تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثمن المقاومة أقل من ثمن الفوضى



سهيل الحلبي
05-02-2007, 04:18 PM
ثمن المقاومة أقل من ثمن الفوضى
يقول مولانا جلّ في علاه:
( ألم ترى كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد و ثمود الذين جابوا الصخر في الواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك صوت عذاب إن ربك لبالمرصاد) ألم ترى حجرة تقذف في بحيرة ماءٍ ساكنة فتحدث فيها إضطراب و تحدث فيها تموج و تحدث فيها تغير و تحدث فيها بدءاً لحركة تغير مواصفاتها و طبيعتها الهادئة ألم ترى كيف فعل ربك يا ابن التراب يا عبد الله في كل زمان و مكان ألم ترى كيف فعل ربك بعاد و بثمود و بفرعون و يذكر مولانا نماذج اختارها لأنها كانت الدول ألأقوى و الأكثر طغياناً و الأكثر استبداداً و ديكتاتورية و وحشية فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبلمرصاد هذه المعادلة النهائية التي نريد أن نصل إليها .. ألم ترى . فصب عليهم ربك ...( والذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكن عليهم حسرة ثم يغلبون )... أنطلق من هذا التمهيد لأعيش مع حضراتكم بل مع أبناء الوطن بل مع أبناء الأمة في ذكرى عيد الجلاء عيد الحرية عيد الاستقلال عيد الكرامة والجلاء والدماء توأمان أتدرون كيف صنعناه منذ أن دنست دبابات فرنسا أرض دمشق وقبل أن تصل إلى منطقة ميسلون هبت الأمة واقفة وبدأت إرهاصات الجلاء من اللحظة الأولى و وإذا بنا نجد في ساحة واحدة يقف اثنان من الرجال يقف وزير دفاعنا يوسف العظمة برتبته وزيه العسكري المدرب الحر الشريف النظيف ويقف بجانبه على بعد أمتار الشيخ كامل القصاب بعمامته ولحيته وبمظهره الإيماني وإذا به خطاب واحد ينطلق من تغير تفاهم ولا تناغم ولكنه الوطن الذي جمع ولكنه العدو الذي أجمع فتوحد الخطابان ... يوسف العظمة ينادي لن أسمح للتاريخ أن يسجل بأن فرنسا دخلت دمشق بغير قتال والشيخ كامل القصاب يصرخ أيها الفرنسيون لن تمروا إلا على أجسادنا و إذا بصوت دمشق يتجاوبوا معها الساحل السوري و إذا بعز الدين القسام ابن جبلة البار يتلفت يميناً و شمالاً ماذا يفعل فلا يجد إلا مسكنه الذي يسكن فيه فباعه و إشترى بثمنه سلاحاً و وزعه على شباب جبلة و نزلوا لكي طلقوا الطلقة الأولى في مواجهة هذا المحتل الغاصب و إذا بالشيخ صالح العلي في جبل العلويين يهب هبةً يحرك فيها الرجال و يحرك فيها الشباب فتتلاحم صرخة الساحل و حركته من أجل أن يرسموا دروب النصر و إذا بأبناء حارم من أهل إدلب ينطلقون بقيادة الكردي إبراهيم هنانو و يوسف السعدون يتحركون و إذا بثورة المريدين في جبل الكرد و إذا بصرخة تتعالى في الجزيرة و أعلن مشروع التضامن الكردي العربي لحماية سورية ، و إذا سلطان باشا الأطرش من جبل العرب أرض الدروز يتحرك ثائراً يحمل سلاحه يلحق به أهل الغوطة و أهل حلب يهبون هبةً واحدة إنه الجلاء الجلاء صنعناه بالدماء .. صنعناه بالوحدة .. صنعناه بالتضامن وبدافعٍ من حس المسؤولية هذا طردنا فرنسا ، وسنطرد أمريكا اليوم ، وسنطرد اليهود ،وسنطرد الخونة الطغمة المتآمرة معهم من حكومات العرب العميلة التي للأسف تركت كل خياراتها ولجأت إلى خيار الاستسلام والانبطاح وسعت هذه الجامعة العربية بمبادرةٍ تعرفون كلكم من يقودها... تسعى لكي تهرول إلى قلب إسرائيل إلى أرضهم... هي أرضنا.... هناك يكون اللقاء وتكون المبادرة إنّا لله وإنا إليه راجعون ...
وإذا أردت أن أذكر كلمة قائد الوطن يوم قال في أحدا مواقفه المشرّفة وكل مواقفه مشرّفة يوم قال : ( إن للفوضى ثمن وإن للمقاومة ثمن ، وثمن المقاومة دائماً أقلّ بقليل من ثمن الفوضى )
نعم يا قائد الوطن .... ثمن المقاومة كان ومازال وسيبقى هو أقلُّ بقليل من ثمن الفوضى ولكن الأخطرُ من فرنسا التي احتلّت والأقذرُ من أمريكا التي تظلم وتحتل.... الأخطر من هؤلاء وهؤلاء وأخطرُ من أحفادِ القردة والخنازير اليهود .....
أخطرُ من كل هؤلاء فئةٌ تنتمي إلى الوطن من بني الجلدة ينتسبون لهذه الأرض المباركة أرض الجلاء والدماء أرض البطولة والرجالات فئة باعت دينها ووطنها وكرامتها وشرفها باعت الجلاء وباعت الدماء وباعت التاريخ والبطولات وذهبت تستقوي بالأجنبي تقعد في أحضانه ، وأقرأ مقالاتهم في هذه الذكرى وأقرأ بياناتهم فإذا هي سم ناقع وإذا بهم يريدون للوطن فوضى باسم الجلاء ويدعون أبناء الوطن للتقاتل والتنازع وإثارة النعرات العرقية والمذهبية باسم الجلاء تباً لهم وسحقا سيلعنون كما لعن أبو رغال الذي حدثتكم عنه فيما مضى ويبقى الوطن ويبقى شرفاؤه ، وأقول لهؤلاء الخونة القاعدين القابعين في أحضان بريطانيا و أمريكا وإسرائيل وأقول للدنيا فالتسمع :
منّا الزمان وخطبه يتعلّم وعلى خطانا للعلى يترسّم
وإذا طمى جرح الزمان فإننّا نحن الشفاءُ لجرحه والبلسمُ
إن كنت تجهل من نكون فإنما للعمي هذه الشمس جرمٌ مظلمُ
عجباً أتجهل من نكون وهذه الدنيا بكل فعالنا تتكلمُ
من أنتَ... من أنتَ ... لا من نحن يا متجاهلاً أوَ يجهلُ البحر الخضمَّ العوّمُ
إن كنت تجهلنا فذي آثارنا في كل أرضٍ للهداية معلمُ
نحن الذين رؤوسهم لا تنحني إلا لخالقها ولا تستسلم