FreeMuslim
04-18-2007, 06:36 AM
مرجعية وطنية لا تهزه الهيئات الكارتونية..حارث الضاري والخمس لاءات التي ذاقت كوندوليزا رايس بها ذرعاً..!؟
2007-04-17 :: بقلم: هارون محمد
حارث الضاري مرجعية وطنية لا تهزه الهيئات الكارتونية..
الضاري مرجعية وطنية والتآمر عليه يشتد من أطراف عدة، أمريكية وصهيونية وايرانية وشيعية طائفية وكردية انتهازية، سعت الي احتوائه أولاً، من خلال الاغراءات التي قدمتها اليه للاشتراك في ما يسمي بالعملية السياسية، ووصل الأمر بالجهات الامريكية باعتبارها صاحبة القرار في العراق الي ارسال وسطاء ومبعوثين اليه في مطلع العام 2005 وقبل الانتخابات الأولي ايام حكومة اياد علاوي لاقناعه بقبول رئاسة العراق، إذا شارك بتلك الانتخابات، ولما أخفقت في مساعيها الخبيثة ووجدت فيه إصراراً علي مقاومة الاحتلال ومعارضة اجراءاته وسياساته وحكوماته، تحولت الي التآمر عليه عبر اتهامه بقيادة وتوجيه فصائل للمقاومة تارة والتحريض علي المتعاونين مع المحتل تارة أخري.
وقد أخفقت صفحات التآمر علي الشيخ الضاري جميعها، وتساقطت الواحدة تلو الاخري، حتي ان واحدة من تلك الصفحات المتمثلة باصدار مذكرة لاعتقاله، فتحت المجال واسعاً للسخرية من حكومة نوري المالكي والتهكم علي قراراتها، عندما استبدلت مذكرة الاعتقال بمذكرة الاستدعاء، في محاولة يائسة للتخفيف عن ورطتها امام الجمهور العراقي والرأي العام العربي والاسلامي، في الوقت الذي عززت هذه المذكرة الاعتقالية او الاستدعائية مكانة الضاري وطنياً وقومياً واسلامياً، ورفعت من منزلته باعتباره شيخ المقاومة والمعارضة العراقيتين ضد المحتلين وعملائهم، وأصبح الرقم الصعب في أي معادلة سياسية يشهدها العراق راهناً ومستقبلاً.
ومما زاد من تخوف الامريكان وفاقم خشية حكومة (المالكي ـ طالباني) من الشيخ حارث ان الشعوب والدول العربية والاسلامية باستثناء ايران طبعاً، وبعضها صديقة ومتحالفة مع واشنطن، وقفت مؤيدة للشيخ الضاري وداعمة لطروحاته ومؤمنة بانه القوة الوحيدة القادرة علي اعادة العراق الي مساره الطبيعي والصحيح كبلد قيادي وحافظ للتوازن الاستراتيجي في المنطقة والعالم، حتي ان كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية تأوهت في اجتماع مع نظرائها العرب نهاية العام الماضي وهي تستمتع اليهم يتحدثون عن الشيخ ويرددون اسمه علي ألسنتهم وقالت لهم شاكية: كيف تريدون ان نتعاطي معه وهو صاحب خمس لاءات ضدنا.. في اشارة غمز ولمز الي اللاءات العربية الثلاث في قمة الخرطوم عقب نكسة حزيران 1967، طبعاً لم تذكر الوزيرة الامريكية من شدة حنقها وانفعالها غير اللاء الأولي (لا للاحتلال) وتجاوزت اللاءات الاربع المتبقية : لا لعملياته السياسية المشبوهة، ولا للمحاصصة الطائفية والعرقية، ولا للدستور المشوه، ولا للانتخابات في ظل الاحتلال.
