الحسني
04-21-2007, 11:35 AM
ماذا يجري في المدينة؟
(فواز سنكري- التمدن)
التقارير الامنية التي تحدثت عن اعتقالات ومداهمات في احياء مختلفة من طرابلس، واستهدفت اسلاميين قيل انهم يشكلون شبكة مسلحة ارادت المسّ بالسلم الاهلي في لبنان، وترتبط بشكل او بآخر بتنظيم "القاعدة"، هذه التقارير يجب ان تثير القلق الشديد.
وما يثير القلق فعلاً هو عودة ـ او اعادة ـ طرابلس الى الواجهة الامنية في لبنان، ومن باب "التطرف" و"العنف"، بغض النظر عن صحة كل ما نُشر حول الموضوع او دقة المعلومات التي تتسرّب، خاصة ان قراراً ظنياً او اتهامياً رسمياً لم يصدر بعد.
وما يخيف هو امكانية ان تكون المدينة تُستثمر من قبل جهات داخلية او خارجية، لتصفية حسابات خاصة بها، وان يكون هناك تغرير يجري في مكان ما، بهدف الضغط في هذا الاتجاه او ذاك، وان تُستعمل الفيحاء من جديد كورقة في لعبة شدّ الحبال القائمة في المنطقة، او كبعبع يمكن التهويل به، او ان تكون قد وقعت في فخّ نصبه من يمكن ان يستغلوا حالات تديّن معينة، مع العلم ان هناك احتمال ان تكون الروايات مضخّمة ومبرمجة كي تخدم أهدافاً مبيّتة في حفلة الجنون اللبنانية الحالية.
وسواء كان أمر التسلّح والارتباط بالقاعدة حقيقياً ام لا، وسواء كان الموضوع مجرّد زوبعة في فنجان وخاضعاً للتضخيم والتهويل ام لا، وسواء كان ما يُشاع ويُنشر ويُتداول صحيحاً بكامله ام مختلقاً كلّه او بعضه، وسواء كان ما قيل عن ارتباط بـ "فتح الاسلام" واقعياً ام من نسج الخيال.. أياً يكن الامر، ما يجب الانتباه اليه هو ان المدينة قد دخلت حالياً مرحلة جديدة يجب الاّ يُستهان او يُستخف بها، علماً ان لا شيء يبرّر الاخلال بالامن (في حال كانت التسريبات صحيحة).
وأوّل من عليهم ادراك مخاطر انزلاق المناطق الفقيرة في طرابلس ومحيطها باتجاه "تطرّف" ما، قد يكون متجذراً هناك او مفتعلاً او مضخّماً او عفوياً او موجّهاً او نابعاً من قناعات او مضلَّلاً او ذاتياً او مستثمَراً ممن قد يستغلون اندفاع البعض وحميّتهم.. أوّل من عليهم ادراك هذه المخاطر هم الذين يقودون السياسة في هذا البلد، سواء كانوا في السلطة او خارجها.
وما على أهل السياسة فهمه، مرة والى الابد، هو ان لا حلّ لمعضلة طرابلس والشمال سوى بالتنمية والانماء وضخّ الاموال والتعليم والاستثمار والتوظيف والتعويض وتحسين ظروف العيش وتطوير المرافق وخلق نقاط جذب متعددة ومتنوعة تمنح وظائف اقتصادية لعاصمة الشمال.
الرعاية.. الرعاية.. الرعاية. هذه الكلمة التي افتقدتها هذه المنطقة منذ قيام الجمهورية اللبنانية. لا حل بلا رعاية الدولة، ولا حل بلا مصالحة حقيقية وجدية وعميقة بين طرابلس والدولة اللبنانية، ولا حلّ خارج مكافحة الفقر والبطالة.. والاّ سوف تتفاقم حالات التطرف وسوف يصعب احتواؤها او الحدّ من انتشارها، سواء كانت تتحرك باستقلالية أم بتوجيه خارجي أو داخلي يلعب فيه المال دوراً مهماً.
في رعاية الدولة لعاصمتها الثانية مصلحة أكيدة للوطن كلّه، وفي الابقاء على الاهمال والاستهتار والاذلال، واعتبار هذه المدينة يتيمة (فيما المسؤولون أسرى الطمع والاستنسابية والتنفيعات والاستعلاء و"الغيرة" على مناطق دون غيرها) في الابقاء على هذه الحال مصيبة كبيرة لا يمكن ان تكون في مصلحة الوطن وعاصمته وكافة أنحائه.
هذا ما يجري في طرابلس، وهذا ما يجب ان يعرفه الجميع، قبل ان يقع المحظور، وقبل ان ندفع جميعنا ثمن غباء وحماقة وضيق أفق ورعونة ومصلحية أُناس قبضوا على السلطة في لبنان، منذ نشأة جمهوريته حتى اليوم، ولو اختلفت الاسماء والاشكال.
