تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسـلح يقتـل 32 طالبـاً في حـرم جامعـة فيرجينيا



الحسني
04-17-2007, 12:32 PM
الحـادث الأكثـر دمويـة فـي تاريـخ مـدارس أميـركا وجامعاتها
مسـلح يقتـل 32 طالبـاً في حـرم جامعـة فيرجينيا
(السفير 17/4/2007 م)

في واحد من أخطر مظاهر العنف في المجتمع الاميركي، وفي حادث هو «الأكثر دموية» في تاريخ المدارس والجامعات الأميركية، شهدت جامعة «فيرجينيا التقنية» في ولاية فيرجينيا غربي العاصمة واشنطن، أمس، عملية إطلاق للنار أسفرت عن مقتل 33 شخصاً، لم تعرف هوية المسؤول عنها الذي أُعلن أنه انتحر، ولا أهدافه. لكن الهجوم «المروّع» جدد السجال الأميركي القديم حول امتلاك الاسلحة الفردية، التي يعتبر الرئيس جورج بوش من أبرز مؤيديها.
وأوضح مسؤول الأمن في الجامعة وينديل فينتشام، أن إطلاق النار بدأ عند ساعات الصباح الأولى في مهاجع الطلاب في مبنى «ويست امبلر جونستون»، الذي يضمّ نحو 895 شخصاً قتل أحدهم، وردّت الشرطة على المسلّح المشتبه فيه فوراً، ثم تجدد إطلاق النار بعدها بساعتين في مبنى كلية «نوريس» للهندسة، ما أودى بـ31 شخصاً آخرين. واضاف ان «مطلق النار انتحر». واوضحت الشرطة أنه من الممكن وليس من المؤكد ان يكون الحادثان مرتبطين، كما لم تعرف بعد هوية مطلق النار.

وقال مصدر في الشرطة إن المسلح استخدم مسدسين وأمشاطاً عديدة من الذخيرة.
من جهته، اعلن رئيس الجامعة تشارلز ستيغر أن الحادث أسفر عن سقوط 33 قتيلاً بينهم مطلق النار، واصفاً إياه بأنه «مأساة بمقاييس ضخمة». واضاف أن الجامعة، التي تضمّ 26 ألف طالب وطالبة، «مصدومة... ومروّعة حقاً» موضحاً «لا أستطيع حتى البدء بالتعبير عن مدى تأثري لهذا العمل المجنون، غير المفهوم والفظيع».

وانتقد الطالب جيسون بيات الكيفية التي استجاب بها المسؤولون الجامعيون عقب عملية إطلاق النار الاولى، قائلاً إنه «لم يصل بريد إلكتروني لتحذيرنا إلا بعد أن قتل 21 شخصاً آخر في مبنى تعليمي... هذا سخيف جداً».

وروى طالب على شبكة الانترنت ما قالته له صديقته التي اصيبت برصاصة في يدها. وقال ان مطلق النار «الذي يبدو انه ذو ملامح آسيوية» دخل قاعة الصف التي كانت فيها واطلق ما بين 8 و12 رصاصة قبل ان ينتقل الى قاعة اخرى.

ووسط «اضطراب وارتباك بالغين»، اندفع العديد من الطلاب نحو النوافذ هرباً من إطلاق النار، الأمر الذي رفع حصيلة المصابين إلى أكثر من 28 شخصاً، ما دفع بالأساتذة والطلاب، الذين طلب منهم عدم التجول، إلى نقل الجرحى والمصابين بأنفسهم من دون انتظار وصول سيارات الإسعاف.

وبرر ستيغر وصول بلاغ الجامعة متأخراً، باعتقادها أن إطلاق النار كان ناجماً عن نزاع وأن المسلّح هرب من الحرم الجامعي. وقال «لم يكن لدينا سبب للاشتباه بأن أي حادث آخر سيحدث»، مدافعاً عن اسلوب تعاطي الجامعة مع المأساة. واضاف «يمكننا ان نتخذ قرارات فقط استناداً الى معلومات نحصل عليها في الساعة نفسها. ليس لدى المرء ساعات للتفكير في الامر». واوضح ان الجامعة قررت الاعتماد على البريد الالكتروني ووسائل الكترونية أخرى لإبلاغ اعضاء الجامعة، لكن بوجود 11 الف شخص في الحرم عند الصباح، كان من الصعب الوصول الى الجميع.

