تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بيان مجموعة من العلماء.... ذبـاً عن المجاهدين



مقاوم
04-28-2007, 10:41 AM
الى كل من أرد ان يكون خصماٌ للمجاهدين

بيان مجموعة من العلماء :
( ذبـاً عن المجاهدين )


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .



وبعد:
فقد فرح المسلمون وأثلج صدورهم ما حصل للمجاهدين من انتصارات ونكاية بالعدو في هذه الأيام وفي الأسابيع الماضية في عدة جبهات في أفغانستان والشيشان وفلسطين وغيرها من الأماكن، والفرح بما يحصل للمسلمين من نصر على الكفار من هدي هذه الأمة.
ومن الملاحظ أنه مع كثرة هذه الانتصارات المفرحة... إلاّ أننا نلاحظ كثرة الهجمات في الآونة الأخيرة على المجاهدين لمّا ازداد نصرهم، وأجرى الله على أيديهم انتصارات ومكاسب عظيمة، وإنه ليؤلمنا ويؤلم كل مسلم ما يقال في أعراضهم وفي نياتهم، وقد جاء الوعيد على من قدر أن يذب عن عرض أخيه المسلم ثم لم يفعل.
كما رُوي في الأثر؛ عن جابر بن أبي طلحة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ مسلم ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته) [رواه أبو داود].
والنصوص في ذلك كثيرة في الكتاب والسنة...
وانطلاقا من القيام بهذا الواجب من الرد عن عرض أهل سنام الإسلام كانت كتابة هذا البيان:
ولقد ظهر وشاع بين الناس أن بعض المنتسبين لأهل العلم قام بتجريم المجاهدين...
فمنهم من نفى الأجر عنهم...
ومنهم من نفى القبول عنهم...
ومنهم من أثّمهم...
ومنهم من نفى عن قتلاهم الشهادة...
ومنهم من عدهم من الخوارج...
ومنهم من قال إنهم أهل عجلة وغلو...
ومنهم من خطّأهم...
ومنهم من شكك في نياتهم...
ومنهم من نفى عنهم العلم والرجوع إلى العلماء...
ومنهم من يقسم على إثم من ذهب إليهم...
ومنهم من يقول بأنهم افتاتوا على الأمة...
ومنهم من فرق بين جبهات المجاهدين فيدعم جبهة دون جبهة لحاجة في نفوسهم!
ومنهم من احتقر بذلهم لأرواحهم وطلبهم للشهادة فشبههم بمن ألقى نفسه في أتون نار تلظى حتى ولو كان سيذهب شهيدا!
ألآ يخشى أولئك النفر أن ينتقم الله منهم لأوليائه وأنصار دينه؟ ألآ يخشى أولئك من دعوة مظلوم من المجاهدين حينما تنكسر قلوبهم إذا سمعوا تلك الأقاويل الظالمة الجائرة؟ فقد جاء في الصحيحين من حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب). وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن دعوة المجاهد مستجابة كما جاءت في ذلك الآثار.
ألآ يستحي أولئك أن يجرحوا شعور إخوانهم الذين باعوا أرواحهم لله؟! أما يخشون أن تزيغ قلوبهم أو تسوء خاتمتهم؟! قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى؛ من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب) [رواه البخاري].
ألا يستحون إذ لم يساعدوهم أن يكفوا ألسنتهم عنهم! أين التناصر بين المسلمين؟ أين التعاون على البر والتقوى؟
وبدلا من أن تساعدوهم وتسعوا في فك أسراهم؛ اتهمتموهم بالعنف والإرهاب! وبأنهم أضاعوا مكاسب الدعوة وجرّوا الأمة إلى صراع غير متكافئ!
وهل أعراض المجاهدين ألعوبة لمن شاء يجعل الخوض فيهم قربانا يتقرب به إلى أهل الباطل ويزايد عليهم ويقتات من نهش لحومهم؟! وجعلوا ذمهم سلما لمقاصد فاسدة!
وأما من منع عنهم الأجر والمثوبة وحكم أن قتلاهم ليسوا شهداء، فيقال لهم؛ هذه جرأة على الله، وتطاول لمنع رحمة الله، وتحجير لواسع، وتأل على الله.
فعن جندب بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال رجل؛ والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل؛ من ذا الذي يتألّى علىّ أن لا أغفر لفلان، إني قد غفرت له وأحبطت عملك) [رواه مسلم]. وقال تعالى: {أهم يقسمون رحمة ربك... الآية}.
ويقال أيضا؛ على وجه الافتراض والتنزّل لمن زعم نفي الشهادة عمن قتل منهم لأنه عصى جهة معينة، فيرد عليه؛ بأن هذا من غرائب الاستدلال!
إذ كيف يسلب اسم الشهيد عن العاصي!- على فرض أنهم قد عصوا - فإن المعصية لا تمنع من لحوق اسم الشهادة، فقد جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين ) [رواه مسلم].

