعدائه وإذا نظرنا لواقعنا لرأينا كيف أننا نجرح بعضنا البعض حتى مع إخواننا في الدعوة وهذا خطأ بارز خطير وقعت فيه أمتنا ، يقول شيخ الإسلام رحمه الله : ( كن كالنحلة لا تحط إلا على الأزهار ولا يجنى منها إلا الرحيق ولا تكن كالذبابة لا تقع إلا على الأذى ولا يجنى منها إلا الأذى ) .
2- عدم مراجعة الأخطاء والاستفادة من التجارب ، مثال على هذا معركة أحد عندما ظنّ الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات كيف أنهم قد أسقطوا في أيديهم وخسروا المعركة فعاتبهم الله بقوله : ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفئن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ..)
أمّا كيف استفادوا من هذا الخطأ فهو في تصحيح النية أولاً وثانياً استفادوا من هذا الخطأ عندما مات الرسول واسقط في أيديهم مرة أخرى لكنهم تذكروا هذه الآية فعادوا إلى رشدهم وصوابهم ، هذا ما نحتاجه في وقته هذا فإلى متى سنبقى نلدغ من نفس الجحر عدة مرات .
3- إعطاء المسائل أكبر من حجمها يقول الله تعالى: ( قد جعل الله لكل شيء قدرا ) ويقول أيضاً: ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) .
4- فرار الكثير من الشيب والشباب من ساحة العمل تحت مبررين:
أ- قسم يقول أنا أفر من ساحة العمل خوفاً من الفتنة والأذى.
ب- قسم يفر من العمل بسبب ذنوبه ومعاصيه .
وطبعاً هذان القسمان على خطأ كبير وحججهم واهية وخاطئة .
5- عدم احترام التخصص ، والتخصص أمر مطلوب في وقتنا هذا تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته حيث كان يفرد لكل مسألة من هو عليمٌ بها فأقرأ الصحابة أبي بن كعب وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ وللقضاء علي وفي الحروب خالد بن الوليد ، أمّا نحن فالكل يصلح للقيادة والكل يصلح للسياسة والكل يصلح للفتوى وهذه طامة كبرى .
6- التقصير في تكثير سواد العاملين في ساحة العمل ، فمتى ما سمعت بعمل خيري أو محاضرة أو دعوة فواجب عليك المشاركة والحضور ولو بالجلوس والاستماع ، فيا للأسف أهل الباطل يتزاحمون في حضور مباريات وحفلات خليعة ومسرحيات سخيفة ولا نجد هذا التزاحم بأعمال ترضي الله وتساهم في رفع مستوى أمتنا .
7- عدم مدّ الجسور مع كثير من طبقات الناس ، فيجب علينا أن نتواصل في دعوتنا مع الجميع نساء و رجال كبار وصغار عمال وفلاحين فساق و عصاه و نتألف قلوبهم بشتى الوسائل .
8_التأثر بكثرة أهل الباطل وقوتهم و قلة أهل الحق و ضعفهم ,يقول الإمام ابن القيم : (لا يغرنك كثرة السائرين في طريق الباطل فحسبهم أنهم على باطل ومآلهم إلى النار ولا يحزنك قلة السالكين في طريق الحق فحسبهم أنهم على حق و مآلهم إلى الجنة .
9 _النظرة الإقليمية في دعوتنا فيجب في الدعوة إلى الله أن تكون نظرتنا شمولية و واسعة الأفق حتى تناسب كل زمان و مكان من هذا العالم.
10 _ انصراف الناس إلى الدنيا على حساب الدين
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
ليست المشكلة في الانصراف إلى أمور الحياة و المعيشة و السعي في الرزق المشكلة أن يكون هذا على حساب الدين فالدين هو الأساس و سعينا في الدنيا يجب أن يكون لأجل الدين حتى نكون سعداء في الدنيا و الآخرة معاًأأأأ