تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حقائق أسياد الفوضى



سهيل الحلبي
05-02-2007, 04:14 PM
حقائق أسياد الفوضى
جنكيز خان كان يلزمه عشرة أيام ليقيم في أصفهان هرماً مكوناً من عشرة آلاف جمجمة و في عام 1944 أدى قصف جوي بالفوسفور إلى تدمير حوالي 130 ألف من سكان مدينة دير سدن في ألمانيا و استطاعت القنبلة الذرية أن تدمر مدينتي هيروشيما و ناكازاكي في عدة ثواني ، بهذه الهمجية برز مغول العصر الجديد الولايات المتحدة و حلفائها لكنهم هذه المرة ظهروا ببزة جديدة و شعارات براقة و لافتات عريضة ينادون من خلالها بنشر الحريات و الديمقراطيات في العالم ، و كانت المناطق الأولى لنشر الحريات ( حريات الذبح و السلب ) هي مناطقنا العربية القابعة على حقول من النفط ، فالدفاع عن الحق الدولي يتم تطبيقه بلا رحمة على ضم الكويت و يتم تناسيه في ضم القدس صحيح أن القدس مدينة مقدسة و لكن مدينة الكويت هي مدينة مقدسة ألف مرة لأنها محاطة بآبار البترول الذي شكل المحور الأول للاجتياح الغربي للمنطقة .
أمّا المحور الثاني فهو المحور العقدي الذي أعلن عنه الرئيس بوش بصراحة لا لبس فيها حول تجدد الحروب الصليبية إبّان الغزو الأمريكي لأفغانستان و الذي نراه جلياً واضحاً في التدمير الممنهج للعراق شعباً و أرضاً و حضارةً بإستخدام الشركات الأمنية و التي أهمها شركة (بلاك ووتر) التي جندت حوالي 120 ألف جندي من المرتزقة من دول إفريقيا و أمريكا اللاتينية حيث كان لها الدور الأكبر في معركة الفلوجة و ما رافقها من مسح لأحياء بكاملها و هذه الشركة لها إرتباطات بما يسمى (دولة فرسان مالطة) هذا التنظيم المتبقي إلى الآن في جنوب مالطة منذ زمن الحروب الصليبية و التي طالب شمعون بيريز بإقامة سفارة لهم في مصر و هذا ما كان حيث أقيمت سفارة لهم في وسط القاهرة في شارع هدى شعراوي تلك السياسة التي يسعون أن تصل بهم إلى هرمجيدون حرب الإبادة التي ينتظرونها لكل شعوب المنطقة .
إنها الحقائق التي يعرفها بكل وضوح أولئك الذين حملتهم البارجات الأمريكية و نصّبتهم في العراق على أنهم من أبنائه ، إنها الحقائق التي يعرفها التيار الحاكم في لبنان و يحاول التغاضي عنها بهدف تعزيز مصالحه و إمتيازاته و ضرب المشروع المقاوم ، إنها الحقائق التي يعرفها أولئك الذين حملوا رايات تحت مسمّى جبهة الخلاص و الإصلاح و أرادوا أن يخدعوا الشعب السوري بإسم الدين و الحرية .
إنها حقائق يجب التعامل معها بالمنهج النبوي في إدارة الصراع و كسب الحرب و السلام كما عرفها و طبقها على أرض الواقع صلاح الدين الأيوبي ، لا كما يفعل أولئك الذين إحتكروا الصواب بآرائهم و عزلوا باقي الأمة و أقاموا خلافتهم و دولتهم المزعومة تحت تهديد السلاح فجعلوا الأمة بين ناريين نار الغازي الجديد و نار التكفير و الإلغاء و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً .
مازالت هناك فرصة سانحة للحياة و لكن الأمر يقتضي إنقلاباً كبيراً ، إن أسياد الفوضى الهدّامة التي نحياها لا يتحدثون لنا إلا عن تكيفنا مع الواقع ( يعني خضوعنا ) مع إنحرافات عالم بلا بشر و بشر بلا مشروعات و بلا غايات إنسانية .