تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما أشبه يوم لبنان بأمس سورية!



FreeMuslim
04-17-2007, 09:12 AM
ما أشبه يوم لبنان بأمس سورية!
15-4-2007
http://www.alasr.ws/images/asr-spacer.gif

بقلم الطاهر إبراهيم

العلاقة بين سورية ولبنان أكبر من علاقة بين بلدين عربيين جارين وأوسع، على الأقل خلال ما عرفناه من هذه العلاقة على مدار القرن العشرين. وإذا كان هناك من تمايز بعض الشيء خلال ربع قرن من الاحتلال الفرنسي (1920م — 1946م)، بسبب الخصوصية، التي كانت للبنان عند الفرنسيين المحتلين بسبب الوجود النصراني في لبنان (ما يقارب ثلث عدد اللبنانيين)، فإن هذه الخصوصية كثيرا ما وظفت لصالح البلدين، وليس العكس.

لا نريد أن نجعل العلاقة بين البلدين سمنا وعسلا فحسب، فقد شاب هذه العلاقة منغصات، كثيرا ما كانت سحابة عارضة، ثم لا تلبث أن تنقشع بعد مطر يخلف سيلا هنا وثلوجا هناك ،وكأن ما حصل أراد أن يذكر الشعبين بأن ما بينهما أكبر من هذا العارض. قد لا نستطيع أن نستوعب كل الأحداث التي كان للبلدين فيها موقف واحد أو مختلف، ولكننا نذكّر بحالات لم تكن تمر مرور الكرام.

بعد أن صدر حكم بالإعدام في لبنان على زعيم الحزب القومي السوري "أنطون سعادة"، هرب إلى سورية، بعد أن وعد "حسني الزعيم" قائد أول انقلاب في سورية، بألا يسلمه إلى حكومة لبنان. غير أن الأمر جرى على خلاف ذلك، ليتم تسليمه ثم إعدامه في ملابسات لا يدري أحد ـ على وجه الدقة ـ حقيقتها التي ماتت مع موت أبطالها.

كما أننا لا نعرف فيما إذا كان هناك من علاقة بين تسليم "سعادة" واغتيال العقيد "عدنان المالكي" في عام 1955م، وما جرى من اتهام الحزب القومي السوري باغتياله، ما أدى إلى حل الحزب في سورية كما جرت ملاحقات واعتقال لقيادات فيه.

أوردت ـ من الذاكرة ودون العودة إلى المراجع، إذ ليس المقصود هنا التوثيق ـ هذه النبذة التاريخية المشوشة عن فترة كانت أكثر فترات سورية اضطرابا، ألا وهي عقد الخمسينيات التي شهدت، إضافة إلى ما ذكر، انقلابين قادهما "أديب الشيشكلي" ثم انقلابا عليه في عام 1954م، ومن ثم عودة الحكم المدني وانتخاب "شكري القوتلي" رئيسا لسورية للمرة الثالثة (كانت الأولى أواخر عهد الانتداب الفرنسي والثانية في عام 1948م).

كما جرى في فترته الثالثة اغتيال "عدنان المالكي"، حيث استغل البعثيون الاغتيال ليحكموا قبضتهم على الجيش ، وتشكلت حكومة "التجمع القومي" برئاسة "صبري العسلي"، التي ضمت البعثيين وحزب الشعب والحزب الوطني وآخرين، لكن الجميع كان تحت مظلة الجيش الذي كان له الكلمة العليا.

ونتيجة لسيطرة الضباط البعثيين، فقد أطيح عام 1957م بقائد الجيش اللواء "توفيق نظام الدين" وجاء بدلا منه اللواء "عفيف البزري"، وكان مواليا للشيوعيين، ما أثار نقمة "الضباط الشوام" الذين كانوا يشكلون كتلة تكافئ ـ وقد تزيد ـ كتلة الضباط البعثيين. ولم يجد الضباط ـ من الطرفين ـ مخرجا لهم من هذا المأزق إلا الذهاب إلى القاهرة والاتفاق مع جمال عبد الناصر على قيام دولة الوحدة بين مصر وسورية في شباط عام 1958م.

لقد مرت دولة الوحدة بين سورية ومصر كحلم يرى فيه النائم أحداثا مغلفة بالسعادة، لكنها سعادة تخامرها أمور لا يدري النائم كيف تتشابك فتفسد عليه حلمه ليستيقظ منه على أمور تنغص عليه حياته. وقد تبين فيما بعد أن الذين سعوا للوحدة كان: "للجمل فيها بال وللجمّال بال آخر"، أو كما يقول المثل.