ولما فشل المحتلون واعوانهم من قادة ومرجعيات الاحزاب والتنظيمات الطائفية والعرقية في ثني جهود الشيخ حارث الوطنية والقومية، ووقف انشطته وعلاقاته وزياراته الي العواصم العربية والاسلامية والعالمية ولقاءاته مع قادتها وزعمائها، لجأوا الي أساليب غبية واخري رخيصة، من خلال افتعال واجهات تتعاون معهم، يتوهمون انها تمثل السنة العرب في العراق، من بقايا جماعة الاخوان المسلمين وبعض قيادات امتدادها الحالي (الحزب الاسلامي) واشخاص مغمورين عرفوا بانتهازيتهم وعزلتهم، في مسعي لاختلاق مرجعيات سياسية ودينية سنية وتسويقها مقابل المرجعيات الشيعية، في ترسيخ متعمد للاحتقان الطائفي وما يتبعه من اصطفافات وتصنيفات وفرقة واحترابات، وكانت النتيجة ان هذه الواجهات باتت في وضع مزر سياسياً واجتماعياً بسبب نفور اغلبية السنة العرب من اداء قيادات تلك الواجهات في الهيئات الحكومية وتخاذلها امام الاطراف الكردية والشيعية، فقد تهاوي شخص مثل غازي الياور استخدم لفترة قصيرة ونحي جانباً، وتضاءل عدنان الباجةجي بعد ان صار مرافقاً لاياد علاوي، وانزوي محسن عبدالحميد الرئيس السابق للحزب الاسلامي، وآخر تصريحاته ان مجلس الحكم الانتقالي الذي كان عضواً فيه ضمن (الخانة السنية) هو الذي اسس للفتنة الطائفية، وسقط اشخاص امثال سعدون الدليمي ووفيق السامرائي وسمير شاكر (الصميدعي) ونصير الجادرجي وهاشم الشبلي واخرون علي شاكلتهم في مستنقع الوظيفة والصفقات المشبوهة...
في حين ان اسهم الشيخ حارث الضاري ارتفعت في قلوب ونفوس اكثرية العراقيين ولم يقتصر احترامه وتقدير مواقفه علي السنة العرب وانما امتد الي قطاعات واسعة من الشيعة العرب والاكراد والتركمان، وقد غمرني الفرح شخصياً عندما إطلعت علي قائمة باسماء الذين احتجوا علي مذكرة اعتقاله وارسلوا برقيات ورسائل واتصالات استنكار الي مقر هيئة علماء المسلمين في بغداد ومكتبها في عمان، واغلبهم من شيوخ القبائل والوجهاء والشخصيات المحترمة في مناطق الفرات الاوسط والجنوب والشمال، مما يؤكد ان الرجل لم يعد حصة سنية كما كان يشاع عنه، وانما كفة عراقية كاملة في ميزان المواجهة مع الكفة الامريكية الهزيلة، مما دعا ادارة الرئيس بوش الي ممارسة لعبة جديدة معه عبر الايعاز الي سفيرها السابق زلماي خليل زاد للقاء به والاستماع الي ارائه في اجتماع مغلق بين الاثنين.
ولم يتردد الشيخ حارث بالموافقة علي اللقاء مع زلماي ولكنه وضع شرطين هما: ان يحضر مبعوث الجامعة العربية السفير مختار لماني اللقاء ليكون شاهداً علي ما يدور فيه، والشرط الثاني ان يأتي السفير الامريكي بجديد يعرضه في الاجتماع، وهو ما أوقع زلماي في حرج شديد، ولم يجد غير التلويح بان مجرد اجتماعه مع الشيخ الضاري هو صفعة لحكومة المالكي صاحبة مذكرة الاعتقال او الاستدعاء، وكان رد الشيخ انا أصلاً لا اعترف بهذه الحكومة وقراراتها ومن جاء بها. وغادر زلماي العاصمة الاردنية بعد انتظار دام يومين عائداً الي بغداد (مثقلاً بالحزن) لان لقاءه مع الشيخ الضاري لم يتم، وهكذا اضاف الشيخ لاء سادسة الي لاءاته الخمس التي تحدثت عنها كوندوليزا رايس، (لا لقاء) مع مسؤول امريكي الا اذا كان يحمل جديداً في جعبته.