(فواز سنكري- التمدن)
التقارير الامنية التي تحدثت عن اعتقالات ومداهمات في احياء مختلفة من طرابلس، واستهدفت اسلاميين قيل انهم يشكلون شبكة مسلحة ارادت المسّ بالسلم الاهلي في لبنان، وترتبط بشكل او بآخر بتنظيم "القاعدة"، هذه التقارير يجب ان تثير القلق الشديد.
وما يثير القلق فعلاً هو عودة ـ او اعادة ـ طرابلس الى الواجهة الامنية في لبنان، ومن باب "التطرف" و"العنف"، بغض النظر عن صحة كل ما نُشر حول الموضوع او دقة المعلومات التي تتسرّب، خاصة ان قراراً ظنياً او اتهامياً رسمياً لم يصدر بعد.
وما يخيف هو امكانية ان تكون المدينة تُستثمر من قبل جهات داخلية او خارجية، لتصفية حسابات خاصة بها، وان يكون هناك تغرير يجري في مكان ما، بهدف الضغط في هذا الاتجاه او ذاك، وان تُستعمل الفيحاء من جديد كورقة في لعبة شدّ الحبال القائمة في المنطقة، او كبعبع يمكن التهويل به، او ان تكون قد وقعت في فخّ نصبه من يمكن ان يستغلوا حالات تديّن معينة، مع العلم ان هناك احتمال ان تكون الروايات مضخّمة ومبرمجة كي تخدم أهدافاً مبيّتة في حفلة الجنون اللبنانية الحالية.
وسواء كان أمر التسلّح والارتباط بالقاعدة حقيقياً ام لا، وسواء كان الموضوع مجرّد زوبعة في فنجان وخاضعاً للتضخيم والتهويل ام لا، وسواء كان ما يُشاع ويُنشر ويُتداول صحيحاً بكامله ام مختلقاً كلّه او بعضه، وسواء كان ما قيل عن ارتباط بـ "فتح الاسلام" واقعياً ام من نسج الخيال.. أياً يكن الامر، ما يجب الانتباه اليه هو ان المدينة قد دخلت حالياً مرحلة جديدة يجب الاّ يُستهان او يُستخف بها، علماً ان لا شيء يبرّر الاخلال بالامن (في حال كانت التسريبات صحيحة).
وأوّل من عليهم ادراك مخاطر انزلاق المناطق الفقيرة في طرابلس ومحيطها باتجاه "تطرّف" ما، قد يكون متجذراً هناك او مفتعلاً او مضخّماً او عفوياً او موجّهاً او نابعاً من قناعات او مضلَّلاً او ذاتياً او مستثمَراً ممن قد يستغلون اندفاع البعض وحميّتهم.. أوّل من عليهم ادراك هذه المخاطر هم الذين يقودون السياسة في هذا البلد، سواء كانوا في السلطة او خارجها.
وما على أهل السياسة فهمه، مرة والى الابد، هو ان لا حلّ لمعضلة طرابلس والشمال سوى بالتنمية والانماء وضخّ الاموال والتعليم والاستثمار والتوظيف والتعويض وتحسين ظروف العيش وتطوير المرافق وخلق نقاط جذب متعددة ومتنوعة تمنح وظائف اقتصادية لعاصمة الشمال.
الرعاية.. الرعاية.. الرعاية. هذه الكلمة التي افتقدتها هذه المنطقة منذ قيام الجمهورية اللبنانية. لا حل بلا رعاية الدولة، ولا حل بلا مصالحة حقيقية وجدية وعميقة بين طرابلس والدولة اللبنانية، ولا حلّ خارج مكافحة الفقر والبطالة.. والاّ سوف تتفاقم حالات التطرف وسوف يصعب احتواؤها او الحدّ من انتشارها، سواء كانت تتحرك باستقلالية أم بتوجيه خارجي أو داخلي يلعب فيه المال دوراً مهماً.
في رعاية الدولة لعاصمتها الثانية مصلحة أكيدة للوطن كلّه، وفي الابقاء على الاهمال والاستهتار والاذلال، واعتبار هذه المدينة يتيمة (فيما المسؤولون أسرى الطمع والاستنسابية والتنفيعات والاستعلاء و"الغيرة" على مناطق دون غيرها) في الابقاء على هذه الحال مصيبة كبيرة لا يمكن ان تكون في مصلحة الوطن وعاصمته وكافة أنحائه.
هذا ما يجري في طرابلس، وهذا ما يجب ان يعرفه الجميع، قبل ان يقع المحظور، وقبل ان ندفع جميعنا ثمن غباء وحماقة وضيق أفق ورعونة ومصلحية أُناس قبضوا على السلطة في لبنان، منذ نشأة جمهوريته حتى اليوم، ولو اختلفت الاسماء والاشكال.