في سورية كانت معركة كسر العظم بين البعثيين الذين خسروا مواقعهم في الجيش بعد أن صار أكثرهم وزراء، وبين دولة المخابرات بقيادة وزير الداخلية "عبد الحميد السراج" الذي كان الحاكم بأمره في دمشق. وبين الوزراء البعثيين الذين استقال أكثرهم بعد أقل من سنة (الحوراني والبيطار وآخرون)، وبين عبد الحميد السراج، كان هناك ضابط صغير يعمل بصمت في زاوية صغيرة مظلمة قرب مكتب المشير "عبد الحكيم عامر" في دمشق.

وهكذا استطاع المقدم "عبد الكريم النحلاوي" ـ وكان سكرتيرا في مكتب المشير ـ أن يكون خيطاً نظم حبات العقد من الضباط السوريين الناقمين على تجاوزات الضباط المصريين في الوحدات العسكرية المحيطة بدمشق.

وبين عشية وضحاها، زحفت وحدات من الجيش على رئاسة الأركان، حيث يوجد المشير، ومن ثم إلى مبنى الإذاعة ليعلن منها البلاغ رقم واحد، وكان السوريون ظنوا ـ بعد قيام دولة الوحدة ـ أنهم تخلصوا من البلاغات العسكرية وإلى الأبد، ولكن "النحلاوي" خيب ظنهم. لقد جاء الانقلاب على عبد الناصر وهو في أوج قوته وفي أوج بريقه في السلطة، ليكشف لنا عن هشاشة ذلك البنيان الذي كان "من برا رخام ومن جوا سخام"، ليكتب سطرا آخر من تاريخ سورية في أمسها الغابر، معلنا أنه ما يزال لدى السوريين كثير مما يمكن أن يقال حتى ولو كان ذلك في عهد عبد الناصر.

وقد سجل لنا التاريخ أن البعثيين، الذين حملوا الرئيس "شكري القوتلي" على إبرام الوحدة مع الرئيس "جمال عبد الناصر"، كانوا أول من وقّع وثيقة الانفصال عن مصر، حيث وقع عليها "صلاح البيطار" و"أكرم الحوراني" من بين 25 شخصية سياسية سورية وقعوا على تلك الوثيقة. وكذلك سجل لنا التاريخ أن "عصام العطار" المراقب العام للإخوان المسلمين، رفض توقيع وثيقة انفصال سورية عن مصر.

أما يوم لبنان فما كان ليختلف كثيرا عن أمس سورية إلا في بعض التفاصيل. حيث لم يكن لبنان بعيدا عما كان يحصل في سورية أيام الوحدة. بل إن الأحداث التي تفجرت في عهد

الرئيس الأسبق "كميل شمعون"، لم يكن إلا تعبيرا عند بعض اللبنانيين عن تعلقهم بجمال عبد الناصر كقائد ورمز، لكن الفرز الطائفي كان له الدور الأكبر. وإذا كان المخاض السوري قد أدى إلى فصل دولة الوحدة، فإن لبنان قد بقي هو لبنان رغم كل ما كان.

وكما ذكرنا عن مسيرة الوحدة في سورية، وأنها لم تستطع أن تسلخ السوري عن سوريته، فإننا نقول أن ثلاثة عقود عجاف، كان لسورية فيها الكلمة الفصل في لبنان، لم تستطع أن تغير من تركيبة الشعب اللبناني. فما إن خرج الجيش السوري من لبنان حتى رأينا اللبناني يقف ليعبر عن لبنانيته، وكأن تلك العقود الثلاثة لم تكن قد مرت على لبنان من قبل.

وحتى من لا يزال من اللبنانيين على علاقة حسنة مع النظام السوري ـ باستثناء حزب الله وحركة أمل ـ فإنما يعبر عن مصلحة وقتية، لا تلبث أن تزول مع زوال تلك المصلحة.

عندما نعنون لمقالنا بعنوان "ما أشبه يوم لبنان بأمس سورية!"، فليس لأننا نستلهم التاريخ فحسب، بل إننا نقول ما أشبه سورية بلبنان. وفي النهاية نحن شعب واحد في بلدين. والذين يزعمون خلاف ذلك هم أنفسهم يرفضون ذوبان هذا الكيان في ذلك الآخر، عندما لا يكون لهم مصلحة في هذا الذوبان.
[/URL]