ويبدو ان ادارة الرئيس بوش بعد ان ادركت ان الحزب الاسلامي ومجموعات اخري مصطنعة مثل مجلس انقاذ الانبار، وادارة الوقف السني، اخفقت في تمرير سياساتها واستقطاب قيادات ورموز وشخصيات سنية بارزة الي جانبها، اتجهت الي اسلوب آخر جديد لشق الصف في العراق، عندما عمدت الي زرع عناصر تبحث عن وظائف ووجاهات وامتيازات معروفة في الوسط السني منذ سنوات طويلة وهي قلة قليلة عدد أفرادها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، في اجتماع عقد في العاصمة الاردنية قبل اسبوعين، وحرف الاجتماع عن هدفه الاساس في انشاء دار الافتاء الي تشكيل هيئة دينية جديدة في محاولة مقصودة لمشاكسة هيئة علماء المسلمين، واختيار رئيس الحزب الاسلامي (الاخوان المسلمين) في أوائل الستينات نعمان السامرائي وهو في عمر يقارب المئة، ويعيش لاجئا في السعودية منذ نصف قرن كرئيس للهيئة، وتنسيب أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني السابق المقرب من أياد السامرائي أحد قادة الحزب الاسلامي نائبا له، واتضحت الصورة تماما، وبان الهدف المخفي من عقد الاجتماع الذي دعي اليه موظفون في الوقف السني وخطباء مساجد معروفون بعلاقاتهم التنظيمية مع الحزب الاسلامي المتعاون مع الاحتلال والمشارك في حكوماته الاربع المتعاقبة، ومن المحزن ان يتم تهميش شخصية دينية بارزة عرفت بالعلمية والاتزان والاعتدال، الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي في الاجتماع وتنسيبه للعمل في لجنة هامشية من لجان الهيئة الجديدة بعد ان كان مرشحا لتبوؤ رئاسة دار الافتاء وهو كفء لها في الحقيقة.
ان مصير هذه الهيئة الجديدة سيكون مثل سابقاتها التي تشكلت في الأعوام الماضية، واحدة في البصرة يرأسها خطيب مسجد وعضو في الحزب الاسلامي، وثانية في الاردن يتزعمها رجل أعمال وصاحب بنك اسلامي سابق، وأخري في شمال العراق، وكلها لفظت انفاسها بعد الاعلان عنها في فترة وجيزة، وبقت هيئة العلماء ورئيسها الشيخ حارث الضاري، القوة الوحيدة في الساحة تحظي بالاجماع ليس من السنة العرب فقط، بل من جميع أطراف الخط الوطني العراقي، وظل الشيخ حارث رمزا للمقاومة وعنوانا للصمود في وجه الاحتلال وصنائعه ومستخدميه القدامي والجدد.
2007-04-17 :: بقلم: هارون محمد
حارث الضاري مرجعية وطنية لا تهزه الهيئات الكارتونية..
الضاري مرجعية وطنية والتآمر عليه يشتد من أطراف عدة، أمريكية وصهيونية وايرانية وشيعية طائفية وكردية انتهازية، سعت الي احتوائه أولاً، من خلال الاغراءات التي قدمتها اليه للاشتراك في ما يسمي بالعملية السياسية، ووصل الأمر بالجهات الامريكية باعتبارها صاحبة القرار في العراق الي ارسال وسطاء ومبعوثين اليه في مطلع العام 2005 وقبل الانتخابات الأولي ايام حكومة اياد علاوي لاقناعه بقبول رئاسة العراق، إذا شارك بتلك الانتخابات، ولما أخفقت في مساعيها الخبيثة ووجدت فيه إصراراً علي مقاومة الاحتلال ومعارضة اجراءاته وسياساته وحكوماته، تحولت الي التآمر عليه عبر اتهامه بقيادة وتوجيه فصائل للمقاومة تارة والتحريض علي المتعاونين مع المحتل تارة أخري.
وقد أخفقت صفحات التآمر علي الشيخ الضاري جميعها، وتساقطت الواحدة تلو الاخري، حتي ان واحدة من تلك الصفحات المتمثلة باصدار مذكرة لاعتقاله، فتحت المجال واسعاً للسخرية من حكومة نوري المالكي والتهكم علي قراراتها، عندما استبدلت مذكرة الاعتقال بمذكرة الاستدعاء، في محاولة يائسة للتخفيف عن ورطتها امام الجمهور العراقي والرأي العام العربي والاسلامي، في الوقت الذي عززت هذه المذكرة الاعتقالية او الاستدعائية مكانة الضاري وطنياً وقومياً واسلامياً، ورفعت من منزلته باعتباره شيخ المقاومة والمعارضة العراقيتين ضد المحتلين وعملائهم، وأصبح الرقم الصعب في أي معادلة سياسية يشهدها العراق راهناً ومستقبلاً.
