تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قصة الشهيد الزاهد العابد ولا نزكي على الله تعالى أحد



FreeMuslim
04-29-2007, 06:11 AM
تطوّع سائقاً لسيارة الاسعاف بعد مقتل سائقها ليسعف الجرحى وينتشل الشهداء من البيوت المهدمة فكافئته غدر بالقتل - قصة الشهيد الصبي عبدالله -


2007-04-28 :: بقلم: الكاتب الصحفي - محمد العرب ::


هل تعرف من هو الشهيد الصبي عبدالله..؟

في عام 1990 ، ولد الطفل عبد الله ، من أب سني وأم شيعيه ، ولان هذه المسميات لم تكن موجودة في تلك الأيام ، أصرت أمه على تسميته عمر واقترح عم الطفل أن يطلقوا عليه اسم حسين ، ليستقر الرأي فيما بعد على أن يكون اسم الوليد الجديد عبد الله ، عايش الطفل الغزو الأمريكي الأول على العراق وتقاسم معنا أيام سوداء عشناها تحت طائلة صواريخ الاحتلال بلا كهرباء ولا غاز ولا وقود ، وكنا دوما نحتفظ بعشرة لترات من البنزين للطوارئ فيما اذا احتجنا أن نقل عبد الله إلى المستشفى لان عبد الله ولد مع المرض فهو يعاني من تشوهات في صمامات القلب ، كبر عبد الله لكنه لم يكن يلعب مع اقرأنه ، فالكل كان يقف بين عبد الله وطفولته خوفا عليه لان قلبه الصغير لم يكن يتحمل الإجهاد ، واذكر يوما عندما أصبح عمره تسعة سنوات كيف وصل إلى حافة الموت ؟

لولا مشيئة الرحمن عندما أصر على أن يركب لعبة سكة الموت في مدينة الألعاب في بغداد أثناء إحدى السفرات المدرسية ، واذكر وكيف أن العائلة وأصدقاء العائلة تزاحموا على زيارته في المستشفى ؟ لأنه طفل ذكي وجميل ونظيف وهو يحترم الكل ويخاطبهم بشكل مهذب ،وقد وهبه الله صوت جميلا للغاية لم يغني فيه أغنية قط فكان يسمعنا سورة الرحمن بطرقة القارئ عبد الباسط وسورة البقرة بصوت الحصري وسورة آل عمران بصوت احمد العجمي وعندما كنا نستفسر عن السبب أن تكون تلاوته للقران بهذا الشكل كان يقول كل سورة أحب أن استمع لها بصوت قارئها ولهذا أقلدهم ، كنا نلتف حوله لنسمع صوته الذي اجبر الكثيرين من أصدقائنا على إعلان توبتهم في حضرت صوت الصبي عبد الله ،وجاءت 2003 وجاءت غربان أمريكا وكلابها وسماسرتها ولأول مرة يشاهد العراقيين تلك الوجوه التي لم نكن نحلم برؤيتها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولأول مرة اسمع تعليقات سياسية تصدر من الصبي عبد الله تعليقات اكبر من عمره أو هذا ما خيل لي في تلك اللحظات ..

لأول مرة اسمع الصبي عبد الله يتفوه بمصطلحات سياسية كان يحدثني عن الاستقطاب والإقصاء والطائفية وحدثني عن كذب موفق الربيعي (شهبوري ) وفتنة الجلبي وسخافة نكات الطلباني وصبيانية مقتدى وأكذوبة السيستاني ووقاحة البرزاني وعمالة علاوي وثرثرة الجعفري وجرائم منظمة بدر ونتانة العمائم السوداء وعاش معي ويلات الهجوم على مدينتنا الفلوجة بالأسلحة المحرمة دوليا والقنابل العنقودية وكان يسعف المرضى ويقود سيارة إسعاف متطوعا بعد أن استشهد سائقها رغم انه لا يزال صبي يافعا وكان يدفن أصدقاءه في المدرسة وذويهم وهو يبكي ويرتل القران.

عندما كان يحمل جثث الشهداء أمامي كنت اسأل نفسي هل هو نفسه الطفل الضعيف البنية عبد الله ؟ وماذا حل بقلبه المريض ؟ كيف يتحمل كل هذا ؟ ، وبعد أحداث الفلوجة الأولى بدء عبد الله يطف كحمامة سلام على البيوت المهدمة ينتشل الشهداء ويسعف الجرحى ويوزع الطعام وعبثا حاولت أن أقنعه أن يجري مع حوار كأصغر مسعف في الفلوجة تصورا انه كان يرفض لأنه لا يريد إن ينقص أجره عن الله جل في علاه ؟

كم أنت عظيم يا عبد الله وكم انتم أقزام منبطحون يا حكومة وبرلمان وأحزاب العراق ؟ وعندما حزمة حقائبي للهروب بقلمي وجسدي خارج جمهورية العمامة السوداء وخارج حدود الفتنه ، ودعني قائلا ارحل يا عم محمد فأنت وزملائك صوت العراق تخبرون الناس أن العراقيين شعب يرفض المحتل ويقاومه ، لم تفارق هذه الكلمات مخيلتي كلما أمسكت قلمي لأكتب عن العراق ، وطوال فترة غربتي المرة كنت اصبر على فراق العراق وأهله بالحديث إلى أصدقائي عبر الانترنيت وكنت غاليا ما أتواصل مع عبد الله عبر الانترنيت أساله عن العراق وأهله واسأله عن أمه الشيعية وأبوه السني واطلب منه ان يرتل لي سورة الرحمن بصوت عبد الباسط عبر المايك ،منذ أسبوع وأنا أحاول أن أتكلم مع عبد الله لكنه لا يرد علي وتلفون أبوه مغلق شعرت بالقلق فاتصلت بأحد الأقارب اسأل فيه عن أحوال البلاد والعباد فإذا به يقول لي أن كلاب بدر قتلت عبد الله ..

ثواني من الصمت بكيت فيها العراق وبكيت فيه الذكريات وقبل أن انطق متى وأين وكيف ولماذا صعقني بخبر أخر وعندما حاولنا أن نستلم جثمانه الشريف من الطب العدلي اعترضتنا مليشيات ترتدي ملابس الشرطة وتستقل سيارات الشرطة العراقية وأطلقت النار على موكب التشييع فــــــ ...... وسكت عن الكلام قلت له أكمل فلن تكون نهاية المأساة أقسى من بدايتها فقال لي محدثي انه والده صديق عمري أصيب في عينه وهو ألان يتلقي العلاج في إحدى مستشفيات الأردن..!

أقفلت الهاتف واتجهت إلى حاسوبي العتيق لأنعى لكم الفتى عبد الله ولكني سأختم رسالتي بثلاث أسئلة أرجو أن يجيبني عليها احد ؟
1- لماذا تقتل منظمة بدر فتى مثل الشهيدعبد الله وهو الصائم ، المصلي ، وقارئ القران أمه شيعية علوية وأبوه سني علوي ؟
2-أليس حذاء الشهيد عبد الله اشرف من هادي العامري وكل أفراد عصابته من السماسرة وأولاد الزنا والـ...؟
3-من يمثل العراق أكثر الشهيد عبد الله أم الطلباني والمالكي والجعفري وعلاوي وموفق الربيعي وباقي كلاب السياسة وسماسرتها من اولاد المتعة والـ... ؟
فلك الله يا عراق..

الحسني
04-29-2007, 07:20 AM
لك الله يا عراق....