تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء بين يكن ومولوي لتخفيف الاحتقان



الحسني
04-25-2007, 07:13 AM
لبنان.. لقاء بين يكن ومولوي لتخفيف الاحتقان
(إسلام أونلاين - أيمن المصري - 24/4/2007 م)

بيروت- كشف الأمين العام السابق للجماعة الإسلامية في لبنان -د. فتحي يكن- لـ"إسلام أون لاين.نت" عن أكثر من لقاء جمعه مؤخرا مع أمين عام الجماعة -الشيخ فيصل مولوي- بهدف محاولة تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الذي أصاب العلاقة بين الطرفين على خلفية الأزمة السياسية اللبنانية، وهو ما أكده مولوي مشيرا إلى اتفاقه مع يكن على تواصل هذا "الحوار الأخوي" مهما كانت الخلافات بين الطرفين.
وقال د.يكن، رئيس جبهة العمل الإسلامي: إنه "تمّ عقد لقائين اثنين خلال الأسبوعين الماضيين" بينه وبين مولوي.

وعن دوافع هذه اللقاءات أوضح أن "أساس العلاقة بيننا هو الأخوّة والحب في الله والثقة المتبادلة، ومهما كان الخلاف - سواء أكان فكريا أو سياسيا - فلا أجيز لنفسي أن يؤدي ذلك إلى انقطاع العلاقة، خاصة أن القضية لا تتعلق بشخص الأمين العام ولا الأمانة العامة للجماعة".

وكان الانقسام السياسي الحادّ في لبنان - الذي وقع بعد تشكّل فريقي 8 آذار الموالي لسوريا و14 آذار المعارض لها - قد عمّق الشرخ بين قيادة الجماعة الإسلامية ود.يكن الذي صرّح في فترة سابقة بأن الجماعة "باتت تغرّد خارج سربها بسبب ميلها السياسي لفريق 14 آذار (الحكومي)"، المطالب بالمحكمة ذات الطابع الدولي.

فيما ترى الجماعة أن د.يكن أوغل في خيارات سياسية لم تكن في مصلحة الساحة الإسلامية في لبنان بانحيازه لفريق 8 آذار المعارض.

وقال د.يكن: إن الهدف من اللقاء هو "مناقشة بعض المفاصل الأساسية التي تشكل حولها الخلاف، وصولا إلى إيجاد قواسم مشتركة بيننا".

وأكد أنه "حريص على لحمة الجماعة وموقعها الريادي"، ورافض لـ "أن يكون هناك بديل عن الجماعة في الساحة اللبنانية بأيّ حال".

وأردف قائلا: "يمكن أن تنشأ جبهات وواجهات إسلامية هنا أو هناك، لكن كحركة منظمة ليس عندي بديل عن الجماعة"، واصفا إياها بأنها "أمّ الحركات الإسلامية في لبنان".


بعيدا عن الأضواء
ورفض د.يكن في حديثه لـ"إسلام أون لاين.نت" "تشكيل أيّ واجهة أو تنظيم إسلامي ينافس الجماعة"، معتبرا هذا الأمر "خروجا على المنهجية التي تربينا عليها". وأوضح قائلا: "قد نختلف مع إدارة الجماعة أو هيكلها التنظيمي، لكن المنهجية لا نختلف عليها".

وكشف أن "اللقاء الأخير انعقد منذ عدة أيام، وأنه ستتلوه لقاءات أخرى"، وأشار إلى "أن الطرفين حرصا على أن تنعقد اللقاءات بعيدا عن الأضواء والإعلام".

وأكّد أنه يشارك في اللقاءات بصفة شخصية، وليس كرئيس لجبهة العمل الإسلامي، موضحا أن "ما يربطني بالجماعة أقدم وأقوى من أيّ رابط آخر".

وصرّح د.يكن أن اللقاءات "لم تصل إلى مستوى الدخول في صلب القضايا"، مشيرا إلى أنه طالب -في حديثه مع أمين عام الجماعة- بأن "يأخذ الجانب الدعوي حيّزا أكبر في خطة الجماعة القادمة"، ولفت إلى أن هذا الأمر كان قائما عندما كان هو (فتحي يكن) أمينَ عام الجماعة.