ومما زاد من تخوف الامريكان وفاقم خشية حكومة (المالكي ـ طالباني) من الشيخ حارث ان الشعوب والدول العربية والاسلامية باستثناء ايران طبعاً، وبعضها صديقة ومتحالفة مع واشنطن، وقفت مؤيدة للشيخ الضاري وداعمة لطروحاته ومؤمنة بانه القوة الوحيدة القادرة علي اعادة العراق الي مساره الطبيعي والصحيح كبلد قيادي وحافظ للتوازن الاستراتيجي في المنطقة والعالم، حتي ان كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية تأوهت في اجتماع مع نظرائها العرب نهاية العام الماضي وهي تستمتع اليهم يتحدثون عن الشيخ ويرددون اسمه علي ألسنتهم وقالت لهم شاكية: كيف تريدون ان نتعاطي معه وهو صاحب خمس لاءات ضدنا.. في اشارة غمز ولمز الي اللاءات العربية الثلاث في قمة الخرطوم عقب نكسة حزيران 1967، طبعاً لم تذكر الوزيرة الامريكية من شدة حنقها وانفعالها غير اللاء الأولي (لا للاحتلال) وتجاوزت اللاءات الاربع المتبقية : لا لعملياته السياسية المشبوهة، ولا للمحاصصة الطائفية والعرقية، ولا للدستور المشوه، ولا للانتخابات في ظل الاحتلال.
ولما فشل المحتلون واعوانهم من قادة ومرجعيات الاحزاب والتنظيمات الطائفية والعرقية في ثني جهود الشيخ حارث الوطنية والقومية، ووقف انشطته وعلاقاته وزياراته الي العواصم العربية والاسلامية والعالمية ولقاءاته مع قادتها وزعمائها، لجأوا الي أساليب غبية واخري رخيصة، من خلال افتعال واجهات تتعاون معهم، يتوهمون انها تمثل السنة العرب في العراق، من بقايا جماعة الاخوان المسلمين وبعض قيادات امتدادها الحالي (الحزب الاسلامي) واشخاص مغمورين عرفوا بانتهازيتهم وعزلتهم، في مسعي لاختلاق مرجعيات سياسية ودينية سنية وتسويقها مقابل المرجعيات الشيعية، في ترسيخ متعمد للاحتقان الطائفي وما يتبعه من اصطفافات وتصنيفات وفرقة واحترابات، وكانت النتيجة ان هذه الواجهات باتت في وضع مزر سياسياً واجتماعياً بسبب نفور اغلبية السنة العرب من اداء قيادات تلك الواجهات في الهيئات الحكومية وتخاذلها امام الاطراف الكردية والشيعية، فقد تهاوي شخص مثل غازي الياور استخدم لفترة قصيرة ونحي جانباً، وتضاءل عدنان الباجةجي بعد ان صار مرافقاً لاياد علاوي، وانزوي محسن عبدالحميد الرئيس السابق للحزب الاسلامي، وآخر تصريحاته ان مجلس الحكم الانتقالي الذي كان عضواً فيه ضمن (الخانة السنية) هو الذي اسس للفتنة الطائفية، وسقط اشخاص امثال سعدون الدليمي ووفيق السامرائي وسمير شاكر (الصميدعي) ونصير الجادرجي وهاشم الشبلي واخرون علي شاكلتهم في مستنقع الوظيفة والصفقات المشبوهة...
في حين ان اسهم الشيخ حارث الضاري ارتفعت في قلوب ونفوس اكثرية العراقيين ولم يقتصر احترامه وتقدير مواقفه علي السنة العرب وانما امتد الي قطاعات واسعة من الشيعة العرب والاكراد والتركمان، وقد غمرني الفرح شخصياً عندما إطلعت علي قائمة باسماء الذين احتجوا علي مذكرة اعتقاله وارسلوا برقيات ورسائل واتصالات استنكار الي مقر هيئة علماء المسلمين في بغداد ومكتبها في عمان، واغلبهم من شيوخ القبائل والوجهاء والشخصيات المحترمة في مناطق الفرات الاوسط والجنوب والشمال، مما يؤكد ان الرجل لم يعد حصة سنية كما كان يشاع عنه، وانما كفة عراقية كاملة في ميزان المواجهة مع الكفة الامريكية الهزيلة، مما دعا ادارة الرئيس بوش الي ممارسة لعبة جديدة معه عبر الايعاز الي سفيرها السابق زلماي خليل زاد للقاء به والاستماع الي ارائه في اجتماع مغلق بين الاثنين.
