العلاقة بين طهران ودمشق علاقة تحالف وحسب بل إنها أعمق من ذلك, فالعلاقة بينهما عضوية مصيرية, فحاضرهما مشترك ومصيرهما مشترك وأي اهتزاز أو ألم يصيب أحدهما سيصيب الآخر بالفعل
أن الجيش السوري في أيام الرئيس الراحل حافظ الأسد ليس هو الجيش الموجود الآن, فالجيش الموجود الآن وبفضل تمويل إيران لعدد من الصفقات العسكرية مع روسيا, بالإضافة إلى انضمام أحدث ماتوصلت إليه الصناعة العسكرية الإيرانية إلى الجيش السوري أصبح جيشاً مختلفا

كانت الطائرات الإيرانية تفرغ حمولتها في مطار دمشق لتأتي شاحنات حزب الله لأخذ الأسلحة إلى المستودعات . فحزب الله لن يسكت في أي مواجهة قد تقوم بها إسرائيل ضد دمشق والعكس ليس صحيحا وهو مايؤكد أن جيش »حزب الله« ما هو إلا تابع وإلا لكانت قاتلت دمشق معه, بدل أن تستخدمه في حرب بالوكالة من دون ان تلطخ يديها في الصيف الماضي
أوجلان قامت دمشق بتسليم عدد من الناشطين الأحوازيين العرب في دمشق إلى طهران,

كما أن تسهيل التشيع في سورية ليس بالأمر السهل, إذ إنه يغير الخارطة الطائفية في سورية وما يتبعها من انتقال تبعية المتشيعين الجدد أو ما يسمى ب"المستبصرين" إلى طهران سياسياً يقوي نفوذها في أحد الدول العربية المهمة ناهيك بتجنيس آلاف الإيرانيين لإنشاء جالية فارسية في سورية! ليس ذلك فحسب بل إن التورط السوري المباشر في تسليح حزب الله ودعمه سياسيا هو أمر ذو عواقب وخيمة, إذ إن دعم دويلات ذات صبغة طائفية في أراضي دولة جارة يحمل محاذير وانعكاسات على الداخل السوري, ليس أقلها تحبيذ الفكرة لبعض الأقليات بالرغبة في إنشاء دويلات داخل سورية وإن لم يكن الآن فلاحقا وأهم تنازل قدمته دمشق هو فتح البوابة العربية أمام نظام طائفي إرهابي متطرف هو النظام الإيراني وجعل سورية حصان طروادة امام هذا الغازي الفارسي الذي يريد أن يلتهم الشرق ويحيي دولة المدائن التي يريد أن يتسيدها وريث طموحات كسرى المرشد الأعلى الخامنئي

- معتصم الاحمد -سوري - السياسة