4 تعليق حتى الآن ( <A href="http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8858#add">اضف تعليقك على المادّة فوراً )
[URL="http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8858#2"]http://www.alasr.ws/myfiles/images/comment_icon.gif (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8858#top) من قال... | سعيد إبراهيم يقول...
أعجب من الذين يصرون على كلمة "شعب واحد في بلدين" فسوريا و شعبها الآن بلد و لبنان و شعبه بلد و عندما يتوحد العراق و الكوبت و مصر و لبيبا نقول سوريا و لبنان شعب واحد في بلدين. نحن اللبنانيين الذين ولدنا بعد استقلال لبنان لا يمكن أن نتفاعل الآن مع الجارة سوريا بهذه الخفية و السرعة فكل شيىء اضحى مختلفاً من الاقتصاد و السياسة و النظم التعليمية و الاعلام و حتى العادات و التقاليد، لقد مر أكثر من نصف قرن و كل بلد يغنى على ليلاه و إذا أردنا أن نقول شعب واحد في بلدين على كل من الشعبين فهم الآخر و تبني فكر مشترك لهما، فنحن في لبنان نشعر أن الآردني قريب لنا أكثر من السوري و طبعاً ذلك نتيجة للنظم السياسية التي حكمت هذه البلاد و كانت الشعوب بكل أسف ضحية لها، لذلك أسأل / من قال: ان الشعب السوري و اللبناني شعب واحد في بلدين

http://www.alasr.ws/myfiles/images/comment_icon.gif (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8858#3) أنا أقول نفس ما يقوله الأخ سعيد ولكنه أخطأ فهم ما أقول | الطاهر إبراهيم يقول...
تعليق على السريع على كلام الأخ سعيد. فأنا عندما أقول أننا شعب واحد في بلدين أي أن لكل من سورية ومن لبنان دولته واستقلاله ولا ينبغي التدخل في شئون البلد الآخر. وما فعله حافظ أسد وأتباعه في لبنان كان تجاوزا على حقوق الشعب اللبناني. وعلى كل حال ما يفعلونه بالشعب السوري أسوأ مما يفعلونه في الشعب اللبناني.

http://www.alasr.ws/myfiles/images/comment_icon.gif (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8858#4) لماذا كل هذا النكران لسوريا | أحمد منصور يقول...
أعجب كل العجب من الأشقاء اللبنانيين دون استثناء والله إننا نحن السوريون لنحبهم جميعاً دون استثناء كما نحب أنفسنا ونتألم لألامهم وينغصنا حقا ماينغصهم ويبهجنا مايبهجهم ولقد استقبلناهم كما غيرهم في بيوتنا ثلاثاً وليس لنا في ذلك منة إنما أقل واجب لنا تجاههم الأولى غداة حربهم فيما بينهم عام 1958 استقبلنا السنة منهم والثانية عام 1976 استقبلناهم جميعا وخاصة المسيحيين منهم وعام 2006 استقبلنا الشيعة منهم ومع ذلك يتحامل النزقون والطائشون منهم علينا وينكرون نسبهم لنا وأننا شعب واحد وأن سايكس بيكو هي عبارة عن وهم كبيت عنكبوت
لماذا أيها الأشقاء تعشقون الغرب وخاصة فرنسا وتستعلون علينا حسبنا الله من نكران المودة
ومع ذلك إن فرطتم بنا فلن نفرط بكم ولئن بعتمونا فسوف نشتريكم لا طمعا بما آتاكم الله بل لأنكم أشقاؤنا وذوي رحمنا كما الفلسطينيين والعراقيين وغيرهم

http://www.alasr.ws/myfiles/images/comment_icon.gif (http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&ContentId=8858#5) الى الأخ أحمد منصور | سعيد إبراهيم يقول...
من قال ان اللبنانيين يعشقون فرنسا، ما هذه النظرة الضيقة للأمور، ثم تقول "ولقد استقبلناهم كما غيرهم في بيوتنا ثلاثاً وليس لنا في ذلك منة إنما أقل واجب لنا تجاههم الأولى غداة حربهم فيما بينهم عام 1958 استقبلنا السنة منهم والثانية عام 1976 استقبلناهم جميعا وخاصة المسيحيين منهم وعام 2006 استقبلنا الشيعة منهم ومع ذلك يتحامل النزقون والطائشون منهم علينا وينكرون نسبهم لنا" من قال ان اللبنانيين ناكرو الجميل هل تعلم يا أخ ان كل الشعب اللبناني المسلم السني يتألم لما يحصل في سوريا من مآسي للسنة لما يفعله الطائشون منهم فأين كنت يا أخ حين كان الجيش السوري في لبنان عيث فسادا و يسرق و ينهب و بعذب السنة طبعاً كان الشعب السوري المسكين مكبوت لا يجرؤ على الكلام، هذا أحد مصائب المسلمين : مسلمو سوريا : كبت و أخفاق اقتصادي و فوق ذلك تشيع و اتهام للغير بأنه عميل لفرنسا. يكفي أن السنة في لبنان حاربوا و صدوا اسرائيل و دمرت منازلهم و بيوتهم، يكفي ان العمال السوريين في لبنان يشتغلون من دون دفعغ أي ضرائب و من دون صرف قرش واحد في لبنان و نشمع أن سوريا استقبلت ، ألا يكفي لبنان استقلالاً.
ندائي إلى الاخوة السنة في سوريا : استيقظوا و لا تظنوا سوءاً بأخوانكم و اعلموا ان النظام العلوي هو عدوكم الأول.