وكانت الشرطة قد أعلنت، في وقت سابق امس، أنها تلقت خلال الأسبوعين الماضيين بلاغات عن تهديدات بالقنابل في الجامعة، لكنها لم تحدد ما إذا كان هناك رابط بين هذه التهديدات وعملية إطلاق النار.

إلا أن المتحدث باسم «مكتب التحقيقات الفدرالية» (اف بي أي) ريتشارد كولكو قال بأنه «سيتم التحقق من كل الاحتمالات»، مشيراً في الوقت ذاته بأنه لم يظهر حتى الآن أي دليل مباشر لوصف العملية بأنها إرهابية.

ومن المتوقع أن تعيد الجامعة فتح أبوابها صباح اليوم، لإجراء مراسم تأبين. ولا يتوقع أن تستأنف الدروس قبل الغد.

وتساءل رئيس مركز «برادي لمنع العنف الناجم عن الأسلحة» بول هيلمكي «ماذا فعلنا كأمة لضبط هذه المشكلة، مع كل هذه الحوادث المتشابهة، لقد ضاعفنا معدّل التجــارة اليومية (بالأسلحة) بسبب فشلنا في التعامل مع انتشار الأسلحة في بلدنا»، مشيراً إلى أنه لم يصدر أي تشريع حتى اليوم «يتحكم ببيع السلاح».

من جهتها، لفتت العالمة النفسية في جامعة ايموري الطبية ندين كاسلو إلى أن «مشكلة العنف في المباني التربوية الأميركية أكثر بكثير مما نظن»، حتى أنها ذهبت إلى حد القول بأن «ثقافتنا الأميركية مليئة بالعنف.. الأطفال يشاهدون بكل بسـاطة القنـوات التلفزيونية التي تقصفنا بمشاهد العنف».

وقال عضو جمعية «أهالي فرجينيا ضد العنف بالسلاح» جيم سولو «نعيش في مجتمع، السلاح فيه مقبول.. هناك 200 مليون مسدس في هذا المجتمع.. ومن الواضع أن بعضها يحمله الأشخاص الخطأ».

أما بوش الذي «راعه» ما حدث في الجامعة، فقال إنه «يؤمن بحق الفرد بحمل السلاح شرط أن تُتَّبع القوانين»، على حد قول المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو. واعتبر بوش أنه يتعيّن على «المدارس أن تكون أماكن تعليم آمنة ومقدسة... اليوم أمتنا تحزن على الذين خسروا أعزاء لهم في الجامعة».

وقالت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي، من جهتها، «هذه أسوأ عملية إطلاق نار داخل حرم جامعي في تاريخ البلاد»، داعية إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً في الكونغرس، فيما رأى حاكم الولاية تيموثي كاين أنه «من الصعب فهم عنف أحمق بهذه الدرجة».

وهذا أسوأ حادث إطلاق للنار في مبنى تربوي أميركي، منذ مقتل 15 شخصاً في جامعة تكساس في العام ,1966 وثاني حادث من هذا النوع في الجامعة ذاتها قبل أقل من عام، عندما لجأ سجين هارب إلى الحرم في آب الماضي، متسبـباً بمقــتل حارس وشرطي.

وتذكّر هذه المأساة بأخرى وقعت في جامعة كولومبين في ولاية كولورادو وروعت البلاد، عندما قتل تلميذان 12 من زملائهم وأستاذاً، قبل أن ينتحرا في 20 نيسان .1999

أول موقف دولي جاء من الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي قدّم تعازيه للولايات المتحدة، معرباً عن تعاطفه و«تضامنه الكامل» باسم كل الفرنسيين، مع نظيره الأميركي ومع أسر الضحايا والشعب الأميركي، مضيفاً أنه شعر بالصدمة والذعر عند سماع النبأ.


http://www.assafir.com/Photos/Photos17-04-2007/15251[047]4.JPG