ويلزم من هذا أن له ذنوبا تغفر فدل على وجود الذنوب والمعاصي... ولا نعلم قائلا قال بأنه يشترط من لحوق اسم الشهيد ألا يكون عاصيا.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله في "الدرر السنية" [ج8/ص200] عن أبي بصير رضي الله عنه: (فرجع إلى الساحل لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول؛ "ويل أمه مسعر حرب لو كان معه غيره"، فتعرض لعير قريش إذا أقبلت من الشام يأخذ ويقتل، فاستقل بحربهم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا معه في صلح – القصة بطولها – فهل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأتم في قتال قريش لأنكم لستم مع إمام؟ سبحان الله ما أعظم مضرة الجهل على أهله؟ عياذا بالله من معارضة الحق بالجهل والباطل... قال الله تعالى: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك... الآية} [الشورى: 13]) اهـ.
ويقال أيضا؛ هل هذا المتألي اطّلع على نياتهم وعلم منهم عدم استحقاقهم للشهادة؟!
وإذا كان أهل البيداء الذين يخسف بهم يبعثون على نياتهم، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها لما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الجيش الذي يغزو الكعبة فقالت: (إن الطريق قد يجمع الناس؟!)، قال: (نعم، فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى ويبعثهم الله على نياتهم) - وهذا لفظ مسلم –
وإذا كانوا يغزون الكعبة ظلما وعدوانا ومع ذلك علق الحكم بنياتهم، فكيف بهؤلاء المجاهدين الذين جاهدوا لإعلاء كلمة الله يريدون نصرة الإسلام، فكيف يفتات على نياتهم؟!
ألا يسعهم السكوت إذ لم ينصروهم!
بل شككوا في نياتهم ولمزوهم وتنقصوهم وأثّموهم وجرّموهم، بل وتألوا على الله وأفتوا بحرمة نصرتهم، وجعلوا شهداءهم منتحرين وجهادهم خروجا وفتنة، ومنعوا التعاطف معهم والدعاء والقنوت لهم، ولم يكفهم أنهم قعدوا عنهم حتى تصايحوا فيما بينهم وتنادوا وتعاضدوا في خطبهم وبياناتهم ومواقعهم وفتاويهم ودروسهم ومجالسهم سرا وعلانية،
فهل هذه سمة أهل العلم والإفتاء والدعوة؟! أم هي سمات أهل الظلم والسوء؟!
فيا من أطلقتم ألسنتكم في المجاهدين:
اتقوا الله ولا تكونوا عونا للشيطان على إخوانكم، ولا تظنوا أن الله يغفل عما يفعل الظالمون الخاطئون، والوالغون في أعراض أولياء الله، سلِم منكم الكفار وأهل الضلال ولم يسلم منكم إخوانكم!
ثم أنتم ماذا تنقمون على المجاهدين؟! وهل قاتل المجاهدون من ينتسب إلى الإسلام حتى تقوموا عليهم، بل قاتلوا من وقع الإجماع على كفره، كما قاتل الصحابة رضي الله عنهم أصحاب مسيلمة، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، إلا أنهم يقولون؛ إن مسيلمة نبي، ومع ذلك فقد أجمع الصحابة على كفرهم وحربهم... وأمريكا أولى بالحرب من أصحاب مسيلمة بل أولى من جميع الكفار في عصرنا هذا.

وإن كنتم تقولون؛ أن هذا الجهاد ليس بفرض عين؛ فالأمر بخلاف ذلك، فالمسلمون أمة واحدة والاعتداء على بعضهم كالاعتداء عليهم جميعا، فيكون هذا من جهاد الدفع المتفق على فرضيته – عينا - عند جميع أهل العلم، فإن هذا من باب دفع الصائل على الدين، وهو أهم أنواع دفع الصائل، فإذا ثبت أن هذا الجهاد فرض عين؛ فالواجب على جميع أهل العلم أن يكونوا هم الأسوة والسابقون إلى نصرتهم لا أن يكونوا من المتهجمين عليهم والوالغين في أعراضهم.
ما ورد في فضل الجهاد والمجاهدين والإعداد:
1) قال تعالى عن المجاهدين: **إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}، وقال: **يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون، يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم، وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين}.
2) وهم أفضل الناس اليوم كما قال البخاري في صحيحه في "كتاب الجهاد"، باب؛ "أفضل الناس مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله"، ثم ذكر حديث أبي سعيد مرفوعا؛ أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله أي الناس أفضل؟) قال: (مؤمن يجاهد بنفسه وماله في سبيل الله) وهو متفق عليه.
3) عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من شيء إلا الشهيد يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة ) [أخرجه البخاري ومسلم].
4) وعن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (واعلموا أن الجنة تحت ضلال السيوف) [أخرجه البخاري].
5) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم، وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه: أن يدخله الجنة، أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة) [أخرجه البخاري ومسلم، وهذا لفظ البخاري].
6) وعن عبد الرحمن بن جبر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار) [أخرجه البخاري].
7) وعن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه) [أخرجه مسلم].
8) وعن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال: (هذه في سبيل الله)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لك بها يوم القيامة سبع مائة ناقة كلها مخطومة) [أخرجه مسلم].
9) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا) [أخرجه مسلم].

10) وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك) [أخرجه مسلم].
11) وعن مسروق رضي الله عنه قال: سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}، قال: (أما إنا قد سألنا عن ذلك فقال: "أرواحهم في جوف طير خضر، لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل، فاطلع إليهم ربهم إطلاعة فقال: هل تشتهون شيئا؟ قالوا: أي شيء نشتهي؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا: يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا") [أخرجه مسلم].
والمجاهدون اليوم هم أهل ذروة سنام الإسلام، وأهل رايات الإسلام ورايات العز.
ما جاء في النصوص من الوعيد لمن تعرض للمجاهدين:
1) عن بريدة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وقف له يوم القيامة فيأخذ من عمله ما شاء فما ظنكم؟!) [رواه مسلم].
2) ورُوي في الأثر عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة) [رواه أبو داود].
3) وحديث جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [رواه مسلم].
وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر).
وجاء أيضا في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي المسلمين خير؟)، قال: (من سلم المسلمون من لسانه ويده).
4) وحرمة أعراضهم مصونة بعصمة الإسلام فكيف بالجهاد، فعن أبي بكرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام) [متفق عليه].
5) وحديث ابن عمر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) [متفق عليه].
6) وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله) [رواه مسلم].
7) وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت) [متفق عليه].
8) وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه قال: (إن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر فقالوا: ما أخذت سيوف الله من عدو الله مأخذها، فقال أبو بكر: أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "يا أبا بكر لعلك أغضبتهم؟ لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك") [رواه مسلم].
9) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا... فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) [أخرجه مسلم].
وقد خالفوا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم مع المجاهدين:
فقد كان هديه صلى الله عليه وسلم:
1) أنه كان يخلفهم بخير في أهلهم وذريتهم، كما جاء في الصحيحين عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في سبيل الله بخير فقد غزا).
وجاء في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني لحيان: (ليخرج من كل رجلين رجل) ثم قال للقاعد: (أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج).
2) أنه كان يشجعهم ويرفع معنوياتهم فقد ذكر ابن هشام في السيرة في غزوة مؤتة: (لما انصرف خالد بالناس أقبل بهم قافلا... وجعل الناس يحثون على الجيش التراب ويقولون: "يا فرّار فررتم في سبيل الله"! فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليسوا بالفرار، ولكنهم الكرار إن شاء الله تعالى") [تهذيب سيرة ابن هشام: ج2/ص49].
3) وكان يذب عن أعراضهم.
4) قال صلى الله عليه وسلم لأبي بصير رضى الله عنه: (ويل أمه مسعر حرب لو كان معه رجال) تنشيطا وتأييدا.
وإنما نشبه حال هؤلاء ممن أجلب على المجاهدين بحال المخذّل والمرجف.
بل حتى انتقادهم هذا غير سائغ حتى على أصول العلم، إذاً كيف يُنتقد من قام بما يجب عليه أو بما أُبيح له من دفع الصائل عنه ومن رد الكفار عن دينه وعرضه وماله وبلده، بل هؤلاء بانتقادهم خالفوا الإجماع.
والواجب على المسلمين أن يغضبوا للمجاهدين المظلومين وينتصروا لهم ويذبوا عن أعراضهم إذا انتهكت في المجالس، ويجب عليكم أن تنصروا من أثنى الله عليهم ومدحهم بقوله: {فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم... الآية}.
ولله در ابن المبارك حينما قال:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان يتعب خيله في باطل فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
ريح العبير لكم ونحن عبيرنا رهج السنابك والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوي غبار خيل الله في أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا ليس الشهيد بميت لا يكذب
فعليكم أيها المجاهدون بالصبر والثبات، ولزوم المراكز والمعسكرات، وإياكم والضجر والسآمة والملل وغير ذلك مما يؤول بصاحبه إلى الوهن والفشل، واحذروا التفرق والتنازع والتخالف، والانسحاب عن شيء من تلك المقامات والمواقف، فإن النصر مع الصبر، وإن الله ناصر حزبه ومظهر دينه على الدين كله {ولو شاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلوا بعضكم ببعض}.
ثم أنتم أيها المجاهدون؛ اصبروا وصابروا ولا تكترثوا، فإنه لن يضركم من خذلكم ومن خالفكم، واعلموا أن ما يصيبكم من ولوغ الألسنة في أعراضكم من تمام إكمال الأجر لكم، لتَخلصوا إلى ربكم وقد أكمل الرضا عنكم - إن شاء الله - فإن سلعة الله غالية.
نسأل الله أن ينصر المجاهدين في كل مكان وأن يمكن لهم وأن يُقيّض لهم من يحمي أعراضهم وأهليهم ودينهم لا يخاف في الله لومة لائم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
الموقعون:


1) محمد بن فهد العلي الرشودي. 2) علي بن خضير الخضير. 3) محمد بن سليمان الصقعبي. 4) حمد بن ريس الريس. 5) صالح بن عبد الله الرشودي. 6) حمد بن عبد الله الحميدي. 7) ناصر بن حمد الفهد. محمد بن مرزوق المعيتق. 9) أحمد بن صالح السناني.