ولم يتردد الشيخ حارث بالموافقة علي اللقاء مع زلماي ولكنه وضع شرطين هما: ان يحضر مبعوث الجامعة العربية السفير مختار لماني اللقاء ليكون شاهداً علي ما يدور فيه، والشرط الثاني ان يأتي السفير الامريكي بجديد يعرضه في الاجتماع، وهو ما أوقع زلماي في حرج شديد، ولم يجد غير التلويح بان مجرد اجتماعه مع الشيخ الضاري هو صفعة لحكومة المالكي صاحبة مذكرة الاعتقال او الاستدعاء، وكان رد الشيخ انا أصلاً لا اعترف بهذه الحكومة وقراراتها ومن جاء بها. وغادر زلماي العاصمة الاردنية بعد انتظار دام يومين عائداً الي بغداد (مثقلاً بالحزن) لان لقاءه مع الشيخ الضاري لم يتم، وهكذا اضاف الشيخ لاء سادسة الي لاءاته الخمس التي تحدثت عنها كوندوليزا رايس، (لا لقاء) مع مسؤول امريكي الا اذا كان يحمل جديداً في جعبته.
ويبدو ان ادارة الرئيس بوش بعد ان ادركت ان الحزب الاسلامي ومجموعات اخري مصطنعة مثل مجلس انقاذ الانبار، وادارة الوقف السني، اخفقت في تمرير سياساتها واستقطاب قيادات ورموز وشخصيات سنية بارزة الي جانبها، اتجهت الي اسلوب آخر جديد لشق الصف في العراق، عندما عمدت الي زرع عناصر تبحث عن وظائف ووجاهات وامتيازات معروفة في الوسط السني منذ سنوات طويلة وهي قلة قليلة عدد أفرادها لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، في اجتماع عقد في العاصمة الاردنية قبل اسبوعين، وحرف الاجتماع عن هدفه الاساس في انشاء دار الافتاء الي تشكيل هيئة دينية جديدة في محاولة مقصودة لمشاكسة هيئة علماء المسلمين، واختيار رئيس الحزب الاسلامي (الاخوان المسلمين) في أوائل الستينات نعمان السامرائي وهو في عمر يقارب المئة، ويعيش لاجئا في السعودية منذ نصف قرن كرئيس للهيئة، وتنسيب أحمد عبد الغفور السامرائي رئيس الوقف السني السابق المقرب من أياد السامرائي أحد قادة الحزب الاسلامي نائبا له، واتضحت الصورة تماما، وبان الهدف المخفي من عقد الاجتماع الذي دعي اليه موظفون في الوقف السني وخطباء مساجد معروفون بعلاقاتهم التنظيمية مع الحزب الاسلامي المتعاون مع الاحتلال والمشارك في حكوماته الاربع المتعاقبة، ومن المحزن ان يتم تهميش شخصية دينية بارزة عرفت بالعلمية والاتزان والاعتدال، الشيخ الدكتور عبد الملك السعدي في الاجتماع وتنسيبه للعمل في لجنة هامشية من لجان الهيئة الجديدة بعد ان كان مرشحا لتبوؤ رئاسة دار الافتاء وهو كفء لها في الحقيقة.
ان مصير هذه الهيئة الجديدة سيكون مثل سابقاتها التي تشكلت في الأعوام الماضية، واحدة في البصرة يرأسها خطيب مسجد وعضو في الحزب الاسلامي، وثانية في الاردن يتزعمها رجل أعمال وصاحب بنك اسلامي سابق، وأخري في شمال العراق، وكلها لفظت انفاسها بعد الاعلان عنها في فترة وجيزة، وبقت هيئة العلماء ورئيسها الشيخ حارث الضاري، القوة الوحيدة في الساحة تحظي بالاجماع ليس من السنة العرب فقط، بل من جميع أطراف الخط الوطني العراقي، وظل الشيخ حارث رمزا للمقاومة وعنوانا للصمود في وجه الاحتلال وصنائعه ومستخدميه القدامي والجدد.