تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من وحي نسيج العنكبوت



حفيدة الصحابة
04-16-2007, 12:43 PM
من وحي نسيج العنكبوت


كنت أفكر في العنكبوت الذي يبني بيتاً غاية في الغرابة ليصطاد ذبابة... فوجدت لذة في اختيار أسماء جديدة له... فسميته تارة ..صهيون... وتارة... أمريكا.......و......و.....وماوجدت للذبابة الحبيسة سوى إسم واحد...هو المسلمين. ! .

في الحقيقة آلمتني الفكرة وأسفت عليها إلا أنها عادت تعترض طريقي بصورة مختلفة ... صورة مضحكة مبكية ... عندما عقد ذهني مقارنة بين الإنسان المسلم و الحمامة المحشوة على المائدة ...وتمتمت في زوايا نفسي: " لو أحسنت الطيران ما أُكِلت "
وأبى وجهي أن يتفائل بعد هذا الشوط من التفكير ... ورائحة الموت والإضطهاد التي تُخلفها الراجمات على أرصفة بغداد..وسفوح الشيشان...ازكمت انفي...
قلت بصوت لايكاد يسمع : "لو" ... ولا أدري كم من الوقت انصرم إلى أن طارت بي "لو" ... وحلقت بي هناك على قمم العِزَّة ..
فرأيت سماء ملبدة بالغيوم ..داكنة ترعد وتبرق... ومطراً ينهمر بقسوة... والناس في مكة رغم البرد ..ينصهرون .. ويتطلعون إلى السماء بعيون باكية مستغيثة في حين تتزلزل جدران الكعبة المشرفة تحت قذفات المنجنيق ... الجميع تلتهمهم مشاعر الدهشة...الخوف... الهلع... القشعريرة..
وفي دار "أسماء بنت أبي بكر"_رضي الله عنهما_ يقف العملاق شامخاً مشرئباً... تكلل هامته عمامة تُخفي تحتها بركاناً من الكبرياء...والإصرار على فعل شيء... أي شيء.
كان ذلك العملاق هو (عبدالله بن الزبير) رضي الله عنه..
جد ( أسامة و خطاب و ابا مصعب والبغدادي ..و..كل أسود الجهاد المتربعين على قمم العزة والشموخ .. )
"الحجاج" يحاصر دار الله الحرام ... ويقذفها دون حياء من صاحب الدار...وفلذة كبد "أسماء" مطلوب حياً ... أوميتاً... كما هو الحال الآن مع أحفاده ... !! فالتاريخ يعيد نفسه .. وعجلة الأيام تدور .. وسنة التدافع بين الحق والباطل باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها...!
يريدون رأس ابنها...ليعلقوه على بوابة دمشق... يتأرجح ذات اليمين وذات الشمال... أمام شماتة الشامتين... عبدالله متردد ... تطن في رأسه...ألف (لا) تقابلها ألف (نعم) ... ولايجد الحائر إلا قلب أمه يستعين بمشورته موقناً أنها ستًرجِّح (لاءه) في أمر الخروج لقتال الحجاج...
لكن..ليسألها...ولا ضرر من المحاولة... وهنا لاتتكلم أسمـــاء وإنما تنطق عظمة التاريخ...وقمة البطولة من خلال حنجرتها مُرجحة (نَعَمِه) في أمر الخروج...
ويتردد الضعف الإنساني من داخله فيسأل .. ولكن أخاف يا أمـاه إذا ظفروا بي أن يمثلوا بجثتي ..؟!!
فتنطق ..أسماء.. بل تنطق العظمة بلسان أسماء.. قائلة: ( امض يا بنيَّ ... فوالله لايضر الشاة سلخها بعد ذبحها)
سلخها بعد ذبحها...سلخها بعد ذبحها...سلخها بعد ذبحها ... هبطت بي هذه الكلمات من ديار العزة والكرامة.. على واقعنا المرير..
فأسماء... إمرأة بأمه... في حين أن كلاً منا اليوم لم يستطيع أن يكونَ نفسهَ فضلاً على أن يكونها... يالفداحة الفشــل..!!
...إيه... يا أسماء... ليتك ترين نساء عصرنا اليوم وجل إهتمامهن ... !!
بكيت في داخلي بصمت عندما وجدت أن جدودنا كانوا بعقيدتهم ملوكاً ... ونحن بعقيدة (الفش فاش) لم نتعد كوننا فئراناً في مصيدة .. وعذراُ للتشبيه - على أنه مهما يكن من قذارة الفأر...
فإن منظره في المصيده يثير الرثاء...
عند هذا الحد بدأت أنبش في أرشيف أفكاري أبحث عن سر شقائنا..ووجدت السر عندما أيقنت أن المسلم الشجاع المتطلع إلى آفاق مشمسة بأشعة البطولة..ودفء الخلافة... قد مات ولم يبق منه اليوم إلا ثَمِلُُُ منغرز في الوحدة والخوف... تزحف غرائزه في الظلام كالحشرات الليلية وكأن دفعة قوية نحو التمرغ في التراب تنفخ في أعضائه..
وقد يكون السر أننا نبحث عن معادلة دون أن يكون لدينا تأهيل علمي ننظر ببلاهة... وننتظر ببلاهة أكبر أن ينزل علينا الوحي.. ولأنه لايوجد وحي في عصرنا فلم يبق لأمثالنا إلا التسول.

