تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جدل بيزنطي من نوع آخر ـ المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان



ابو شجاع
04-19-2007, 01:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



جدل بيزنطي من نوع آخر



ها هو الجدل البيزنطي، في حلّة جديدة، ومفردات أكثر عقماً، بين طرفي الصراع في لبنان، وليس محور الصراع جنس الملائكة، بل: من يمثّل الناس؟ وكأن الناس لم يصل بهم الأمر إلى حدّ الاشمئزاز، من الذين أهدروا عزّتهم، وضيّقوا عليهم في سبل عيشهم، ووضعوا طمأنينتهم على كفّ عفريت، أو عفاريت!

يتقاذف الفريقان تهمة نفي "الشرعية" عن الرئاسة الأولى والثالثة. وهكذا يستمرّ البلد في السير قدماً باتجاه حقول الألغام، دون أن يتورّع من يزعمون أنهم زعماؤه، عن التمادي في العناد، ولو وُجِّهت الجهود الوجهة الصحيحة، لأجهضت ما يحاك من مؤامرات خارجية تستهدف أمن البلد. فها هم فريق من النوّاب "يعتصمون"، في أروقة المجلس النيابي، غير مرّة، يحتجّون، لأنّ اجتماعاته "معلَّقة"، دون إقرار "المحكمة" على "الطريقة الدّولية". ويردّ الفريق الآخر، بالدعوة إلى انتخابات مبكرة، لأنّ المجلس النيابي الحالي لا يعطي الصورة الصحيحة عن إرادة الناس.
ونحن بإزاء ذلك، أمام ملاحظات أربعة:

• لقد حرص طبّاخو "مؤتمر الطائف"، على زيادة عدد النوّاب، لإيجاد صحة التمثيل، آخذين بعين الاعتبار حصص الطوائف، ومع ذلك أظهر العجزُ في آلية عمل المجلس، أنّ تركيبة البلد العقيمة، بدستوره وكيانه، تَحُول دون سلامة البلد من الخضّات المستوردة. ذلك فضلاً عن إرهاق جيوب الناس برواتب النوّاب ونفقات مأكلهم ومشربهم وتنقّلهم، وجعلوا الإفادة المالية لهم بعد تركهم النيابة، أو بعد وفاتهم. إن تكريس الطائفية لا يجرّ إلاّ الوبال، وهو ما أرساه من أفسدوا هذا البلد، حين سلخوه عن محيطه، وابتكروا بدعة "متصرّفية جبل لبنان"، فاتحين الأبواب أمام الفتن الطائفية الدموية.

• ولقد أمعن أولئك الطبّاخون، بما وضعوه من دستور، في غرس أسس الشّقاق والتناحر بين الناس، حين منعوا وحدة القرار، فأوجدوا الرئاسات الثلاث، التي غالباً ما تتنافر، فيصطفّ وراء كلّ منها أبناءُ "الطائفة"، ويراوح البلد، في دوائر مفرغة، لا غالب فيها ولا مغلوب، كما يقولون، والأصوب أن يُقال إنّ الطبّاخ الغربي غالب، وآكل سمّ ذلك الطباخ في هذا البلد، مغلوب مغلوب!
• ولقد أبدع الكثيرون من المبهورين بـ"الصيغة اللبنانية الفريدة"، في الحديث عن ديمقراطيته (التوافقية) الفريدة، ومؤسساته الدستورية. فهلاّ أدرك هؤلاء أنّ الحيّة لا تلد إلاّ حيّة، وأنّ النظام الغربيّ العفن، الذي أبى إلاّ أن يسلك في ظلام المادّية، بعيداً عن منهج الله عز وجل، لا يمكن أن يعبّر عن تطلّعات البشر، ولا أن ينتج ما فيه خلاص الأمم!

• ولقد نجح دهاة الغرب، في إقناع أولي الأمر في البلد، أنّ سكّينهم المضرّجة بالدماء الحمراء، هي وردة الغرام يهديها إلينا! ألم يكن الواجب رفع الخلاف بين فريقي 8 و14 آذار، بالرجوع إلى الشرع الحنيف، وذلك بتحكيم من هو مشهود له بالتقوى والجدارة، ليحكم بعدل الإسلام ونوره، بدل اللّجوء إلى دوائر الغرب، عليها دائرة السَّوء. فكيف يقتنع الناس أن تلك الدوائر "ذات النوايا الطيبة"، ستؤمّن عبر "المحكمة الدولية" أو غيرها، إحقاق الحق، ونحن نعلم أن تلك الدوائر، لا تلتفت إلاّ إلى مصلحتها، وهي ستبيع "المحكمة الدولية" إلى أول من يدفع الثمن الأغلى في "بازار" اللعبة الدولية، فضلاً عن أن دول الغرب تلك، لم تعاقب مِن قادة الإجرام فيها مَن أباد آلاف الشهداء مِن أمتنا في عهود الاستعمار، الذي لم تنته فصوله، وإن تبدّلت ثيابه، أحياناً!؟ نحن نرغب في معاقبة المجرم، لا على جريمة أو اثنتين، فلا بدّ أن ملفّه حافل بالإجرام، كائناً من كان، ولكن... هل الذئب هو الجهة الصالحة في مقاضاة الثعلب؟

فهلاّ تنبّهت الأمة إلى تفاهة الأدوار التي يمثّلها القابضون على زمام الأمور، في البلاد؟ وهلاّ عملوا على الخروج من هذه الدوّامة، على هدى من نور!؟


التاريخ: 22 من ربيع الأول 1428هـ

المـوافـق: 10نيسان 2007م


المكتب الإعلامي
لحزب التحرير
في لبنان
776792/03- 094404/03

http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/infoffice/single/1925