واعتبر د.يكن أن "المناخ العام في لبنان في هذه الفترة يشكّل قابلية كبيرة لأن تأخذ الجماعة موقعها الريادي، لتتمكن من استيعاب الساحة الإسلامية في لبنان".


مولوي: حوار أخوي
وفي لقاء مع أمين عام الجماعة -المستشار الشيخ فيصل مولوي- تحدث لـ"إسلام أون لاين.نت" عن خلفيات هذه اللقاءات، فقال: "لم يكن للقاء مع الأخ فتحي أيّ علاقة بزيارة الشيخ (يوسف) القرضاوي الأخيرة للبنان (التقى خلالها القرضاوي -رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين- بالدكتور يكن)، بل كانت مبادرة أخوية قمت بها تجاهه بهدف تخفيف الاحتقان على الساحة الإسلامية والناتج عن الانقسام الحادّ في المواقف السياسية بين الجماعة وجبهة العمل الإسلامي".

وأضاف قائلا: "وقد ردّ على المبادرة بمثلها فتم لقاء ثانٍ، وتوافقنا على استمرار هذه اللقاءات مهما كانت الخلافات، على أمل أن تؤدّي إلى نوع من الحوار الأخوي".
وكان د.يكن قد التقى العلامة القرضاوي بعيدا عن الأضواء على هامش مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي انعقد في بيروت يوم 5 إبريل الجاري.

وعلم مراسل "إسلام أون لاين.نت" أن اللقاء، الذي استغرق وقتا قصيرا، تطرق بشكل أساسي لملف العلاقات السنية الشيعية. ونفى د.يكن أن يكون اللقاء مع د.القرضاوي تطرق للعلاقة المتوترة بينه وبين الجماعة الإسلامية.


خلافات عميقة
وعن مستقبل العلاقة بين الجماعة وبين د.يكن بعد هذه اللقاءات، أوضح المستشار مولوي أن "الخلافات التنظيمية والسياسية بين الأخ فتحي وبين الجماعة بكل مؤسساتها القيادية أصبحت عميقة جدا، ولا نستطيع أن نتصور عودة المياه لمجاريها".

لكنه أضاف: "من طبيعة المسلم أن لا ييأس أبدا، وأن يظل يأمل بالخير في جميع الظروف، لكننا نرى أنه يمكن ويجب – مهما كانت الخلافات – أن نبحث عن نقاط التوافق، وسنجدها كثيرة جدا، وأن نتعاون فيما يرضي الله تعالى، وأن نبتكر صيغا جديدة تناسب كل مرحلة".

وأشار أمين عام الجماعة إلى أن "الأخ الدكتور فتحي يكن يتحرك الآن تنظيميا خارج إطار الجماعة، ويتحرك سياسيا في نطاق المعارضة التي تقود حملة شرسة ضدّ فريق الموالاة، وهو موقع تعتقد الجماعة أنه ليس في مصلحة لبنان، ولا في مصلحة الساحة الإسلامية".

واستدرك قائلا: "أما مواقفه السياسية فكثيرا ما تلتقي مع مواقف الجماعة، ونحن فتحنا باب الحوار مع جميع القوى اللبنانية المصطفة مع مجموعة (8 آذار المعارضة) أو مع (مجموعة 14 آذار الحكومية)، فليس من المعقول أن نغلقه مع أخ كريم له دور تاريخي مهم في تأسيس الجماعة ونشاطها، ولا مع أيّ تنظيم أو جبهة إسلامية".

ولا تزال الأزمة اللبنانية تراوح مكانها، حيث يتشبت كل طرف بمواقفه، ويصرّ فريق المعارضة، بقيادة حزب الله، على إعطائه نسبة الثلث في الحكومة، وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، ويتهم الحكومة بأنها تريد نزع سلاح المقاومة.

فيما يرفض فريق الحكومة إعطاء المعارضة نسبة الثلث لأنه يرى أن هذا الأمر يتيح لها تعطيل القرارات في مجلس الوزراء.

كما تتهم الحكومة فريق المعارضة بتعطيل إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، والحوادث الأمنية التي تلته.