اليوم... الجو في مجتمعاتنا مشحون بالشعور بالإثم .. ويعصرنا خزي لم نشعر به من قبل.. الخوف في كل مكان يلجم أفواهنا...ويكبلنا.. تلك اللعنة الأبدية التي تدفن رأسها في الرمال اللزجة بصديد الإثم.. ولاتموت..!!
نرى إخواننا تمزقهم أنياب عدوّنا .. فتتلاقى أعيننا في دهشة منزعجة.. وكل رأس تطن فيه فكرة واحدة تقول : ( فليكترث بذلك غيري ) .. ياللسخرية..!
يبدوا أننا استكنا إلى نار الظلم .. وبدأنا نُكيِّف أنفسنا على فكرة تقول : ( إنه لو قذف بنا إلى الجحيم فإننا حتماً سنعتاده .. ونألف الزبانية..!!)
أما ماذا فعلنا ؟؟ فالإجابة عليه مختصرة تقول : ( كل مافعلناه حتى اليوم أننا نقذف بين الفينة والفينة بألفاظ مدببة لاتلبث أن تدور مع دورة الأرض .. لتعود إلينا فتصيبنا وتدمينا .. !

لماذا لانعترف بأن الفجر كان يتكلم عندما كان هناك من يستحق الخطاب ..! واليوم صار فجرنا أبكم ..؟
لماذا لانفهم بعد أن الداء جاء من داخلنا - لقد كانت الخيانة راقدة كحشرة تنتظر من ينبش الأرض بمخالبه الغادرة ليخرجها .. فترفع رأسها في كبرياء وشموخ ملطخ بلون الدُّن والسقوط... وقد حدث.. جاء الخونة من داخلنا وأخرجو الخيانة من رمسها .. وبعثوها حيَّة قبيحة تهدمنا من أساساتنا...
فلعنة الله على الخونه من الطواغيت وأذنابهم ..

أعداؤنا .. وصمة العار في جبين البشرية.. نحن ننفر منهم فليكن ردُّنا عليهم حازماً قاصماً كنفورنا..!
لابد أن يتلقى الطاغية من أيدينا صفعة فولاذية...
ولتكن صفعة بقوة طغيانيه... ولتكن قاضية.. وليحترق باجترار آثامه... يجب أن لانواصل هبطونا درجات جديدة في أحضان اليأس .. وألا نغادر أراضينا كأعواد جافة متقصفة اخترمتها دودة عاتية...
ويكفينا مافعلنا بأنفسنا.. يكفينا ذلاً أننا جعلنا خدودنا للصفع..!.. وآذاننا لتلقي الإهانات..
ولم يعد في وجوهنا أعين تميز بين ما يمسُّ الشرف ومالا يمسُّه..
رغباتنا أذلتنا...وبريق خيوط العنكبوت أغرانا بالإرتماء في المصيده ..
وحتى نخرج منها يجب علينا أن نرتفع فوق كل رغبة...
عندها..ستترامى الدنيا تحت أقدامنا حفنة من التراب... لاااااااشيء .....

وهنا استفقت من تفكري .. وتلفتُّ حولي أبحث عن مصدر الصوت .. وهتفت في داخلي :
(الله أكبـر)..
لقد نطق الفجر .. عاد يتكلم كالسابق قال لي :
إن اللحظة الفاتنة نصنعها بأيدينا .. ويمكن لها أن تمتدَّ في المكان إلى الأبد وقد يتغير كل شيء إذا..تحرر الإنسان من جور العبودية للطاغوت.. إلى عدل ورفعة وشرف العبودية للواحد المنان ..

عندها.. ستنطلق رصاصات الفجر البيضاء .. على شبح الليل الأسود. فترديه قتيلاً ..
تسطر في ذكرى التاريخ صفحة مجيدة تحكي قصة أمةِِ نذرت أبناءها لإعلاء كلمة التوحيد..
...

أختكم في الله .. حفيدة الصحابة

مقاوم
04-16-2007, 12:52 PM
رائعة ما شاء الله!!

ليتك جعلتيها مشاركة في موضوع "تأملات ...." في الصوت الإسلامي كذلك!

fakher
04-16-2007, 01:55 PM
مكانها هنا جميل يا مقاوم ..

بارك الله بالأخت حفيدة الصحابة على هذه المشاركة الأكثر من رائعة ...

حفيدة الصحابة
04-19-2007, 09:29 PM
الإخوه الكرام ...
مقاوم ..و.. فخر..
جزاكم الله خير على مروركم الكريم ..
وأحسن إليكم ..

هنا الحقيقه
04-20-2007, 10:16 AM
كلام جميل صادق اكيد لا يخرج الا من حفيدة الصحابه

lady hla
04-28-2007, 03:25 PM
........ السلام عليكم .........



...... أهلين بـ حفيدة الصحابة .... الحمد لله على السلامة .....!......


سلامي اليك
lady hla
القدس

فـاروق
04-28-2007, 04:10 PM
ما شاء الله...قمة...

يكفي انني تذكرت اسماء بنت ابي بكر...رضي الله عنها من امراة...بالف رجل