تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تفجيرات الجزائر: الوهم القاتل



مقاوم
04-18-2007, 08:08 AM
تفجيرات الجزائر: الوهم القاتل

بقلم خالد حسن (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.authors&authorsID=92)

اصطدم العنف الأعمى في الجزائر بحصار أقوى، فأصبح همه أن يفك الطوق ويحدث اختراقا في جدار العزلة، بعدما تحولت النزعة العدوانية وإرادة الانتقام إلى أداة لإنتاج الدمار وتسويقه. وجماعات العنف في الجزائر، أيا كانت هويتها، تعيش وهما قاتلا، تتصور أن المجتمع والدولة والبلد عموما يمكن إخضاعه بالدمار والتفجير، وهذا رهان خاسر وفاشل، حالا ومآلا.

مهم أن نفهم السياسة، وهذا معناه أن نستوعب التأثيرات وردود الأفعال والتفاعلات بين السلطة والأفراد المحكومين، ونرصد تقاطع حقوق المواطن وسلطة النظام الحاكم، وأن نعزز سلطة الفرد ضد الحضور الطاغي لسلطة القهر، فهذا مما يقتضيه تعامل المثقف والمفكر مع السياسة، لكن الترويع والتفجير والتفجير نقيض هذا كله، ولا يمكن تبريره.

هناك إذن ـ دائما ـ إمكانية قراءة خاطئة فجة لقضية الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستفزة، والربط بينها ـ أي هذه الأوضاع ـ وبين ما يُرتكب من مجموعات العنف الأعمى، استجابة لمنطق المواجهة الأبدية والاستعداد الدائم للانتقام من السلطة.

ويبدو لي أن العنف الذي تمارسه جماعات إجرامية في الجزائر وفي غيرها، سواء ارتبط بالقاعدة أو بغيرها، تحول إلى آلة ضخمة لإنتاج الرغبات والقابليات المدمرة، فالرغبة في التسلط تنشئ السلطة نفسها، ولو كانت على شاكلة جماعات العنف، والسلطة هذه تأكل أبناءها. وهذا معناه، أن العنف آلة عمياء تسير وحدها، يتيه فيها الشعب وتضطرب أحواله. وعلى هذا، لا تتخذ عصابات العنف قرار التدمير والتفجير، بل العنف هو الذي يتخذ القرار، فيصبح المجرم عبدا لسياسة عبثية عدمية.

أن يظل الفرد حرا طليقا، عنيدا في فكره، مسلحا بالتحدي، حين يتعلق الأمر بمشاريع وأهداف حكومية، فهذا حقه، لكن هذه الأخلاقيات لا نريدها أن تتأسس على فوهة بركان أو مدفع أو طلقة رصاص أو سيارة مفخخة، ولا أن تكون تحريضية أو فوضوية، فالعقل "الرافض"، الأصل فيه أن يكون عقل رقابة ومراجعة مستمرة للحاكم وسياسته، دون أن يكون عنيفا ولا دمويا ولا فوضويا.